//

الدر المنظوم لذوي العقول و الفهوم - الإمام عبدالله بن علوي الحداد - Kitab Alhaddad-2







الدُّرُّ المَنْظُومْ لِذَوْي العُقُول وَ الفُهُومْ

للإمام قطب الدعوة والإرشاد

الحبيب عبدالله بن علوي بن محمد بن أحمد الحداد
العلوي الحسيني الحضرمي
(1044-1132 هـ)








  بسم الله الرحمن الرحيم  

قال سيدنا القطب عبدالله بن علوي الحداد نفع الله به :
يَا رَبَّنَا يَا رَبَّنا ... يَا رَبُّ يَا أَهْلَ الثَّنَا
يَا ذَا الجَلاَلِ وَذَا العُلَى ... يَا ذَا البَهَاءِ وَذَا السَّنَا
أَحَطْتَ عِلْماً سَيِّدي ... بِمَا تَقَاصَى ودَنَا
وَلَكَ الَمِشيئَةُ , مَا تَشَا ... كَانَ ذَلِيلاً مُذعِنَا
وَعَلَوْتَ عَنْ إِدْرَاكِنَا ... وَ إِنْ أَطَلْنَا الإِعْتِنَا
فَنِهَايَةُ المتُعَمِّقيـ ... ـن تَحُيُّرٌ يَا مُمْعِنَا
مَاعَنْهُ حِرْنَا إِنَّمَا ... فِيهِ نَحِيرُ لِعَجْزِنَا
إنَّ الوُجُودَ بأسْرِهِ ... بِالَواحِدِيةِ مُعْلِنَا
بَهَرَتْ بَدَائِعُهُ العُقُولَ ... فَغَدا المُوَفَّقُ مُوقِنَا
وَتَثَبَّطَ المُتَشَكِّكُونَ ... وَكَأنَّهُمْ لَيْسُوا هُنَا
سُحْقاً لِمَنْ يَشُكُّ في ... الْحَقِّ وَقَدْ تَبَيِّنَا
يَا أَوَّلاً يَا آخِراً ... يَا ظَاهِراً يَاَ اطِناً
لَكَ القِدَمْ وَ لَنَا الحدُوُثُ ... وَلَكَ البَقَا وَلَنَا الفَنَا
يَا حَيُّ يَاقَيُّومُ إنْ ... وَكَلْتَنَا فَمَنْ لَنَا
حَاشَاكَ أَنْ تُهْمِلَنَا... حَاشَاكَ أَنْ تُخَلِّنَا
يَا أَملَ المُؤَمِّلينْ ... وَيَا مَلاَذاً كُنْ لَنَا
فَمِنْكَ كُلُّ خِيرَةٍ ... وَكُلُّ نِعْمةٍ بِنَا
أَحْسَنْتَ فِيمَا قَدْ مَضَى ... أَبِّدْ وَزِد يَا مُحْسِنَا
هَا أَنا ذَا عُبَيْدُكَ الـ ... ـجَانِي المُقَصِّرُ بِالفِنَا
مُسْتِغْفِراً لِذَنْبِهِ ... مُعْتَرِفاً بِمَا جَنَى
يرَىَ افْتِقَارَهُ إلَيْكَ ... عَلَى الدَّوَامِ هُوَ الغِنَى
وَلِعِزِّ قَهْرِكَ خَاضِعٌ ... مُتَوَاضِعٌ مُتَمَسْكِنَا
وَلَقَدْ سَبَتَهْ حُظُوظُهُ ... حَتَّى لِقِي مِنْهَا العَنَا
مَلَكَتْهُ أُمْنِيَّاتُ نَفْسٍ ... هَمُّهَا عَرَضُ الدُنَا
وَلَقَدْ أَتَاكَ بِيَأْسِهِ ... عَمَّنْ سِوَاكَ وَلاَ اْنثَنَى
صِفْرَ اليَدَيْنِ يَمُدّهُاَ ... فَأَنِلْهُ غُايَاتِ المُنَى
وَأَذِقَهُ بَرْدَ رِضَاكَ عَنْهُ ... يَدْمْ لَهُ مِنْكَ الهَنَا
وَأَحْيِهِ لَكَ مُسْلِماً ... وَتَوَفَّهُ بِكَ مُؤْمِناً
وَاجْعَلْهُ يَوْمَ نُشُوْرِهِ ... مِنْ كُلِّ خَوْفٍ آمِنَا
( بمُحَمَّدٍ وَبآلِهِ ... وَبصَحْبهِ ٍسُرُجِ الدُنَا
وَالتَّابِعِينَ وَصَلِّ يَا ... رَبِّ عَلَيْهْم وَاْهدِنَا
فيِمْنْ هَدَيْتَ وَكُنْ لَنَا ... مُتَوَلِّياَ يَارَبَّنَا )
(1/46)

ترتيب الديوان على حروف الهجاء (1)
====================
حرف الهمزة:
========
* * * * * * *
وفيه قصيدة واحدة

--------------------------
(1) أي ما عدا حروف : الثاء والخاء والذال و الشين المعجمات ، والصاد والضاد والطاد والظاء والغين المعجمة فإنه ليس بها قصائد.
(/)

قال رضي الله عنه :
أَمُوتُ بِدائِي وَالدَّوَا فِي يَدَيْكْمُ ... أَحِبَّةَ قَلْبِي أَنْعِمُوا بِدَوَائي
إذَا كَانَ دَائِي أَصْلُهُ الُبْعدُ عَنْكُمُ ...فَإنَّ دَوَائِي قُرْبُكُمْ وَشفَائِي
تَوَالَتْ كُرُوبِي مُذْ ضَرَبْتُمْ حِجَابَكُم... فَهَلْ مِنْ سَبِيلٍ لي لِكَشْفِ غِطَائِي
أَطَلْتُمْ بعَادِي بَعْدَ قُرْبٍ أَلفْتُهُ ...فَعُدْ يَازَمَانَ القُرْبِ قَبْلَ فَنَائي
لَئِنْ دَامَ هَذَا الهَجْرُ مِنكُمْ وَفِي الحَشَا ... مِنَ الْوَجْدِ مَا فِيَها وَرَدْتُ ثَرَائِي
يُعَيِّرُنِي مَنْ لَمْ يَجِدْ مَا وَجَدْتُهُ ...بِمَا نَالَنِي مِنْ وَحْشَةٍ وَ ضَنَائِي
وَفى الْقَلْبِ شُغْلٌ عَنْ سَمَاعِ انْتِقَاَدِهم... بِتَأْمِيْلِ وَصْلٍ بَعْدَ طُوْلِ تَنَائِي
أَقُولُ لَنَفْسِي سَاعِياً فىِ اخْتِبَارِهَا ...تَسَلِّي بِدُنْيَا عَنْهُمُ وَمُنَائِي
فَقَالَتْ : أَخُلْفٌ بَعْدَ وَعَدٍ وَعَدْتَنِي ...بِأَيْمَنِ ذَاتِ البَانِ يَوْمَ وَنَائي
وَقَدْ أَضْرَمَ البَيْنُ المُبَرِّحُ نَارَهُ ...فَقُلْتُ سَيُطْفَى حَرُّهُ بِلِقَائِي
وَلَمَّا حَدَا بِي حَادِيُ الشَّوقِ قَاصِداً ...إلَيْكُمْ بِجُنْدَيْ فِطْرَتي وَهَوَائِي
دَعَتْنِى إِلَيْهَا ذَاتُ مَكْرٍ وَحيلَةٍ ... وَقَالَتْ : أنَا المَقْصُودُ لَيْسَ سِوَائِي
فَأُفٍ لَهَا خَدَّاعةٌ لاَ تَغُرُّنَي ... بَروْنِقَها الَمْمدُودِ فُوْقَ خِبَائِي
تَنَحَّحي تَنَحَّي لاَ سَلاَماً وَلاَ رِضَاً ... تِريدين قَطْعِي عَنْ سَبِيلِ غَنَائِي
تَحقَّقْتُ مَطْلُوبي فأَسْرَعْتُ نَحْوَهُ ... فَدَامَ سُرُورِي وَاْضمَحَلَّ عَنَائِي
وَدَامَ شُهُودِي وَاْسْتَمَرَّتْ مَوَاسِمِي ...وَطَابَ زَمَانِي وَاسْتَدامْ صَفَائِي
بِرَبّي قِيَامِي لاَ بِنَفْسِي وَلاَ السِّوَى ... فَشُكْري لَهُ سُبْحَانَهُ وَ ثَنَائِي
(1/47)

حرف الباء الموحدة :
===========
* * * * * * * * * *
وفيه خمس عشرة قصيدة
(/)

قال نوَّر الله ضَريحَه :
أَلاَ يَا نَازِلِينَ عَلَى الكَثِيبِ ... مِنَ الوَادِي عَلَى الَمْرعَى الَخِصيبِ
نَأَتْ بِي عَنْكُمُ الدَارُ فَمَا لِي ... وَلِلْبُعْدِ المُفتِّتِ لِلْقُلُوبِ
تُرَوِّعُنِي الْحَوَادِثُ كُلَّ حِينٍ ... وَتَقْصِدُنِي مَهُوْلاَتُ الْكُرُوبِ
وَلَوْ أَنِي مُقِيم فِى حِمَاكُمْ ... أَرَاكُمْ لَمْ أُهَدَّدْ بِالخُطُوبِ
وَلَمْ أَسْلُوكُمُ يَأَهْلَ وُدِّي ... فَلاَ تُصغُوا لإرْجَافْ الْكَذُوبِ
يَرَى أَنِّي خَلُّي عَنْ هَوَاكُمْ ... وَلاَ يَدْرِي بمَا بَيْنَ الجُنُوبِ
أُحِبُّكُمُ لَكُمْ وَلِمَا مُنِحْتُمْ ... مِنَ الإِحْسَانِ وَاللُّطْفِ الْعَجيِبِ
فَكَمْ أَهْدَتْ إِلَى سِرِّي يَدَاكُمْ ... مَوَاهِبَ دُونَهَا أَرَبُ الأَرِيبِ
وَكَمْ بَرَزَتْ لِرُوحِي مِنْ حِمَاكُمْ ... مُجَجَّبَةٌ عَنِ الفَطِنِ اللَّبِيبِ
و لِي أَمَلٌ وَرَا هَذَا بَعِيدٌ ... وَ ذَاكَ بِأَنْ أَصِيَر إَلَى الحْبَيِبِ
فَأَشْهِدَهُ مُشَاهَدةً و أَفْنَى ... عَنِ الْكَوْنِ البَعيِد مَعَ الْقَرِيبِ
وَأَنْ أَبْقَى بِهِ بَعْدَ التَّفَانِي ... فَيَا بُشْرَايَ مَا أَوْفَى نَصِيِبي
* * * * *
(1/48)

وقال رضي الله عنه :
أَنْتُمُ أَنْتُمُ أَحْبَّةُ قَلْبِي ... وَمُرَادِي مِنَ الوُجُودِ وَحَسْبِي
وَإِذا مَا وَجَدْتُكُمْ طَابَ عَيْشِي ... وَتَوَلَّى هَمِّي وَغَمِّي وَكَرْبِي
وَيرِقُّ لِيَ الزَّمَانُ و يَحيا ... كُلُّ مَيْتٍ مِنِّي وَيَسْهُلُ صَعْبْي
شَرِّفُونِي بِالْقُرْبِ مِنْكُمْ وَوَصْلٍ ... يَا دَوَائِي مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَطِّبي
يَاسُكُونَاً فىِ مُهْجَتِي وَفُوَادِي ... لاَ بِنَجْدٍ وَلاَ بِغَوْرٍ وَكُثْبِ
حُبُّكمْ وَوِدَادُكُمْ حَشْوُ قَلْبِي ... مِنْ قَدِيمٍ وَقَبْلَ مَاءٍ وَ تُرْبِ
وَإِذَا مَاذَكَرتُكُمْ سُرَّ سِرِّي ... وَاسْتَرَاحَتْ رُوحِي بِأُنْسٍ وَقُرْبِ
فَارْتَضُونِى عَبْداً لَكُمْ وَنَزِيلاً ... وَلزِيماً لَكُمْ فَقِيراً مُلَبِّي
دعوةَ الحقِّ حِينَ يَدْعُو إِلَيْكُمْ ... دَاِعيُ الْحَقِّ خَيْرُ عُجْمٍ وَعُرْبِ
( أَحْمَدُ ) الحَامِدِينَ خَيْرُ الْبَرَايَا ... سَيِّدُ المُرْسَلِينَ صَفْوَةُ رَبِّي
صَلَوَاتٌ مِنَ الإِلهِ عَلَيْهِ ... وَعَلَى الآلِ خَيْرِ آلٍ وَصَحْبِ
مَاسَرَى بَارِقٌ وَهَبَّ نَسِيمٌ ... وَاسْتَهَلَّتْ غَمَامَةٌ فَوْقَ شِعْبِ
(1/49)

وقال رضي الله عنه :
تَفِيضُ عُيُونِي بِالدُّمُوعِ السَّواكِبِ ... وَمَالِِيَ لاَ أَبْكِي عَلَى خَيْرِ ذَاهِبِ
عَلَى الْعُمْرِ إِذْ وَلَّى وَحَانَ انْقضَاؤُهُ ... بِآمَالِ مَغْرُورِ وَأَعْمَالِ نَاكِبِ
عَلَى غُرَرِ الأْيَّام لَمَّا تَصَرَّمَتْ ... وَأَصْبَحْتُ مِنْهَا رَهْنَ شُؤْمِ الَمكَاسِب
عَلَى زَهَرَاتِ الْعَيْشِ لَمَّا تَسَاقَطَتْ ... بِرِيحِ الأْمَانِي وَالظُّنُونِ الْكوَاذِبِ
على أشرف الأوقات لمَّا غَبِنْتُها ... بأسواقِ غَبنٍ بينَ لاهٍ و لاعِبِ
عَلَى أَنْفَسِ السَّاعَاتِ لَمَّا أََضَعْتُهَا ... وَ قَضَيْتُهَا في غَفْلَةٍ وَمَعَاطِبِ
عَلَى صَرْفِي الأْيَّامَ فِي غَيْرِ طَائِلٍ ... وَلا نَافِعٍ مِنْ فِعْلِ فَضْلٍ وَوَاجَبِ
عَلَى مَا تَوَلَّى مَنْ زَمَانْ قَضَيته ... وَ زَجَّيْتُه فِى غَيْرِ حَقٍّ وَصَائِبِ
عَلَى فُرَصٍ كَاَنتْ لَوَ انِّى اْنتَهَزْتُهَا ... لَقَدْ نْلِتُ فِيها مِنْ شَرِيفِ المَطَالِبِ
وَإحْيَاءِ آناءٍ مِنَ الدَّهْرِ قَدْ مَضِتْ ... ضَيَاعاً وَكَانَتْ مَوْسِماً لِلرَّغَائِبِ
عَلَى صُحُفٍ مَشْحُونَةٍ بِمَآثِمِ ... وَجُرْمٍ وَ أَوْزَارٍ وَكَمْ مَنْ مَثَالِبِ
عَلَى كَمْ ذُنُوبٍ كَمْ عُيُوبٍ وَزلَّةٍ ... وسَيِّئةٍ مَخْشِيَةٍ فِي الْعَوَاقِبِ
عَلَى شَهَوَاتٍ كَانَتْ الَّنْفسُ أَقْدَمَتْ ... عَلَيْهَا بِطَبْعٍ مُسْتَحِثٍّ وَغَالِبِ
عَلَى أَنَّنِي آثَرْتُ دُنْيَا دَنيَّةً ... مَنَغَّصَةً مَشْجونَةً بِالمْعَائِبِ
عَلَى عَمَلٍ لَلْعِلْمِ غَيْرِ مُوَافِقٍ ... وَمَا فَضْلُ عِلْمٍ دونَ فَعْلٍ مُنَاسِبِ
(1/50)

عَلَى فِعْلِ طَاعَاتْ بِغَيْرِ تَوَجُّهٍ ... وَمِنْ غَيْرِ إِخْلاَصٍ وَقَلْبٍ مُرَاقِبِ
أُصَلّي الصَّلاَةَ الخَمْسَ وَالْقَلْبُ جَائِلٌ ... بأوْدِيَةِ الوَسْوَاسِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
على أنني أتلو القرآنَ كتابَهُ ... تَعَالى بقلبٍ ذَاهِلٍ غيرِ رَاهِبِ
على أنني قد أذكرُ اللهَ خالقي ... بغير حضورٍ لازمٍ و مصاحِبِ
عَلَى طُوْلِ آمالٍ كَثِيرٌ غُرُوُرهَا ... ونِسْيانِ مَوْتٍ وَهْوَ أَقْرَبُ غَائِبِ
غَلَى أَنَّنِي لاَ أَذْكُرُ القَبْرَ وَالْبِلَى ... كَثِيراً وَسَفْراً ذَاهِباً غَيْرَ آيِبِ
عَلَى أَنَّنِي عَنْ يَوْمِ بَعْثِي وَمَحْشَرِي ... وَعَرْضِي وَمِيزَانِي وَتِلْكَ المَصَاعِبِ
مَوَاقِفُ مِنْ أَهْوَالِهَا وَخُطُوبِهَا ... يَشِيبُ مِنَ الوِلْدَانِ شَعْرُ الذَوَائِبِ
تَغَافَلتُ حتى صِرْتُ مِن فَرطِ غَفْلَتي ... كأنَّي لا أَدْري بِتِلكَ المَرَاهِبِ
عَلَى النَّارِ أَنِّى مَا هَجَرْتُ سَبِيلَهَا ... وَلاَخِفْتُ مِنْ حَيَّاتِها وَالْعَقَارِبِ
عَلَى السَّعى لِلْجَنَّاتِ دَار النَّعِيمِ وَالـ ... ـكَرَامَةِ و َالزُّلْفَى وَنَيلِ الْمآرِبِ
مِنَ الْعِزِّ وَالْملُكِ المُخَلَّدِ وَالبَقَا ... وَمَاتَشْتَهِيهِ النَّفْسُ مِنْ كُلأِّ طَالِبِ
وَأَكْبَرُ مِنْ هَذَا رِضَا الرَّبِ عَنْهُمُ ... وَرُؤْيَتُهْم إِيَّاهُ مِنْ غَيْرِ حَاجِبِ
فَآهاَ عَلَى عَيْشِ الأَحِبَّةِ نَاعِماً ... هَنِيئاً مُصَفَّى مِنْ جِمَيعِ الشَّوَائِبِ
وَآهاً عَلَيينا فِى غُرُورٍ وَغَفْلَةٍ ... عَنِ الْمَلإِ الأَعْلَى وَقُرْبِ الحَبَائِبِ
وَآهاً عَلَى مَا فَاتَ مِنْ هَدْي سَادَةٍ ... وَمِنْ سِيَرٍ مَحْمُودَةٍ وَمَذَاهِبِ
(1/51)

عَلَى مَا لَهمْ مِنْ هِمَّةٍ وَعَزِيمَةٍ ... وَجدٍّ وَ تَشمِيرٍ لنَيلِ المراتِبِ
عَلَى مَا لَهمْ مِنْ عفةٍ و فتوَّةٍ ... و زهدٍ وتجريدٍ و قطع الجواذبِ
عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ عُزْلةٍ وَسِيَاحَةٍ ... بِقَفْرِ الفَيَافِي وَالرِمَالِ السَّبَاسِبِ
عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ صَوْمِ كُلِّ هَجِيرَةٍ ... وَمِنْ خَلْوَةٍ بِاللهِ تَحْتَ الغَيَاهِبِ
عَلَى الصَّبْرَ والشُكْرِ اللَّذْينِ تَحَقَّقا ... وَصِدْقِ وَإِخْلاَصٍ وَكَمْ مِنْ مَنَاقِبِ
عَلَى مَاصَفَا مِنْ قُرْبِهِمْ وَشُهودِهِمْ ... وَمَاطَابَ مِنْ أَذْوَاقِهِمْ وَالمَشَارِبِ
فَكَمْ بِفُؤَادِي مِنْ غَلِيلِ وَمِنْ أَسَى ... وَمِنْ حَسَرَاتٍ مُتْعِبَاتٍ غوَالِبِ
وَكَمْ مِنْ دُمُوعٍ فِى الْخُدودِ أُسِيلُهَا ... تَجُودُ بِهَا سُحْبُ العُيُونِ السَوَاكِبِ
وَلَوْ أَنَّنِى أَبْكِى الدُّمُوعَ وَبَعْدَهَا ... الدِّمَاءَ عَلَى مَا فَاتَنِي يَا مُعَاتِبِي
لَكَانَ قَلِيلاً منْ كَثِيرٍ وَمَاعَسَى ... يَرُدُّ البُكَا مِنْ ذَاهِبٍ أَىِّ ذَاهِبِ
فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ جَلاَلُهُ ... وَقُدْرَتُهُ فِى شَرْقِهَا وَالمَغَارِبِ
إِلَيْهِ مَآبِي وَهَوَ حَسْبِي وَملْجَئِي ... وَلِى أَمَلٌ فِى عَطْفِهِ غَيْرُ خَائِبِ
وَأَسْأَلُهُ التّوْفِيقَ فِيمَا بَقِى لِمَا ... يُحِبُّ وَيَرْضَى فَهْوَ أَسْنَى المْطَالِبِ
وَأَنْ يَتَغَشَّانَا بِعَفْوٍ وَرَحْمَةٍ ... وَفَضْلٍ وَإِحْسَانٍ وَسَتْرِ المَعَايِبِ
وَأَنْ يَتَوَّلاَّنَا بِلُطْفٍ وَرَأْفَةٍ ... وَحِفْظٍ يَقِينَا شَرَّ كُلِّ المَعَاطِبِ
وَأَنْ يَتَوَفَّانَا عَلَى خَيْرِ مِلَّةٍ ... عَلَى مِلَّةٍ الإِسْلاَمِ خَيْرِ المَوَاهِبِ
مُقِيميِنَ لِلْقُرْآنِ وَالسَّنَّةِ التِي ... أَتَانَا بِهَا عَالِي الذُّرِى وَالمَرَاتِبِ
( مُحَمَّدٌ ) الهَادِي البَشِيرُ نَبِيُّنَا ... وَسَيِّدُنَا بَحْرُ الهُدَى وَالمَنَاقِبِ
عَلَيهِ صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ ... وَآلٍ وَأَصْحَابٍ لَهُ كَالْكَوَاكِبِ
(1/52)

وقال رضي الله عنه :
لما وقف على فهرسة كتب سيدنا الإمام الجليل , أحمد بن عمر الهندوان ، وهو المشار إليه فيها:
جَزَى اللهُ خَيراً سَيِّداً وَابْنَ سَيِّدٍ ... وَعَلاَّمَةً مِنْ آلِ طَهَ الأَطَايِبِ
عَلَى جَمْعِهِ كُتْباً يَعِزُّ اجْتِمَاعهَا ... لِنَفْع عِبَادِ اللهِ مِنْ كُلِّ طَالِبِ
بِأَجْدَادِكُمْ قَدْ أَظْهَر اللهُ دِينَهُ ... وَأَشْهَرهُ فِى شَرْقِهَا وَالْمغَارِبِ
وَأَنْتُمْ بِهِا مِنْ بَعْدِهِمْ تَخْلُفُونَهُمْ ... بِإِظْهَارِ دِينِ اللهِ مُعْطِي الرَغَائِبِ
فعِشْ صالحاً فى غبطة و سعادة ... و عافية من كلِّ بؤسٍ و نائبِ
و فى نِعَمٍ تَتْرَى وَعِزٍ وَرِفْعَةٍ ... تَدومُ عَلَى رَغْمِ الحَسُودِ المُجَانِبِ
وَلاَزِلْتَ يَابْنَ الطَاهِرينَ مُوَفقَّاً ... وَمُحْتَلِياً أَسْنَى الحُلَى وَالمَنَاقِبِ
وَلاَزَالَ فِى أخْوَانِنَا وَرُبُوعِنَا ... مِنَ الْعَلَو يين الْكِرَامِ المَنَاسِبِ
كَمِثْلِكُمُ يُحْيُونَ سُنَّةَ جَدَّهِمْ ... عَلَى الْعِلْمِ وَالتَّقْوَى وَحِفْظِ المَرَاتِبِ
* * * * *
(1/53)

وقال رضي الله عنه :
سَلَكْنَا الفَيَافِي وَالْقِفَارَ عَلَى النُّجْبِ ... تَجٍدُّ بِنَا الأَشْوَاقُ لاَحَادِي الرَّكْبِ
فَنَهْوِي عَلَيْهَا بِالْعَشِيَّةِ وَالذَّي ... يَلِيهَا مِنَ اللَّيْلِ البَهِيم عَلَى القُتْبِ
يَلَّذُّ لَنَا أَنْ لا يَلَذَّ لَنَا الْكَرَى ... لِمَا خَالَطَ الأَرْوَاحَ مِنْ خَالِصِ الحُبِّ
وَيَبْرُدُ حَرٌّ بِالْهَجِيرِ تَمُدُّهُ ... سَمُوِمٌ إِذَا هَاجَتْ تُزَعْزِعُ لْلِكُثْبِ
وَمَا زَالَ هَذا دَأبَنَا وَصَنِيعَنَا ... إِلَى أَنْ أَنَخْنَا العِيْسَ بِالَمنْزِلِ الرَّحْبِ
نَزَلْنَا بِخَيرِ العَالَمِينَ ( مُحَمَّدٍ ) ... نَبِىِّ الهُدَى بَحْرِ النَّدَى سَيِّدِ العُرْبِ
رَسُولٌ أَمِينٌ هَاشِمِيُّ مُعَظَّمٌ ... وَسَيِّدُ مَنْ يَأتِي وَمَنْ مَرَّ فِي الحُقْبِ
مَلاَذُ البَرَايَا غَوْثُ كُلِّ مُؤَمِّلٍ ... كَرِيمُ السَّجَايَا طَيِّبُ الجِسْمِ وَالقَلْبِ
يؤَمِّلُهُ العَافُونَ مِنْ كُلِّ مُمْحِلٍ ... كَتأمِيلِهِمْ لِلسَّاكِبَاتِ مِنَ السُّحْبِ
كَرِيمٌ حَلِيمٌ شَأْنُهُ الجُودُ وَالوَفَا ... يُرَجَّى لِكَشْفِ الضُرِّ وَالْبُؤْسِِ وَالْكَرْبِ
رَحِيمٌ بَرَاهُ اللهُ لِلْخَلْقِ رَحْمَةً ... وَأَرْسَلُهُ يَدْعُو إِلَى الفَوْزِ وَالْفُرْبِ
وَأرْسَلَهُ بِالْحَقِّ وَالصِدْقِ وَالْهَدَى ... وَبَذْلِ النَّدَى وَالرِفْقِ وَالْمَنْطِق العَذْبِ
بِهِ اللهُ أَنْجَانَا مِنَ الشِرْكِ وَالرَّدَى ... وَمِنْ عَمَلِ الشّيَطَانِ وَالْجِبْتِ وَالنُّصْبِ
وَأَدْخَلَنَا فِى خَيْرِ دِينٍ يُحِبُّهُ ... وَيَرْضَاهُ دِينِ الحَقِّ فَالْحَمْدُ لِلرَّبِ
لَهُ المِنَّةُ العُظْمَى عَلَيْنَا ببَعْثِهِ ... إِلَيْنَا وَمِنَّا عَالِي الذِكْرِ وَالْكَعْبِ
نَبِىُّ عَظِيمٌ خُلْقُهُ الخُلقٌ الَّذِى ... لَهُ عَظَّمَ الرَّحْمَنُ فِى سَيِّدِ الْكُتْبِ
وَأَيَّدَهُ بِالْوَحْىِ وَالنَّصْرِ وَالصَّبَا ... وَأَمْلاَكِهِ وَالُمؤْمِنِينَ وَبالرُّعْبِ
وَبِالْمُعَجْزَاتِ الظَاهِرَاتِ التَّى نمت ... عَلَى القَطْرِ عدَّاً بَعْد مَاكَلَّ مَنْ نُبَّي
وآتَاهُ قُرْآنَاً بِهِ أَعْجَزَ الوَرَى ... جَمِيعاً عَلَى التَأيِيدِ يَا لَكَ مِنْ غَلْبِ
(1/54)

أَلاَ يَارَسُولَ اللهِ إِنَا قَرَابَةٌ ... وَذُرِّيَةٌ جِئْنَاكَ لِلشَّوْقِ وَالْحُبِّ
وَقَفْنَا عَلَى أَعْتَابِ فَضْلِكِ سَيِّدِى ... لِتَقْبِيلِ تُرْبٍ حَبَّذَا لِكَ مِنْ تُرْبِ
وَقُمْنَا تَجَاهَ الوَجْهِ وَجهٍ مُبَارَكٍ ... عَلَيْنَا بِهِ نُسْقَى الغَمَام لَدَى الجَدْبِ
أَتَيْنَاكَ زُوَّاراً نَرُومُ شَفَاعَةً ... إِلى اللهِ فِى مَحْوِ الإِسَاءةِ وَالذَّنْبِ
وُفُودٌ وَزُوَّارٌ وَأَضْيَافُ حَضْرَةٍ ... مُكَرْمَةٍ مُسْتَوْطنِ الجودِ وَالخِصْبِ
وَفِي النَّفْسِ حَاجَاتٌ وَثَمَّ مَطَالِبٌ ... نُؤَمِّلُ أَنْ تُقْضَى بِجَاهِكَ يَامُحْبِي
تَوَجَّهْ رَسُولَ اللهِ فِي كُلِّ حَاجَةٍ ... لَنَا وَمُهِمِّ فِي المَعَاشِ وَفِي الْقَلْبِ
وَإِنَّ صَلاَحَ الدِّينِ وَالْقَلْبِ سَيِّدِي ... هُوَ الغَرَضُ الأَقْصَى فَيَاسَيِّدِي قُمْ بِي
عَلَيْكَ صَلاَةُ اللهِ يَا خَيْرَ مَنْ تَلاَ ... كَتَاباً مُنِيراً جَاءَ بِالْفَرْضِ وَالنَّدْبِ
عَلَيْكَ صَلاَةُ اللهِ يَا خَيْرَ مُهْتَدٍ ... وَهَادٍ بِنْورِ اللهِ فى الشَرْقِ وَالغَرْبِ
عَلَيْكَ صَلاَةُ اللهِ يَا خَيْرَ مَنْ دَعَا ... إِلَى اللهِ بَعْدَ الرِفْقِ بِالسُّمْرِ وَالقُضْبِ
عَلَيكَ صَلاَةُ اللهُ يَا سَيِّداً سَرَى ... إِلَى اللهِ حَتَّى مَرَّ بِالسَّبْعِ وَالحُجْبِ
وَقَامَ " بِأَوْأَدْنَى " فَنَاهِيْكَ رِفْعَةً ... وَمَجْداً سَمَا حَتَّى أَنَافَ عَلَى الشُّهْبِ
عَلَيْكَ سَلاَمُ اللهِ مَا سَارَ مُخْلِصٌ ... إِلَيْكَ يَقُولُ اللهُ وَالْمُصْطَفَى حَسْبِي
عَلَيْكَ سَلاَمُ اللهِ مَا أَسْحَرَ الصَّبَا ... فَحرَّكَ أَرْوَاحَ الْمُحِبِينَ لِلْقُرْبِ
عَلَيْكَ سَلاَمُ اللهِ مَا بَارِقٌ سَرَى ... وَمَا غَنَّتْ الأََطْيَارُ فِى عَذَبِ القُضْبِ
عَلَيْكَ سَلاَمُ اللهِ مَاحَرَّكَ الحِدَا ... قُلُوباً إِلَى مَغْنَاكَ بِالشَّوْقِ وَالْحُبِّ
عَلَيْكَ سَلاَمُ اللهِ عَدَّ النَّبَاتِ وَالـ ... ـرِّمَالِ وَعَدَّ الفَطْرِ فِى حَالةِ السُّكْبِ
عَلَيكَ سَلاَمُ اللهِ أَنْتَ مَلاَذُنَا ... لَدَى اليُسْرِ وَالإِعْسَارِ وَالسَّهْلِ وَالصَّعْبِ
عَلَيْكَ سَلاَمُ اللهِ أَنْتَ حَبِيبنَا ... وَسَيْدُنَا وَالذُّخْرُ يَا خَيْرَ مَنْ نُبِّي
عَلَيْكَ سَلاَمُ اللهِِ أَنتَ إِمَامناَ ... وَمَتْبُوعُنَا وَالْكَنُزُ وَالْغَوْثُ فِي الخَطْبِ
وَصَلَّى عَلَيْكَ اللهُ دَأْبَا وَسَرْمَداً ... وَسَلَّمَ يَا مُخْتَارُ وَالآلِ وَالصّحْبِ
(1/55)

وقال رضي الله عنه في بكرة الأحد 4 جمادى الآخر سنة 1126هـ :
لَيْسَ هَذَا بِعَجِيبِ ... مِنْكَ يَاظَبْيَ الْكَثِيبِ
يَا شَبِيِهاً بِقَضِيبِ ... هَزَّهُ رِيحُ الْجَنُوبِ
تَنَتَحَّى عَنْ جَنَابِي ... وَهْوَ مَأْوَى لْلِغَرِيبِ
وَتُصَافِي مَنْ جَفَانِي ... مِنْ بِعَيدٍ وَقَرِيبِ
فصل
بِئسَ هَذَا الفِعْلُ فَاعْدِلْ ... عَنْهُ لِلْفِعلِ الْجِمَيلِ
وَاتَّقِ الرَّحْمَنَ وَاعْقِلْ ... وَاعْدُ عَنْ قَالٍ وَقِيلِ
وَتَجَنَّبْ كُلَّ مُبْطِلْ ... و غَبِيٍّ و جَهُولِ
وَاتَّبِعْ كُلَّ عَلِيمٍ ... وَحَكِيمٍ وَمُصِيبِ
فصل
يَا رَعَى اللهُ زَمَاناً ... مَرَّ بِي فِي شِعْبِ عَامِرْ
وَسقَى اللهُ لَيَالٍ ... بَيْنَ هَاتِيكَ المَشَاعِرْ
وَالمَعَاهِدْ وَالمَشَاهِدْ ... وَالمَعَابِدْ وَالمَآثرْ
هَلْ تَرَى عَيْشاً تَقَضَّى ... عَائِداً لِي عَنْ قَريِبِ
فصل
أَيُهَا الغِمْرُ المُغَفَّلْ ... لاَ تَكْنْ تَتْبَعْ هَوَاكَا
وَاتْركِ الدُّنْيَا الحَقِيرَهْ ... وَاطَّرِحْهَا مِنْ وَرَاكَا
وَاطْلُبِ الأُخْرَى الخَطِيرَةْ ... وَاتَّبْعْ مَنْ قَدْ دَعَاكَا
خَاتَمَ الرُّسْلِ الْكِرَامْ ... نِعْمَ مِنْ خِلٍ حَبِيبِ
فصل
صَلَوَاتُ اللهِ سَرْمَدْ ... بِالغَدَايَا وَالْعَشِيَّاتْ
تَبْلُغُ الهَادِي مُحَمَّدْ ... المَشْفُعَّ فِى البَّرِيَّاتْ
وَالخَلاَئِقْ وَالأئِمَةْ ... بَعْدَهُ مِنْ خَيْرِ سَادَاتْ
مِنْ ذَوِي الْقُرْبَى وَصَحْبٍ ... كُلِّ أوَّاهٍ مُنِيبِ
(1/56)

وقال رضي الله عنه :
مَا بَال الْعُيُونْ ... تَذْرِى الدُمُوعَ السَّوَاكِبْ
مِنْ فَرْطِ الشُّجُونْ ... كَالنَّارِ بَيْنَ الجَوَانِبْ
لاعِجْ مَا يهُونْ ... مِنْ طُوْلْ بُعْدِ الحَبَايبْ
مَا ادْرِي مَا يَكُونْ ... ضاقَتْ عَليَّ المَذَاهِبْ
فصل
مَا هَبَّ النَّسِيمْ ... مِنْ حَيِّ سَلْمَى وَلُبْنَى
فِى اللَّيْلِ البَّهِيمْ ... إِلاَ وَبَاتَ المُعَنَّى
الصَبُّ السَّقِيمْ ... مُبَلْبَلَ البَالْ مُضْنَى
سَهْرَانَ الجُفونْ ... كَئيبْ حَيْرَانْ ذَائِبْ
فصل
يَا شَادِنْ زَرُوْدْ ... لِمَ تَجَافَيْتْ عَنِّي
يَا وَرْدِيَّ الخُدُودْ ... مَا كَانْ ذَا فِيكْ ظَنِّي
أَشْمَتَّ الحَسُودْ ... عَلَىَّ إِذْ بَانْ وَهْنِي
ظَنْ أَنِّي أَهونْ ... كَلاَّ وَ رَبِّ المَغَارِبْ
فصل
إِنِّى يَا عَذُولْ ... بِاللهْ مَوْلاَي وَاثِقْ
البَرِّ الوَصُولْ ... خَالِقْ جِميعَ الخَلاَئِقْ
دَائِمْ لا يَزُولْ ... وَهَّابْ فَتَّاحْ رَازِقْ
فِى حُسْنِ الظُنونْ ... بِاللهْ كُلُّ المَطَالِبْ
فصل
وَالْهَادِي البَشِيرْ ... خَيْرُ البَرِيَّاتْ جَدِّي
البَدْرُ الُمنِيرْ ... بِهِ تَمَّ فَخْرِي وَمَجْدِي
بِالطَّهْرِ النَّذِيرْ ... أَنَالْ غَايَاتْ قَصْدِي
مِنْ كُلِّ الفُنُونْ ... عَلَى هَوَانِ الُمجَانِبْ
* * * * *
(1/57)

وقال رضي الله عنه :
مَابَالُ جِيرَانِنَا بِالبَانْ ... مَالُوا عَنِ الوُدِّ وَالحُبِّ
وَصَيَّرُوا حَظَّنَا الهُجْرَانْ ... مِنْهمْ وَمَا ثَمِّ مِنْ ذَنْبِ
أَصْبَحتُ مِنْ بُعْدِهِمِ وَلْهَانْ ... مُتَيَّمَ الجِسْمِ وَالقَلْبِ
تَجْرِى دُمُوعِي منَ الأَجْفَانْ ... كَأَنَّهَا مَاطِرُ السُّحْبِ
فصل
يَا سَعْدَ مَا كَانَ فِى ظَنِّي ... أَنَّ الأَحِبَّةُ وَالجِيرانْ
بَعْدَ الْلِقَا يُعْرِضُوا عَنِّي ... وَيَتْرُكُونِي كَذَا حيْرَانْ
فَقُلْ لَهُمْ يَا أَخا اليُمْنِ ... أَيْنَ المَوَاثِيقْ وَالأَيْمَانْ
وَأَيْنَ عَهْدٌ لَنَا قَدْ كَانْ ... بِالسَّفْحِ مِنْ جَانِبِ الشِعْبِ
فصل
سَقْياً لأَيَّامِنَا اللَّاتِي ... مَرَّتْ لَنَا بِالْحِمَى المَأْنُوسْ
كَانَتْ بِهَا كُلُّ لَذَّاتِى ... فِي عَالَمِ الرُّوِحِ وَالمَحْسُوٍْس
لَوْلاَ التَرجِّي لِمَا يَأتِي ... مِنْ نَفْحَةِ المَلِكِ القُدُّوسْ
لَمَزَّقَتْ قَلْبِيَ الأَحْزَانْ ... وَذُبْتُ مِنْ شِدَّةِ الْكَرْبِ
فصل
عِشْ بِالرَّحَا وَالأَمْلَ يَاصَاحْ ... وَحَسِّنِ الظَّنَّ بِالمَعْبُودْ
وَزَجِّ وَقْتَكَ بِالأَفْرَاحْ ... وَلاَ تَأسَّفْ عَلَى مَفْقُودْ
وَارْقَ إِلَى عَالَم الأَرْوَاحْ ... فَإِنَّهُ الأَصْلُ وَالمَقْصُودْ
وَلاَ تُعِّولْ عَلَى الجُثْمَانْ ... فَإِنَّما هُوَ لِلتُّرْبِ
فصل
فَهَلْ تَرَى يُسْعِدُ الدَّهْرُ ... مِنْ بَعْدِ التَّفَرُّقِ وَالْبَيْنِ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْقَضِي العُمْرُ ... بِمُلْتَقَى قُرَّةِ العَيْنِ
وَيَدْنُوا الرُّكْنُ وَالحِجْرُ ... مِنْ مُنْتَهَى الحُسْنِ وَالزَّيْنِ
وَبِالمُعَرَّفِ مِنْ نَعَمْانْ ... مَوَاقِفُ الفَوْزِ وَالْقُرْبِ
(1/58)

وقال رضي الله عنه أول ربيع الثانى سنة 1120هـ :
مُحِبُّ لَيْسَ يَدْرَي مَنْ يُحِبُّ ... وَلاَ مَاذَا يُحِبُّ أَيَسْتَتِبُّ
لَهُ هَذَا فَقُلْ لِي يَا نَدِيمِي ... وَأَوْضِحْ مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ
إِذَا هَبَّتْ نُسَيْمَاتُ المَعَالِي ... تَزَلْزَلَ قَلْبُهُ إِنْ كَانَ قَلْبُ
وَإِنْ سَجَعَتْ حَمَامَاتُ العَلاَلِي ... عَلَى أَغْصَانِهِنْ ترَاهُ يَصْبُو
وَإِنْ مَرَّت أَحَادِيثُ الْغَوانِي ... بِهِ يَبْكِي بِدَمْعٍ لاَ يَغِبُّ
وَإِنْ عَرَضَتْ لَطِيفَاتُ الأَغَانِي ... عَلَى أَسْمَاعِه يَغْشَاهُ كَرْبُ
فَهَلْ هَذَا مِنَ الأَدْوَاءِ دَاءٌ ... يُدَاوِيهٍ وَيُجْدِي فِيهِ طِبُّ
وَقَدْ ذَهَبَ الأُسَاةُ وَقَدْ تَفَانَوْا ... وَوَارَهُمْ عَنْ الأَبْصَارِ تُرْبُ
وَإِنَّا عَنْ قَرِيبٍ سَوْفَ نَمْضِي ... عَلَى آثارِهِمْ فَالكُلُّ رَكْبُ
إِلَى الرَّبِّ الرَحِيمِ عَلاَ عُلاَهُ ... وَجَنَّاتٍ بِهَا فَوْزٌ وَقُرْبُ
لأَهْلِ البِرِّ وَالتَقْوَى وَنَارٍ ... وَحَسْبُ المُجْرِمِينَ بِهَا وَحَسْبُ
فَيَا رَحْمنُ يَاذَا العَرْشِ سَلِّمْ ... وَخَلِّصْ إِنَّ هَذَا الخَطْبَ صَعْبُ
* * * * *
(1/59)

وقال رضي الله عنه :
وَصِيَّتِى لَك يَاذَا الفَضْلِ وَالأَدَبِ ... إِنْ شِئْتَ أَنْ تَسْكنَ السَّامِي مِنَ الرُتَبِ
وَتُدْرِكَ السَّبْقَ وَالغَايَاتِ تَبْلُغُهَا ... مُهَنَّأً بِمَنَالِ الْقَصْدِ وَالأَرَبِ
تَقْوَى الإِلهِ الَّذِى تُرْجَى مَرَاحِمُهُ ... الوَاحِد الأَحَدِ الْكَشَّافِ لِلْكُرَبِ
إِلزَمْ فَرَائِضَهُ وَاتْرُكْ مَحَارِمهُ ... وَاقْطَعْ لَيَالِيكَ وَالأيامَ فِي القُرَبِ
وَأَشْعِرِ الْقَلْبَ خَوْفاً لاَ يُفَارِقُهُ ... مِنْ رَبِّهِ مَعَهُ مِثْلٌ مِنَ الرَّغَبِ
وَزَيِّنِ الْقَلْبَ بِالإِخْلاَصِ مُجْتَهِداً ... وَاعْلَمْ بِأَنَّ الرِّيا يُلْقِيكَ فِى الْعَطَبِ
وَنَقِّ حَبْيَبكَ مِنْ كُلِّ العُيُوبِ وَلا ... تَدْخُلْ مَدَاخِلَ أَهْلِ الفِسْقِ وَالرِّيَبِ
وَاحْفَظْ لِسَانَكَ مِنْ طَعْنٍ عَلَى أَحَدٍ ... مِنَ الِعَبادِ وَمِنْ نَقْلٍ وَمِنْ كَذِبِ
وِكُنْ وَقُوراً خَشُوعاً غَيرَ مُنْهَمِكٍ ... في اللَّهْوِ وَالضِّحْكِ وَالأَفْرَاحِ وَاللَّعِبِ
وَنَزِّهِ الصَدْرَ مِنْ غِشٍّ وَمِنْ حَسَدٍ ... وَجَانِبِ الكِبْرَ يَا مِسْكِينُ وَالعُجُبِ
وَارْضَ التَّوَاضُعَ خُلْقا إِنَّهُ خُلُقُ الـ ...أَخْيَارِ فَاقْتَدْ بِهِمْ تَنْجُو مِنَ الوَصَبِ
وَاحْذَرْ وَإِيَّاكَ مِنْ قَوْلِ الجَهُولِ أَنَا ... وَأَنْتِ دُونِيَ في فَضْلٍ وَفي حَسَبِ
فَقَدْ تَأَخَّرَ أَقْوَامُ وَمَا قَصَدُوا ... نَيْلَ المَكَارِمِ واسْتَغْنَوْا بِكَانَ أَبِي
وَخَالِفِ النَّفْسَ و اْستَشْعِرْ عَدَاوَتَهَا ... وَارْفِضْ هَوَاهَا وَمَا تَخْتَارُه تُصِبِ
وَإِنْ دَعَتْكَ إلَى حَظٍ بِشَهْوَتِهَا ... فَاشْرَحْ لَهَا غِبَّ مَا فِيهِ مِنَ التَّعَبِ
(1/60)

وَاْزَهدْ بِقَلْبِكَ فىِ الدَّارِ التَّي فَتَنَتْ ... طَوَائِفاً فَرَأَوْهَا غَايَةَ الَّطلَبِ
تَنَافَسُوهَا وَأَعْطَوْهَا قَوَاِلبَهُمْ ... مَعَ الْقُلوبِ فَيَا لِلهِ مِنْ عَجَبِ
وَهْيَ الَّتِي صَغُرَتْ قَدْراً وَمَا وَزَنَتْ ... عِنْدَ الإْلهِ جَنَاحاً فَالحْرِيصُ غَبِي
وَخُذْ بَلاَغَكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَاسْعَ بِهِ ... سَعْيَ المُجدِّ إِلَى مَوْلاَكَ وَاحْتَسِبِ
و اعْلَمْ بِأنَّ الذَّي يَبْتَاعُ عَاجَلَهُ ... بآِجِلٍ مِنْ نَعِيمٍ دَائِمٍ يَخِبِ
وَإِنْ وَجَدْتَ فَوَاسِ المُعوِزِينَ تَفِضْ ... عَلَيكَ مِنْ رَبِّكَ الأرْزَاقُ فَاسْتَجِبِ
وَإِنْ بُليتَ بِفَقْر فَارْضَ مُكْتَفياً ... بِاللهِ رَبِّكَ وَاْرجُ الفَضْلَ وَارْتَقبِ
وَإِنْ تَجَردَّتَ فَاعْمَلْ بِاليَقينِ وَبِالْـ ... ـعلْمِ إِذَا كُنْتَ مَوْقُوفاً مَعَ السَبَبِ
وَاتْلُ القُرَانَ بقلبٍ حَاضِرٍ وَجِلٍ ... عَلَى الدَّوَامِ وَلاَ تَذْهَلْ وَلاَ تَغِبِ
فَإِنَّ فِيهِ الهُدَى وَالْعِلْمَ فِيهِ مَعاً ... وَالنُورَ وَالفَتْحَ أّعْنِي الْكَشْفَ للِحْجُبِ
وَاذْكُرْ إِلهَكَ ذِكْراً لاَ تُفَارِقُهُ ... فَإِنَّمَا الذِكْرُ كَالسُّلْطَانِ في القُرَبِ
وَقُمْ إِذَا هَجَعَ النُّوَّامُ مُجْتَهِداً ... وَكُلْ قَوَاماً وَلاَ تَغْفَلْ عَنِ الأْدَبِ
وَالْوَالِدَانِ لَهُمْ حقٌّ يَقُومُ بِهِ ... مَنْ يَتَّقِ اللهَ وَالمُدلُونَ بِالنَّسَبِ
وَالجَارَ وَالصَّحْبَ لاَتَنْسَ حُقُوقَهُمُ ... وَاخْتَرْ مُصَاحَبَةَ الأْخْيَارِ وَانْتَخِبِ
وَخَالِقِ النَّاسَ بِالُخْلقِ الْكَرِيمِ وَلا ... تَعْتِبْ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ ولاَ تَعِبِ
وَانْصِفْ وَلاَ تَنْتَصفْ مِنْهُمْ وَنَاصِحُهمْ ... وَقُمْ عَلَيْهِمْ بِحَقِّ اللهِ وَاْنَتدِبِ
وَاحْذَرْ مُصَاحَبَةَ الأشْرَارِ وَالْحَمْقَى... وَالَحاسِدِينَ وَمَنْ يَلْوِي عَلَى الشَّغَبِ
وَحالِفِ الصَّبْرَ وَاعْلَمْ أنَّ أوَّلَهُ ... مُرُّ وَآخِرَهُ كَالَّشَّهْدِ وَالضَّرَبِ
* * *
يَا رَبِّ إِنَّكَ مَقْصُودِي وَمُعْتَمَدِي ... وَمُرْتَجَايَ لِدُنْيَا وَمُنْقَلَبِي
فَأغْفِرْ وَسَامِحْ عُبَيْداً مَا لَهُ عَمَلُ ... بِالصَّالِحَاتِ وَقَدْ أَوْعَى مِنَ الحُوَبِ
لَكِنَّهُ تَائِبٌ مِمَّا جَنَاهُ وَقَدْ ... أَتَاكَ مُعْتَّرِفاً يَخْشَى مِنَ الغَضَبِ
فَإِنْ عَفَوْتَ فَفَضْلٌ مِنْكَ يَا صَمَدٌ ... فَجُدْ عَلَىَّ إِلهِي وَأَزِلْ رَهَبِي
ثُمَّ الصَّلاُةُ عَلَى الْهَادِي وَعِتْرَتِهِ ... ( مُحَمّدٍ ) مَاهَمَى وَدْقٌ مِنَ السُّحُبِ
وَمَا تِرَنَّمَتِ الوَرْقَا عَلَى فَنَنٍ ... وَمَا تَمَايَلَتِ الأْغْصَانُ في الْكُثُبِ
* * * * *
(1/61)

وقال رضي الله عنه في جمادى الأول سنة 1129هـ :
يَا سَعْدُ قِفْ بِى عَلَى الطُّلوُلْ ... أَبْكِي عَلَى الأْحِبَّهْ
و أَسكُبُ الدَمْعَ كَالسُّيولْ ... مِنْ حِسْرَةٍ وَكُربَهْ
لَعَلَّهَا تَبْرِدُ الْكُلُولْ ... مِنْ حَرِّ طُولِ غُرْبَهْ
لَهفِي عَلَى الجِيَرةِ النُزُولْ ... بِخَيْرِ كُلِّ تُرْبَهْ
فصل
بَانُوا عَنِ الأْهْلِ وَالْوَطَنْ ... والرَّبع وَالمَنَازِلْ
وأَوْحَشُوا الجَارَ وَالسَّكَنْ ... وَالوِرْدَ وَالمَنَاهِلْ
و خَّلفُونِي عَلَى الدِّمَنْ ... أَبْكِي بِدَمعْ سَائِلْ
يَا غَارَةَ اللهِ وَالرَّسُولْ ... عِسِى رِضَا وَقُرْبَهْ
فصل
أَرَاكَ يَاسَاكِنَ الْفُؤَادْ ... تَبْخَلْ عَلَي بِنَظْرةْ
يَحْصُلْ بِهَا القَصْدُ وَالمرَادْ ... وَالأْنْسُ وَالَمِسرهْ
وَيَذْهَبَ الهَجْرُ وَالبِعَادْ ... والْبُؤْسُ وَالَمضَرَّهْ
فَاسْمَحْ لَكَ الخِيْرُ يا مَلُولْ ... وَاذْكُرْ عُهُودَ صُحْبَهْ
فصل
فِى حِينِ كُنَّا بَدَالِ مِيمْ ... بِالَوادِي المُنَوَّرْ
بِجَانِبِ السَّفْحِ مِنْ تَرِيمْ ... وَالَعيشْ غَضْ أَخْضَرْ
يَسْرِي لَنَا الَبرْقُ وَالنَّسيمْ ... مُمِسَّكٌ مُعَنبَرْ
حَيْثُ الأْحِبَهْ بِهِ حُلُولْ ... صِرْبَهْ تَؤُمُّ صِرْبَهْ
(1/62)

وقال نور الله ضريحه هذه القصيدة فى شهر ذي القعدة سنة 1126 :
يَا سَاكِنِي نَعَمْانْ ... عَطْفاً عَلَى المَكْرُوبْ
الهَائِمِ الْوَلْهَانْ ... الذَاهِلِ المَغْلُوبْ
مَنْ دَمْعُهُ شُنَانْ ... في خدِّهِ مَسْكُوبْ
مِنْ فُرْقَهِ الأَوْطَانْ ... وَالشَادِنِ الرَّعْبُوبْ
فصل
ذَاكَ الذَّى حُبُّهْ ... في مُهْجَتِى سَاكِنْ
و بُغْيَتِي قُرْبُهْ ... وَالْكُلّ لُهْ رَاكِنْ
اَللهْ يُسْرِعْ بِهْ ... لِلشِّيَّقِ السَّاهِنْ
تَسْكُنْ بِهِ الأَشْجَانْ ... وَيَحْصُلُ المَطْلُوبْ
فصل
مَتَى مَتَى يَاصَاحْ ... تْقْضَى لَنَا الأَوطَارْ
مِنْ راحَةِ الأَرْوَاحْ ... أنْسِ الحِمَى وَالجَارْ
وَ تَكْمُلُ الأَفْرَاحْ ... وَتَنْجِلَي الأكْدَارْ
يَا رَبَ يَارَحْمَنْ ... فَرِّجْ عَنِ المَكْرُوبْ
فصل
و أجْبُرْ لَهُ كِسْرَه ... وَأصْلِحِ لَهُ أَمْرهْ
و أطْلِقْ لَهُ أَسْرَه ... واشرحُ لَهُ صَدْرَهْ
و اْشُدْ لَهُ أَزْرَهْ ... وَأغْفِرْ لُهُ وِزْرَهْ
يَا دَائِمَ الإِحْسَان ... شُكْرَكْ عَلَينَا الدُّوبْ
(1/63)

وقال رضي الله عنه :
يَا صَاحِ قَلْبِي مَا سَلاَ و لاَ طَابْ ... مِنْ بَعدْ مَا فَارَقْ رُبُوعَ الأَحْبَابْ
وَحَلّ بَيْنَ البادِيَهْ وَالاَجْنَابْ ... وَالبُعُدْ عَنْ أُلاّفِهِ والاَصْحَابْ
فصل
رَعَى اللهُ أَوْقَاتَ الوِصَالْ يَاصَاحْ ... أَيَّامْ كُنَّا فىِ سُرُورْ وَأفْرَاحْ
نُسْقَى بِكَاسَاتِ الهَنَا مِنَ الرَّاحْ ... مَا نَخْتَشِي مَسَّ النَّصّبْ وَالاَوْصَابْ
فصل
يَا سَعْدُ سِرْبِي نَحْوَ رَبْعِ حِبِّي ... فَالشَّوْقْ قَدْ قَطَّعْ نِيَاطْ قَلْبِي
وَلِيْسَ يُبْرِدْ حَرَّ نَارْ كَرْبِي ... إِلاِّ نُزُولِي بَينْ تِلْك الاَطْنَابْ
فصل
اللهُ جَارِي مِنْ جَفَا الحَبَايِبْ ... إنَّهْ مُصِيبَهْ دُونَهَا المَصَائِبْ
فَهَلْ تَرَى تَصْفُو لِىَ المَشَارِبْ ... مِنْ بَعدْ طُولِ البُعُدْ وَالتِغِرَّابْ
فصل
أَرْجُو إِلَهى ذَا الْكَرَمْ وَالاَفْضَالْ ... يَفْتَحْ عَلَى قَلْبي سَنِيَّ الاَحْوَالْ
بِمَا مَنَحْ أَوْتَادَهَا وَالاَبْدَالْ ... وَأغْوَاثهَا وَأفرادَهَا وَالاَقَطْابْ
فصل
أُولَئِكَ الأَقْوَامْ هُمْ مُرَادِي ... وَمَطْلِبِي مِنْ جُمْلَةِ الِعَبادِ
وَحُبُّهُمْ قَدْ حَلَّ فىِ فُؤَادِي ... أَهْلُ المَعَارِفْ وَالصَّفَا وَالآدَابْ
فصل
اَلْمخُلصُونَ الصَّدِقُونْ الاَبْرَارْ ... الطَّيِّبُونَ الطَّاهِرُونْ الاَخْيَارْ
اَلعَرِفُونْ الذَّائِقُونْ الاحْرَارْ ... اَلْكُلْ مِنْهُمْ مُخْبِتٌ وَأَوَّابْ
فصل
يَا اللهْ بِذَرَهْ مِنْ مَحِبَّةِ اللهْ ... أَفْنَى بِهَا عَنْ كُلِّ مَاسِوَى اللهْ
وَلاَ أَرَى مِنْ بَعْدِهَا سِوَى اللهْ ... الوَاحَدِ الَمعْبُودْ رَبِّ الاَرْبَابْ
فصل
فَمَا أرَجِّى اليَومْ كَشْفْ كُرْبَهْ ... إِلاَّ انْ صَفَا لىِ مَشْرَبُ المَحبهْ
وَ نِلْتُ مِنْ رَبِّي رِضاً وَقُربَهْ ... يَكُونُ فِيهَا قَطِعْ كُلِّ الاِسْبَابْ
فصل
عَلَى بِسَاطِ الْعِلمْ وَالِعبَادَهْ ... وَالَغيبْ عِنْدِي صَارَ كَالشَّهادَهْ
هَذَا لَعَمْرِي مُنْتَهَى السَّعَادَة ... سُبْحَانْ رَبِّي مَنْ رَجَاهْ مَا خَابْ
فصل
يَا طَالِبَ التَحْقِقيقْ قُمْ وَ بَادِرْ ... وَانْهَضْ عَلَى سَاقِ الهِمَمْ وَخَاطِرْ
وَ اصْبِرْ عَلَى قَمْعِ الهِوَى وَصَابِرْ ... وَاصْدْقْ وَلا تَبْرَحْ مُلاَزِمَ البَابْ
فصل
وَ أعْلَمْ بِأَنَّ الخَيْر كُلُّهْ أَجْمَعْ ... ضِمْنَ اتِّبَاعَكْ للِنَّبِي المُشَفَّعْ
صَلَّى عَلَيْهِ اللهْ مَا تَشَعْشَعْ ... فَجْرٌ وَمَا سَالتْ عُيُونُ الاَشْعَابْ
* * * * *
(1/64)

وقال رضي الله عنه :
يَا مُنْتَهَى الآمالْ ... وَمَقْصِدَ الطُّلاَّبْ
عَبْدُكْ ضَعِيفُ الحَالْ ... الخَائِفُ الُمْرتَابْ
أَتَاكْ خَالِي البَالْ ... عَنْ جُمْلَةٍ الأَحْبَابْ
ضَاقَتْ بِه الأَحْوَالْ ... وَخَانَتِ الأَسْبَابْ
فصل
لَمْ يَدْرِ مَا يَصْنَعْ ... مِنْ شِدَّةِ الَحْيَرهْ
عْمْرُه مَضَى أَجْمَعْ ... فىِ السَّعْي وَالدَوْرَهْ
وَالوَقِتْ قَدْ ضَيَّيعْ ... فىِ خِدْمَةِ الصُّورَهْ
وَالآنْ قَلْبُهْ مَالْ ... إِلَى لَزُومِ البَابْ
فصل
وصَرفْ هَمِّ الِّسِّرْ ... عَنْ خِدْمَةِ الأَجْسَامْ
مَعَ اعْتِنَاقِ البِرْ ... وَالتَّرِكْ لِلآثَامْ
يَا رَبَّنَا يَسِّرْ ... لَهْ الذَّي قّدْ رَامْ
يَا دَائِمَ الإِفْضَالْ ... يَا بَرُّ يَا تَوَّابْ
(1/65)

وقال رضي الله عنه :
يَا نَفْسُ هَذَا الذَّي تَأتِينَهُ عَجَبُ ... عِلْمٌ وَعَقْلٌ وَلاَ نُسْكٌ وَلاَ أَدَبُ
وَصْفُ النِّفَاقِ كَمَا في النَّصِّ نَسْمَعُهُ...عِلْمُ اللِّسَانِ وَجَهْلُ القَلْبِ وَالسَّبَبُ
حَبُّ المَتَاع وَحُبُّ الجَاهِ فَانْتَبهِي...مِنْ قَبْلِ تُطْوَى عَلَيْكِ الصُّحْفُ وَالْكُتُبُ
وَتُصْبِحِينَ بِقَبْرٍ لاَ أَنِيسَ بِهِ ... الأَهْلُ وَالصَّحْبُ لَمَّا ألْحْدَوا ذَهَبُوا
وَخَلَّفُوكِ وَمَا أَسْلَفْتٍ مِنْ عَمَلٍ ... المَالُ مُسْتَأْخَرٌ وَالْكَسْبُ مُصْطَحَبُ
وَاستيقِنِي أَنَّ بَعْدَ المَوْتِ مُجْتَمَعاً ... لِلْعَالَمِينَ فَتَأْتِي العُجْمُ وَالْعَرَبُ
وَالخَلْقُ طُرَّاً فيِجِزيِهِمْ بِمَا عَمِلُوا ... في يَومِ لاَ يَنْفَعُ الأَمْوَالُ وَالْحَسَبُ
واخْشَي رُجُوعاً إِلَى عَدْلٍ تَوَعَّدَ مَنْ ... لاَ يَتَّقيِه بِنَارٍ حَشْوُهَا الْغَضَبُ
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالأَحْجَارُ حَامَيةً ... لاَ تَنْطَفي أَبَدَ الآبَادِ تَلْتَهِبُ
وَالبُعْدَ عَنْ جَنَّةِ الخْلْدِ الِتى حْشِيَتْ ... بِالطيِّيَاتِ فلاَ مَوْتٌ وَلاَ نَصَبُ
فِيهَا الفَوَاكِهُ وَ الأَنْهَارُ جَارِيَةٌ ... وَالنُّورُ وَالحُورُ وَالْوُلْدَانُ وَالقُبَبُ
* * *
وَ هَذِهِ الدَّارُ دَارٌ لاَ بَقَاءَ لَهَا ... لاَ يَفْتِننَّكَ مِنْهَا الوَرْقُ وَالذْهَبُ
وَ الأَهْلُ وَالمَالُ وَالْمَرْكُوبُ تَرْكَبُهُ ... وَالثَوْبُ تَلْبَسُهُ فَالكْلُّ يَنْقَلِبُ
لاَ بَارَكَ اللهُ فِى الدُّنْيَا سِوَى غَرَضٍ ... مِنْهَا يُعَدُّ إِذا مَا عُدَّتْ القُرَبُ
يُريِدُ صَاحِبُهُ وَجْهَ الإِلهِ بِهِ ... دُونَ الرِيّا إِنَهُ التَّلْبِيسُ وَالْكَذِبُ
لاَ يَقْبَلُ اللهُ أعمالاً يُريِدُ بِهَا ... عَامِلُهَا غَيْرَ وَجْهِ اللهِ فَاجْتَنِبُوا
تَمَّتْ وَصَلُّوا عَلَى المَخْتَارِ سَيِّدِنَا ... وَالآلِ وَالصَّحْبِ قَوْمٌ حُبُّهُمْ يَجِبُ
* * * * *
(1/66)

حرف التاء المثناة :
==========
* * * * * * * * *
وفيه خمس قصائد
(/)

قال رضي الله عنه :
البِدَارَ البِدَارَ قَبْلَ الفَوَاتِ ... إِنَّنَا أَنْتَ عُرْضَةُ الآفَاتِ
بَادِرِ الفَوْتَ قَبْلَ أَنْ تَقْطَعَنَّكْ ... دُونَ مَاتَبْتَغِىِ حُتُوفُ المَمَاتِ
مَا أَرَاكَ مُشَمِّراً وَاللَّيَالِى ... سَوْفَ تُدْنِى إِلَيْكَ مَاهُوَ آتِى
إَنمَا رَأْسُ مَاِلكَ العُمْرُ فَاعْـ ... ـمُرْهُ بِفِعْلِ الَجِميلِ وَالمَكْرُمَاتِ
وَأتَحذْهُ مَطِيَّةً تَمْتَطِيهَا ... فِي سُلوكِ السَّبيلِ لِلدَّرَجَاتِ
وَجَواداً تَطْوى عَلَيْه مَدَى ... هَذِهِ الدُّنْيَا لِتَبْلغَ الغَايَات
* * * * *
وقال رضي الله عنه :
اللهَ لا تَشْهَدْ سِوَاهُ وَلا تَرىَ ... إِلاَّهُ فِى مُلْكٍ وَفِى مَلَكُوتِ
سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ مَاجِدْ ... مَتَفَرِّدٍ بِالْعِزِّ وَالجَبُروتِ
مَنْ قَيَّدَاهُ قُصُورُهُ وَكَلاَلُهُ ... عَنْ أَنْ يَرَاهُ فَسِمِّهُ بِالَمْبتُوتِ
سَافِرْ إِلَيْهِ بِهِمَّةٍ عُلْويَّةٍ ... حَتَّى تَرَاهُ و قلْ لِنَفْسِكَ مُوتِي
وَ اقْبِلْ إِليْهِ بِكُلِّ قَلْبِكَ قَاصِداً ... مَحْوَ الظِّلاَلٍ أُشِيرُ لِلنَّاسُوتٍ
بِالشَّمْسِ شِمْسِ الذَّاتِ حَتَى لا تَرَى ... شَيْئاً سِوَى مُتَقدِّسِ اللاهُوتِ
فَإنِ اُنَتَهَيْتَ إِلَى الذَّي عُرِّفْتَهُ ... شَاهَدْتَ مِنْ عَرْشٍ إِلى بَهْمُوتِ
وَرَأَيْتَ سِرَّاً لَمْ يُجِزْ إَفشاءَهُ ... أَهْلُ الهُدَى وَالكَشْفِ وَالتَثْبِيتِ
وَالشَّوْقُ مِنَّا لاَيَزَالُ مُنَازِعاً ... وَالأَمْرُ بِالتَقْدِيرِ وَالتَّوْقِيتِ
يَالَيْتِنِى قَدْ غِبْتُ عَنْ هَذَا الوَرَى ... وَدُعِيتُ بِالمُسْتَغْرِقِ الَمبْهُوتِ
مَاذَا عَلَيَّ من الأَنَامِ وُقَوْلهِمْ ... أَنْ أُدْعَ بِالَمْحبُوبِ وَالَمْمقُوتِ
حَسْبِي إِلهِي وَالذَّي يخَتْارُهُ ... اللهُ أَكْبَرُ غَارَ بَحَرُ الحُوتِ
* * * * *
(1/67)

وقال جزاه الله عن المسلمين خيراً هذه القصيدة التائية وهي من أعلى قصائده التي أظهرها ، لأن بعض قصائده لم تظهر ، كما أخبر بذلك الحبيب السيد أحمد بن زين الحبشي علوي .
وقال نفع الله به في هذه القصيدة : أن أقل شرح لها لو شُرِحت أن يكون على كل بيت عشر ورقات , لأن فيها شيئاً من مقدِّمات علم الكشف ، و لو رأينا لأهل الزمان رغبة في الخير لشرحناها .
بَعَثْتُ لِجِيَرانِ العَقِيقِ تَحِيَّتِي ... وَأَوْدَعْتُهَا رِيحَ الصبَّا حِينَ هَبَّتِ
سُحَيْراً وَقَدْ مَرَّتْ عَلَيَّ فَحَرَّكَتْ ... فُؤَادِي كَتَحْرِيكِ الغُصُونِ الرَّطِيبَةِ
وَأَهْدَتْ لِرُوحِي نَفْحَةً عَنْبَرِيَّةً ... مَنَ الَحيِّ فَاشْتَاقِتْ لِقُرْبِ الأَحِبَّةِ
وَحَنَّتْ لِتَذْكَارِ الَّليَالِي الَّتِي خَلَتْ ... لِنَا بَيْنَ هَاتِيكَ الرُّبُوعِ الأَنِيَسةِ
وَإِخْوَان صِدْقٍ أَوْحَشَ القَلْبَ بعُدُهُمْ ... فَلِلَّهِ مَا لاَقَيْتُ مِنْ حَرِّ فُرْقَةِ
دِيَارِي نَأَتْ عَنْ دُورِهِمْ وَتَبَاعَدَتْ ... مَنَازِلُنَا لاَ عَنْ قِلاَء وَجَفْوَةِ
عَلَى الحِرْصِ مِنِّي أَنْ أَرَاهُمْ وَمِنْهُمُ ... فَمَا سَمَحتْ يُمْنَى الزَّمَانِ بمنُيْتَي
وَمَا بُعْدُهُمْ عِنّي وَلاَ البُعْدُ عَنْهُمُ ... بِحَالِ اخْتَيارٍ بَلْ بِقَهْرِ مَشِيئِة
وَحُكمُ إِلهِ العَلَمينَ مُنَفَّذٌ ... عَلَى كُلِّ حَالٍ وَالرَِضَا خَيرُ قُنْيةِ
بِهِ تَنْجَلْى عَنَّا الهُمُومُ إِذَا طَرَتْ ... وِتُسْرَي بِهِ عَنَّا الغُمُومُ المُلِمَّةِ
وَكَمْ حَادِثٍ قَدْ ضَاقَ مُتَّسِعُ الفَضَا ... عَلَيَّ بِهِ فَانْزَاحَ عًنْي بِخَطْرَةٍ
* * *
أَحِبّةَ قَلْبِي هَلْ لأَيَّامِنَا الِتَّي ... تَقضَّتْ بِذَاتِ البَانِ إِذْنٌ بِرَجْعَةِ
فَقَدْ طَالَ هَذَا البُعْدُ وَامْتَدَّ وَقْتُهُ ... وَطَالَ اْنتَظَارِي حِجَّة بَعْد حِجَّةِ
تَرَى تَجْمَعُ الأَيَّامُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ... وَأَحْظَى بِكُمْ مِنْ قَبْلِ تَأْتِي مَنِيِتَى
فَوَا أَسَفي إِنْ مِتُّ مِنْ قَبْلَ أَنْ أَرَى ... وُجُوهاً عَلَيْهَا نُورُ عِلْمٍ وَخِشْيَةٍ
وَجَلْوَةُ إَخْلاصٍ وصِدْقٍ وَقُرْبَةٍ ... وَآثارُ كَشْفِ الغِيْبِ عَنْ ذَوْقِ خْبِرَة
وَأَسْمَعَ مِنْهُمْ كُلَّ عِلْمٍ مُقَدَّسٍ ... عَنِ الْحِسَّ وَالأَوْهَامِ مِنْ فَتْحِ حِكْمةِ
وأنشَقَ مِنْ أَرْيَاحِهِمْ كُلَّ طِيِّب ... ذكِي تَطِيبُ الرُّوحُ مِنْهُ بِشَمَّةِ
وَأَمْسِى بِهِمْ فِي مَوْقِفِ الشِرْعِ سَالِكاً ... طَرِيقَةَ حَقٍ وَاصَلاً لَلحَقيقَةِ
* * *
فَلِلَّهِ أَقْوَامٌ نَأَى البَعْضُ مِنْهُمُ ... عَن البَعْضِ إِيثَاراً لِمقْصُودِ خَلْوَةِ
وَأَنْساً بِمَوْلاَهُمْ وَشُغْلاً بِذِكْرِهِ ... وَخِدْمَتِه فِي كُلِّ حِينٍ وَحَالَةِ
وَحِرْصاً عَلَى هَذا الخُمُولِ لأنْهُ ... أَمَانٌ لأَهْلِ اللهِ مِنْ شَرِّ شُهْرَةِ
وَحُبَّ اعْتزَالٍ فِي الأنَامِ وَإَنَّهُ ... لَمَسْتُورُ عَنْهُمْ تَحْتَ أَسْتَارِ غَيْرَةِ
يَرَاهُ الوَرَى إِلا الَقَليلَ كَغِيْرِهِ ... مِنَ الغَافِلِينَ التَّارِكِينَ اسْتِقَامِةِ
(1/68)

وَمِنْهُمْ رجَالٌ يُؤْثرُونَ سِيَاحَةً ... وَسُكْنَى مَغَرَاتْ الجْبَالْ وَقَفْرَةِ
يَسِيحُونَ مِنْ شِعْبٍ إِلى بِطْنِ وَادِيٍ ... وَكُلِّ خِرِابٍ وَالفَيَافِي الخَليَّيةَ
وَمِنْهُمْ رِجَالٌ ظَاهِرُونَ بِأَمْرِه ... لإرْشَادِ هَذَا الخَلْقِ نَهْجَ الطَّرِيقَةِ
لَهُمْ هِمَّةٌ فِى دَعْوةِ الخَلْقِ جُمْلَةً ... إِلَى الله عَنْ نُصْحٍ وَلُطْفٍ وَرَحْمَةِ
فَهُمْ حُجَّةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ بِرَبِّهِمْ ... وَفِيِهمْ لِمُرْتَادِ الهُدَى خَيْرُ قُدْوَةٍ
وَحَتْفٌ عَلَى أَهْلِ الضَّلالِ وَحُجَّةٌ ... تَقُومُ عَلَى أَهْلِ الشِّقَاقِ بِشِقْوَةِ
وَكُلُّ عَلَى نَهْجِ السَّبِيِل السَّوِيِّ لَمْ ... يُخَالِفْ لأَمْرٍ آخِذاً بِالشَّرِيَعةِ
* * *
وَإِنَّ الَّذِي لا يَتْبَعُ الشَّرْعَ مُطْلَقاً ... عَلَى كُلِّ حَالٍ عَبْدُ نَفْسٍ وَشَهْوَةِ
صَرِيعُ هَوىً يُبْكَى عَلَيهِ لأَنَّهُ ... هَوَ المَيْتُ لَيْسَ الَمْيتُ مَيْتَ الطَّبِيِعَةِ
وَمَا فِي طَريِق القَوْمِ بدْءًا وَلا انْتِهَا ... مُخَالَفَةٌ لِلَّشرْعِ فَاسْمَعْ وَأَنصِتِ
وَخَلْ مَقَالاَتِ الذِينَ تَخَبَّطوا ... وَ لا تَكُ إِلا مَعْ كِتَابٍ وَ سُنُّةِ
فَثَمَّ الهّدُى وَالنُورُ و الأمْنُ مِنْ رَدَى ... وَمِنْ بِدْعَةٍ تُخْشَى وَزَيغٍ وَفِتْنَةِ
وَمتَّبعُوا حَكْمِ الِكتَابِ وَسُنَّةٍ ... هُمُ المُفْلِحُون الفَائِزُونَ بِجَنَّةِ
عَلَيِهمْ مِنَ الَرحمَنِ رِضْوَانُهُ الذَّي ... هُوَ النِّعْمةُ العُظْمَى وَأكْبَرُ مِنَّةِ
وَمَنَ حَاد عَنْ عِلْمِ الكِتَابِ وَسُنَّةٍ ... فَبَشْرهُ فِى الدُّنْيَا بِخِزْي وَذِلَّةٍ
وَبَشْرْهُ فِى العُقْبِى بِسُكْنَى جَهَنَّم ... وَحِرْمَانِ جَنَّاتِ الخُلُودِ وَرُؤيَةِ
(1/69)

ألاَ مَا لَقَلْبِي كُلَّمَا ذُكِرَ الحِمَى ... وَأَهْلُ الحِمَى مِنْ خَيْرِ عُرْبٍ وَجِيرَةِ
يَهيِجُ بِهِ وَجْدٌ وِشَوْقٌ وَلَوْعَةٌ ... شُجُونٌ لَهَا تَجْرِي عَلَى الخَدِّ دَمْعَِتي
وَمَا لِفُؤَادِي قَدْ تَوَطَّنَهُ الأَسَى ... أَحِسُّ بِهِ مِنْ حَرِّهِ لَفْحَ جَمْرةِ
تَعَوَّدَ تَذْكَارَ الخِيَامِ وَأَهْلِهَا ... إِلَى أَنْ غَدَا مِنْ شَوْقِهِ كَالْمفُتَتِ
فِلِلهِ رُوْحٌ خَالَطَ الحُبُّ كُلَّهَا ... وَمَازَجَهَا حَتَّى صَبَتْ لَلصَّبَابَةِ
وَخَامَرَهَا خَمْرُ الغَرَامِ فَأَصْبَحَتْ ... وَأَمْسَتْ عَلَى حُبِّ الَحِبيبِ مُقِيمَةِ
يَظُنُّ بِهَا مَنْ لَيْسَ يَدْرِى بِشَأْنَهَا ... بِأَنَّ بِهَا سُكْرَ الخُمُورِ الأَثِيمَةِ
لَهَا أَبَداً شَوْقٌ إِلى خَيْرِ مَعْهَدٍ ... بِهِ خَيْرُ عَهْدٍ فِى العُصُورِ القَدِيَمِة
يُذَكْرِهَا العَهْدَ القَدِيمَ سَمَاعُهَا ... لِتَرْجِيع تَالٍ لِلمثَانِي الْكَرِيَمةِ
وِرِنَّةُ أَذْكَارٍ وَصَوْتُ مُسَبِّحٍ ... وَنَغْمَةُ حَادٍ بِالمْطََايَا المُجِدَّةِ
وَتَغْرِيدُ وُرْقٍ فَوْقَ أَغْصَانِ دَوْحَةٍ ... وَتَلْحِينُ شَادٍ بِالأغَانِي الرَّقِيقَةِ
وَكُلُّ نَسِيمٍ هَبَّ أَوْ بَارَقٌ شَرَى ... وَأَشْيَا أَرَى فِى سَتْرِهَا حِفْظَ حُرْمَةٍ
حِذَارَ غبِيٍّ أَوْ حَسُودٍ مُوَلَّعٍ ... بإِنْكَارِ أَسْرَارِ العُلُوم الدّقِيقَةِ
فَقَدْ سَتَرُوا أَهْلُ الطَّرِيِق وَأَخْمَلُوا ... أمُوراً مِنَ التْحْقِيقِ حَتَّى تَغَطَّتِ
لِئَلاَّ يَرَاهَا المَنْكِرُونَ فَيَخْسَرُوا ... بِإِنْكَارِهَا لاَ عَنْ دَلِيلٍ وَحُجُّةِ
كَمَا أَنْكَرُوا قَوْمٌ عَلَى بَعْضِ مَنْ مَضَى ... مِنَ العَارِفيِنَ أهْلِ الهُدَى وَالَبصِيَرةِ
وَيَسْمَعَهَا قَوْمٌ وَلَيْسُوا مِنَ أهْلِهَا ... فَيَرْتَبِكُوا فِيهَا بِجَهْلٍ وَغِرَّةِ
كَمَا ضَلَّ أَقْوَامٌ بِهَا وَتَخَبَّطُوا ... وَمَالُوَا عَنِ الدِّيِن القَوِيِم وَشِرْعَةِ
وَإِنَّ للذَّي أَبْدَى مِنَ القَوْمِ مَا سَبِيـ ... ـلُهُ السَّتْرُ مُغْلُوبُ بِحَالٍ قَوِيَّةِ
يُفَارِقُهُ التَّمْيْيزُ عَنْدَ وُرُودِهَا ... عَلَيْهِ وَإِنْ أَخْطَا فَلَيْسَ بِمُعْنَتِ
وَكَمْ مِنْ قَرِيبِ بَعِّدَتَهُ عِبَارَةٌ ... عَنِ الفَهْمِ فَاسْتَمْسِكْ بِحَبْل الشَّرِيَعِة
وِسَلِّمْ لأَهْلِ اللهِ فىِ كُلِّ مُشْكلٍ ... لَدَيكَ , لَدَيَهْمْ وَاضِحٌ , بِالأْدِلَةٍ
* * *
(1/70)

خَلِيلَىَّ هَلْ مِنْ مُسْعِدٍ مِنْكُماَ عَلَى ... سَلُوكِ سَبِيلٍ دَارِسٍ وَخَفيَّةِ
تَأَخَّرَ عَنْهَا الأْكْثَرُونَ وَأَعْرَضُوا ... لِمَا عَلِمُوا فِى قَطْعِهَا مِنْ مَشَقَةِ
رِيَاضَةُ نَفْسٍ وَأعْزَالُ عَوَائِدٍ ... وَقَمُع حُظُوظٍ لْلقُلُوبِ مُمِيتَةِ
وَتَرْكُ الأَمَانِي وَالُمَرادَاتِ كُلّهَا ... وَكُلِّ اخْتِيَارٍ وَالتَّدَابِيِر جُمْلَةِ
وَكَنْسُ ضَمِيرِ القَلْبِ كَىْ يَبْقَ فَارِغاً ... مِنَ الْحُبِّ لِلدُّنْيَا الغَرُورِ الدَّنَّيةِ
وَتَطْهِيرُهُ سَبْعاً عِنِ المَيْلِ لِلسِّوَى ... بِمَاءِ الفَنَا بِاللهِ عَنْهُ وَغَيْبَةِ
وَجَمْعٌ عَلَى الَمْولَى الَعِظيمِ بِتَرْكِ مَا ... عَنِ الذِّكْرِ يُلْهِي وَالْتِزَامُ الِعبَادَةِ
فَإِنْ تُسْعِدَانِي بِالْوِفَاقِ فَإِنَّ لِي ... بِهِ بَعْضَ أنْسٍ وَأرْتِيَاحٍ وَقُوَّةِ
وَإِلاَّ فَأَمْرُ اللهِ عِنْدِي مُعِظَّمٌ ... وَعَنْدِي بِحَمْدِ اللهِ يا رُبَّ رَغْبَةِ
وَكَمْ طُرْفَةٍ كُمْ تُحْفَةٍ كَمْ عَطِيَّةٍ ... بِهِ دُونَهَا بَسْطِي وَرَوحِي وَرَاحَتِي
أُطَالِعُ أَمْرَ القَبْضَتَيْنِ فَقَبْضَةُ ... الْيَمِيِن وَأخْرَى لْليَمِين الأَخِيرَةِ
فَسَبْقُ سَعَادَاتِ وَسَبْقُ شَقَاوةٍ ... بَمَحْضِ أخْتِيَارٍ دُونَ سَعْيٍ وَحِيْلَةِ
وَأَعْمَالُهُمْ تَجْرِي عَلَى وُفْقِ سَابِقٍ ... لَهُمْ عِنْدَهُ وَالَختْمُ كَالأَوَّليَّةِ
وَمَسَحَ يَدِ الرَّحْمَنِ ظَهْرَ صَفِيّهٍ ... فَأَخْرَجَهُمْ كَالدَّرِ يَوْمُ الشَّهَادَةِ
وَأَشْهَدَهُمْ وَ الْكُلُّ مِنْهُمْ مُوَحِّدٌ ... هُنَاكَ وَبَعْدَ الأَمْرِ نَافٍ وَمُثْبِتِ
* * *
(1/71)

وَسِرَّا خَفِيَّاً حَارَ فِيهِ أُولُو النَّهَى ... عَلَى صُورَةٍ لا الصُّورَةِ الآدَمِيَّةِ
فَنَزّهْ إِلهَ العَالَمِينَ وَقَدِّسَنْ ... عَنْ الصُّورَةِ الحِسِّيَّةِ الَبَشرِيَّةِ
وَغُصْ فِى بِحَارِ السِّرِّ إِنْ كُنْتَ عَارِفاً ... بِسَاحَاتِهَا الدُّريَّةِ الجَوْهَرِيَّةِ
وَكُنْ فِي أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَآيِهَا ... عَلَى مَذْهَبِ الأَسْلاَفِ حَيْثُ السَّلاَمةِ
وَأَشْهَدْ لَطِيفَ الفَضْلِ فِى كَوْنِ آدَمٍ ... مِنَ الطِّينِ مَخْلُوقَ اليَدِيْنِ النَزِيَهِة
فَسَوَّاهُ وَالنَّفْخُ الكَرِيمُ مُعَقَّبٌ ... لَهُ ثُمَّ بَعْدَ النَّفْخِ أَمرٌ بِسَجْدَةِ
وَإِبْلِيسُ لَمْ يَسْجُدْ فَأَسْخَطْ رَبْهُ ... وَحَلَّتْ بِهِ مِنْ مَقْتِهِ شَرُّ لَعْنَةِ
لِذَلِكَ فَاحْتَالَ الصَّفيَّ وَزَوْجَهُ ... بِحِيلَتِهِ فِى حَينِ كَانَا بِجِنَّةِ
وَقَالَ كُلاَمِنْ شَجْرَةِ النِّهْىِ مُطْمِعاً ... لَهُ وَلَهَا فِى الخُلْدِ وَالمَلَكِيَّةِ
فَلَمَّا أَلمَّا بِالَخِطَّيةِ أهْبِطَا ... مِنَ الجَنْةِ العُلْيَا إِلَى دَارِ وَحْشَةِ
وَحَلَّ بِهِمْ كَرْبٌ عَطِيمٌ وَحَسرَةٌ ... وَحُزْنٌ مٌقِيمٌ فِى انْقِطَاعٍ وَغُرْبَةِ
إِلَى أَنْ تَلَقّى آدَمٌ مِنْ إِلهِهِ ... مِنَ الْكَلِمَاتِ المُوجِبَاتِ لِتَوْبَةِ
فَتَابَ عَلَيْهِ وَأجْتَبَاهُ وَخَصَّهُ ... وَ أَكْرَمَهُ فَضْلاً بِأَمْرِ الخِلاَفَةِ
* * *
وَأسْرَارُ أَمْرِ اللهِ نُوحاً وَقَدْ دَعَا ... عَلَى قَوْمِهِ أَنْ يَغْرَقُوا بِالسَّفِينَةِ
لِيرَكَبَهَا وَالمُؤْمِنُونَ وَأَهْلُهُ ... وَزَوْجَانِ مِنْ كُلِّ الوُجُودِ لِحِكْمَةِ
* * *
(1/72)

وَللهِ فِى آلِ الَخِليلِ سَرَايْرٌ ... تَجِلُّ عَنِ الإِحْصَاءِ عَدَّاً لِكَثْرَةِ
رَأَى كَوْكَباً فِى أَوَّلِ الأَمْرِ وَانْتَهَى ... بِهِ الحَالُ تَدْرِيجاً لإِفْرَادِ وُجْهَةِ
وَكَسَّرَ إِبْرَاهِيمُ أَصْنَامَ قَوْمِهِ ... وَأَبْقَى كَبِيراً كَىْ يَروحُوا بِخزْيَةِ
إِذَا مَا أُحِيلُوا فِى السُّؤَالِ عَلَيْهِ لَمْ ... يَرُدَّ و أَنَّى مِنْ جَمَادٍ وَمَيِّتِ
فَقَامَتْ عَلَيْهِمْ حُجَّةٌ أَىُ حُجَّةٍ ... فَكَادُوا لَهُ كَيْداً بِنَارٍ عَظِيمَةٍ
لَهُ أَوْقَدُوهَا ثُمَّ أَلْقَوْهُ فانَثَنَتْ ... عَلَيْهِ بِأَمْرِ اللهِ فِى مِثْلِ رَوْضَةِ
وَمَا لِعَدُوِّ اللهِ نَمْرُوذَ يَدَّعِى ... رُبُوبِيَّةً فَاسْأَلْهُ دَفْعَ البَعُوضَةِ
وَفِى قِصَّةِ الاْطْيَارِ وَهْىَ عَجِيبَةٌ ... وَكَمْ مِنْ أُمُورٍ فِى الوُجُودِ عَجِيبَةِ
* * *
كَأَسْرَارِ مُوسَى حِينَ أَلْقَتْهُ أُمُّهُ ... رَضِيعاً بِأَمْرِ اللهِ فِى وِسْطٍ لُجَّةِ
فَجَاءَتْ بِهِ الاْقْدَارُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ ... عَدُوَّا هُوَ المَخْشِيُّ فِى أَصْلِ قِصَّةِ
فَرَبَّاهُ حَتَّى كَانَ مَا كَانَ وَانْتَهَى ... نِهَايَتَهُ فَاعْجَبْ لأَسْرَارِ قُدْرَةِ
وَحِينَ رَآى نَاراً فَأَمْكَثَ أَهْلَهُ ... وَجَاءَ إِلَيْهَا لِلْهُدَى أَوْ لِجَذْوَةِ
فَنُودِي مِنَ الَوادِي أَنَا اللهُ فَاسْتَمِعْ ... لِمَا أَنَا مُوْحٍ وَانْطَلِقْ بِرِسَالَتِي
وَكَلَّمَهُ سُبْحَانَهُ بَعْدَ هَذِهِ ... عَلَى طُورِ سِينَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةِ
وَكَمْ فِى العَصَا وَالَيدِّ مِنْ سِرِّ قُدْرَةٍ ... كَتَكْذِيبِ فِرْعَوْنَ وَإِيمَانِ سَحْرةِ
* * *
وَعِيسَى مِنَ الآيَاتِ فِى أَصْلِ كَوْنِهِ ... بِدُونِ أَبٍ عَنْ نَفْخَةٍ قُدُسِيَّةِ
وَقَدْ كَانَ يُخْيِى الَمْيتَ عِنْ إِذْنِ رَبِّهِ ... وَيُبْرِىْ بِإِذْنِ اللهِ مِنْ كُلِّ عِلَّةِ
وَيَخْلُقُ مِنْ طِينٍ كَهَيْئَةِ طَائِرٍ ... فَيَحَْيا بِنَفْثٍ مِنْهُ مِنْ سِرِّ نَفْخَةِ
وَإِنَّ لَهُ فِى آخِرِ الوَقْتِ مَهْبِطاً ... إِلَى الأَرْضِ بَينَ الأُمَّةِ الأَحْمَدِيَّةِ
وَعَنْ آلِ إِسْرَائِيلَ حَدَّثْ فَفِيهِمُ ... أَعَاجِيِبُ نَصَّ السُنَّةِ النَّبَوِيَّةِ
* * *
(1/73)

وَقَدْ جَمَعَ الأَسْرَارَ وَالأَمرُ كُلَّهُ ... مُحَّمدٌ الَمْبُعوثُ لِلْخَلْقِ رَحْمَةِ
بِهِ خَتَمَ اللهُ النُبُوةَ وابْتَدَا ... فَلِلَّهِ مِنْ خَتْمٍ بِهِ وَبَدايَةِ
وَإِن رَسُولَ اللهِ مِنْ غَيْرِ رِيبَةٍ ... إِمَامٌ عَلَى الاْطْلاَقِ فِى كُلْ حَضْرَةِ
وَجِيهٌ لَدَى الرَّحْمَنِ فِى كُلِ مَوْطنِ ... وَصَدْرُ صُدُورِ العَارفِينَ الأَئِمةً
أَتَاهُ أَمِينُ اللهِ بالْوَحِىِ فِى حِرَا ... وَكَانَ بِهِ فِي حَالِ نُسْكٍ وَخلْوَةِ
فَقَالَ لَهُ: اقْرَأ ، قَالَ: لَسْتُ فَغَطَّهُ ... وَأَرْسَلَهُ حَتَّى الثْلاثٍ فَتمَّتِ
وَفِى طيِّ هَذَا رُّبَّ سِرٍّ مُحَجَّبٍ ... لَهُ يَهْتَدي أَهْلُ القُلُوبِ الُمِنيرَةِ
وَكَانَ بِهِ الإسْرَاءٌ مِنْ خَيْرِ مَسْجِدِ ... إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى إِلَى أَوْجِ ذِرْوَةِ
مِنَ المَسْتَوَى وَالقَابِ قَوْسَينِ قُرْبُهُ ... مِنَ اللهٍ أًو أًدْنى وَخُصَّ بِرُؤُيَةِ
وَأَوْحَى الذَّى أَوْحَى إِلَيْهِ إِلَهُهُ ... عُلُوماً وَأَسْرَاراً وَكَمْ مِنْ لَطِيفَةِ
وَشَاهَدَ جَنَّاتِ وَناراً وَبَرْزَخاً ... وَأَحْوَالَ أَمْلاَكِ وَأَهْلَ النُّبُوَّةِ
وَصَلَّى وَصَلَّوْا خَلفَهُ فَإِذَا هُوَالْـ ... ـمُقَدَّمُ وَهْوَ الرْأسُ لاَهْل الرِّئَاسَةِ
حَبِيبٌ خَلِيلٌ عظَّمَ اللهُ قَدْرَهُ ... جَمِيلٌ جَلِيلٌ ذُو بَهَاءٍ وَهَيْبَةِ
* * *
لَهُ الدَّعْوَةُ العُظْمَى كَذَا الرُّتَبُ العُلَى ... لَهُ المِلَّةُ الغَرَّا وَخَيْرُ مَحَجَّةِ
لَهُ الَخَلْقُ والْخُلْقُ الَعِظيمُ كِلاَهُماَ ... لَهُ الْحُكْمُ وَالسَّيْفُ الَمِليُّ بِسَطْوَةِ
وَقَدْ قَرَنَ الَمحْمُودُ إِسمَ مُحَمَّدٍ ... مَعَ إِسْمِهِ فِى الذَّكْرِ فَاعْزِزْ بِرفْعَةِ
وآيةُ حُبِّ اللهٍ مِنَّا اتَّبَاعُهُ ... بِهِ وَعَدَ الغُفْرَانَ بَعْدَ الَمَحَّبةِ
وَمَنْ يُطِعِ الهَادِي أَطَاعَ إِلَهَهُ ... وَمَنْ يَعْصِهِ يَعْصِي الإِلهَ وَ يُمْقَتِ
وَمَنْ بَايَعَ المَختَارَ بَايَعَ رَبَّه ... يَدٌ اللهِ مِنْ فَوْقِ الأَيادِي الوَفيَّةِ
* * *
وَآلُ رَسُولِ اللهِ بَيْتٌ مُطَهَّرٌ ... مَحَبَّتُهُمْ مَفْرُوضَةٌ كَالْمَوَدَّةِ
هُمُ الحَامِلُونَ السِرَّ بَعْدَ نَبِيَهِمْ ... وَوُرَّاثه أَكْرِمْ بِهَا مِنْ وِرَاثَةِ
* * * * *
(1/74)

وَأَصْحَابُهُ الغُرُّ الِكَرامُ أَئِمَةٌ ... مُهَاجِرُهُمْ وَالقَائِمونَ بُنصْرَةِ
نُجُومُ الهُدَى أَهْلُ الفَضَائِلِ وَالنَدَى ... لَقَدْ أَحْسَنُوا فِى حَمْلِ كُلِّ أَمَانَةِ
وَمُتَّبِعُوهُمْ فِى سُلُوكِ سَبِيِلهِمْ ... إلى اللهِ عَنْ حُسْنِ اقْتِفَاِ وَأُسْوَةِ
أَولَئِكَ قَوْمٌ قَدْ هَدَى اللهُ فَاقْتَدِهْ ... بِهِمْ وَاسْتِقمْ وَالزَمْ وَلا تَتَلَفَّتِ
وَلاَ تَعْدُ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ مَطْلَعُ الهُدَى ... وَهُمْ بَلَّغُوا عِلْمَ الِكتَابِ وَسُنَّةِ
فَذُو القَدْحِ فِيهِم هَادِمٌ أَصْلَ دِيِنِه ... وَمُقْتَحِمٌ فِى لُجِّ زَيْغِ وَبِدْعَةِ
فَمَا بَعْدَ هَدْىِ المُصْطَفَى وَصَحَابِهِ ... هُدىً لَيْسَ بَعْدَ الحَقِّ إِلاَ الضَّلاَلَةِ
* * *
أَبَانَ كِتَابُ اللهِ فِيمَا أَبَاَنَ عَنْ ... مَسَالِكِ فِقْهٍ وَاعْتَبارٍ وَعِبْرَةِ
وَأَحْوَالِ مَنْ يَآَتِي وَأَحْوَالِ مَنْ مَضَى ... وَأَنْبَاءِ تَرْغِيبٍ وَأَنْبَاءِ رَهْبَةِ
وَمَنْشُورِ أَحْكَامٍ وَمَأْثُورِ حِكْمَةٍ ... وَمَسْتُورِ أَسْرَارِ الْعُلُومِ الدَقِيقَةِ
وَعَنْ كُلِّ مَايَحْتَاجُهُ الخَلْقُ كُلُّهُمْ ... بِدِينٍ وَدُنْيَا فِى اجْتَمَاعٍ وَوَحْدَةِ
وَشَرْحِ الصِّرَاطِ الُمْسَقِيمِ وَحَثِّهِمْ ... عَلَيْهِ وَأَحْوَالِ المَعَادِ وَرَجْعَةِ
وَعَنْ كُلِّ فَرْضٍ أَوْجَبَ اللهُ فِعْلَهُ ... وَكُلِّ حَلاَلٍ أَمْرُهُ بِالسَّوِيَّةِ
وَكُلِّ حَرَامٍ أَوْجَبَ اللهُ تَرْكَهُ ... وَمَا حَالُهُ الإِشْكَالُ مِنْ شَأْنِ شُبْهَةِ
وَحِفْظِ قَوَانِيِن المَعَاشِ وَمَا بِهِا الْـ ... قَوَامُ وَضَبْطِ الْكُلِّ تَحْتَ السِّيَاسَةِ
وأحوالِ أربابِ الرِّسالاتِ والذي ... به أُيِّدُوا من مُعجِزَاتٍ جليلةِ
وَأَحْوَالِ مَنْ رَدَّ الهُدَى فَتَعَجَّلَتْ ... لَهُ قَبْلَ الحَشْرِ بَعْضُ العُقُوبَةِ
ومَعرفَةِ الذَّاتِ العَليِّ علاؤُهَا ... بما لا خَفَا فيه على ذِي بَصِيرَةِ
وَمَعْرِفَةِ الأَوْصَافِ فِى عَظْم شَأنِهَا ... وَجُمْلةُ أَوْصَافِ الإلهِ عِظيمَةِ
وَمَعْرِفُةِ الأَفْعَالِ وَهْىَ فَسِيحَةٌ ... وَفِيهَا مَجَالٌ وَاتِّساعٌ لِفِكْرَة
(1/75)

سَمَاءٌ وَأَرْضٌ وَالجِبَالُ وَأَبْحُرٌ ... وَرِيحٌ وَنَبْتٌ وَالسَحَابُ المُظِلَّةِ
وَعَرْشٌ وَكُرْسِىٌ وَشَمْسٌ وَظُلْمَةٌ ... وَنُورٌ وَأَمْلاَكُ الِطّبَاقِ الرَّفِيعَةِ
وَجِنٌ وَإِنْسٌ وَالَجَمدَاتُ كُلُّهَا ... وَطَيْرٌ وَأَسْمَاكٌ وَكُلُّ بَهِيمَةِ
وَكَمْ غَيْرِ هَذَا وَالجِمَيعُ مُسَبِّحٌ ... لِخَالِقِه سُبْحَانَ رَبِّ البَرِيَّةِ
تَبَارَكَ مَنْ عَمَّ الوَرَى بنَوَالِهِ ... وَأَوْسَعَهُمْ فَضْلاً بإِسْبَاغِ نِعْمَةِ
وَقَدَّرَ أَرْزَاقاً لَهُمْ وَمَعَايِشاً ... وَدَبَّرَهُمْ فِى كُلِّ طَوْرٍ وَنَشْأَةِ
أَحَاطَ بِهِمْ عِلْماً وَأَحًصَى عَدِيدَهُمْ ... وَصَرَّفَهُمْ عَنْ حِكْمةٍ وَمَشِيئَةِ
وَلِلَّه بَيْنَ المُؤْمِنِينَ وَ مِنْهُمُ ... بِكُلِّ زَمَانٍ كَمْ مُنِيبٍ وَمُخْبِتِ
وَكَمْ سَالِكٍ كُمْ نَاسِكٍ مُتَعَبَّدٍ ... وَكَمْ مُخُلِصٍ فِى غَيْبِهِ وَالشَّهَادَةِ
وَكَمْ صَابِرٍ كَمْ صَادِقٍ مُتَبَتِّلٍ ... إِلَى اللهِ عَنْ قَصْدٍ صَحِيحٍ وَنيَّةٍ
وَكمْ قَانِتٍ أوَّابْ فِى غَسَقِ الدُّجَى ... مِنَ الخَوْفِ مَحْشُوِ الفُؤَادِ وَمُهْجَةِ
يُنَاجِى بآيَاتِ القُرَانِ إِلهَهُ ... بِصَوْتٍ حَزِينٍ مَعْ بُكَاءٍ وَخَشْيَةِ
وَكَمْ ضَامِرِ الأَحْشَاءِ يَطْوِى نَهَارَهُ ... بِحَرِّ هَجِيرٍ مَاَ تَهنَّا بِشَرْبَةِ
وَكِمْ مُقبلٍ فِى لِيْلِهِ وَنَهَارِهُ ... عَلَى طَاعَةِ المَوْلَى بِجِدٍّ وَ هِمَّةِ
وَكَمْ زَاهِدٍ فِى هّذِهِ الدَّارِ مُعْرِضٍ ... وَمُقْتَصِرٍ مِنْهَا عَلَى حَدِّ بُلْغَةِ
تَزَيَّنَتِ الدَُنْيَا لَهُ وَتَزَخْرَفَتْ ... فَغَضَّ وَ لَمْ يَغْتَرَّ مِنْهَا بِزِينَةِ
وَكَمْ مُعْرِضٍ عَنْ صُحْبَةِ الخَلْقِ مُؤْثرٍ ... لوِحْدَتِهِ وَالإِنْقِطَاعِ وَعُزْلَةِ
وَكَمْ عَالِمٍ بِالشَّرْعِ لِلَّهِ عَامِلٍ ... بِمُوجِبِهِ فِى حَالِ عُسْرٍ وَيُسْرَةِ
وَكَمْ آمرٍ بِالرَّشْدِ ناهٍ عِنِِ الرَّدَى ... سَرِيعٍ إِلَى الخَيْرَاتِ مِنْ غَيْرِ فَتْرَةِ
(1/76)

وَكَمْ مِنْ وَلِىْ لِلإلِه بِأرَضِهِ ... وَكَمْ عَارِفِ مُسْتَهتَر فِى الَمَحبَّةِ
وَكَمْ مِنْ أَمِينٍ حَامِلٍ لإمَانَة ... مَنَ الِسرِّ لا تُفْشى لأَهْلِ الخِيَانَةِ
وَصَاحِب كَشْفِ قَدْ تَجَلَّتْ لِقَلْبِه ... الْحَقَائقُ فِى أَطْوَارِهَا المُلُويَّةِ
فَأَبْدَالُهُمْ أَوْتادُهُمْ نُقَبَاؤُهُم ... مَعَ النَّجَبَا وَالقُطْبِ رَأسِ العِصَابَةِ
أُولَئِكَ أَبْدَالُ النَّبيينَ أُبْرِزُوا ... لِفَضْلِ رَسُولِ اللهِ فِى خَيْرِ أُمَّةِ
عِبَادٌ كِرَامٌ آثَرُوا اللهَ رَبَّهُمْ ... فَاثَرَهُمْ وَاخْتَصَّهْمْ بِالوِلاَيَةِ
وآنَسَهُمْ بِالقُرْبِ مِنْهُ وَبِالرِّضَا ... حَبَاهُمْ وَأَسْقَاهُمْ بِكَأْسِ المَوَدَّةِ
بِهِمْ يَدْفَعُ اللهُ البَلاَيَا وَيَكْشِفُ الـ ... رَّزايا وَيُسْدِي كُلَّ خَيْرٍ وَ نِعمِة
وَلَوْلاَهُمُ بَيْنِ الأَنَامِ لَدُكْدِكَتْ ... جِبَالٌ وَأَرْضٌ لاِرْتِكَابِ الخَطِيئةِ
* * *
أَيَا صَاحِبِي وَالنُّصْحُ دَأْبِي وَمَذْهَبِي ... عَلَىَّ بِهِ أَخْذُ العُهُودِ الوثَيِقَةِ
أَلاَ فَالْقِ سَمْعاً وَاعِياً لِقَبُول مَا ... أُشِيرُ بِهِ تحْمَدْ أُخَيَّ مَشُورَتِي
عَلَيْكَ بِتَصْحِيحِ الأَسَاسِ الذَّي هُوَالْـ ... يَقِينُ وَرُوحُ الدِّينِ مِنْ غَيْرِ رِيبَةِ
فَمِنْ عِلْمِه إِنْ صَحَّ صَحَّتْ لَكَ الْـ ... حًقِيقَةُ مِنْ إِحْسَانِكَ المَعْنَويَّةِ
مَقَامَاتُهُ تِسْعٌ عَلَيْكَ بِحِفْظِهَا ... وَإِحْكَامِهَا وَابْدَأْ بِتَصْحِيحِ تَوْبَةِ
وَخِوْفٍ وَنْعْمَ الخَوْفُ لِلْعَبْدِ سَائِقٌ ... وَنِعْمَ الرَّجَا مِنْ قَائِدٍ لِلسَّعَادَةِ
وَصَبْرٍ جَمِيلٍ عِنْدَ كُلِّ بَلِيَّةٍ ... وَأَمْرٍ وَنَهْىٍ أَوْ رُكُونٍ لِشَهْوَةِ
وَشْكْرٍ عَلَى النَعْمَا بِرُؤْيَةِ مُنْعِمٍ ... وَصَرْفِ الذَّى أَسْداهُ فِى سُبْلِ طَاعَةِ
وَصَحِّحْ مَقَامَ الزَّهْدِ فَهْوَ الِعَمادُ وَالـ ...تَّوَكُّلُ وَهَوْ الزَّادُ فِى كُلِّ رِحْلَةِ
(1/77)

وَحْبَ إِله العَالَمِينَ مَعَ الرِّضَا ... بِكُلِّ الذِى يَقْضِيِه فِى كُلِّ حَالَةِ
وَجَاهِدْ تُشَاهِدْ وَاغْنمِ الَوعْدَ بِالهُدَى ... هُدَى نَصَّهُ فِى الْعَنْكَبُوتِ بِآيَةِ
وَحَافِظْ عََى المَفْرُوضِ مِنْ كُلِّ طَاعَةِ ... وَأَكْثِرْ مِنَ النَّفْلِ المُفِيدِ لِقُرْبَةِ
بِكْنْتُ لَهُ سَمْعاً إِلَى آخِرِ النَبَا ... عَنِ اللهِ فِى نَصِّ الرَّسُولِ المُثَبَتِ
وَجَانِبْ هُدِيتَ النَهْىَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... وَمَا تَشْتَهِيهِ النَّفْسُ مِنْ كُلِّ لَذَّةِ
* * *
وَكُنْ فِى طَعَامٍ وَالمْنَاَمِ وَخِلْطَةٍ ... وَنُطْقٍ عَلَى حَدِّ أْقِتصَارٍ وَقِلَّةٍ
وَجَالِسْ كَتَابَ اللهِ وَاحْلُلْ بِسُوحِهِ ... وَدُمْ ذَاكِراً فَالذِّكْرُ نُورُ السرِيرَةِ
عُلَيْكَ بِهِ فِى كُلِّ حِينٍ وَحَالَةٍ ... وَبِالفِكْرِ إِنَّ الفِكْرَ كُحْلُ البَصِيرَةِ
وَكُنْ أَبَداً فِى رَغْبَةٍ وَتَضَرَّعٍ ... إِلى اللهِ عَنْ صِدْقِ افْتِقَارٍ وَفَاقَةِ
وَوَصْفِ اضْطِرَارٍ وَانْكِسَارْ وَذلَّةٍ ... وَقَلْبِ طَفُوحٍ بِالظَّنُُونِ الَجِمِيلَةِ
وَحَقِّقْ أصُولَ القَوْمِ وَأعْلَمْ طَرِيَقُهمْ ... وَكُلَّ اصْطِلاَحٍ بَيْنَهُمْ فِي الطَّرِيقَةِ
كَفَرْقٍ وَجَمْعٍ وَالحُضُورِ وَغيْبَةٍ ... وَصَحْوٍ وَمَحْوٍ وَانْفِصَالٍ وَوُصْلَةِ
وَلاَ بُدَّ مِنْ شَيْخٍ تَسِيُر بِسَيْرِهِ ... إِلَى اللهِ مِنْ أَهْلِ النَّفُوسِ الزَّكِيَّةِ
مِنَ الْعُلِمَاءِ العَارِفِينَ بِربِهِمْ ... فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَالصِِّدْقُ خَيْرُ مَطِيَّةِ
* * *
(1/78)

وَبَعْدُ فَإِنَّ الحَقَّ أَفْضَلُ مَسْلَكِ ... سَلِكْتَ وَتَقْوَى اللهِ خَيْرٌ بِضَاعَةِ
وَمَنْ ضَيَّعَ التَّقْوَى وَأَهْمَلَ أَمْرَهَا ... تَغَشَّتْهُ فِى العْقْبَى فُنُونُ النَّدامَةِ
وَمِنْ كَانَتِ الدُّنْيَا قُصَارَى مُرَادِهِ ... فَقَدْ بَاءَ بِالخُسْرَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ
وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِى طَاعَةِ اللهِ شُغْلُهُ ... عَلَى كُلِّ حَالٍ لا يَفُوزُ بِبُغْيَةِ
وَلاَ يَنْشَقُ الفَيَّاحَ مَنْ طِيبِ حَضْرةِ الـ ... وِصَالِ إِذَا هَبَّتْ نَسِيمُ الْعِنَايَةِ
وَمَنْ أَكْثَر الِعصْيَانَ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ ... فَذَاكَ طَرِيحٌ فِي فَيَافِي الغَوَايَةِ
بَعِيدٌ مِنَ الخَيْرَاتِ حَلَّ به البَلاَ ... وَوَاجَهَهُ الخُذْلاَنُ مِنْ كُلِّ وُجْهَةِ
* * *
عَجِبْتُ لِمَنْ يُوصِي سِوَاهُ وَإِنَّهُ ... لأَجَدَرُ مِنْهُ بِاتِّباعِ الْوَصِيَّةِ
يَقُولُ بَلاَ فَعْلٍ و يَعْمل عَامِداً ... عَلَى ضَدِّ عِلْمٍ يَا لَها مِنْ خَسَارَةِ
عُلُومٌ كَأَمْثَالِ الِبحَارِ تَلاَطَمَتْ ... وَأَعْمَالُهُ فِى جَنْبَهَا مِثْلُ قَطْرَةِ
وَقَدْ أَنْفَقَ الأَيَّامَ فِى غَيْرِ طَائِلٍ ... كَمِثْلِ اللَّيَالِي إِذْ تَقَضَّتْ وَوَلَّتِ
عَلَى السَّوْفِ وَالتَّسْوِيفُ شرّّ مُصَاحِبٍ ... وَقَوْلُ عَسَى عَنْ فَتْرةٍ وَبَطَالَةِ
تَنَسكَّ عَجْزاً عَنْ طَرِيقِ عَزِيَمةٍ ... وَمَالَ لِتَأْوِيلٍ ضَعِيفٍ وَرُخْصَةِ
يَهُمُّ بِلاَ جِدٍّ وَلَيْسَ بِنَاهِضٍ ... عَلَى قَدَمِ التَّشْمِيرِ مَنْ فَرْطِ غَفْلَةِ
وَقَدْ سَارَ أَهْلُ العَزْمِ وَهْوَ مُخَلَّفٌ ... وَقَدْ ظَفِرُوا بِالْقُرْبِ مِنْ خَيْرِ حَضْرَةِ
وَقَدْ أَدْرَكُوا المَطُلُوبَ وُهْوَ مُقَيَّدٌ ... بِقَيْدِ الأَمَانِي وَالخُظُوظِ الخَسِيسَةِ
فلَمْ يَنْتَهِزْ مَنْ فَائِتِ العُمْرِ فُرْصَةً ... وَلَمْ يَغْتَنِمْ حَالَي فَرَاغٍ وَصِحَّةِ
وَلَمْ يَخْشَ أَنْ يَفْجَاهُ مَوْتٌ مُجَهِّزٌ ... فَإِنَّ مَجِىءَ المَوْتِ غَيْرُ مُؤَقَّتِ
وَلَمْ يَتَأَهَّبْ لِلرُّجُوعِ لِرَبِّهِ ... وَلَمْ يَتَزَوَّدْ لِلطَّرِيقِ البَعِيدَةِ
وَبَينَ يَدَيْهِ الَمَوتُ وَالقَبْرُ وَالبِلَى ... وَبَعْثٌ وَمِيزَانٌ وَأَخْذُ الصَّحِيفَةِ
وَجَسْر عَلَى مَتْنِ الجَحِيمِ وَمَوْقِفٌ ... طَوِيلٌ وَأَحْوَالُ الحِسَابِ المَهُولَةِ
وَلَكِنَّهُ يَرْجُو الذْىِ عَمَّ جُودُهُ ... وَإِحْسَانُهُ وَالفَضْلُ كُلَّ الخَلِيقَةِ
(1/79)

إِلُهٌ رَحِيم مُحْسِنٌ مُتَجَاوِزٌ ... إِلَيهِ رُجُوعِي فِي رَخَائِي وَشِدَّتِي
غِيَاثي إِذَا ضَاقَتْ عَلَىَّ مّذَاهِبي ... وَمِنْهُ أُرَجِّي كَشْفَ ضُرِّي وَمحْنَتي
مَلاَذِي وَمَقْصُودِي وَكَهْفي وَمَفْزَعِي...عَلَيْهِ اعْتَمَادِي وَهْوُ ذُخرِي وَعُدَّتي
وَحَسْبِي كَفَانِي عِلْمُهُ وَاطِلاَعُهُ ... عَلَى مَا بِقَلْبِي وَالفُؤَادِ وَجُمْلَتِي
هَرَبْت بِتَقْصِيِري وَفَقْرِي وَفَاقَتِي ... إِليهِ وَعُذْرِي رَاجياً نَيلَ رَحمةِ
وَوَجَّهْتُ وَجْهِي قَاصِداً لِفِنَائِهِ ... عَلَى ثِقَةٍ مِنِّي بإعْطَاءِ رَغْبَةِ
* * *
( فَيَا نَفَحَاتِ اللهِ يَا عَطَفاتِهِ ... وَيَاجّذّباتِ الحَقِّ جُودِي بِزَوْرَةْ )
وَ يَا نَظَراتِ اللهِ يَا لَحَظَاتهِ ... و يَا نَسَمَاتِ اللُّطْفِ أُمِّي بِهَبَّةِ
و يَا غَارَةَ الرَّحْمَنِ جِدِّي بِسُرْعَةٍ ... إِليْنَا وَحُلِّي عَقْدَ كُلِّ مُلَّمةِ
وَيَا رَحْمَةَ الرَّبِّ الرِّحِيمِ تَوَجَّهِى ... وَأحْيي بِروُحِ الفَضْلَ كُلَّ رَمِيمَةِ
وَيَا كُلَّ أَبْوَابِ القَبُولِ تَفَتَحِي ... فَإِنَّ مَطَايَا القَصْدِ نَحْوَكِ أَمَّتِ
وَ يَا سُحُبَ الَجْوْدِ الإِلهِىِّ أَمْطِري ... فَإِنَّ أَكُفَّ المَحْلِ تِلْقَاكِ مُدَّتِ
بِحُرمَةِ هَادِينَا وَمُحْي قُلُوبِنَا ... وَمُرَشِدِنَا نَهْجَ الطَّرِيقَ القَوِيَمَةِ
دَعَانَا إِلَى حَقٍّ بِحَقٍّ مُنَزَّلٍ ... عَلَيْهِ مِنَ الرَّحْمَنِ أَفْضَلَ دَعْوَةِ
أَجَبْنَا قَبْلنَا مُذْعِنِينَ لأِمرِهِ ... سِمْعنَا أَطَعْنَا عَنْ هُدِّى وَبَصِيرَةِ
فَيَارَبِّ ثَبِّتْنَا عَلَى الحَقِّ وَالهُدَى ... وَيَارَبَّنَا اقْبِضْنَا عَلَى خَيْرِ مِلَّةِ
وَعمَّ أصولاً وَالفُرُوعَ بِرَحْمَةٍ ... وَأهْلاً وَأَصْحَاباً وَكُلَّ قَرَابَةِ
وَسَائِرَ أَهْلِ الدِينِ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ ... أَقَامَ لَكَ التَّوْحِيدَ مِنْ غَيْرِ رِيبَةِ
وَصَلِّ وَسَلِّم دَائِمَ الدَّهْرِ سَرمْدَاً ... عَلَى خَيْرِ مَبْعُوثٍ إِلَى خَيْرِ أُمّةِ
مُحَمَّدٍ المَخْصُوصِ مِنْكَ بِفَضْلِكَ الـ ...عَظِيمِ وَإِنْزَالِ الْكِتَابِ وَحِكْمَةِ
* * * * *
(1/80)

وقال رضي الله عنه جواباً لقصيدة وردت عليه من السيد الفاضل أحمد بن عيدروس ، صاحب الوهط نفع الله به وبعلومه آمين :
سَلاَمٌ عَلَى إِخْوانِنَا وَالأَحِبَّةِ ... سَلاَمٌ كَأَنْفَاسِ الصَّبَا فِي اللَّطَافَةِ
وَكَالمِسْكِ نَشْراً إِذْ تَمُرُّ بِطَيْبَةٍ ... نُسَيْمَاتُ وَادِي الُمنْحَنَى حَيْثُ هَبَّتِ
سَلاَمٌ عَلَى الأَحْبَابِ أَنَّى تَبَاعَدَتْ ... مَنَازِلُهُمْ عَنَّا فَعَنْ غَيْرِ جَفْوَةِ
فَإِنَّ لَهُمْ فِى القَّلْبِ ذِكْراً وَمَوْضِعاً ...وَهُمْ نُصْبَ عَيْنِ القَلْبِ فِي كُلِّ حَالَةِ
إِذَا ذُكِرَتْ أَوْقَاتُ وَصْلٍ تَصَرَّمَتْ ... لَنَا بِرُبَا نَجْدٍ و أَوْطَانِ طَيْبَةِ
وَمُجْتَمَعِ الأَحْبَابِ فِي كُلِّ مَرْبَعٍ ... بَأَسْمَارٍ أَنْسٍ مَنْ حَديثِ الصَّبَابَةِ
بِكَتْ عينُ قلبي بالدُّموعِ وبالدِّما ... فَوَا حَسرَتي حتَّى أَمُوتَ بِحَسْرَةٍ
وَوَا لَهَفِي يَا حُزْنَ قلْبِي وَلَوْعَتِي ... عَلَى جِيرَةٍ مِنْ خَيْرِ عُرْبٍ وَجِيرَةِ
وَلِى أَمَلٌ فِي مَعْشَرٍ و بَقَيَّةٍ ... حَبَاهُمْ إِلهُ العَالَمِينَ بِنَظْرَةِ
وَخَصَّصَهُمْ بِالقُرْبِ مِنْهُ وَبِالرِّضَا ... وَبِالنُورِ وَالفَتْحِ المُبِينِ وَرَحْمَةِ
وَخَصَّ ( صَفيَّ الدَّينِ ) مِنْهُمْ بِفَضْلِهِ ... زَيَادَةَ إِحْسَانٍ وَألَطْافِ رَأفَةِ
سَلِيلَ الشُّيُوخِ العَارِفينَ مَعَادِنِ الـ ... سَّرَائِرِ و العْرْفَانِ أَهْلِ الوِلاَيَةِ
لَنَا مِنْهُمُ نِعْمَ الصِّلاَتُ وَمُحْكَمُ الـ ... رَوَابِطِ فِي أَحْكَامٍ عِلْمِ الطَّرِيقَةِ
فَمَنْهُمْ أَخَذْنَا وَاقْتَبَسْنَا حَقَائِقَ الـ ... طَّرَائِقِ عَنْ صِدْقٍ وَصَفْوِ مَوَدَّةِ
فَبِالحقِّ فَلْنأْخُذْ عُلُومَ طَرِيِقِهِمْ ... يَداً بِيَدٍ حَتَّى مَقَامِ النُّبُوةِ
فَيَا ( أَحْمَدُ) الحَبْرُ المُبَارَكُ يَابْنَ مَنْ ... سَمَا بِعُلُوِّ القَدْرِ بَينَ البْرَيَّةِ
فَعَنْ عَيْدَرُوسِ السِرِّ بَعْدَ عَفِيِفِهِ ... إلَى الشَيْخِ قُطْبِ العَارِفينَ الأَئمَّة
عَلِي ابِنْ أَبِي بَكْرِ الإِمَامِ مَلاَذِنَا ... وَعُمْدَتِنَا فِى نَقْلِ عِلْمِ الحقِيقَةِ
بِأَبْيَاتِكَ الغُرِّ الَّتِي قَدْ نَظَمْتَهَا ... تَذَكَّرْتُ أَوْقَاتاً خَلَتْ لِلأَحِبَّةِ
وَكَمْ بَعَثَتْ لِي مِنْ شُجُونٍ وَحَرَّكَتْ ... كَوَامِنَ أَشْوَاقٍ بِقَلْبِي وَمُهْجَتِي
فَدُمْ فِي صَلاَحٍ نَاعِمَ البَالِ صَالَحَ الـ ... سَّرَائِرِ مَغْمُورَ الوُجُودِ بِنَفْحَةِ
وَصَلَّى إِلهِي كُلَّماَ هَبَّتْ الصَّبَا ... عَلَى المُصْطَفَى الهَادِي وَآلٍ وَعِتْرَةِ

* * * * *
(1/81)

وقال رضي الله عنه هذه القصيدة وقد بلغه أن بعض رَعاع البلد تكلم عند الدولة بكلام خصَّ فيه وعمَّ :
نَسَمَاتُ الْحَيِّ وَهْناً إِذْ سَرَتْ ... بِشَذَا نَجْدٍ لِرُوحِي بَشَّرَتْ
بِلِقَا سُعْدَى فَيَا لِلَّهِ مِنْ ... نَفْسِ صَبٍّ ظَفِرَتْ إِذْ صَبَرَتْ
هَكَذَا الأَمْرُ فَلاَزِمْ وَاْنَتِظرْ ... مِنْ لَطِيفِ الصُّنْعِ أَلْطَافاً جَرَتْ
أَذْهَبَتْ غَمّاً وَكَرْباً خَيَّمَا ... وَأَقَامَا فِى صُدُورٍ حَصِرَتْ
فَارْجُ مَوْلاَكَ وَلا تَيْأَسْ وَإِنْ ... جَلَّ خَطْبٌ وَأُمُورٌ عَسُرَتْ
إِنَّ لِلَّه تَعَالَى مَجْدُهُ ... نَفَحَاتٍ بِالرَّجَاءِ انتُظِرَتْ
وَمَعَ الْعُسْرِ وَإِنْ طَالَ المَدَى ... فِيهِ يُسْرَانِ بِشَرْحٍ ذُكِرَتْ
فَجُيُوشُ الْعُسْرِ وَلَّتْ دُبُراً ... وَجُيُوشُ اليُسْرِ حَقَّاً نُصِرَتْ
فَرَجٌ جَاءَ بهِ الرَّحْمَنُ مِنْ ... فَضْلِهِ عَنْهُ المَسَاعِي قَصُرَتْ
فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى آلاَئِهِ ... و أَيَادٍ بَطَنَتْ أَوْ ظَهَرَتْ
وَعَلَى لُطْفٍ خَفِىِّ شَامِلٍ ... و مُنُوحٍ و فُتُوحٍ بَهَرَتْ
وَنَوَامِيسَ بِهَا أَرْدَى العِدَا ... و جَلاَهُمْ بِجْنُودٍ قَهَرَتْ
فَتِجَارَاتُ الهُدَى قَدْ رَبِحَتْ ... و تِجَارَاتُ الرَّدَى قَدْ خَسِرَتْ
(1/82)

وَيْحَ قَوْمٍ قَدْ أُقِيَمتْ فِيهِمُ ... دَعْوَةُ الْحَقِّ الِتَّي قدْ شُهِرَتْ
فَغَدَوا لَمْ يَرْفَعُوا رَأساً بِهَا ... عِن نُفُوسٍ جَهِلَتْ وَاسْتَكْبَرَتْ
نِعَمٌ لِلَّهِ كَانَتْ عِنْدَهُمْ ... حُوِّلَتْ إِذْ لَمْ تَكُنْ قَدْ شُكِرَتْ
وَكِتَابُ اللهِ قَدْ نَبَّهَهُمْ ... لَوْ تَلَوْهُ بِقُلُوبٍ حَضَرَتْ
آيَةُ الاَنْفَالِ وَالَرعْدِ مَعَ النَّحْلِ ... لَمَّا غَيَّروُهَا غَيَّرَتْ
نِعَمٌ إِنْ شَكَرُوهَا بَقِيَتْ ... و نَمَتْ أَوْ كَفَرُوهَا نَفَرَتْ
جَهِلُوا حَقَّاً لِقَوْمٍ بَيْنَهُمْ ... مِنْ ذَوِى الَحقِّ بُدُورٍ أَسْفَرَتْ
مِنْ دُعَاةِ الَخيْرِ أَعْلامِ الهُدَى ... وَالنَّدَى مِنْ عِتْرَةٍ قَدْ طُهِّرَتْ
ظَلَمُوهَا حَقَّهَا فَاسْتَنْصَرَتْ ... بِرَسُولِ اللهِ حَتَّى نُصِرَتْ
جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ مَعاً ... وَجُنُودٌ و رِيَاحٌ بَشَّرَتْ
بِعَلِيِّ المُرْتَضَى لَيْثِ الوَغَى ... و بِزَهْراءِ العُلَى قَدْ زَهَرَتْ
وَبِسِبْطَيْ أَحْمَدٍ وَالسَيِّدِ الـ ... ـعَابِدِ الأَوَّاهِ أَمْدَادٌ سَرَتْ
وَالذِى لِلْعِلْمِ يُدْعَى بَاقِراً ... مِنْهُ غَارَاتٌ لَنَا قَدْ بَكَّرَتْ
وَالإِمَامِ الصَادِقِ الأُسْتَاذِ لِلْـ ... ـفَاطِمِيِينَ بِهِ قَدْ فَخِرَتْ
وَبِموسَى وَعَلىٍ نَجْلِهِ ... وَالعُرَيْضِي عَمِّهِ مَا قَصَّرَتْ
وَابْنِ عِيسَى و بَنِيهِ النُّجَبَا ... و بَنِيِهمْ سَادَةٌ قَدْ ذُكِرَتْ
رَبِّ فَاحْفَظْنَا بِهِمْ و انْفَعْ بِهِمْ ... وَأَعِدْ مِنْ بَرَكَاتٍ غَمَرَتْ
وَاكْفِنَا يَا رَبَّنا شَرَّ العِدَا ... و الأَذَى مِنْ فِرْقَةٍ قَدْ بَطِرتْ
بَهَتُوِنَا بِمَقَالٍ سَيِّءٍ ... كَانَتْ الأَحْرَى بِهِ لَوْ أَبْصَرَتْ
قَدْ حَلُمْنَا وَصَفَحْنَا عَنْهُمُ ... و بِذَا أَسْلافُنَا قَدْ أَخْبَرَتْ
يَظْلِمُونَا ثُمَّ نَعْفو عَنْهُمُ ... هَكَذَا الفَضْلُ لِقَوْمٍ قَدَرَتْ
وَصَلاَةُ اللهِ دَأْباً سَرْمَداً ... لِرَسُولِ اللهِ مَاالفُلْكُ جَرَتْ
وَسَرَتْ أَرْواحُ نَجْدٍ سَحَراً ... و شَرَى بَرْقٌ وَسُحْبٌ أَمْطَرَتْ
وَعَلَى الآلِ مَعَ الأَصْحَابِ مَا ... لَيلَةٌ عَنْ فَجِرْهَا قَدْ أَسْفَرَتْ
* * * * *
(1/83)

وقال رضي الله عنه هذه القصيدة يوم الأربعاء سادس عشر ذي الحجة الحرام سنة 1128هـ :
سَقَتْكَ غَوَادِي السُّحْبِ رَبْعَ الأَحِبَّةِ ... فَكِمْ بِكَ مِنْ خُودٍ وَكَمْ مِنْ خَرِيدَةِ
و هَيْفَاءَ مِثْلِ الغُصْنِ رَنَّحَهُ الصَّبَا ... وَغُرَّتُّهَا كَالْبَدْرِ تَحْتَ الدُّجُنَّةِ
وَثَغْرٌ بِهِ دُرُّ و جِيْدٌ مُمَسَّكٌ ... و صَدْرٌ بِهِ مِنْ لُؤْلُؤٍ كُلُّ دُرَّةِ
وَغَانِيَةٍ بِالحُسنِ تَحْسَبُ أَنَّهَا ... مِنَ القَاصِراتِ السَاكِنَاتِ بِجَنَّةِ
سَبَتْنِي بِأخلاَقٍ وَخَلْقٍ مُبَارَكٍ ... لَطِيفٍ كَأَنْفَاسِ السُّحَيْرِ الذَّكِيَّةِ
غُرِيتُ بِهَا وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَه ... عَلَى كُلِّ إِحْسَانٍ عَلَيَّ وَنِعْمَةِ
وَنَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ وَالْعَفْوَ وَ الرِّضَا ... وَ أَنْ يَتَوَفَّانَا عَلَى خَيْرِ مِلَّةِ
عَلَى مِلَّةِ الإِسْلاَمِ دِينِ مُحَمِّدٍ ... نَبِيِّ الهُدَى المُخْتَارِ خَتْمِ النُبُوَّةِ
عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ مَا هَبَّتِ الصَّبَا ... وَمَا غَرَّدَتْ وُرْقٌ عَلَى غُصْنِ دَوْحَةِ
* * * * *
(1/84)

حرف الجيم :
========
* * * * * * *
و فيه قصيدتان
(/)

قال رضي الله عنه هذه القصيدة سنة 1115هـ :
النَّاسُ فِي ضَيْقٍ وَفِي حَرَجِ ... يَشْكُونَ مِنْ كَسْرٍ ومِنْ عَرَجِ
يَا رَبِّ يَا رَحْمَنُ يَا ذَا العُلَى ... الغَوْثَ بِالفَتْحِ وَبِالفَرَجِ
يَا رَبِّ يَا مَنَّانُ يَا رَبَّنا ... الْطُفْ بِنَا و اهْدِ إِلَى النَهَجِ
يَا رَبِّ يَا حَنَّانُ يَا ذُخُرَنَا ... عَافِ مِنَ الإِخْلاَلِ وَالعِوَجِ
يَا ربِّ يَا ذَا العَرْشِ وَالكِبْرِيَا ... وَالمَجْدِ إِحْفَظْنَا مِنَ الهَرَجِ
وَمِنْ فَرِيقٍ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ ... قَدْ أَمْعَنُوا فِى الخُلْفِ وَالمَرَجِ
و رُبَّمَا رَامُوا بإِفْواهِهِمْ ... أَنْ يُلْبِسُوا الإِصْبَاح بِالدَّلَجِ
وَيَتْرُكُونَا كَالَبَهائِم وَالْـ ... ـأَنْعَامِ لاَ نُصْغِي إِلَى الحُجَجِ
كَلاَّ لَعَمْرُ اللهِ لَنْ يَقْدِرُوا ... وَلَنْ يُطِيقُوا ذَاكَ أَوْ نَعِجِ
إِنَّا بِحَبْلِ اللهِ مُعتَصِمُونَ ... وَسُنَّةِ المُسْتَخْلَصِ البَهِجِ
نَسْأَلْكَ اللَّهمَّ بِالمُصْطفَى ... وَبِالَخِليلِ الَطِّيبِ الأرَجِ
وَصَاحِبِ الطُّورِ المَنَاجَي بِهِ ... وَالرُّوحِ وَالنَّاجِي عَلَى اللُّجَجِ
وَبِالأَبِ الأَوَّلِ آدَمِهَا ... وَشِيثٍ وَالَمرْفُوعِ في الدَّرجِ
وَجُمْلَةِ الأَمْلاَكِ وَالْكُتْبِ وَالْـ ... ـرُسْلِ الْكِرَامِ و سائِرِ السُّرُجِ
جِبْرِيلَ مِيكَائِيلَ واوٌ وَ رَاوَ ... و صَاحِبِ الَّلوْحِ إِذْ يَهِجِ
بِالنَّفْخِ وَالقَابِضْ لأَروَاَحِنَا ... مِنْ سَاكِنٍ مِنْهَا وَمُنْزَعِجِ
يَارِبِّ تِلْكَ مَسَائِلٌ نُظِمَتْ ... لِعَبْدِ سُوءٍ بِمَنْطِقٍ لَهِجِ
جَمِّ الذَّنُوبِ كَثِيِرهَا قَعَدَتْ ... بِهِ الأَمَانِي عَنْ عُلاَ الفَرَجِ
وَالقَوْمُ قَدْ تَعِبُوا وَقَدْ كَرُبُوا ... وَقِيلَ عَنْهُمْ أَزْمَةُ انْفَرِجِي
وَقَدْ أَقَرَّ الَجِميعُ وَأعْتَرَفُوا ... بِأَنًّهُم مُخْطِئُونَ كَالْهَمَجِ
فَاغْفِرْ وَسامِحْ وَأعْفُ عَنَّا فَقَدْ ... تُبْنَا مِنَ المَذمُومِ وَالسَمِجِ
وَأنْزِلْ لَنَا غَيْثاً وَأَنْبِتْ لَنَا ... وَنَجِّ مِنْ حَرِّهَا وَمِنْ وَهَجِ
بِسِرِّ يس شِفيعِ الوَرَى ... وَأَحْمَدِ الحَامِدِينَ إِذْ يَلِجِ
نَبِيِّكَ الهَادِى الرَّسُولِ إلَى الْـ ... ـخَلْقِ جَمِيعاً بِأَوْضَحِ الْحُجَجِ
عَلَيْهِ أَزْكَى الصَّلاَةِ دَائِمَةً ... تَكُرُّ كَرَّ الشُّهُورِ وَالحِجَجِ
وَالآلِ وَالصَّحْبِ مَا هَمَى مُزُنٌ ... وَسَارَتْ الْجَارِيَاتُ فِى الثَّبجِ
* * * * *
(1/85)

وقال رضي الله عنه هذه القصيدة لخمس وعشرين من ربيع الأول سنة 1128 هـ :
بُرُوقُ الغَوْرِ تَلْمَعُ فِى الدَّيَاجِي ... فَتُذْكِرُنِي لُيَيْلاَتِ التَّنَاجِي
وَأَيَّاماً خَلَتْ فِى طِيبِ عَيْشٍ ... بِوَادِي الخَيْرِ مَا بَيْنَ الفِجَاجِ
وَأَحْبَاباً وَأَصْحَاباً كِرَاماً ... مِنَ البَيْتِ المُشَرَّفِ بِالسِّرَاجِ
وَغِيداً طَاهِراتٍ زَاهِرَاتٍ ... بِأَسْمَارٍ تُصَانُ عَنِ اللَّجَاجِ
فَهَلْ ذَاكَ الزَّمَانُ يَعُودُ يَوْماً ... وَيُؤْذِنُ كُلُّ كَرْبٍ بِانْفَراجِ
فيُصْبِحُ كُلُّ حِبِّ فِى سُكُونٍ ... وَيُمْسِي كُلُّ مُؤْذٍ فِي انْزِعَاجِ
بِلُطفِ اللهِ كَشَّافِ البَلاَيَا ... تَعَالَى لاَ يُخَيِّبُ فِيهِ رَاجِي
نُؤَمِّلُهُ وَنَرْجُوهُ دَوَاماً ... يُقَوِّمُ مَا هُنَاكَ مِنِ اعْوِجَاجِ
و يَشْمُلُنَا بِعَافِيةٍ وَعَفْوٍ ... فَنُضْحِي فِى سُرُورٍ وَابْتِهَاجِ
بِبَرْكَةِ أَحْمَدٍ خَيْرِ البَرَايَا ... شَفِيعِ الْكُلِّ يَوْمَ الإِحْتِيَاجِ
عَلَيْهِ اللهُ صَلَّى كُلَّ حِينٍ ... وَسَلَّمَ مَا لَجَا لِلَّهِ لاَجِي
* * * * *
(1/86)

حرف الحاء المهملة :
===========
* * * * * * * * * *
و فيه ثلاث قصائد
(/)

قال رضي الله عنه :
أحِبَّتَنَا بِنَجْدٍ وَالصَّفِيحِ ... مَرَاهِمُ كُلِّ ذِي قَلْبٍ جَرِيحِ
عَسَى عَطْفاً عَلَى دَنِفٍ كَئِيبٍ ... حَزِينِ الْقَلْبِ مُنْكَسِرٍ طَرِيحِ
وَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ مِنْكُمْ لِصَبٍّ ... صَبَا قِدْماً إِلَى الأوْجِ الفِسِيحِ
لَهُ رُوحٌ تَحِنُّ لِخَيْرِ عَهْدٍ ... بِمَعْهَدِهَا الأَنِيسٍ مِنَ السُّفُوحِ
بِنَعْمَانِ الأَرَاكِ وَأَيُّ أَخْذٍ ... فَقُلْ لِي عَنْهُ بِالنُّطْقِ الفَصِيحِ
وَمِلْ بِي يَمْنَةٍ عَنْ طُوْرِ نَفْسٍ ... إِلَى طُوْرِ السَّرَائِرِ وَالمُنُوحِ
لعلِّي أَنْ أُنَادَى مِنْ قَرِيبٍ ... فَمَا المُعْطِي تَقَدَّسَ بِالشَّحِيحِ
وَلَكِنَّا حُجِبْنَا بِالأْمَانِي ... وَبِالكَوْنِ الكَثِيفِ وَبِالنُزُوحِ
فَهَيَّا بِالقُلُوبِ إِلَى حِمَاهَا... وَمَغْنَاهَا وَمَوْطِنِ كُلِّ رُوْحِ
فَإِنَّ الرُوْحَ مِنْ مَلَكُوتِ غَيْبٍ ... تَنَزُّلُهَا لَمِتْجَرِهَا الَرِبيحِ
وَإِنَّ الجِسْمَ مِنْ طِينٍ وَمَاءٍ ... يَمَيلُ إِلَى الحُظُوظِ بِكُلِّ رِيحِ
فَوَجِّهْ حَيْثُ شَئْتَ فَأنْتَ مِمَّا ... لَهُ وَجَّهْتَ فَاخْتَرْ لِلْمَليحِ
وَجَانِبْ كُلَّ سَفْسَافٍ وَنُكْرِ ... مِنَ الأَخْلاَقِ وَالْعَمَلِ القَبِيحِ
وَسَافِرْ فِي السَبِيلِ إِلَى المَعَالِي ... بِجِدٍّ وَاسْتَمِعْ قَوْلَ النَّصِيحِ
وَلاَ تُؤْثِرْ عَلَى الرَّحْمَنِ شَيْئاً ... تَعالَى قَابِلِ التَّوْبِ النَّصُوحِ
إِلهٌ وَاحِدٌ مَلِكٌ عَظِيمٌ ... تُسَبْحُهُ مَلاَئِكَةُ الصِفَّيحِ

* * * * *
(1/87)

وقال رضي الله عنه :
طَالَتْ لَيَالِيكَ وَالأيَّامُ يا صاحِ ... فَاغْنَمْ بَقِيَّةَ إِمْسَاءٍ وَإِصْبَاحِ
وَاصْرِفْ بَقِيَةَ عُمْرٍ لاَ بَقَاءَ لَهُ ... فِي طَاعَةِ اللهِ وَاعْصِ اللائِمَ اللاحِي
وَاُقْبِلْ عَلَى اللهِ رَبِ العَرْشِ خَالِقِنَا ... مُدَبِّرِ الأَمرِ عَنْ طَوْعٍ وَإِصْلاَحِ
وَقَدِّمِ الخَيْرَ وَاعْمَلْ لِلْمَعاِد وَلِلْـ ... ـخُلْدِ المُؤَبَّدِ فِى رَوْحٍ وَأَفْرَاحِ
وَجَنَّةٍ مُلِئَتْ بِالطَّيِّبَات مِنَ الْـ ... ـقُصُورِ وَالحوُرِ وَالألَبَانِ وَالرَاحِ
وَالفَوْزِ وَالقُرْبِ وَالرِّضْوَانِ مِنْ مِلكٍ ... مُهَيْمِنٍ وَاحِدٍ لِلْخَيْرِ فَتَّاحِ
مَعَ النَّجَاةِ مِنَ النَّارِ الَّتِى بَرَزَتْ ... لِلظَّالمِينَ مَعَ خِزْيٍ وَ إِفْضَاحِ
فِيهَا العَقَارِبُ وَالحَيَّاتُ تَنْهَشُهُمْ ... عَمَّ الْعَذَابُ لأِجْسَادٍ وَأَرْوَاحِ
أَحَاطَتِ النَّارُ مِنْ كُلِ الجِهَاتِ بِهِمْ ... سُحْقاً لَهُمْ أُسَرَا غَمٍّ وَأَتْراحِ
لَمَّا عَصَوْا رَبَّهُمْ ذَا البَطْشِ أَسْكَنَهَمْ ... دَارَ البَوَارِ وَمَأْوَى كُلِّ مُجْتَاحِ
لَمْ يَتَّبعْ لِرَسُولِ اللهِ صَفْوَتِهِ ... مُحَمَّدِ المُصْطفَى الَعَاقِبِ المَاحِي
عَلَيْهِ أَزْكَى صَلاَةِ اللهِ مَا هَطَلَتْ ... سَحَابَةً أَوْ صَبَا غُصْنٌ بِأَرْيَاحِ
* * * * *
وقال أعلى الله درجته:
نحْنُ فِي رَوْحٍ و رَاحَهْ ... وَحُبورٍ و إِسْتِرَاحَهْ
نِعْمَةُ الإِسْلاَمِ أعْلَى ... نِعْمَةٍ حَلَّتْ بِسَاحَهْ
* * * * *
(1/88)

وقال رضي الله عنه فاتحة شهر المحرم سنة 1130هـ :
بُرُوقُ الحِمَى وَقْتَ السُّحَيْرِ تَلُوحُ ... وَتَغْدُو نُسَيمَاتُ الصَّبَّا وَ تَرُوحُ
فَتُذْكِرُنِي نَجْداً سَقَى اللهُ سُوحَهَا ... مُلِثّاً بِأَكْنَافِ الرِيَاضِ تَسِيحُ
وَأَنْبَتَهَا زَرْعاً وَعُشْباً وَمُزْهِراً ... بِإَزْهَارِهِ رِيحُ الجَنُوبِ تَفُوحُ
مَرَابِعَ أَحْبَابٍ لَنَا شَطَّ دَارُهُم ... وَ قَلَّ مَزَارٌ وَالوِدَادْ صَحِيحُ
هُمُ يَسْألُوا عَنَّا وَنَسْأَلُ عَنْهُمُ ... وَنَرْجُو وِصَالاً وَالزَّمَانُ شَحِيحُ
وَنَبْكِى عَلَيْهِمْ كَمْ وَيَبْكُونَ مِثْلَنَا ... بِدَمْعٍ بِأَرْجَاءِ الحدُوُدِ سَفُوحُ
عَسَى اللهُ نَرْجُو اللهَ يَجْمَعُ شَمْلَنَا ... وَكُلُّ لِكُلٍّ وَادٌّ وَ نَصِيحُ
وَإِنَّا وَهُمْ تَحْتَ المُقَدّرِ وَالقَضَا ... وَمِيزَانُ مَنْ يَرْضَى القَضَاءَ رَجِِيحُ
إِنَّا وَايَّاهُمْ وَإِنْ طَالَ عَهْدُنَا ... بِقٌرْبٍ وَأُنْسٍ وَانْحسَمْنَ قُرُوحُ
لَفِي دَارِ دُنْيَا قَدْ أَحَاطَ بِهَا الفَنَا ... وَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَغْدُو فَسَوْفَ يَرُوحُ
فَغَايَتُنَا مَوْتٌ وَقَبْرٌ وَبَرْزَخٌ ... وَبَعْثٌ إِلَى الرَّبِّ الرَّحِيمِ صَرِيحُ
فَنُحْشَرُ جَمْعاً لِلْحَسابِ وَلْلجَزَا ... وَنَرْجُو سَمَاحاً وَالْكَرِيَمُ سَمُوحُ
فَنَسْأَلُهُ سَتْراً وَعَفْواً وَرَحْمَةً ... وَصَفْحاً فَخَيْرُ الرَّاحِمنَ صَفُوحُ
فَيُدْخِلنَا الَجنَّاتِ فَضْلاً وَمِنَّةً ... وَيُنْجي مِنَ الِنيرَانِ وَهْىَ لَفُوحُ
و يَشُفَعُ فِينَا أَحْمَدٌ سَيَّدُ الوَرَى ... نَبِىُّ الهُدَى فَالجَاهُ ثَمَّ فَسِيحُ
عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ ... مَتَى لاحَ بَرق أو تَنَسَّمَ رِيحُ
* * * * *
(1/89)

حرف الدال المهملة :
===========
* * * * * * * * * *
و فيه ستَّ عشرة قصيدة
(/)

قال نفع الله به:
أَجُودُ بِدَمُعِي وَالدُمُوعُ عَلَى الْخَدِّ ...شُهُودٌ عَلَى الأَشْوَاقِ وَالحُزْنِ وَالوَجْدِ
أُحِسُّ بِقَلْبِي حَسْرَةً وَكَآبَةً ... لِمَا نَالَنِي مِنْ وَحْشَةِ البُعْدِ وَالصَدِّ
إِذَا رُمْتُ مِنْ نَجْدٍ دُنُوَّاً تَزَاحَمَتْ ... عَلَيَّ أُمُورٌ تَقُتَضِي البُعْدَ عنْ نَجْدٍ
وَعَنْ جِيَرةِ الحيِّ الذِّي حَلَّ حُبُّهُمْ ... فُؤَادِي فَأَلهَانِي عِنِ القَبْلِ وَالبَعْدِ
مَحَبَتُهُم دِيِني وَفَرْضِي وَسُنَّتِي ... وَعُرْوَتِي الوُثْقَى وَأَفْضَلُ مَا عِنْدِي
وَفِى قُرْبِهِم أنْسِي وَرَوْحِي وَرَاحَتِي ... وَلَسْتُ بِشَيء إِنْ بَلَوْنَيَ بِالصَدِّ
وَمَهْمَا سَرَتْ لِي نَسْمَةٌ مِنْ رُبَوُعِهِمْ ... يُخَالِطهَا عَرْفُ البَّشَامَاتِ وَالرَّنْدِ
وَرِيحُ الخُزَامَى وَالأَرَاكِ تَهِيجُ بِي ... شُجُونٌ تدَعنْي لاَ أُعِيدُ وَلاَ أبْدِي
فَمَا حِيِلَتِي وَالعُمَّرُ وَلَّى وَلَمْ أَنَلْ ... لِقَاهُمْ وَمَا لِلْعُمْرِ إِنْ فَاتَ مِنْ رَدِّ
وَلمَ أِسْتَلِذّ العَيْشَ فِى البُعْدِ عَنْهُمُ ... وَلَوْ كَانَ مُلْكُ الأَرضِ فِي قَبْضَةِ اليَدِّ
وَإِنِّى لأَرْجُو قُرْبَهُمْ وَوِصَالَهُمْ ... وَإِنْ طَالَتِ الأَيَّامُ مَا لَمْ أَرِدْ لَحْدِي
فَيَا سَعْدُ سِرْ بِي نَحْوَهَمْ وَابْلِغَنَّهمْ ... بِإِنَّي عَلَى حِفُظِ المَوَدَّةِ وَالعَهْدِ
وَنِّبئْهُمُ عِنْ لَْوعِتِي وَصَبَابِتي ... وَكَتْمِي لأِسرارِ الهَوَى غَايَةَ الجَهْدِ
وَأَنِّي مُقِيمٌ فِي مَوَاطِنَ غُرْبَةٍ ... عَلَى كَثْرَةِ الأُلاَّفِ فِي جَانِبٍ وَحْدِي
قَرِيبٌ بَعِيدٌ كَائِنٌ غَيْرُ كَائِنٍ ... وَحيِدٌ فَرِيدٌ فِي طَرِيقي وَ فِي قَصْدِي
أُمْورٌ وَأَحْوَالٌ تَعِنُّ و لَمْ أَجِدْ ... عَلَيْهَا مُعِيناً وَ هْيَ تُقُّعِدُ بِالفَرْدِ
فِكُنْ لِي شَفِيعاً عِنْدَهُمْ فَلَعَلَّهُمْ ... يَمُنُّوا بِجَمْعِ الشَمْل فَْضلاً عَلَى العَبْدِ
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَزُورُ خِيَامَهُمْ ... سُحَيْراً عَلَى حَالِ الَمسَرَّةِ وَالوُدِّ
وَهَلْ تَجْمَعُ الأيَّامُ بَيْنِي وَبَيَنْهُمْ ... وَهَلْ بَعْدَ هَذَا البُعْدِ يَا سَعْدُ مَا يُجِدِي
أَرَجِّي وَ لي ظَنٌ جَمِيلٌ بِخَالِقِي ... تَعَالَى عَظِيمُ الشَّانِ مُسْتَوْجِبُ الحَمْدِ
إِلهُ البَرَايَا كُلِّهَا وَ مَلِيكُها ... تَنَزَّهَ عَنْ شِبْهٍ وَ مِثْلٍ وَ عَنْ نِدِّ
* * * * *
(1/90)

وقال رضي الله عنه :
أَدِرْ ذِكْرَ سَلْمَى وَذِكْرَى سُعَادْ ... عَلَى مَسْمَعِي عَلَّ يَصْفُو الفُؤَادْ
وَ يَهْدَأْ وَتَسْكُنُ أَشْجَانُهُ ... فَإِنَّ بِهِ مِثْلَ وَرْي الزِنَّادْ
إِذَا ذَكَرَ الصَبُّ عَيْشاً مَضَى ... بِحَيِّ الأَحِبَّةِ فِي خَيْرِ وَادْ
بكَاه بِدَمْعٍ يُرَوِّي الخُدُودْ ... كَمَا يُرْوِي الأَرْضَ صَوْبُ العِهَادْ
وَهَاجَتْ بِأَحْشَائِهِ لَوْعَةٌ ... لَهَا زَفَرَاتٌ تَكَاد تَكَادْ
وَإِني لأُبِقي عَلَى مُهْجَتِي ... إِذَا جَدَّ بِي الوَجْدُ خَوْفَ النَفَادْ
تَسَلٍّ وَمَا ثَمَّ مِنْ سِلْوَةٍ ... وَلَسْتُ بِنَاسٍ عُهُودَ الوِدَادْ
وَلاَ مَعْشَراً كَانَ مِنْ أُسْرَتِي ... وَقَوْمِي هُمُ الُمبْتَغَى وَالُمَرادْ
تَفَانَوْا جَميِعاً وَأُفْرِدْتُ فِي ... أُنَاسٍ وَخَلْفٍ كَبيرِ الفَسَادْ
قَلِيلِ الرَشَادِ جَمَاهِيرُهُمْ ... عَبِيدُ الحُطَامِ نُسَاةُ المَعَادْ
فَلا مَرْحَباً لاَ وَسَهْلاً بِهِمْ ... وَأَهْلاً وَسَهْلاً بِحِزْبِ الرَشَادْ
فَيَا سَعْدُ إِنْ كُنْتَ لِي مُسْعِداً ... فَهَيَّا وَهَيَّا نَطُوفُ البِلاَدْ
لِتَسْآلِنَا وَبِأَقْدَامِنَا ... عِنِ السَّادَةِ الغُرِّ فَالشَّوْقُ زَادْ
فَإنْ قَدْ ظَفِرْنَا بِمَطْلُوبِنَا ... فَفَضْلٌ مِنَ اللهِ رَبِّ الِعبَادْ
وَإِنْ قَدْ فَقَدْنَا فَحَالُ الزَّمَانْ ... زَمَانِ البَلاَيَا كَيِيرِ النَّكَادْ
عَلَى أَنَّ مِنْهُمْ بَقَايَا قَلِيلْ ... وَلَكَنَّهُمْ تَحْتَ سَتْرِ الجَوَادْ
عَلَى وُفْقِ مَا قَالَ خَيْرُ الوَرَى ... وَقَال الوَصِىُّ إِمَامُ الَّسدَادْ
فَيَارَبِّ يَارَبَّنَا كُنْ لَنَا ... فَإِنَّكَ خَيْرُ وَلِيٍّ وَهَادْ
وَاَخْتمْ بِخَيْرٍ وَحُسْنِ اليَقِينْ ... وَحُبُّ اللِّقَا خيرُ ما يُسْتَفَادْ
و صلِّ و سلِّم على أحمدٍ ... نبيِّ الهُدَى كُلَّمَا غُصْنُ مَادْ
و دَرَّ الغَمَامُ وَ هَبَّ النَّسِيمْ ... وَغَنَّى الحَمَامُ وَزَمْزَمَ شَادْ
* * * * *
(1/91)

وقال رضي الله عنه :
أَهْلاً وَسَهْلاً بِالظُّبَي الأَغْيَدْ ... مُكَحَّلِ العَيْنَينْ وَردِي الخَدْ
عَذْبِ الَّلمَى الدُّرِي رُشَيِّقِ القَدْ ... وَافَى حِمَانَا فِى الصبَّاَحْ الأَسْعَدْ
فصل
فَقُلْتُ خَيِّمْ يَا مَلِيحْ يَا زَيْنْ ... وَابْشِرْ فَقَدْ أَصْبَحِتْ قُرَةَ العَيْن
فَلاَ تُذَوِّقْنِي مَرَارَةَ البَيْنْ ... وَ البُعْدْ مِنَّكْ يَا غَزَالْ تهْمَدْ
فصل
وَلاَ تَعَدِّي يَا ظُبَىَّ عَيْدِيدْ ... فِى رَبْعِنَا تَرْعَى الِذْمَمْ بِتَأْكِيدْ
سَاعَاتْ وَصْلَك كُلهَا لَنَا عِيدْ ... وَأَنْتَ لِي فِي الغَانِيَاتْ مَقْصدْ
فصل
لَمَّا بَدَا لِي وَجْهُكَ الُمنَوَّرْ ... كَأَنَّهُ بَدْرُ التَّمَامْ أَسْفَرْ
أَيْقَنْتْ أَنَّ الشْوشْ عَنِّيَ ادْبَرْ ... وَأَنَّ عَهْدَ الأُنْسْ قَدْ تَجَدَّدْ
فصل
فَالْحَمْدُ لِلهِ الذِّي تَكَرَّمْ ... وَنَفَّسَ الكُرْبَهْ وَفَرَّجَ الْهَمْ
وَ بَعْد صَلَّى اللهْ ثُمَّ سَلَّمْ ... عَلَى النَّبِي الهَاشِمِي مُحَمَّدْ
* * * * *
(1/92)

وقال رضي الله عنه هذه الأبيات أول يوم من رجب من سنة 1086هـ ، أجاز بها المحب لإهل البيت ، الجمال المنور محمد بن أبي بكر شراحيل على قصيدة وردت عليه منه مدح بها السَّادة الأخيار خصوصاً وعموماً وهي :
أَقُولُ لِلنَّاظِمِ الُمِجيدِ ... ظَفِرْتَ بِالْخَيْرِ وَالَمزِيِد
وَقَابَلَتْكَ لَطَائِفُ اللهِ ... الوَاحِدِ المَاجِدِ الوَدُودِ
أَبْشِر بِنُورٍ وَشَرْحِ صَدْرٍ ... لِلْحَقِّ وَالحِفْظِ لِلْعُهُودِ
وَاللُّطْفِ وَالْعوْنِ ثُمَّ رِزْقٍ ... مُهَنَّىءٍ طَيِّبٍ رَغِيدِ
بِمَدْحِكَ القَومَ صَفْوَةَ اللهِ ... سَادَاتِنَا زِينَةَ الوُجُودِ
أئِمَّةَ الدِينِ وَالأَدِلاَّ ... عَلَى الهُدَى خِيرَةَ الَمِجيِد
بُحُورَ عِلْمٍ جِبَالَ حِلْمٍ ... أَهْلَ المَعَارِفِ وَالشُّهودِ
مِنْ بَضْعَةِ المُصْطَفَى اليَمَانِي ... (مُحَمَّدِ) الحَامِدِ الحَمِيدِ
عَلَيْهِ أَزْكَى الصَّلاةِ دَأْباً ... مَا غَنَّتِ الوُرْقُ فِى زَرُودِ
* * * * *
(1/93)

وقال رضي الله عنه فى سلخ المحرم سنة 1130 هـ مخاطباً السيد أبي بكر بن شيخ البيتي صاحب دوعن :
بُوبَكِرْ سِرْ فِى طَرِيقِ اللهِ رَبِّ العِبَادْ
الوَاحِدِ المَاجِدِ الفَرْدِ الكَرِيمِ الجَوَادْ
وَازْهَدْ لَكَ الخَيْرْ فِى دَارِ الفَنَا وَالنَّكَادْ
دُنْيا دَنِيَّهْ حَقِيَرهْ كُلَّهَا الاَّنَكَادْ
فِيَها الكَدَرْ وَالبَلاَيَا وَالمِحَنْ فِى ازْدِيَادْ
وَكُلُّ مَنْ حَبَّ دُنْيَا السُّوْ مَالُهْ رَشَادْ
وَلاَبَصِيرَهْ وَلارَهْبَهْ لِيَوِمِ المَعَادْ
وَكُلّ مَنْ يَتَّقِي الرَّحْمَنْ يُعْطَى المُرَادْ
يَنجُو مِنَ الشَرِّ فِى الدُّنْيَا وَ يَوْمَ التَّنَادْ
مَنْ كَانْ زَادُه مِنَ التَّقْوَى حَوَى خَيْرَ زَادْ
وَمَنْ يُحَافِظِ عَلَى فَرْضِ الصَّلاَهِ اسْتَفَادْ
وَمَنْ يُضَيِّعْ صَلاَتُهْ رَاحْ فِى شَرِّ وَادْ
وَمَنْ يُحَافِظْ عَلَى رُكْنِ الزَّكَاه اسْتَفَادْ
وَصَارَ مَالُهْ مُحَصَّنْ مِنْ جَمِيعِ الفَسَادْ
وَاتُلُ القُرَانَ كَلاَمَ الرَّبْ رِايحْ وَغَادْ
وَفِى الدَّيَاجِي إِذَا الغافِلْ غَرِقْ فِى الرُقَادْ
وَلاَزِمْ الذِكِرْ فَهْوَ الركن وَهْوَ الِعَمادْ
نُورُ السَّرَائِرْ وَرَاحُ الرُّوحْ أنْسُ الفُؤُادْ
وقِفْ على باب رَبّكْ وَاسْتغِثْ بِهِ وَنَاد
وَادْعُه وَسَلْ مِنُهْ حُسْنَ العَاقِبَةْ وَالسَّدَادْ
وَالخَتْمِ بِالخَيْر وَالتَّثِبيتْ عِنْدَ الحَصَادْ
تَمَّتْ وَصَلُّوا عَلَى ( أحْمَدْ ) كُلَّماَ غُصُنْ مَادْ
وَمَا هَمَى غَيثْ وَاسْقَى كُلْ حَاضِرْ وَبَادْ
وَكُلِّ رَافِعْ وَنَازِلْ وَالرُّبَا وَالوِهَادْ
بِسِر يس فآتْلُوهَا وَقُولُوا عُوَادْ
عُوَادْ يَا رَحْمَةَ الرَّبِّ الكَرِيمِ الجَوَادْ
* * * * *
(1/94)

وقال تغمده الله برحمته في شعبان 1118هـ فعلها لابنه بدر الدِّين الحسين لمَّا عزم على حجِّ بيت الله الحرام هذه السنة :
حُوَيْدَ المَطَايَا كَمْ تُقِيمُ مَعَ الصَدِّ ... وتَسْلُو عَنِ الأَحْبَابِ بِالعَلَمِ الفَرْدِ
كأَنَّك لا تشتاقُ مِثلِي لقُرْبِهِم ... وعِندَكَ ما عِندِي ما الحُبِّ والوِدِّ
ولا تَذْكُرِ العَهْدَ القَديمَ برَامَةٍ ... وأُحدٍ وسَلعٍ يا رَعَى اللهُ مِن عَهدِ
بنَفْسِيَ أَفْدِي النَّازِلينَ بطَيبةٍ ... وأَهْلِي فَهَل تَفْدِيهُمُ مِثلَ مَا أَفدِي
وإلا فَسَاعِدْني عَلَى قَصْدِ سُوحِهِم ... وخُذْ كُلَّ مَا تَطْلُبْهُ مِمَّا تَرَى عِندِي
فَهَيَّا بِنَا نَنْضِي المَطَايَا ونَطوِيَ الـ ... مَهَامِهَ حتَّى نَبْلَغَ الحَيَّ مِن نَجْدِ
مَرَابِعُ أَحْبابٍ لنَا ومَآرِبٍ ... لنَا لم تُقَضَّى بَعْدُ في زَمَنِ البُعدِ
وهل تَنقَضِي في البُعدِ آرَابُ طَالبٍ ... ولكنَّه يَدنُو فَيُدْنَى من القَصدِ
وقدْ كنتُ وافيتُ الأباطِحَ مرَّةً ... ولكنَّني لم أَرْوَ مِن ذَلِكَ الوِرْدِ
ولم أَشتَفِي مِن قُرْبِ سَلمَى ووَصْلِهَا ... وتَقبِيلِ خَالِ الخَدِّ مُستودَعِ العَهدِ
ووافيتُ أيضاً دارَ طَهَ و رَبْعَهُ ... محمَّدٍ المبعوثِ بالحقِّ والرُّشْدِ
فهَلْ لي إلى تِلكَ المَعَاهِدَ عَودَةٌ ... و قَدْ طَالَتِ الأيَّامُ في البُعْدِ و الصَّدِّ
وعِندَي أشواقٌ وحُزنٌ ولَوعَةٌ ... تزيدُ مع التِّذْكَارِ وَجْدَاً على وَجْدِي
وقدْ قَعَدتْ بي النَاهِضَاتُ من القُوَى...ومِن غيرِها فاسمَعْ لَكَ الخيرُ مَا أُبْدِي
وكن نائباً عنَّي بِإِهْدَا تحيةٍ ... مُعَنْبَرَةٍ كالمسكِ في العَرْفِ والنَّدِّ
وَبُلَّ ثَرَى أرْضِ الحَبيبِ بدَمْعَةٍ ... مُسَلسَلَةٍ تَجْرِي عَلَى الخَدِّ كالمَدِّ
وفي دَعْوَةٍ مَسْمَوعةٍ مُسْتَجَابةٍ ... عَسَى اللهُ أنْ يَغسِلْ بها دَرَنَ العَبْدِ
ويَهدِيهِ للحُسْنَى و يَخْتِمْ لَهُ بِهَا ... وبالعَمَلِ المَرضِيِّ الخَالصِ المُجْدِي
وصلَّى الإلهُ الحقِّ دَأباً وسَرْمَدَاً ... عَلَى خَاتِمِ الرُّسْلِ الكِرِامِ بِلا حَدِّ
مَعَ الآلِ والأصحابِ يا رَبِّ واجمَعِ الـ ... جميعَ بفضلٍ مِنكَ في جَنَّةِ الخُلْدِ
* * * * *
(1/95)

وقال رضي الله عنه في شهر ذي القعدة 1128هـ :
حيَّ حيَّ ليالِ الوصلِ في وادي الغِيدْ
وادي الخير والرحمة وكم جيد من جيدْ
ضمن تلك الضرايح والمقابر بعيديدْ
المحبين لله كل يوم لهم عيدْ
من رجال العلوم الثابتة بالأسانيدْ
والمعارف والأعمال الصحيحة بتأكيدْ
والسياحة بالأودي والمفاوز بالبِيدْ
في تريم المدينة كم همام وصنديدْ
أهل بيت النبي الطاهرين المحاميدْ
كل من حبه يبشر بنصره وتأييدْ
والسعادة ويحظى من إلهي بتسديدْ
والَّذي يبغض أهل البيت يبشر بتنكيدْ
في حياته وفي قبره عقوبة وتشديدْ
يا أهلَ بيتِ النبي أين الذممْ والمواعيدْ
واين تخويفُكُم بالمجترين المناكيدْ
بالفقيهِ المقدَّمْ سيِّد السَّادة الصِّيدْ
وادعُ علوي ونسلَه والوجيهَ الذي زِيدْ
والمسمَّى عمر محضار يا نعم من سِيدْ
وابن أبي بكر عبد الله عزيز المواجيدْ
هيَّا هيَّا بكم غارة تذيب الجلاميدْ
أسرعوا أسرعوا غارة تحل المعاقيدْ
قبل لا يشمتِ الحاسدون المحاقيدْ
يا آل علوي أدركوا من قبل فرقة وتَبديدْ
فإن فيكم مفاتيحَ الهدى والمقاليدْ
فضل من ربِّكم والأمر للهِ تَوحِيدْ
نحمده نشكره من غير حصرٍ وتَعدِيدْ
ثم صلُّوا على الهادي مُحَمَّد بترديدْ
ما استهلت حماماتُ الحِمَى بالتَّغاريدْ
أو سرى البرق في الداجي على شِعبِ عَيدِيدْ
(1/96)

وقال رضي الله عنه :
زارني بعد الجَفَا ظبيُ النُّجُود ... عنبريُ العَرْفِ وَرْدِيُّ الخدودِ
وسقاني من رحيقٍ في البَديدِ ... وشَفَى بالملتَقَى قَلْبَ العَمَيدِ
* * *
قلتُ: أهلاً يا غزالَ الرَّقمتينِ ... أنتَ قرةُ خَاطِري أَيضاً وعيني
لا تُعَدِّي يا سويجي المقلتينِ ... هكذا ترعى ذِمَامِي وعُهُودي
* * *
أقبلتْ لي حين أقبلتَ البشائرْ ... بالأماني والمنى يا ظبي عامرْ
كمْ وكمْ لي من مَرامٍ ومَرَامرْ ... فِيكَ يا دُرِّي المَبَاسِمِ والعقودِ
* * *
يا قَضِيباً يتمايلُ في كثيبِ ... عندما هبت له ريح الجنوبِ
عُدْ إلينا لا تَخَفْ قولَ الرَّقيبِ ... يا مَسَرَّاتي إذا ما عَادَ عُودِي
* * *
يا رعى اللهُ ليالٍ بالمعاهدْ ... نلتُ فيها ما أُرجِّيه وزَائِدْ
هل ترى عَيشاً تَقَضَّى ثَمَّ عَائِدْ ... إن وإلا بالبُكَا يا عينُ جُودِي
* * *
إنَّ لي في الله آمالاً طَوِيلهْ ... وظنوناً حسنةْ فيه جَمِيلهْ
لَيسَ لي في نيلِ ما أرجو وسيلهْ ... غيرُ طَهَ المصطفى زينُ الوجودِ
* * * * *
(1/97)

وقال أعاد الله علينا من بركاته ، في شهر ذي القعدة سنة 1115: رأيت فيما يرى النائم كأنَّي أُنشِدُ بهذا البيت و هو :
عَسَى مَن بَلانا بالبِعَاد يَجُودُ ... وعَلَّ لُيَيلات اللِّقَاءِ تَعُودُ
فانتبتُ و أنا أحفظه ، فذيَّلتُ عليه أبياتاً ، وجعلتُها قصيدة فريدة ، وجعلت البيت المذكور أولها:
عَسَى مَن بَلانا بالبِعَاد يَجُودُ ... وعَلَّ لُيَيلات اللِّقَاءِ تَعُودُ
وتُسعِدُ بعدَ البُعدِ بالوَصلِ غَادَةٌ ... مُوَرَّدَةٌ هَيفَا القَوامِ خَرُودُ
ويَبْرُدُ حَرٌّ بالفُؤادِ و لَوعَةٌ ... لَهَا تحتَ أَحْنَاءِ الضُّلوعِ وُقُودُ
خَليليَّ دَمعِي فوقَ خدِّي شَاهدٌ ... عليَّ بوَجْدٍ في الفؤادِ عَتِيدُ
وكمْ رُمْتُ أَن أُخفِي هَوى ظَبيةِ الحِمَى ... فَلَم أَستَطِعْ واللائِحَاتُ شُهُودُ
نُحُولٌ وحُزنٌ واصْفِرارٌ وعَبرَةٌ ... وسُهْدٌ طَويلٌ والأنامُ رُقُودُ
فلم يَبقَ لي في كَتمِهِ الآنَ مطمعٌ ... و إن ظلموني عُذَّلٌ وحُسُودُ
أُقَاسِي شُجُوناً لو يُقَاسُونَ مِثلَها ... لضاق عليهم بالكُروبِ وُجُودُ
يَقولونَ ما شَاءُوا فحَسْبي وحَسْبُهم ... إلهٌ عظيمٌ عالمٌ وشهيدُ
ألم ترَ أنَّ الضُّرَّ يا سَعْدُ مَسَّني ... وقد كِدْتُ من فَرطِ الضَّنَاء أَبِيدُ
فإنْ كنتَ مِنِّي والرَّفيقُ مُساعِدٌ ... يُعِينُ وفي مَسِّ الخُطُوبِ يُفيدُ
فبَادِرْ وسِرْ عَنَّي وخُذْ لي رسالةً ... إلى مَن ثَوَى في القَلبِ وهو بَعيدُ
تُبلِّغُها في عبرةٍ ومدامعٍ ... وعندك ودٌّ صَادقٌ وأَكيدُ
وقلْ لحبيبِ القَلبِ ذَاكَ الَّذي أنا ... بِحُبِّي له بين الأَنامِ سعيدُ
عُبَيدُكَ يا مولاي أَدْرِكُهْ إنَّهُ ... وحيدٌ فريدٌ والزَّمانُ شديدُ
وقد ذهبتْ أيامُهُ وتَنَكَّرَتْ ... عليه أمورٌ و اضْطَرَبْنَ عُهُودُ
ولم يَبْقَ إلا ما يُرَجِّيه مِنكُمُ ... فمُنُّوا وجُودُوا يا كِرَامُ وعُودُوا
(1/98)

وقال رضي الله عنه :
قل للَّذي جدَّ بالأظعانِ يا حَادِي ... سُقْهَا رُويداً لِيَلقَى الحاضرُ البَادي
وتُنْعِشُ الهائمَ الوَلهانَ رؤيةُ مَن ... يَؤُمُّ قوماً أقاموا جانب الوادي
إن قيَّد الحظُّ أقدامي وأوقفني ... فكن رسولي إليهم أيُّها الغادي
سلِّم عليهم وخبِّرهم بما لقيتْ ... روحي وجسمي وقلبي الوَالِهُ الصَّادي
وقل لهم ما نأى عنكم وفي يده ... ما لا غنى عنه من ظهرٍ ومن زَادِ
ظنَّ الخليُّ بأن البعدَ يُؤنسني ... فكيف يُؤنِسُني طَردِي وإِبعَادِي
أم كيف أَنسَى عُرَيباً صَار قُربهُمُ ... أَقصَى مُرَادِي ومَطْلوبي ومُرْتَادِي
أم كيف أنسى لهم عهداً وقد مَنَحُوا ... محضَ الوِدَادِ وجَادُوا قَبلَ إيجادِي
واتحفوني بسرٍّ لو أبوحُ به ... لشَاعَ في النَّاسِ لُوَّامِي وحُسَّادي
إني ليُقْلِقُني هذا النَّسِيمُ متَّى ... ما هَبَّ من حَيثُ أَغْوارٍ وأَنجادِ
وما تمايلَ غُصْنٌ في حديقته ... إلا تذكَّرتُ أَوقَاتي وأَعيَادِي
ولا تغنَّى بذكر الغانيات شَجٍّ ... إلا جرى الدَّمعُ من عيني على النَّادِي
قد طال مكثي بدارِ البُعدِ مُنتَظِراً ... إذْنَ المصيرِ إليهِمْ طُولَ آمَادِي
أُقَبِّلُ التُّربَ من أرض بها نزلوا ... يوم اجتماعي بهم في حين إشهادي
يا هل ترى تجمع الأيام في دِعَةٍ ... بيني و بين أُحَيبَابي وأسيادي
وأرتوي من شراب القوم في زُمَلٍ ... من عارفين وأقطابٍ وأوتادِ
وأُوقِدُ النُّورَ في مصباحِ واضحةٍ ... نورٌ على نورْ من فتحٍ وأورادِ
نورُ السلوك ونورُ الجذب قد جُمِعَا ... فأشرقا بين زُهَّادٍ وعُبَّادِ
ها قد علمتُ ولا شكٌّ يخالطني ... أن الطريقة في خرقي لمعتادي
وتركِ مألوفِ نفسٍ زانَهُ خُلُقٌ ... أنجو به بين أشكالي وأضدادي
وقد تحقَّقَتُ أن الخيرَ أجمعَهُ ضِمْـ ... نَ أتباعي لجدِّي المصطفى الهادي
عليه أَزْكَى صَلاةِ اللهِ يتبعها ... مِنهُ السَّلامُ بآزالٍ و آبادِ
(1/99)

وقال نوّر الله ضريحه بكرة الأربعاء 11 ربيع الأول سنة 1122هـ :
ما حلَّ قلبي ولا سَكَنْ ... إلا هوى ظبيةِ النُّجُودْ
وَرْدِيَّةِ الخدِّ والوَجَنْ ... دُرِّيَّة الثَّغرِ والعُقُودْ
معشوقةِ النَّفسِ في الوطنْ ... لكنَّها ما لها عُهُودْ
إن أقبلت طاب لي الزَّمَنْ ... أو أدْبرتْ ضَاقَ بي الوُجُودْ
فصل
فمن رسولي إلى سُعَادْ ... تُعطينيَ الأَمْنَ والخَفَرْ
من هجرِهَا اليومَ والبِعَادْ ... لعَلَّ يحصُلْ لي المَقَرْ
فالشوقُ عندي طَمَا وزَادْ ... وشَاعَ في البَدوِّ والحَضَرْ
وشوَّشَ العَينَ والوَسَنْ ... وكدَّرَ الشُّربَ والوُرُودْ
فصل
ظَلَمتَني أيُّها الغَزَالْ ... ولَسْتُ بالجَائِرِ الظَّلُومْ
عليكَ في حَالةِ الوِصَالْ ... ولا الجَفَا أيُّها الغَشُومْ
أَشْكُو إلى اللهِ ذي الجَلالْ ... وعِندَهُ تُجمَعُ الخُصُومْ
نَرجُوهُ في السِّرِّ والعَلَنْ ... سبحانه عَزَّ مِن وَدُودْ
فصل
والآنَ مَا عاد شِيْ كَلامْ ... قَد كَانَ مَا كان يا لَئِيمْ
على الرُّبى وأهلِها السَّلامْ ... نَمْضِي إلى السَّيِّدِ الكَرِيمْ
بتربةِ السَّادةِ الكِرَامْ ... بوادِ عَيْدِيد مِن تَرِيمْ
لم نَلْقَ في هذِهِ الدِّمَنْ ... إلا التَّبارِيحَ والصُّدُودْ
فصل
ولَّى الصِّبا وانقضى الشَّبَابْ ... وخيَّم الشَّيبُ في الرُّؤُوسْ
وآذَنَ العُمْرُ بالذِّهَابْ ... وبالمسير إلى الرُّمُوسْ
عَسَى عَسَى يحصل المَتَابْ ... والعفوُ من بارىءِ النُّفُوسْ
ونَحْظَ بالأَمنِ والِمنَنْ ... والفوزِ في جنَّة الخُلودْ
(1/100)

وقال رضي الله عنه :
ما طاب قلبي و لا فؤادي ... من بعد ما غبت عن بلادي
كيف السُّلو وقد تَنَاءَى ... عنِّي حبيبي مَعَ رُقَادِي
لا أستريحُ ولا يُدَاني ... قَلبي السُّرورُ مَعَ البِعَادِ
ولا برحتُ حَليفَ حُزنٍ ... أُقَضِّي الوقتَ بالنَّكَادِ
اللهُ يَشفِي غَليلَ شوقي ... برشفي الثَّغرَ من سُعَادِ
وحَطِّيَ الرَّحلَ في حِمَاها ... في خير ربعٍ وخيرِ نادِي
و فِتيةٍ مَا لهمْ هُمُومٌ ... و لا التِفَاتٌ إلى العِبَادِ
قد جرَّدوا القصدَ حين نُودُوا ... بخلعِ نَعْلٍ في خيرِ وادِي
للهِ للهِ مِن رِجالٍ ... ساروا على منهجِ الرَّشَادِ
حتى انتهوا في العَلا وغَابُوا ... عن كلِّ حاضرٍ وكلِّ بَادِي
يا هَلْ لقلبي وهَلْ لِرُوحي ... يوماً وُصُولاً إلى مُرَادِي
وهل يَجُودُ الزَّمانُ وقتاً ... بالشُّرب من مَنْهَلِ الوِدَادِ
من قبل أن تنقضي حياتي ... ويَأْذَنَ العُمرُ بالنَّفَادِ
أموتُ يا سَادتي بَعيدَاً ... عَنكُم ظَمَان الفُؤادِ صَادِي
حاشاكُمُ يا حُلُولَ نَجدٍ ... من قطعِ مَن يَسمَعُ المُنَادي
ويترُكُ الكُلَّ في هواكم ... ولا يبالي بِمَن يُعَادِي
إني لأرجو عَواطِفَ اللهِ ... المحسِنِ المُفْضِلِ الجَوادِ
سبحانَهُ جَلَّ من كَريم ... قد عَمَّ بالفَضلِ والأَيادِي
تعليق المستخدم :َ
(1/101)

وقال رضي الله عنه:
ما في الوُجودِ ولا في الكَونِ مِن أَحَدِ ... إِلا فَقيرٌ لِفَضلِ الواحِدِ الأَحَدِ
مُعَوِّلونَ عَلَى إِحسانَهُ فَُقَرَا ... لِفَيضِ أَفضالِهِ يا نِعْمَ مِن صَمَدِ
سُبحانَ مَن خَلَقَ الأَكوانَ مِن عَدَمٍ ... وَعَمَّها مِنهُ بِالإفضالِ وَالمَدَدِ
تَبارَكَ اللهُ لا تَحصى مَحامِدُهُ ... وَلَيسَ تُحصَرُ في حَدٍّ وَلا عَدَدِ
اللهُ اللهُ رَبّي لا شَريكَ لَهُ ... اللهُ اللهُ مَعْبُودي وَمُلتَحِدي
اللهُ اللهُ لا أَبغي بِهِ بَدَلاً ... اللهُ اللهُ مَقْصُودي وَمُعتَمِدي
اللهُ اللهُ لا أُحصي ثَناهُ وَلا ... أَرجو سِواهُ لِكَشفِ الضُرِّ وَالشِّدَدِ
الله اللهُ أَدعوهُ وَأَسأَلُهُ ... اللهُ اللهُ مَأمولي وَمُستَنِدي
يا فَردُ يا حَيُّ يا قَيّومُ يا مَلِكٌ ... يا أَوَّلٌ أَزَلي يا آخِرٌ أَبدي
أَنتَ الغَني عَنِ الأَمثالِ وَ الشُّرَكا ... أَنتَ المُقَدَّسُ عَن زَوجٍ وَعَن وَلَدِ
أَنتَ الغِياثُ لِمَن ضاقَت مَذاهِبَهُ ... وَمَن أَلَمَّ بِهِ خَطبٌ مِنَ النَكدِ
أَنتَ القَريبُ المُجيبُ المُستَغاثُ بِهِ ... وَأَنتَ يا رَبِّ لِلراجينَ بِالرَّصَدِ
أَرجوكَ تَغفِر لي أَرجوكَ تَرحَمني ... أَرجوكَ تُذهِبُ ما عِندي مِنَ الأَوَدِ
أَرجوكَ تَهديني أَرجوكَ تُرشِدَني ... لِما هُوَ الحَقُّ في فِعلي وَمُعتَقَدي
أَرجوكَ تَكفيني أَرجوكَ تُغنيني ... بِفَضلِكَ اللَهُ يا رُكني وَيا سَنَدي
أَرجوكَ تَنظُرَني أَرجوكَ تَنصُرَني ... أَرجوكَ تُصلِحَ لي قَلبي مَعَ الجَسَدِ
أَرجوكَ تَعصِمَني أَرجوكَ تَحفَظُني ... يا رَبِّ مِن شَرِّ ذي بِغيٍ وَذي حَسَدِ
أَرجوكَ تُحييني أَرجوكَ تَقبِضُني ... عَلى البَصيرَةِ وَالإِحسانِ وَالرَّشَدِ
أَرجوكَ تُكرِمُني أَرجوكَ تَرفَعُني ... أَرجوكَ تُسكِنُني في جَنَّةِ الخُلدِ
مَعَ القَرابَةِ وَالأَحبابِ وَاِشْمُلُنا ... بِالفَضلِ وَالجودِ في الدُنيا و يَومَ غَدِ
وَجَّهتُ وَجهي إِلَيكَ اللهُ مُفتَقَراً ... لِنَيلِ مَعروفِكَ الجاري بِلا أَمَدِ
وَلا بَرِحَت أَمَدُّ الكَفَّ مَبتَهِلاً ... إِلَيكَ في حَالَي الإِملاقِ وَالرَّغَدِ
وَقائِلاً بِاِفتِقارٍ لا يُفارِقُني ... يا سَيِّدي يا كَريمَ الوَجهِ خُذ بِيَدي
* * * * *
(1/102)

وقال رضي الله عنه يرثي أخاه السَّيد العلامة الحامد بن علوي وجماعة من السادة آل أبي علوي الذين توفوّا بأرض الهند في أوقات متقاربة بعد طول الإقامة بها والغربة عن الأوطان :
مرَّت لنا بالحِمَى المأنوسِ أعيادُ ... مع الأحبَّة لو عادت ولو عادوا
كنَّا قضينا بها الأوطار في دِعَةٍ ... وطِيبِ عيشٍ فما كادت وما كادوا
أنَّى وقد حالت الأقدار دونهُمُ ... فالهمُّ مجتمِعٌ والقومُ قد بادوا
هذا الزمان وهذا الدهر عادته ... فينا وفي غيرنا بَينٌ و أنكادُ
إن الحوادث لا تُبقي على أحدٍ ... وللكريم قناة ليس تنآدُ
تجلدٌ واصطبارٌ كان ورَّثَهُ الأبْـ ... ـنَاءَ من قبل آباءٌ وأَجْدَادُ
نمضي على سُبُلٍ كانوا لها سلكوا ... أسلافُنَا وهُمُ لله أَجْنَادُ
ما زَعْزَعَتْهُم يدُ الأيام حين سَطَتْ ... وكيف لا و هُمُ للأرضِ أَطوادُ
نبيُّنا وعلي والحسين وزيـ ... ـنُ العابدين بهذا في الورى سَادُوا
لنا بهم أسوةٌ إذ هم أئمَّتنا ... ونحنُ للقومِ أبنَاءٌ وأحْفَادُ
والصَّبرُ يا نفسُ خيرٌ كلُّه و لَهُ ... عواقبٌ كلُّها نُجْحٌ وإمدادُ
فاصْبِرْ هُديت فإنَّ الأمرَ مُشتَرَكٌ ... بين الأنامِ و إن طَاوَلْنَ آمَادُ
والناس في غَفَلاتٍ عن مَصَارِعِهم ... كأنَّهُم وهم الأيقَاظُ رُقَّادُ
دنيا تَغُرُّ وعَيشٌ كلُّه كَدَرٌ ... لولا النفوسُ الَّتي للوَهْمِ تَنقَادُ
كنَّا عَدَدْنا لهذا الموت عُدَّتَهُ ... قبل الوفاة وأن يُحفَرْنَ ألحَادُ
فالدَّارُ من بعد هذي الدَّارِ آخِرَةٌ ... تَبقَى دَواماً بها حَشرٌ ومِيعَادُ
وجنَّةٌ أُزْلِفَتْ للمتَّقِينَ وأهـ ... ـلِ الحقِّ والصِّبرِ أبدالٌ وأوتادُ
فاعملْ لنفسِكَ من قبل الممات ولا ... تَعجَزْ وتَكْسَلْ فإن المَرْءَ جهَّادُ
لا يَنفَعُ العَبدَ إلا ما يقدِّمُهُ ... فبادِرِ الفَوتَ واصْطَدْ قَبلَ تُصطَادُ
يا صاحبي إنَّ قلبي اليوم مُكْتَئِبٌ ... قَد كَان عَاوَدَه ما كان يَعتَادُ
تذكُّرٌ لأُصَيحَابٍ قَدِ انتَزَحُوا ... عنَّا تَنَاءَى بهم غورٌ وأنجادُ
مُشَتَّتون بأطراف البِلادِ عَلى ... رَغمِ الأُنُوف كَمَا تَهَواهُ حُسَّادُ
بين الأباعدِ لا تدري أَماثِلُهُم ... ما حقُّهُم وهُم جمعٌ وأحشَادُ
لهفي على غُرَبَاءِ الدَّارِ حين ثَوَوا ... ولم يُطِيفُوا بهم أهلٌ وعُوَّادُ
مِن آلِ طَهَ وآلِ المرتضى ومِنَ الزَّهَـ ...رَا البَتُولِ لقصرِ المجدِ قد شَادُوا
أعِزَّةٍ في الذُّرا من هاشِمٍ وعن الـ ...ـكِتَابِ والسُّنَّةِ الغَرَّاءِ مَا حَادُوا
يموتُ ميِّتُهُم مِن حيثُ شاءَ فأر ... ضُ اللهِ واحدةٌ والقومٌ أَمْجَادُ
أَبكِيهُمُ بدُمُوعٍ عَلَّ سَائِلَها ... يبلُّ من جَمَرَاتِ القَلبِ إيقَادُ
(1/103)

تَحَسُّرٌ وشُجُونٌ كلَّمَا لمعتْ ... بروقُ كاظمةٍ تنمو وتزدادُ
وكلَّمَا ناحت الوَرْقَا على غُصُنٍ ... وكلَّما خفقت بالوادِ أَنْوَادُ
فَيَا بعَيدِيدَ بشَّار البشائِرِ هَلْ ... وافت على اليُمْنِ إخوانٌ وأولادُ
أرواحهم ونفوس كان فارقها ... بالقبض لله أجسامٌ وأجسادُ
بانوا عن الأهل والأوطان من زمنٍ ... وكان من وُدِّهم لو أنهم عادوا
فعوَّقَتْهُم مَقَادِيرٌ مُقَدَّرة ... مَحتُومُها ما له دافعٌ ولا رادُ
مثلُ الشَّقِيقِ وابنِ العمِّ في زُمَرٍ ... طابت خلائِقُهُم والسَّعيُ والزَّادُ
من الَّذين بعلم الله قد عَمِلُوا ... واستَغْرَقَتْهُم عِبَاداتٌ وأورادُ
دُعَاةُ خَيرٍ هُداةٌ مُهتدين رِِضاً ... من سَادةٍ ما لهم في الفَضْلِ أَنْدَادُ
حدا بهم هاذم اللَّذات فانطلقوا ... إلى مصيرٍ به فوزٌ وإسْعَادُ
برازخُ النُّورِ دِهْليزُ الجِنَانِ من الـ ...فِرْدَوسِ والعَدْنِ بالله مَا فَادُوا
فالموتُ للمؤمن الأوَّابِ تُحْفَتُهُ ... وفيه كلُّ الَّذي يبغي ويَرتَادُ
لِقَا الكريمِ تَعَالى مجدُهُ وسَمَا ... مَعَ النَّعيمِ الَّذي مَا فِيهِ أَنْكَادُ
فَضْلٌ مِنَ اللهِ إِحسانٌ ومَرْحَمَةٌ ... فَالفَضْلُ للهِ كالآزَالِ آبَادُ
فالظنُّ باللهِ مَوَلانا وسَيِّدِنَا ... ظَنٌّ جَمِيلٌ مَعَ الأَنفَاسِ تَزْدَادُ
نَرْجُوهُ يَرْحَمُنَا نَرجُوهُ يَجبُرُنَا ... فَهْوَ الجوادُ الَّذي بالجُودِ عَوَّادُ
نَرجُوهُ يَنظُرُنَا نَرْجُوهُ يَستُرُنَا ... فَمِنهُ للكُلِّ إِمدَادٌ وإيْجَادُ
نَدْعُوهُ نَسْأَلُهُ عَفْوَاً ومَغفِرَةً ... مَعْ حُسْنِ خَاتِمَةٍ فالعُمْرُ نفَّادُ
وقد رضينا قضاءَ اللهِ كَيفَ قَضَى ... واللُّطفُ نَرجُو وحُسْنُ الصَّبرِ إِرشَادُ
ثمَّ الصَّلاةُ على الهَادي وعِترَتِهِ ... مُحَمَّدٍ ما انثَنَتْ بالرِّيحِ أَعْوَادُ
ومَا تَغنَّتْ حَمَامُ الأَيكِ في سَحَرٍ ... فكَانَ منها لِحَرِّ الشَّجْوِ إِبرَادُ
* * * * *
(1/104)

وقال رضي الله عنه فى ربيع الثاني سنة 1125هـ :
يا وَجيهِ إنها هبَّتْ رِيَاحُ السُّعودِ
واومَضَ البَرْقُ في الدَّاجِي مِن اقْصَى النُّجُودِ
ذَكَّراني لَيَالٍ قد خَلَتْ حَولَ هودِ
شِعبِ قَبرِ النَّبيْ المُرسَلْ وفيِّ العُهُودِ
يا لَيَالي الرِّضَا عُودِي لِيَخْضَرَّ عُودِيِ
باللِّقا والتَّدَاني بَعدَ طُولِ الصُّدُودِ
يا عُرَيبَ الحِمَى رِقُّوا لصَبٍّ عَمِيدِ
وارحَمُوا من دُمُوعُه جَرَّحَتْ بالخُدُودِ
كلَّمَا لاحَ بَارِقْ فَوقَ وادِي زَرُودِ
واستَهَلَّ الحَيَا المُغْدِقْ وحَنَّ الرُّعُودِ
باتَ سَهْرَانْ مَا يَهْنَا لَذِيذَ الرُّقُودِ
مِن تَذَكُّرِ عَيشٍ مَرَّ بين العُدُودِ
والرُّبَا والمَسَايلْ والوَطَا والسُّنُودِ
حَيِّ تِلكَ المجامِعْ حَيِّ تِلكَ الوُفُودِ
حَيِّ عِيدَاً بِهَا فَاقَتْ عَلَى كُلِّ عِيدِ
مَعْ رِجَالِ الوَفَا من مُنْسِبِينَ الجُدودِ
والمُحِبينَ للهِ الوَليِّ الحَمِيدِ
رَبِّ الاربَابِ ذِي العَرْشِ الرَّحِيمِ الوَدُودِ
هَل تَرَى عَادْ يَرْجَعْ ما مَضَى يا مُرِيدِي
أو يَعُودُ الَّذي قَد فَاتَ يا مُستَعِيدِي
أو هُوَ البُعْدُ حَتَّى نَجْتَمِعْ في اللُّحُودِ
في رَجَا رَحْمَةِ الرَّبِّ الكَريمِ المَجِيدِ
نَرْتَجِي منه يُسْكِنَّا جِنَانَ الخُلودِ
في جِوارِ النَّبي المُخْتَارِ زَينِ الوُجودِ
( أحمدَ ) الشَّافِعِ المَقْبُولْ يومَ الوُرُودِ
وآلهِ الطَّاهِرِينَ الرَّاكِعِينَ السُّجُودِ
(1/106)

وقال رضي الله عنه فى ثامن ربيع الأول سنة 1124هـ :
هَدَى اللهُ مَعْشُوقَ الجَمَالِ إِلَى الهُدَى ... وَجَنَّبَهُ مَايَخْتَشِيهِ مِنَ الرَّدَى
وَنَفْسَ حَسُودٍ أَسْخَنَ اللهُ عَيْنَهُ ... وَأَسْهَرَهُ حَتَّى يَبِيتَ مُسَهّدَا
وَلاَ بَرِحَتْ تُهْدِى لَنَا ظَبْيَةُ الحِمَى ... مِنَ المِسْكِ وَالْكَافُورِ فِي غَفْلَةِ العِدَا
أُحِبُّ لَهَا دَمُّونَ وَالنَّجْدَ وَالرَّبَا ... وَخيْلَةَ وَالشِّعْبَ الذَّى نُورُه بَدَا
مُحَجَّبَةٌ مِنْ هَاشِمٍ وَمُحمَّدٍ ... عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ دَأْباً وَسَرْمَدَا
فَلاَ تَعْذُلُونِي فِى الْمَليِحَةِ وَاعْذُرُوا ... فَقَلْبِي بَها يُمْسِي عَلَيْهَا كَمَا غَدَا
فَيَا أَيُّهَا العُذَّالُ رِفْقاً وَرَحْمةً ... بِصَبٍ كَئِيبٍ عَيْشُهُ قَدْ تَنَكَّدَا
وَلاَ تَتَوَهَّمْ ظَبْيَةُ الحَىِّ أَنَّنِي ... صِبَوْتُ مَعَاذَ اللهِ وَالحَادِ قَدْ حَدَا
وَسَاقَ نِياقَ الشَّوْقِ يقْصِدْنَ مَعْهَداً ... بِهِ نَزَلَ الأَقْوَامُ فِى رَوْضَةِ النَّدى
بِعَيْدِيِدَ حَىَّ اللهُ عَيْدِيْدَ كُلَّهُ ... بِسَارِيَةٍ كُمْا أسَرَى البَرْقُ أَرْعَدَا
وَجَازَ الرِيَاضَ الخُضْرَ مِنْ وَادِىٍ النْقَا ... بِزَنْبَلَ مِنْ يَشَّارَ مَا قُمْرِىْ شّدّا
وَعَمَّ فُرَيطَ النُّورِ مَعْ أَهْلِ بَكْدرٍ ... هَوَاطِلُ غُفْرَانِ مَعَ الأَمْنِ مِنْ رَدَى
فَكَمْ ضَمْنَ هَاتِيكَ المَقَابِرِ عَارِفٌ ... وَحَبْرٌ بِهِ فِى ظُلْمَةِ الجَهْلِ يُهْتَدَى
بِعَيْدِيِدَ عَادَتْ كُلُّ عِيدٍ أَنِيسَةٍ ... مَعَ الجِيرَةِ الغَدِينَ مِنْ مَعْشَرٍ الهُدَى
أئَمَّةِ دِينِ اللهِ يَدْعُونَ خَلْقَهُ ... إِلَى بَابِهِ طُوبَى لِمَنْ سَمِعَ النِّدَا
وَسارَ إِلَى الرَّبِّ العَظِيمِ مُبَادِراً ... لِطَاعَتِهِ يَرْجُو النْعِيمَ المُخَلدَّاَ
وَيَخْشَى عَذَابَ اللهِ فِى نَارِه التَّي ... يُخَلَّدُ فِيَها مَنْ طَغَى وَتَمرَدَّا
وَلَمْ يَتَّبِعْ خَيْرَ الأَنَامِ مُحَمَّداً ... نَبِىَّ الهُدَى بَحْرَ النَّدَى مُجلِيَ الصَدَى
عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهْ ثُمَّ سَلاَمُهُ ... صَلاَةً وَتَسْلِيماً إِلَى آخِرِ المَدَى
* * * * *
(1/107)

حرف الراء المهملة :
===========
* * * * * * * * * *
و فيه ثلاث و ثلاثون قصيدة
(/)

قال رضي الله عنه :
(إِذَا شِئْتَ) أَنْ تَحْيَى سَعِيداً مَدَى العُمْر ... وَتُجْعَلَ بَعْدَ الَموْتِ فِي رَوْضَةِ القَبْرِ
وَتُبْعَثَ عِنْدَ النَّفْخِ فِى الصُّورِ آمِناً ... مِنَ الخَوْفِ وَالتَهْدِيدِ وَالطَرْدِ وَالُخْسرِ
وَتُعُرَضَ مَرْفُوعاً كَرِيماً مُبَجَّلاً ... تُبَشِّرُكَ الأَمْلاَكُ بِالفَوْزِ وَالأَجْرِ
وَتَرْجُحَ عِنْدَ الوَزْنِ أَعْمَالُكَ الَّتِي ... تُسَرُّ بِهَا فِى مَوْقِفِ الحَشْرِ وَالنَّشْرِ
وَتَمْضِي عَلَى مَتْنِ الصِّرَاطِ كَبَارِقِ ... وَتَشْرَبَ مِنْ حَوْضِ النَّبِى الُمصْطَفَى الطُّهْرِ
وَتَخْلُدَ فِى أَعْلَى الجَنَانِ مُنَعَّماً ... حَظِيَّا بِقُرْبِ الَواحِدِ الأَحَدَ الوَتُرِ
وَتَنْظُرَهُ بِالْعَينِ وَهْوَ مُقَدَّسٌ ... عَنِ الأَيْنِ وَالتَكْيِيفِ وَالحْدِّ وَالْحَصْر
( عَلَيْكَ ) بِتَحْسِينِ اليَقِيِنِ فَإِنَّه ... إِذَا تَمَّ صَارَ الْغَيْبُ عَيْناً بِلاَ نُكْرِ
وَكُنْ أَشْعَرِيّاً فِى اعْتِقَادِكِ إِنُّهُ ... هُوَ الْمَنْهَلُ الصَّافِى عَنِ الَزْيغِ وَالْكُفْرِ
وَقَدْ حَرَّرَ الْقُطُبُ الإِمَامُ مَلاَذُنَا ... عَقِيدَتَهُ فَهْىَ الشِّفَاءِ مِنَ الضُّرِّ
وَأَعْنِى بِهِ مَنْ لَيْسَ يُنْعَتُ غَيْرُهُ ... بِحُجَّةِ إِسْلاَمٍ فَيَالَكَ مِنْ فَخْرِ
وَخُذْ مِنْ عُلُومِ الدِّينِ حَظَّاً مُوَفَّراً ... فَبالْعِلْمِ تَسْمُو فِي الْحَيَاةِ وَفِي الُحَشْرِ
وَوَاظِبْ عَلَى دَرْسِ القُرَانِ فَإِنَّ فِي ... تِلاَوِتِهِ الإكْسِيرَ وَالشَّرْحَ لِلصَّدْرِ
ألاَ إِنَّهُ البَحْرُ المُحِيطُ وَغَيْرُهُ ... مِنَ الْكُتْبِ انَهْارٌ تُمَدُّ مِنَ الْبَحْرِ
تَدَبَّرْ مَعَانِيْهِ وَرَتْلْهُ خَاشِعاً ... تَفُوزُ مِنَ الأَسْرَارِ بِالكَنْزِ وَالذُّخْرِ
وَكُنْ رَاهِباَ عِنْدَ الوَعِيدِ وَرَاغِباً ... إِذَا مَا تَلَوْتَ الوَعْدَ فِي غَايَةِ البِشْرِ
بَعيِداً عَنِ المَنْهِيِّ مُجْتَنِباً لَهُ ... حَرِيصاً عَلَى المَأْمُورِ فِي العُسْرِ وَاليُسُرِ
وَإِنْ رُمْتَ أَنْ تَحْظَى بِقَلْبٍ مُنَوَّرٍ ... نَقِيٍ مِنَ الاَغْيَارِ فَاعْكِفْ عَلَى الذِكْرِ
وَثَابِرْ عَلَيْهِ فِي الظَّلامِ وِفِي الضِّيَا ... وَفِي كُلِّ حَالٍ بِالْلسَانِ و بِالسِّرِّ
فَإِنَّكَ إِنْ لاَزَمْتَهُ بِتَوَجُّهٍ ... بَدَا لَكَ نُورٌ لَيْسَ كَالشَّمْسِ وَالبَدْرِ
و لَكِنَّهُ نُورٌ مِنَ اللهِ وَارِدٌ ... أَتَى ذِكْرُهُ فِي سُورَةِ النُّورِ فَاسْتَقْرِ
وَصَفِّ مِنَ الاَكْدارِ سِرَّكَ إِنَّهُ ... إِذا مَا صَفَا أَوْلاَكَ مَعْنىً مِنَ الِفكْرِ
تَطُوفُ بِهِ غَيْبَ الْعَوَالِمِ كُلِّهَا ... و تَسْرِي بِهِ فِي ظُلْمَةِ الْلَيْلِ إِذْ يَسْرِي
(1/108)

وَبِالْجِدِِّ وَالصَّبْرِ الجِمَيلِ تَحُلُّ فِي ... فَسِيحِ العُلَى فَاسْتَوْضٍ بِالْجِدِّ وَالصَّبْرِ
وَكُن شَاكِراً لِلهِ قَلباً وَقَالَباً ... عَلَى فَضْلِهِ إِنَّ الَمزِيدَ فِي السِرِّ وَالَجهْرِ
قَنُوعاً بِمَا أَعْطَاكَ مُسْتَغْنِياً بِهِ ... لَهُ حَامِداً فِي حَالَي اليُسْرِ وَالعُسْرِ
وَكُنْ بَاذِلاً لِلْفَضُلِ سَمْحاً وَلاَ تَخَفْ ... مِنَ اللهِ إِقْتَاراً وَلا تَخشَ مِنْ فَقْرِ
وَإِيَّاكَ وَالدُّنْيَا فَإِنَّ حَلاَلَهَا ... حِسابٌ وَفِي مَحْظُورِهَا الهَتْكُ لِلسِّرِ
وَلاَ تَكُ عَيَّاباً وَلاَ تَكُ حَاسِداً ... و لا تَكُ ذَا غِشٍّ وَلا تَكُ ذَا غَدْرِ
وَلاَ تَطْلُبَنَّ الجَاهَ يَا صَاحِ إِنَّهُ ... شَهِيٌ وَفِيهِ السَّمُّ مِنْ حَيْثُ لاَ تَدْرِي
وَإِيَّاكَ وَالأَطْمَاعَ إِنَّ قَرِينَهَا ... ذَلِيلٌ خَسِيسُ الْقَصْدِ مُتَّضِعُ القَدْرِ
وَإِنْ رُمْتَ أَمْراً فَسْألِ اللهَ إِنَّهُ ... هُوَ المُفْضِلُ الوَهَّابُ لِلْخَيْرِ وَالوَفْرِ
وَأُوْصِيْكَ بِالْخَمْسِ الَّتِي هُنَّ يَا أَخِي ... عِمَادٌ لِديِنِ اللهِ وَاسِطَةُ الأَمْرِ
وَحَافِظْ عَلَيْهَا بِالْجَمَاعَةِ دَائِماً ... وَوَاظِبْ عَلَيْهَا فِى الْعِشَاءِ وَفِي الْفَجْرِ
وَقُمْ فِي ظَلاَمِ اللَّيْلِ لِلَّهِ قَانِتاً ... وَصَلِّ لَهُ وَاخْتِمْ صَلاَتَكَ بِالْوِتْرِ
وَكُنْ تَائِباً مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَتَيْتَهُ ... وَمُسْتَعُفِراً فِي كلِّ حِينٍ مِنَ الوُزْرِ
عَسَى المُفّضِلُ المَوْلَى الكَرِيمُ بِمَنِّهِ ... يَجُودُ عَلَى ذَنْبِ المُسِيئيِنَ بِالْغَفْرِ
فَإِحْسَانُهُ عَمَّ الأَنَامَ وُجُودُهُ ... عَلَى كُلِّ مَخْلُوقٍ و إِفْضَالُهُ يَجْرِي
وَصَلِّ عَلَى خَيْرِ البِرَيَّةِ كُلِّهَا ... مُحَّمدٍ المَبْعُوثِ بِالعُذْرِ وَالنَذْرِ
نَبِىِّ الهُدَى مَنْ عَظَّمَ اللهُ شَأُنَهُ ... و أَيَّدَهُ بِالفَتْحِ مِنْهُ وَبِالنَّصْرِ
عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ ... صَلاَةً وَتَسْلِيماً إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ
مَعَ الآلِ وَالأَصْحَابِ مَا هَبَّتِ الصَّبَا ... وَمَا زَمْزَمَ الحَادِي وَمَاغَرَّدَ القُمْرِي
* * * * *
(1/109)

وقال رضي الله عنه :
الحَالُ يَا أَحْبَابَنَا بِبَشَّارْ ... الأَهْلُ أَنْتُمْ وَالحُمَاهْ والجَارْ
جَادَتْ عَلَيْكُمْ صَيِّبَاتُ الاَمْطَارْ ... مِنْ رَحْمَةِ الرَّبِ العَزِيزْ مِدْرَارْ
فصل
لِلهِ مِنْ أَحْبَابْ تَتْبَعْ أحْبَابْ ... عَلَى الأَثَرْ مِنْ سَادَةٍ وَأَصْحَابْ
مَا أَنْتُم الأَغرَابْ بَلْ نَحْنُ أَغْرَابْ ... فِى هَذِهِ الدُّنْيَا مَحَلِّ الاَكْدَارْ
فصل
دَارِ الفَنَا دَارِ الغُرُورْ وَالزُّورْ ... مَا تَخْدَعٌ ألاَّ كُلَّ عَبدْ مَغْرُورْ
مَنْ لاَ بَصِيرَهْ لُهْ وَلاَ مُعُهْ نُورْ ... لَوْ كَانْ يُبْصِر لاَعْتَبَرْ بِمنْ صَارْ
فصل
بِمَنْ غَدَا لِلتُّرْبِ وَالمَقَابِرْ ... مِنَ الأَصَاغِرْ وَمِنَ الأَكَابِرْ
وَالَبعِثْ بَعْدَ الَموتْ فِى المحَاشِرْ ... فَرِيقْ فِي الجَنَّةْ وَفَرِيقْ فِي النَّارْ
فصل
يَاهْلَ البَرَازخُ بَرْزَخِ السَّلاَمهْ ... وَالرَّوحْ وَالرَيْحَانْ وَالْكَرَامَهْ
لاَ دَاخَلَتْكُمْ حَسْرَةُ النَّدَامَهْ ... وَ لاَ بِرِحْتُمْ فِى سُرُورْ وَانْوَارْ
فصل
مَتَى مَتَى يَا أَحْبَابَنَا التَّلاقِي ... مِنْ بَعدْ طُولِ البُعْدْ وَالفِرَاقِ
مَا حدْ عَلَى الدَّنْيَا الغَرُورْ بَاقِي ... وَالمَوْتُ تُحْفَةْ كُلِّ عَبدْ مُخْتَارْ
فصل
يَصْبِرْ عَلَى الطَّاعَاتْ وَالْقَنَاعَةْ ... وَالفَقِرْ وَالإِقْلاَلْ وَالَمَجاعَهْ
فَمَا الشَّجَاعَهْ غَيرْ صَبِرْ سَاعَهْ ... وَالفَوزْ فى العُقْبَى لِكُلِّ صَبَّارْ
فصل
وَالقَبْرَ إِمَّا رَوْضَةٌ نَعِيمَهَ ... نَعَمْ وَإِلاَّ حُفْرةٌ جَحِيمَهْ
فَاعْمَلْ لِنَفْسِكْ لا تَكُنْ بَهِيَمهْ ... تَجْرِي وَلاَتَدْرِي بِعُظْمِ الاَخْطَارْ
فصل
فَللهُ يَرْحَمْ جَمْعَنَا بِفِضَلْهِ ... وَلاَ يُعَامِلْنَا بِقِسْطِ عَدْلِهُ
بِبَرْكَةِ الهَادِي خِتَامْ رُسْلِهُ ... أَحْمَدْ إِمَامِ الُمَّقِينْ الاَبْرَارْ
* * * * *
(1/110)

وقال جزاه الله عن المسلمين خيراً :
الَشَّكُّ وَالَوْهمُ رَأْسُ الشَّرِّ وَالضَّرَرِ ... وَالجِدُّ والصَّبْرُ بَابُ الفَوْرِ وَالظَّفَرِ
والعَزْمُ والحَزْمُ لاَ يُنْجِى مِنَ الْقَدَرِ ... سَلِّمْ هُدِيتَ لِمَاضِى الحُكْمِ وَاصْطَبِرِ
( وَاسْأَلْ مِنَ اللهْ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
حَسِنْ ظُنُونَكَ بِالْمَوْلَى تَرَى البُشْرَى ... فَالرَّبُّ عِنْدَ ظُنُونِ العَبْدِ فَلْتَدْرَ
جَاء الحَدِيثُ بِذَا فَاصْغِ إِلَى الذِّكْرَى ... وَالْبَسْ مِنَ الصَّبْرِ سِربَالاً لدَى الضَّجَرِ
( وَاسْأَلْ مِنَ اللهْ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
لا تَجْزَعنَّ وَلاَ تَيْأَسْ مِنَ الْفَرَجِ ... وَقُلْ إِذَا لاح خَطْبُ الضُرِّ وَالَحَرجِ
إِشْتّدِّ أَزْمَةُ إِنْ تَشْتَدِّ تَنْفَرِجِي ... فَالْعُسْرُ باليُسْرِ مَتْبُوعٌ عَلَى الأَثَرِ
( وَاسْأَلْ مِنَ اللهْ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
رَوِّحْ فُؤَادَكَ مِنْ هِمٍّ وَمِنْ حَزَنِ ... فَإِنَّهُ تَعِبٌ لِلُّروحِ وَالْبَدَنِ
وَارْجِعْ إِلَى اللهِ فِي السَرَّاءِ وَالمِحَنِ ... رُجُوعَ مُفْتِقرٍ مُضْطَرِ مْنكُسِرِ
( وَاسْأَلْ مِنَ اللهْ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
كَمْ شِدَّةٍ ضَاقَ مِنْهَا الصَّدْرُ وَالنَّادِي ... تَخَوَّفَ الٌَلْبُ مِنْهَا شَرَّهَا العَادِي
أَمْسَتْ فَمَا أَصْبَحَتْ حَتَّى بَدَا بَادِي ... مِنْ لُطْفِ رَبِّكَ لَمْ يُبْقِ وَلَمْ يَذَرِ
( وَاسْأَلْ مِنَ اللهْ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
وَلِلنَّوَائِبِ وَالأَكْدَارِ أَوْقَاتُ ... إِذَا انْقَضَتْ تَنْقَضِي مِنْهَا إِقَامَاتُ
وَفِى التَّحَرُّكِ قَبْلَ الْوَقُتِ آفَاتُ ... فَاسْكُنْ لَهَا وَارْتَقِبْ يَا قَلْبُ وَاصْطَبِرِ
( وَاسْأَلْ مِنَ اللهْ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
وَإِنَّ قَوْلَكَ لِمْ هّذَا وَكَيْفَ وَهَلْ ... مِنْكَ اعْتِرَاضٌ عَلَى الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلْ
قُلْ قَدَّرَ اللهُ مَا شَاءَ الإِلْهُ فَعَلْ ... إِذَا غُلِبْتَ كَمَا قَدْ صَحَّ فِى الخَبَرِ
( وَاسْأَلْ مِنَ اللهْ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
قُلْ حَسْبِيَ اللهُ ذُو الْعَرشِ الَّذِي يَعْلَمْ ... بِالسِّرِّ وَالْجَهْرِ وَاسْتَسْلِمْ لَهُ تَسْلَمْ
وَلاَ تَقُلْ لَوْ كَذَا كَانَ كَذَا تَنْدَمْ ... وَأرْضَ بِمُرِّ القَضَا تَنْجُو مِنَ الخَطَرِ
( وَاسْأَلْ مِنَ اللهْ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
(1/111)

وَرُبَّ أَمْرٍ مَهُولٍ يُضْجِرُ الإِنْسَانْ ... فِى طَيِّهِ مُوجِبَاتُ الْعَفْوِ وَالغُفْرَانْ
وَفِى عَوَاقِبِهِ الخَيْرَاتُ وَالإِحْسَانْ ... فَارْمِ العَوَاقِبَ وأدْخُلْ رَوْضَةَ الفِكَرِ
( وَأسْأَلْ مِنَ اللهْ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
وَبَشِّرِ الْقَلْبَ بِالإِفْرَاح وَالفَرَح ... وَبِالعَوَافِي مِنَ الأَكْدَارِ وَالتَّرَحِ
وَبِالمُنَى وَالهَنَا وَالفَوْزِ بِالِمْنَحِ ... مِنْ فَضْلِ رَبِّكَ وَأشْكُرْ مُدَّهَ العُمُرِ
( وَأسْأَلْ مِنَ اللهْ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
قُلْ يَاسِميعَ الدُّعَا يَاعَالِمَ الأَسْرَارْ ... يَاكَاشِفَ الضُّرِّ يَاغَفَّارْ يَاقَهَّارْ
يَاجَابِرَ الْكَسِرْ يَاجَبَّارْ يَاسَتِّارْ ... إِلَيْكَ فَوَضْتُ أَمْرِى وَأنْتَهَى نَظَرِى
( وَأسْأَلْ مِنَ اللهْ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
يَاعُدَّتي يَارَجَائِي فِي الُمِهمَّاتِ ... وَمَفْزَعِي وَمَلاَذِي فِي المُلِمَّاتِ
ضَاقَتْ بِمَا حَلَّ حَالاَتِي وَأوْقَاتِي ... فَاكْشِفْهُ فِي عَجَلٍ يَا بَارِىءَ الصُّوَرِ
( وَاسْأَلْ مِنَ اللهِ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجَهِي وَانْتَهَى سَيْرِي ... وَلَمْ أُرَجِّي لِكَشْفِ البُؤْسِ وَالضَّيْرِ
سِوَاكَ يَا رَبِّ يَا فَتَّاحْ بِالخَيْرِ ... سُبْحَانَكَ اللهُ يا رُكْنِي وَ يَا وَزَرِي
( وَاسْأَلْ مِنَ اللهِ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
إِنِّي سَأَلْتُكَ بِالْهَادِي النَّبِي الطَّاهِرْ ... مُحَمَّدِ المُصْطَفَى الصَّابِرْ الشَّاكِرْ
خَيْرِ البَرِيَّةِ مِنْ بَادِ وَمِنْ حَاضِرْ ... أَنْ تَكْشِفَ الضُّر وَ أجْمَعْنِي عَلَى وَطَرِي
( وَاسْأَلْ مِنَ اللهِ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
يَا خَاتِمَ الرُّسْلِ يَا يس يَا طَهُ ... يَا خِيْرَةَ اللهِ فِي الدُّنْيَا وَأُخْرَاهَا
يَا أَكْرَمَ الرُّسْلِ يَا أَعْلَى الوَرَى جَاهَا ... نَادَاك ذُو كُرْبَةٍ مِنْ لُجَّةِ الْكَدَرِ
( وَاسْأَلْ مِنَ اللهِ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
يَا مَنْ هُوَ العُرْوَةُ الوُثْقَى لِمعُتْصِمِ ... وَمنْ هُوَ النِعّمَةُ العُظْمَى لِمُغْتَنِمِ
صَلَّى وَسَلَّمَ رَبُّ العَرْشِ وَالأُمَمِ ... عَلَيْكَ دَأْباً وَبِالآصَالِ وَالبُكَرِ
( وَاسْأَلْ مِنَ اللهِ كَشْفَ البُؤْسِ وَالضَّررِ )
* * * * *
(1/112)

وقال نفعنا لله به وبعلومه هذه القصيدة فى 29 شوال سنة 1119
الحَمْدُ لِلهِ الشَّهِيدِ الحَاضِرِ ... الوَاحِدِ الَمِلكِ العَزِيزِ الغَافِرِ
مُنْشِي البَرَايَا كُلِّهَا وَمُعِيدِهَا ... بِالْبَعْثِ فِي اليَوْمِ العَبُوسِ الآخِرِ
وَمُخَلدِّ الأَبْرَارِ فِي جَنَّاتِهِ ... و جِوارِهِ في خَيرِ عَيشٍ نَاظِرِ
وَمُخَلدِّ الفُجَّارِ في نيرانهِ ... و جِوارِ إِبْلِيسَ اللَّعِينِ الخَاسِرِ
سُبْحَانَ رَبِّكَ مَنْ عَظِيمٍ قَادِرٍ ... مُتَصَرِّفٍ بِأوَائِلٍ و أَوَاخِرِ
كُلُّ الخَلاَئِقِ سَاجِدُونَ لِوَجْهِهِ ... طَوْعاً وَكَرْهاً بِالأَصِيلِ وَبَاكِرِ
مَلأَتْ بَدَائعُهُ الوُجُودَ وَأَشْرَقَتْ ... أَنْوَارُهُ بِظَوَاهِرِ وَسَرَائِرِ
خَصَّ الرَِجَالَ العارِفِينَ بِقُرْبِهِ ... وَبِأُنْسِهِ أَهْلَ المَقَامِ العَاشِرِ
شُغِفُوا بِهِ وَاسْتَغُرَقُوا فِى ذِكْرِهِ ... طُوْلَ الزَّمَانِ بِكُلِّ رُوْحٍ طَائِرِ
مِثْلَ الشَّرِيفِ السَيِّدِ الغَوْثِ الذَّي ... يُسْمَى إِذَا يُدْعُىَ بِعَبْدِ القَادِرِ
وَالْعَارِفِ القُطْبِ المُقَدَّمِ فِى الَوَرى ... شَيْخِ الشُّيُوخِ الُمسَتِقِيمِ الصَّابِرِ
وَالحُجَّةِ الغَزَّالِ أُسْتَاذِ المَلاَ ... مُحْيِي عُلُومِ الدِّينِ كَمْ مِنْ دَاثِرِ
وَابْنِ الرِّفَاعِي أَحْمَدَ الحَبْرِ الَّذِي ... قَدْ كَانَ كَالْبَحْرِ الخِضَمِّ الزَاخِرِ
هَذَا وَكَمْ كَمْ غَيْرِهِمْ مِنْ سَادَةٍ ... ممَّن تصوَّف في الزَّمَانِ الغَابِرِ
فاللهُ يحفظُهُم و يحفُظُنا بهم ... مِنْ شَرِّ كُلِّ مُخَالِفٍ وَمُنَاكِرِ
يَا رَبِّ وَاخْتِمْ بِالْيَقِينِ وَ تَوْبَةٍ ... مَقْبُولَةٍ لأِصَاغِرٍ وَأَكَابِرِ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ... مَا لاَحَ بَرْقٌ فِي سَحَابٍ مَاطِرٍ
وَالآلِ وَالصَّحْبِ الْكِرَامِ و تَابِعٍ ... مِنْ كُلِّ صَبَّارٍ مُنِيبٍ شَاكِرِ
* * * * *
(1/113)

وقال رضي الله عنه
والمشار إليه هو شيخه السيد الشريف محمد بن علوى صاحب مكة نفع الله بهما .
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي وَالفُؤَادُ بِه نَارُ ... وَفِي العُمْرِ إِسْرَاعٌ وَفِي الدَّهْرِ إِدْبَارُ
هَلِ العَيْشُ فِي حَيِّ الأحِبَّةِ رَاجِعٌ ... وَهَلْ قَدْ جَرَتْ بِالعَوْدِ يا سَعْدُ أَقْدَارُ
فَقَدْ مَنَعَتْنِي عَنْ لِقَاهُمْ مَوَانِعٌ ... وَقَدْ قَصَّرَتْ بِي دُونَ ذَلِكَ أَعْذَارُ
وَلِي أَرَبٌ لَمْ يَنْقَضي بَعْدُ فِي الْحِمَى ... وَلِي ثَمَّ أَحْبَابٌ وَلِي ثَمَّ أَوْطَارُ
وَلِي شَجَنٌ فِيهِمْ وَلِي وَلعٌ بِهِمْ ... وَلِي مَدْمَعٌ لِلْبُعْدِ فِي الخَدِّ مِدْرَارُ
أَسِيرُ هَوَىً تَسْمُو بِهِ نَسْمَةُ الصَّبَا ... إِذَا مَا سَرَتْ مِنْ حَيِّهِمْ وَهْي مِعْطَارُ
فَتُذُكِرُهُ قُرَبَ الأَحِبَّةِ وَاللِّقَا ... سُحَيْراً إِذَا غَنَّتْ عَلَى الأَيْكِ أَطْيَارُ
وَيَأْخُذُهُ كَالسُّكْرِ طِيباً وَنَشْوَةً ... إِذَا ذُكِرُوا وُالرَّاحُ ذِكْرٌ وَتَذْكَارُ
رَعَى اللهُ جِيرَانَ الأبَاطِحِ وَالصَّفَا ... فَقَدْ جَاوَرُونِى بِالْجَمِِيلِ وَمَا جَارُوا
وَأمَّا هَوَاهُمْ وَالغَرَامُ فَقَدْ سَطَا ... عَليَّ وَ لاَ لَوْمُ عَلَيْهِمْ وَلاَ عَارُ
فَإِنِّي رَضِيتُ المَوْتَ فِيهِمْ صَبَابَةً ... وَإِنِّيَ مُرْتَادٌ لِذَاكَ وَ مُخْتَارُ
وَلاَ أَنْثني عَنْ حُبِّهِمْ وَوِدَادِهِمْ ... وَإِنْ طَالَتِ الأَيَّامُ وَأَنتزَحَ الدَّارُ
وَمَا أَنَا بِالنَّاسِي عُهُودَ أَحِبَّتِي ... وَإِنْ لَمْ أَزُرْهُمْ فِى الزَّمَانِ وَلا زَارُوا
فَقَدْ خَالَطَتْ كُلِّي بَشَاشَةُ حُبِّهِمْ ... وَهُمْ خَلَّفُونِي فِي الْحِمىَ بَعْدَ مَا سَارُوا
وَمُقْتَبِسٌ مِنْ نُورِهِمْ وَبِسِرِّهِمْ ... غَنِيتُ وَأنْوَارٌ لَدَيْهِمْ وَأَسْرَارُ
وَلَيْسَ مَعِي إِلا انْكِسَارٌ وَذلَةٌ ... وَ فَقْرٌ وَ ذَنْبٌ وَالْمُهَيْمِنُ غَفَّارُ
وَلِي أَمَلٌ فِي اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ ... وَظَنٌ جَمِيلٌ لَمْ تُغَيِّرْهُ أَغْيَارُ
وَلِي مِنْ رَسُولِ اللهِ جَدِّي عِنَايَةٌ ... وَوَجْهُ وَإِمْدَادٌ وَإِرْثٌ وَإِيثَارُ
عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ ... يَدُورُ بِهَا بَعْدَ الَعِشيَّةِ إِبْكَارُ
* * * * *
(1/114)

وقال رضي الله عنه :
أَلاَ يَاصَاحْ يَاصَاحْ لا تَجْزَعْ وَتَضجَرْ ... وَسَلِّمْ لِلْمقَادِيرْ كَي تُحمَدْ وَتُوُجَرْ
وَكُنْ رَاَضي بِمَا قَدَّرَ المَوْلَى وَدَبَّرْ ... وَلاَ تَسْخَطْ قَضَا اللهْ رَبِّ الْعَرِشْ الاَكْبرْ
( توشيح )
وَكُنْ صَابِرْ وَ شَاكِرْ ... تَكُنْ فَايِزْ وَظَافِرْ ... وَمِنْ أَهْلِ السَرَائِرْ
رَجَالِ اللهْ مِنْ كُلِّ ذِى قَلْبٍ مُنَوَّرْ ... مُصَفَّى مَنْ جَمِيعِ الدَّنَسْ طَاهِرْ مُطَهَّرْ
فصل
وَذِه دُنْيَا دِنيَّهْ , حَوَادِثْهَا كَيِيرَهْ ... وَعِيشَتْهَا حَقِيرَهْ , وَمُدَّتْهَا قَصِيرَة
وَلاَ يَحْرِصْ عَلَيْهَا سِوَى أَعْمَى البَّصِيرَهْ ... عَدِيمِ الْعَقِلْ لَوْ كَانْ يَعْقِلْ كَانْ فَكَّر
( توشيح )
يُفَكِّرْ فِى فَنَاهَا ... وَفِى كَثْرَةْ عَنَاهَا ... وَفِي قِلَّةْ غَنَاهَا
فَطُوبَى ثُمَّ طُوبَى , لَمِنْ مِنْهَا تَحَذَّرْ ... وَطَلقَّهْا وَفِي طَاعِةِ الرَّحْمَنْ شَمَّرْ
فصل
أَلاَ يَا عَينْ جُودِي بِدَمْعٍ مِنْكِ سَائِل ... عَلَى ذَاكَ الحَبِيبِ الَّذِي قَدْ كَانْ نَازِلْ
مَعَانَا فِي المَرَابِعْ وَ أَصْبَحْ سَفِرْ رَاحِلْ ... و أَمْسِى القَلِبْ وَالبَالْ مِنْ بَعْدُهْ مُكَدَّرْ
( توشيح )
وَلَكِنْ حَسْبِيَ اللهْ ... وَكُلُّ الأمِرْ للهْ ... وَلا يَبْقَى سِوَىِ اللهْ
عَلَى بَشَّارْ جَادَتْ سَحَائِبْ رَحْمَةِ البَرْ ... وَحَيَّاهُمْ بِرَوْحِ الرِّضَا رَبِي وَبَشَّرْ
فصل
بِهَا سَادَاتُنَا وَالشُيُوخُ العَارِفُونا ... وَأَهْلُونَا وَأَحْبَابْ قلْبي نَازِلْونَا
وَمَنْ هُمْ فِى سَرائِرْ فُؤَادِي قَاطِنُونَا ... بِسَاحَةْ تُرْبُهَا مِنْ ذَكِيِّ المِسِكْ أَعْطَرْ
( توشيح )
مَنَازِلْ خَيرْ سَادَة ... لِكُلِّ النَّاسْ قادَهْ ... مَحَبَّتْهُمْ سَعَادَهْ
أَلاَ يَا بَخِتْ مَنْ زَارَهُمْ بِالصِّدِقْ وَانْدرْ ... إِلَيْهِمْ مُعْتَنِي كُلُّ مَطلُوبِهْ تَيَسَّرْ
* * * * *
(1/115)

وقال رضي الله عنه فى صفر سنة 1122 :
إِلَيْكَ يَا رَبِّ يَا عَالِمْ بِذَاتِ الصُّدُورْ
إِلَيْكَ يَا رَبِّ يَا مَنْ لُهْ تَصِيرُ الأُمُورْ
إِلَيْكَ يَا رَبَّنَا أَنْتَ العَزِيزُ الغَفُورْ
إِلَيْكَ بَاهْلِ الكِسَا المُخْتَارِ بَدْرِ البُدُورْ
( مُحَمَّدِ ) الطُّهُرْ ذِي نُورُهْ طَمَسْ كَلَّ نُورْ
وَبِالرِّضَيِّ الَّذي يًسْقِي الشَّرابَ الطَّهُورْ
غَداً مِنَ الحْوَضْ يَوْمَ البَعِثْ يَوْمَ النُّشُورْ
وَبِابْنِةَ المُصْطَفَى الزَّهَرا البَتُولْ الصَبُورْ
وَبِالْحَسنْ لِى زِهِدْ فِى مُلُكْ دَارِ الغُرُورْ
وَبِالْحُسَينْ الَّذِي غَدُرُوْا بِهْ أهْلُ الفُجُورْ
شَهِيدْ بِالطُّفِّ فَائِزْ بِالرِّضَا وَالحُبُورْ
وَرَاحْ قَائِلُهْ يَدْعُو فِى لَظَى بِالثُّبُورْ
نًسْأَلَكْ بَاهْلِ الْكِسَا يَارَبِّ تَكْفِى الشُّرُورْ
وَانْزِلْ لَنَا الغَيثْ يَسقِي النَخِلْ يَسْقِي الدُّبُور
تَحْيَ بِهِ الأرض يرْوِي الجَدِبْ يُحْيِىِ الدُّثُورْ
وَوَفِّقِ الَحيَّ مِنَّا وَأرْحَمَ أهْل القُبُورْ
تَمَّتْ وَصَلُّوا عَلَى احْمد يَاجَمِيعَ الحُضُورْ
وَسَلِّمُوا كُلَّما القُمْرِى سَجَعْ فِى الوُكُورْ
وَ كُلُّمَا سَارْ حَادٍ قَصِدْ طَيبهْ يَزُورْ
* * * * *
(1/116)

وقال رضي الله عنه :
أَنْتُمُ لِلْعَيْنِ وَالأَثَرِ ... مُنْتَهَى الآمَالِ وَالوَطَرِ
يَا سُكُوناً فِى السَّرِيرَةِ مِنْ ... سِرِّ سِرِّي لاَمِنَ النَّظَرِ
عَطْفَةً يُهْدَى بِهَا قَلِقٌ ... ضَاعَ مِنْهُ العُمْرُ فِى السَّفَرِ
لَمْ يَزَلْ فِى لُجِّ فِكْرَتِهِ ... رَاكِباً لِلهُّولِ وَالخَطَرِ
سَائِحاً فِى بَرِّ مُعْتَبِرِ ... وَيْحَ مَقْصُورٍ عَلَى الفِكَرِ
هَكَذَا فِى طُولِ مُدَّتِهِ ... طَائِفاً فِى الحَادِثِ الدِثِرِ
أَيْنَ عَلمُ الكَشْفِ مَنْ نَظَرٍ ... إَيْنَ رَأْيُ الْعَيْنِ مِنْ خَبَرِ
أَيْنَ أَيْنَ الُمهْمَلاَنِ عُلاً ... وَانْخِفَاضاً فَارْمِ بِالْبَصَرِ
إِنَّ سِرَّ اللهِ مُسْتَتِرٌ ... فِى جَمِيعِ الْكَوْنِ وَالْبَشَرِ
فَاقْطَعِ الحُجْبَ اللَّطِيفَةَ بِالـ ...سَّيْرِ عنْهَا غَيْرَ مُقتَصِرِ
فَإِذَا جَاوَزُتَ مُرْتَقِياً ... سَدْرَةَ الأَسْرَارٍ وَالقَدَرِ
فَتَوَقَّفْ وَانْتَظِرْ عَلَماً ... مِنْ عُلُومِ الأَمْرِ وَادَّكِرِ
وَاحْتَفِظُ بِالشَّرُعِ و اسْعَ بِهِ ... حُكْمِ رَبِّ الْعَرْشِ فِى الصُّوَرِ
دِيْنِ خَيْرِ الْخَلْقِ أَشْرَفِهِمْ ... سَيِّدِ السَّادَاتِ مِنْ مُضَرِ
صَلَوَاتُ اللهِ تَبْلُغُهُ ... مَا تَغَنَّى الوُرْقُ فِي الشَّجَرِ
* * * * *
(1/117)

وقال رضي الله عنه :
أَنَا في شُغْلٍ عَنِ النَّاسِ وَعَنْ ... كُلِّ مَا هُمْ فِيهِ مِنْ خَيْرٍ وَشَرْ
عَمَلِي لِي وَلَهُمْ أَعْمَالُهُمْ ... وَبِعَيْنِ اللهِ مَنْ بَرَّ أوْ فَجَرْ
و إِلَى اللهِ حِسَابُ الْكُلِّ فِي ... يَوْمِ نَارُ اللهِ تَرْمِي بِالشَّرَرْ
* * * * *
وقال نوَّر الله ضريحه :
إِنْ كَانَ هَذَا الذِى أُكَابِدُهُ ... يَبقَى عَليَّ فَلَسْتُ أصْطَبِرُ
مَا أَنَا مِنْ حَجَرٍ ولا مَدَرِ ... مَا أَنَا إِلاَّ كَمَا تَرَى بَشَرُ
لِي مَشْرَبٌ سَائِغٌ فَكَدَّرَهُ ... شُوبٌ مِنَ النَّفْسِ خَلْطُهُ كَدَرُ
مُرُّ المّذَاقِ وَإِنَّ غُصَّتَهُ ... مِنْ دُونِهَا يَكُنِِ الضَّرِيعُ وَالصَّبِرُ
لاَ أَشْتَكِيكَ إِلَى الذََّين هُمُ ... عَنْدِي الهَبَاءُ إِذَا اْنتَهَى النَّظَرُ
إِنْ مِلْتُ يَوْماً بِحُكْمِ طَارِقَةٍ ... الآنَ منْهَا إِلَيْكَ أَعْتَذِرُ
مَا ثَمَّ غَيْرُكَ وَالحِجَابُ عَلَى ... طَوَائِفٍ فِى جُسُومِهِمْ حُصِرُوا
أُولَئِكَ القَاصِرُونَ لَوْ عَلِمُوا ... مَا عَلِمَ العَارِفُونَ مَا عُذِرُوا
كَأَنَّ مَنْ فَوْقَ هَذِهِ عَدَمٌ ... لَمْ يُوْجَدُوا أَوْ كَأَنَّهُمْ قُبِرُوا
مَشَاهِدٌ بِالفُؤَادِ أَشْهَدُهَا ... مِنْ بَاطِنِ الْعِلْمِ دُونَهَا النَّظَرُ
(1/117)

كالْجُودُ إِنْ آمَنُوا وَإِنْ شَكَرُوا ... وَالْقَهْرِ إنْ كَذَّبُوا وَإَنْ كَفَروُا
وَالْعَدْلِ إِنْ عُذِّبُوا وَإِنْ هُتِكُوا ... وَالْفَضْلِ إِنْ رُحِمُوا وَإِنْ سُتِروُا
لا أَجْهَلُ الحِكْمَةَ الَّتِى بَرَزَتْ ... فِى ضِمْنِ إِيِجَادِهِمْ وَلاَ أَذَرُ
الْجَبْرُ وَالإِعْتِزَالُ مُطَّرَحٌ ... فَالَمذْهَبَانِ كِلاَهُمَا ضَرَرُ
أَنِفْي وأُثْبِتُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ ... بِقَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّ ذَا خَطَرُ
وَالمَذْهَبُ المُسْتَقِيمُ أَذْهَبُهُ ... نَصَّ الْكِتَابُ وَصَرَّحَ الخَبَرُ
صِرْفُ اليَقِينِ وَمَحْضْ مَعْرِفَةٍ ... خُصَّ الشُّهُودُ وَعُمِّمَ القَدَرُ
لا أُدْخِل الشَّكَّ بَيْتَ مُعْتَقَدِى ... أُغْلِقُهُ أَوْ تَدُقُّهُ الِغيَرُ
هَذَا الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ جِزِعَتْ ... نَفْسِي وَصَارَ قَرِينَهَا الضَّجَرُ
يَا مَلْجَئِي لاَ أَقُولُ فِي حَرَجٍ ... بَلْ لاَ أَزَالُ إِلَيْكَ مُفْتَقِرُ
دُهِيْتُ بِالْحُمقِ إِنْ زَوَيتُ وَقَدْ ... صَيَّرتَني فِي الوُجُودِ أَفْتَخِرُ
رِدَائِيَ الذُّلُّ مَا حَييْتُ كَمَا ... أَنِّي بِعَجْزِيَ أَصْبَحْتُ مُتَّزِرُ
وَصْفُ العَِبيدِ وَلاَ أُفَارِقُهُ ... حَسْبِي بِهِ وَعَلَيْهِ أَقْتَصِرُ
يَارَبّ يَا أَمَلِي وَيَا عَضُدِي ... يَا مَلْجَئِي يَا مَلاَذُ يَا وَزّرُ
كَمْ لَكَ مِنْ مِنَّةٍ وَمِنْ نِعَمٍ ... عَلَيَّ تَتْرَى مَوَاهِبٌ غُرَرُ
لَوْ كَانَ لي عُمْرَ الدُّنَا وَمَضَى ... فِي الشُكْرِ كَانَ يَفُوقُهُ العُشُرُ
لَكِنَّنِي قَدْ بَقِيتُ مُعْتَرِفاً ... بِالعَجْزِ فِي الشُّكْرِ فَانْتَفَى الحَذَرُ
عَامَلْتَنِي بِالْجَمِيلِ مُبْتَدِئاً ... جَعلْتَنِي أَثَراً وَ مَا أَثَرُ
مَاكَادَتُ الفَانِيَاتُ تُوقِفُِنِي ... إِلاَّ زَوَتْهَا العُلِّومُ وَالفِكَرُ
وَلا أَتَانِي اللِّعِينُ يَفْتِنُِني ... إِلا رَمَاهُ مِنَ العُلَى شَرَرُ
للهِ فِي خَلْقِهِ سَرَائِرُ لاَ ... تُحْصَى وَلا يَهْتِدِي لَهَا البَصَرُ
لِلسِّرِّ قَومٌ لَحِمْلِهِ صَلَحُوا ... كَمْ مِنْ خَبِيرٍ نَصيبُهُ الخَبَرُ
* * * * *
(1/118)

وقال رضي الله عنه :
بَصُرْتُ بِرَكْبِ الْحَيِّ للحيِّ سَائِراً ... فَقُلْتُ لَهُمْ مَا حَالُ ذَاتِ الغَدَائِرِ
مُحَجَّبةِ الحُسْنِ البَدِيعِ الَّذي غَدَا ... بِهَا كُلُّ صَبٍّ وَالِهَ القَلْبِ حَائِرِ
أَلا فَاشْرَحُوا لِي حُسْنَهَا وَجَمَالهَاَ ... فَأوْصَافُهَا تَحْلُو لِسَمْعِي وَخَاطِرِي
فَقَالوُا ترَى فِي ذِكْرهَا بَعْضَ سَلْوةٍ ... لِعُشَّاقِهَا دُوْنَ الشُهُودِ بِنَاظِرِ
هَلُمَّ نَجِدُّ السَيْرَ نًحْوَ خِبائهَا ... لِنَحْظَى بِهَا مَا بَيْنَ تِلْكَ المَسَامِرِ
فَقُلْتُ لَهُمْ فِي ذِكْرِ أَوْصَافِ حُسْنِهَا ... تَيَقُّظُ مَحْجُوبٍ وَتَنْشِيطُ سَائِرِ
رَعَى اللهُ أَيَّاماً تَقَضَّى نَعِيمُهَا ... وَتَذْكَارُهَا مَازَالَ نُصْبَ سَرَائِرِي
خَلِيلَيَّ هَلْ مِنْ عَوْدَةٍ لِلَيَالِيٍ ... تَوْلَّتْ فَإِنِّي بَعْدَهَا غَيْرُ صَابِرِِ
* * * * *
(1/119)

وقال رضي الله عنه يمدح النبى صلى الله عليه وسلم لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة 1117 هـ :
بِنَفْسِيَ أَفْدِي خَيْرَ مَنْ وَطِىءَ الثَّرى ... نَبِيَّ الهُدَى بَحْرَ النَّدَى سَيِّدَ الوَرَى
خِتَامَ النَّبِيِينَ الِكرَامِ جَمِيعِهِمْ ... حَبِيبَ آلهِ العَالَمِينَ بِلاَ مِرَا
أَمِينٌ وَمَأْمُونٌ عَلَى وَحْي رَبِّهِ ... وَتَنْزِيِلِهِ الْقُرْآنِ عِصْمَةِ مَنْ قَرَا
أَتَاهُ أَمِينُ اللهِ جِبْرِيلُ جَهْرَةَ ... وَكَانَ لِرَبِّ العْرْشِ يَعْبْدُ فِي حِرَا
وَأَسْرَى بِهِ الرَبُّ العَظِيمُ إِلَى العُلَى ...فَسُبْحَانَ مَنْ أَسْرَى وبُوْرِكَ مَنْ سَرَى
إِمَامٌ لَهُ التَّقْدِيمُ فِى كُلِّ حَضْرَةِ ... مُعَظَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ القَدْرِ وَالذُّرَى
خَلِيلٌ صَفِيُّ اللهِ مُخْتَارُ قُرْبِهِ ... وَرُؤْيَتِهِ هَذَا الَحَدِيثُ كَمَا جَرَى
حَبِيبِي رَسُولَ اللهِ إِنِّي عُبَيْدُكُمْ ... فَقِيرٌ ضَعِيفٌ لا أُطِيقُ تَصَبُّراَ
حَبِيبِي رَسُول اللهِ إِنِّى سَلِيلُكُمْ ... وَلِي رَحِمٌ يَدْرِي بِهَا كُلُّ مَنْ دَرَى
حَبِيبِي رَسُولَ اللهِ إِنِّى قَصَدْتُكُمْ ... لِكَشْفِ مُهِمٍّ فِي مَرَابِعِنَا طَرَا
حَبِيبِي رَسُولَ اللهِ قَادَتْهُ فِرْقَةٌ ... مُضَللِّةٌ لَيْسَتْ لِنُورِ الهُدَى تَرَى
(1/119)

حَبِيبِي رَسُولَ اللهِ كُنْ شَافْعاً لَنَا ... إِلَى رَبِّكَ الرَحْمَنِ أُحْسَنِ مَنْ بَرَا
فَسَلْهُ لَنَا وَأدْعُهْ لَنَا أَنْ يُغِيثَنَا ... وَيَرْحَمَنَا إِنَّ المَعَاشَ تَكَدَّرَا
بِجَدْبٍ وَقَحْطٍ قَدْ تَمَادَى وَفِتْنَةٍ ... وَجَوْرِ وُلاَةٍ أَلْصَقَ الْكُلَّ بِالْعَرَا
فَسَلْهُ تَعَالَى يُبْدِلِ الجَدْبَ وَالغَلاَ ... بِخِصْبٍ وَرُخْصٍ فِى المَدَائِنِ وَالقُرَى
وَيُصْلِحْ وَلاَةَ الأَمرِ عنْدَ فَسَادِهِمْ ... وَيُوقِظِهُم لِلعَدْلِ مِنْ سِنَةِ الكَرَى
فَيَا رَبِّ يَا رَحْمَنُ شَفِِّعْ نَبِيِّنَا ... رَسُولَكَ فِينَا وَاكْفِ مَنْ جَارَ وَ اجْتَرَا
وَلا تُبْقِنَا يَارَبَّنَا عُرْضَةً لَهُمْ ... وَهَدْفَ مَرَامِي كُلِّ مَنْ خَانَ وَافتَرَى
وَخُذْ بِنَوَاصٍينَا إِلَى الحَقِّ وَالهُدَى ... وَأَخْتِمْ لَنَا بِالخَيْرِ إِنْ أَزْمَعَ السُّرَى
فَإِنَّكَ مَوْلاَنَا وَإِنَكَ رَبُّنَا ... وَسيِّدُنَا وَ القَصْدُ فِي كلِّ مَا عَرَا
وَصَلِّ عَلَى رُوْحِ النَّبِىِّ (مُحَمَّدٍ) ... وَسَلِّمْ وَبَارِكْ كُلَّماَ بَارِقٌ سَرَى
مَعَ الآلِ وَالأَصْحَابِ وَالتَابِعِينَ مَا ... جَرَى السَّيْلُ فِي وَادٍ وَمَا المُزْنُ أَمْطَرَا
وَتَمَتْ وَفَاحَ الَحمْدُ للهِ خَتْمُهَا ... عَبِيراً وَمِسكاً لِلْوُجُودِ مُعَطِّرا
* * * * *
(1/120)

وقال قدس الله سرَّه يوم 23 ذي القَعدة سنة 1122 هـ :
خُذْ مَا صَفَا وَدَعِ الْكَدَرْ ... وَكِلِ الأُمُورَ إِلَى القَدَرْ
مَهْمَا غُلِبْتَ كَمَا أَمَرْ ... هَادِي الوَرَى خَيْرُ البَشَرْ
إِنَّ الأُمُورَ جَرَى بِهَا ... قَلمٌ عَلَى الَّلوْحِ الأَغَرّ
فِى سَابِقِ الْعِلْمِ القَدِيمْ ... مِنْ قَبْلِ إِيجَادِ الصُّوَرْ
وَدَعِ الهُمُومَ فَإِنَّهَا ... يَا صَاحِبِي مَحْضُ الضَّرَرْ
وَاغْنَمْ زَمَانَكَ وَاسْتَرح ... مِنْ لَوْ وَلِمْ تَلْقَ الظَّفَرْ
وَارْجَعْ إِلِى اللهِ إِذَا ... مَا لَحَّ خَطْبٌ أَوْ عَسَرْ
وَإِذَا بُلِيتَ بِمحْنَةٍ ... فَصْبِرْ لَهَا فِيمَنْ صَبَرْ
مِنْ كُلِّ بَرٍ مُوقِنٍ ... مُتَوَقِّرِ عنْدَ الغِيَرْ
وَإِذَا خُصِصْتَ بِنْعمَةٍ ... فَاشْكُرْ لَهَا فِيمَنْ شَكَر
للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ... تُعْطَ المَزِيدَ كَمَا ذَكَرْ
وَاعْمَلْ لِنَفٍسكْ صَالَحاً ... تَنْجُو بِهِ مِنْ كُلِّ شَرْ
وَتَفُوزُ بِالحُسْنَى هِىَ الْـ ... ـجَنَّاتُ نِعْمَ المُسْتَقَرْ
دَارُ البَقَا دَارُ النَّعِيم ... دَارُ الكَرَامَةِ وَالنَّظَرْ
وَأَعِدَّ زَادَكَ لِلْمَعَادْ ... مِنْ قَبْلِ يَفْجَاكَ الحَذَرْ
فَالمَوْتُ آتٍ عَنْ قَرِيبْ ... وَ لعلَّ يَوْمَكَ قَدْ حَضَرْ
يَا رَبِّ أَنْتَ المُبْتغَى ... وَ المُرْتَجَى وَالمُدَّخَرْ
يَا رَبِّ وَاسْتُرْ وَاسْمَحَنَّ ... فَأَنْتَ أَكْرَمُ مَنْ سَتَرْ
يَا رَبَّنَا وَانْظُرْ إِلَيْنَا ... أَنْتَ أَحْسَنُ مَنْ نَظَرْ
يَا رَبَّنَا وَاخْتِّمْ لَنَا ... بِالَخْيرِ إِنْ حَانَ السَّفَرْ
ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى الرَّسُولْ ... خِيْرِ الَبِريَّةِ من مُضَرْ
خَتمِ النَّبِيِّين الكرامْ ... نِعْمَ المَصَابِيحُ الغُرَرْ
وَ آلهِ و صَحَابَةٍ ... و التَّابِعِينَ عَلَى الأَثْرْ
مَا هَبَّتِ النَسَمَاتُ بِالـ ... عَرْفِ الُمعَنْبَرِ فِي السَّحَرْ
أَوْ غَرَّدَتْ وُرْقُ الحِمَى ... فَوْقَ الغُصُونِ مِنَ الشَّجَرْ
* * * * *
(1/121)

وقال جعل الله الجنة مأواه:
حُيِّيتَ يَا مَرْبعَ الأَحْبَابْ ... بِالسَّفِحْ مِنْ وَادِيِ السِّدْرِ
وَالرَّاكْ وَالنَّخِلْ وَالأَعْشَابْ ... وَالضَّرِعْ وَالزَّرِعْ وَالثُمْرِ
وَالْغيدْ وَالخُرَّدِ الأَتْرَابْ ... قَوَاصِرِ الطَّرِفْ فِي الْخِدْرِ
وَالسَّادَةْ القَادَةْ الأَنْجَابْ ... مَرْفُوعِيِ الْقَدِرْ وَالذِكْرِ
فصل
يَاوَادِىَ الرَّوْحْ وَالرَّحْمَهْ ... وَالنُّورْ وَالخَيْر وَالأَلْطَافْ
وَالخِصِبْ وَاليُسُرْ وَالنِّعْمَهْ ... مُسْتَوْطَنِ السَّادَةْ الأَشْرَافْ
أَهْلِ المُرُوءَاتْ وَالهِمَّهْ ... وَالجُودْ وَالفَضِلْ وَالإِنْصَافْ
سَقَاكْ يَا وَادِي الوَهَّابْ ... بِكُلِّ مُغْدَوْدِقٍ غَمْرِ
فصل
وَادِي ابْنِ رَاشِدْ مُنَى قَلْبِي ... وَرَاحَةُ الرُّوحْ وَالخَاطِرْ
لا زَالْ مَظْلُولْ بِالسُّحبْ ... مَطْلُولْ مِنْ صَيِّبِ المَاطِرْ
مُخْضَرَّ بِالزَّرِعْ والعُشْبِ ... يَرُوقُ لِلنَّفْسِ و النَّاظِرْ
مَعْمُورْ بِالْعِلِمْ و الآدَابْ ... و العَدِلْ و البِرِّ وَالشكْرِ
فصل
قدْ كُنْتَ يَا وَادِي الأَنْوَارْ ... مَشْحُونُ بِالخَيْر وَالأَخْيَارْ
خَالٍ عَنٍ الشُوشِ وَالأَكْدَارْ ... مَا تَحْوِيِ الشَّرَّ وَالأَشْرَارْ
حَتَّى دَهَانَا زَمَانُ العَارْ ... بِخَلْفِ سُوءٍ مِنَ الأَغْمَارْ
مِنْ كُلِّ مَفْتُونْ بِالأسْبَابْ ... خَالٍ عَن الحَقِّ وَالصَّبْرِ
فصل
هُمْ شَوَّشُوا عَيْشَ وَداِينَا ... بِالظُّلُمْ وَالْبَغِي وَالعُدْوَانْ
وَكَدَّرُوا صَفْوَ نَادِينَا ... بِالحِرِصْ وَالشُحِّ وَالطُغْيَانْ
يَا سَيِّدَ الرُّسُلْ هَادِينَا ... هَيَّا بِغَارَةْ إِلَيْنَا الآنْ
يَاِ همَّةَ السّادَةِ الأَقْطَابْ ... مَعَادِنَ الصِدْقِ وَالِسرِّ
فصل
نَادِ المُهَاجِرْ صَفِيَّ اللهْ ... ذَاكَ ابْنَ عِيسَى أَبَا السَّادَاتْ
ثُمَّ المُقَدَّمْ وَلِىَّ اللهْ ... غَوْثَ الوَرَى قُدْوَةَ القَادَاتْ
ثُمَّ الوَجِيهَ لِدِينِ اللهْ ... سَقَّافَنَا خَارِقَ العَادَاتْ
السّيِّدَ الْكَامِلَ الأَوَّابْ ... الَعيْدَرُوسْ مَظْهَرَ القُطْرِ
فصل
قُومُوا بِنَا وَاكْشِفُوا عَنَّا ... يَا سَادَتِي هَذِهِ الأَسْوَا
وَاحْمُوا مَدِيَنتْكُمُ الغَنَّا ... مِنْ جُمْلَةِ الشَّرِّ و البَلْوَى
يَا أهْلَ الحَسَبْ وَالنسَّبْ الأَسْنَى ... وَالْعِلْمِ وَالِحِلْمِ وَالَتقْوَى
بِجَدِّكُمْ و بِكُمْ تَنْجَابْ ... سُحْبُ البَلِيَّاتْ وَالضُرِّ
* * * * *
(1/122)

وقال رحمه الله :
شُغِفَ المُحِبُّ بِحُبِّ ظَبْيَةِ عَامِرِ ... وَصَبَا إِلَيْهَا بِالفُؤَادِ وَنَاظِرِ
مَخبُوبَةٍ مَحْجوبةٍ إِلاَّ عَلَى ... ذِي عِفَّةٍ وَتُقىً كَتُومٍ صَابِرِ
يَرْضَى مِنَ الدُنْيَا الغَرُورِ بِبُلْغَةٍ ... لا يَتَّسِعْ فِيهَا اتِسْاعَ البَاطِرِ
تِلْكَ الغَزَالُ العَامِرِيَّةُ كَمْ سَبَتْ ... وَرَسَتْ بِأَسْهُمِ طَرْفِ لَحْظٍ فَاتِر
لِمتُيَّمٍ حِلْفِ الصَّبَابَةِ وَالجَوَى ... يَرْعَى النُجُومَ بِجُنْحِ لَيْلٍ دَاجِرِ
أَفْدِى سُوَيْكِنَةَ النَّقَا وَمُحَجَّرٍ ... بِبَقيَّةٍ مِنْ رَسْمِ جسْمٍ دَاثرِ
مَنْ لِي وَهَلْ لِي أَنْ أَرَاهَا زَائِراً ... سَحَراً وَقَدْ نَامَ الرَقِيبُ العَاثِرِ
هِيَ بَهْجَتِي هِيَ قِبْلَتِي ... فِي حِينِ أَسْجُدُ لِلإلهِ الغَافِرِ
لِي أَوْ لِغَيْرِي مِنْ أَئِمةِ مَذْهِبِي ... مِمَّنْ تَصَوَّفَ فِي الزَّمَانِ الغَابِرِ
وَلِغَيْرِنَا مِنْ أَهْلِ قِبْلَتِنَا الَّتِى ... صَلَّى إِلَيْهَا كُلُّ عَبْدٍ ذَاكِرِ
مُتَمَسِّكٍ مُتَنَسِّكٍ مُتَبتِّلٍ ... للهِ فِي إِعْلاَنِهِ وَسَرَائِرِ
وَالآنَ فَلْيَرْقَى إِلَى أَنْ يَنْتَهِى ... فِى الْعِلْمِ وَالرُوحِ اللَّطِيفِ الطَائِرِ
فَيُشَاهِدَ الأَمَلاَكَ حَوْلَ صَفِيِحهَا ... مُسْتَقْبِلِينَ لِنَحْوِ عَرْشِ الفَاطِرِ
سُبْحَان مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لِوَجْهِهِ ... بِتَذَلُّلِ وَتَخَشُّعٍ وَتَصَاغُرِ
الْوَاحِدِ الَمِلكِ الَجلِيلِ تَقَدَّسَتْ ... أَوْصَافُهُ عَنْ قَوْلِ كُلِّ مُكابِرِ
مِنْ مُشْرِكٍ أَوْ شَاكٍّ مُترَدِّدِ ... فِي اللهِ وَاليَوْمِ المَعَادِ الآخِرِ
آمَنْتُ بِاللهِ العظيمِ وَكُتْبِهِ ... وَرَسُولِهِ الهَادِي الأَمِينِ الظَاهِرِ
خَتْمِ النَّبِيِينَ الكِرَامِ جَميعِهِمْ ... صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ عَدَّ المَاطِرِ
وَ الآلْ وَالصَّحْبِ الكِرَامِ و تَابِعٍ ... مِنْ كُلِّ أَوَّاهٍ مُنِيبٍ شَاكِرِ
* * * * *
(1/123)

وقال تغمده الله برحمته :
قدْ كَفَاني عِلمُ ربِّي ... مِن سؤالي واختياري
فدُعائي وابتهالي ... شَاهِدٌ لي بافتقَاري
فلهذا السِّرِّ أَدعُو... في يَسَاري وعَسَاري
أنا عبدٌ صَارَ فَخرِي ... ضمنَ فَقْري واضطراري
( قَد كَفَاني عِلمُ ربِّي ... مِن سُؤالي واختِيارِي )
***
يا إلهي ومليكي ... أنتَ تعلمُ كَيفَ حَالي
وبِمَا قَد حَلَّ قَلبي ... من هُمُومٍ واشتِغَالِ
فَتَدَارَكْني بلطفٍ ... منكَ يا مَولى الموالي
يا كريمَ الوجهِ غثني ... قبل أن يَفْنَى اصطباري
( قَد كَفَاني عِلمُ ربِّي ... مِن سُؤالي واختِيارِي )
***
يا سَريعَ الغَوثِ غَوثاً ... مِنكَ يُدْرِكُني سَريعَا
يهزمُ العُسرَ و يأتي ... بالَّذي أرجو جَميعَا
يا قريباً يا مُجيباً ... يا عليماً يا سميعا
قد تحقَّقتُ بعَجْزي ... وخُضُوعي وانكساري
( قَد كَفَاني عِلمُ ربِّي ... مِن سُؤالي واختِيارِي )
***
لم أزلْ بالبابِ وَاقِفْ ... فارحمَنْ ربِّي وُقُوفي
وبوادِي الفَضلِ عَاكِفْ ... فأَدِمْ ربَّي عُكُوفي
ولحسنِ الظَّنِّ لازمْ... فهو خِلِّي وحَلِيفي
وأَنِيسي وجَلِيسي... طُولَ لَيلِي ونَهَاري
( قَد كَفَاني عِلمُ ربِّي ... مِن سُؤالي واختِيارِي )
***
حَاجةً في النَّفسِ يا رَبْ ... فاقْضِهَا يا خيرَ قَاضِي
وأرِحْ سِرِّي وقَلبي ... من لَظَاها والشُّواظِ
في سُرُورٍ وحُبُورٍ ... وإذا مَا كُنتَ رَاضي
فالهَنَا والبَسْطُ حالي ... وشِعَاري ودِثَاري
( قَد كَفَاني عِلمُ ربِّي ... مِن سُؤالي واختِيارِي )
* * * * *
(1/124)

وقال رضي الله عنه :
لَكَ الخَيْرُ حَدِّثْنِي بِظَبْيَةِ عَامِرِ ... وَمَا حَالُهَا مِنْ بَعْدِنَا يَا مُسَامِرِي
وَرَوِّحْ فُؤَاداً ذَابَ مِنْ حَرِّ بُعْدِهَا ... بِتَذْكَارِهَا إِنْ كُنْتَ يَوماً مُذَاكِرِي
فَإِنَّ أَحَادِيثَ الأَحِبَّةِ مَرْهَمٌ ... لِقَلْبِِي مِنَ الدَّاءِ العُضَالِ الُمخَامِرِ
هَوىً حَلَّ فِي قَلْبِي وَوَاطَنَ مُهْجَتِي ... وَخَالَطَ أَحْشَائِي وَسَارَ بِسَائِرِي
إِذَا فَاتَنِي قُرْبُ الأَحِبَّةِ وَاللِّقَاَ ... ففِي ذِكْرِهِمْ أُنْسٌ لَوِحْشَةِ خَاطِرِي
فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ صَيِّبُ النَّدَى ... فَطلٌّ بِهِ يَحْيَى مَوَاتُ سَرَائِرِي
وَشَنِّفْ بِتَذْكَارِ الأَحِبَّةِ مَسْمَعِي ... وَأخْلِصْه عَنْ تَذْكَارِ غَيْرٍ مُغَايِرِ
فَتَذْكَارُهُمْ رَاحِي وَرَوْحِي وَرَاحَتِي ... يَطِيبُ بِهِ عَيْشِي وَتَصْفُو ضَمَائِرِي
إَنَا الهَائِمُ الَمفْتُونْ فِى حُبِّ سَادَةٍ ... تَهَتَّكْتُ فِيهِمْ بَيْنَ بَادٍ وَحَاضِرِ
وَخُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ الغَرَامَ طَرِيقَةً ... أَمُوتُ وَأحْيَا هَكَذَا يَا مُعَاشِرِي
وَإِنَّ التَّفَانِي وَالتَّمَزُّقَ فِيِهمُ ... لَمِنْ أَرَبِي الأَقْصَى وَأَسْنَى ذَخَائِرِي
تَرِقُّ ليَ الأَحْبَابُ إِذْ مَسَّنِي الضَّنَى ... وَتَشْمَتُ بِي الْحُسَّادُ بَيْنَ العَشَائِرِ
* * *
وَإِنِّي لَفِي شُغلٍ عَنْ الْكُلِّ بِالَّذِي ... أُقَاسِي بِمَحْبُوبِي سُوَيْجِي النَّواظِرِ
وَأَعْذُرُ عُذَّالِي وَمَنْ لاَمَنِي عَلَى ... هَوَى أُمِّ عَمْرٍو نُورِ قَلْبِي وَنَاظِرِي
لِحرْمَانِهِمْ عَنْ حُبِّهَا وَشُهُودِهَا ... وَعَنْ عِلْمِ مَا تَحْتَ النِّقَابِ السَّوَاتِرِ
رَعَى اللهُ مَنْ هَامَ الفُؤّادُ بِحْبِّهَا ... بَدِيعةَ حُسْنٍ مُخْجِلٍ لِلزّوَاهِرِ
عَزِيزَةَ وَصْفٍ حَارَ فِيهِ أُولُو النُّهَى ... مِنَ الْعَارِفِينَ أهْلِ الهُدَى وَالبَصَائِرِ
بِهِ هَامَتِ الأَرْوَاحُ فِي حَالِ كَوْنِهَا ... مُجَرَّدَةً عَنْ كُلِّ جِسْمٍ وَخَاطِرِ
وَمِنْ بَعْدِهِ مَهْمَا حَدَتْهَا بِذِكْرِهَا ... حُدَاةُ المَطَايَا لِلرُّبُوعِ العَوَامِرِ
وَمَهْمَا سَرَتْ مِنْ حَيِّهَا سَحَريَّةٌ ... مِنَ النَّسَمَاتِ الطَّيِّبَاتِ العَوَاطِرِ
وَمَهْمَا سَرَى يَرْقُ الحِمَى فِي دُجُّنَّةٍ ... وَغَنَّتْ عَلَى الأَغْصَانِ وُرْقُ الطَوَائِرِ
شَهِدْتُ مَعَانِي حُسْنِهَا وَجَمَالِهَا ... بِرُوحِي وَجِسْمِي تَحْتَ جُنْحِ الدَّيَاجِرِ
(1/125)

وَسَامَرْتُهَا فِى خَلْوةٍ أُنُسِيَّةٍ ... بِأَلْطَفِ أَسْمَارٍ وَخَيْرِ مُسَامِرِ
وَلَذَّ لِي التَقْرِيبُ مِنْهَا وَأَشْرَقَتْ ... عَلَى بَاطِني أَنْوَارُهَا وَظَوَاهِرِي
وَيَا طَالَمَا قَبَّلْتُهَا وَالْتَزَمْتَهَا ... وَقَدْ هَجَعَتْ عَيْنُ الرَّقِيبِ الُمَدابِرِ
كَأَنَّ أُوَيْقَاتَ النُّزُولِ بِحَيِّهَا ... مُعَجَّلَةٌ مِنْ جَنَّةٍ فِي المَصَائِرِ
وَللهِ مَا أَحْلَى الوُقُوفَ بِسُوحِهَا ... وَأَطْيَبَهُ مَا بَيْنَ تِلْكَ المَشَاعِرِ
بِوَادِي خَلِيلِ اللهِ ذِي الصِّدْقِ وَالوَفَا ... أَبِي الرُّسْلِ إِبْرَاهِيمِِ تَاجِ الأَكَابِرِ
وَقِبْلَةِ أَهْلِ الدِينِ مِنْ كُلِّ شَاسِعٍ ... وَدَانٍ إِلَيْهَا فَهْيَ أُمُّ الحَضَائِرِ
وَطَلْسَمُ سِرِّ الذَاتِ رَمْزٌ بِهِ اهْتَدَى ... إِلَيْهَا رِجَالُ الحَقِّ مِنْ كُلِّ نَاظِرِ
وَمِنْ هَاهُنَا جَذْبُ القُلُوبِ وَمَيْلُهَا ... وَمِنْهُ مَطَارُ الرُّوحِ مِنْ كُلِّ طَائِرِ
وَمَهْبَطُ إِمْدَادَاتِ كُلِّ رَقِيقَةٍ ... بِأسْرَارِ عِلْمِ الذَاتِ لاَهْلِ السَرَائِرِ
إِلَى الحَجَرِ المَيْمُونِ زَادَ تَشَوُّقِي ... وَكَانَ بِهِ أُنْسُ الفُؤَادِ المُجَاوِرِ
بِهِ العَهْدُ وَالِمثَاقُ يَشْهَدُ بِالوَفَا ... لِكُلِّ وَفِيٍ مُخْلِصِ القَلْبِ طَاهِرِ
وَمُلْتَزَمٍ نُجْحُ الَمطَالِبِ عِنْدَهُ ... وَحِجْرٌ لِبُعْدِي عَنْهُ فَاضَتْ مَحَاجِرِي
وَزَمْزَمُهَا رَاحُ الكِرَامِ وَمَرْهَمُ الْـ ... سَقَامِ به تَبْراَ كُلُومُ الضَّمَائِرِ
وَإِنَّ مُقَاماً بِالمَقَامِ أَلَذُّ فِي ... فُؤَادِي وَأَحْلَى مِنْ وُرُودِ الغَوَامِرِ
بِمَرْوَتِهَا تَمْرِينُ كُلِّ حَقِيقَةٍ ... لِمَشْهَدِ حَقِّ لا يُرَامُ لِقَاصِرِ
بِأَجْيَادِهَا جَادَتْ سَحَائِبُ رَحْمَةٍ ... عَلَى كُلِّ ذِي قَلْبٍ مُنِيبٍ وَحَاضِرِ
وَنُقْتَبَس الأَنْوَارُ مِنْ بِي قُبَيْسِهَا ... وَهَا هُوَ يَرْعَاهَا بِقَلْبٍ وَنَاظِرِ
بِعَامِرِهَا لِلصَادِقِينَ عِمَارَةُ ... الْقُلُوب بِفَيَّاضٍ مِنَ الْفَضْلِ غَامِرِ
(1/126)

وَفِي عَرَفَاتٍ كُلُّ ذَنْبٍ مُكَفَّرٌ ... وَمُغْتَفَرٌ مِنَّا بِرَحْمَةِ غَافِرِ
وَقَفْنَا بِهَا وَالحْمَدُ للهِ وَالثَّنَا ... وَشُكْراً لَهُ إِنَّ المَزِيدَ لِشَاكِرِ
عَشِيَّةَ وَافَى الوَفْدُ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ ... وَفَجِّ وَهُمْ مَا بَيْنَ دَاعٍ وَذَاكِرِ
وَرَاجٍ وَبَاكِ مِنْ مَخَافِةِ رَبِهِ ... بِفَائِضِ دَمْعٍ كَالسَّحَابِ الَموَاطِرِ
وَفِي الوَفْدِ كَمْ عَبْدٍ مُنِيبٍ لِرَبِِّهِ ... وَكَمْ مخْبِتٍ كَمْ خَاشِعٍ مُتَصَاغِرِ
وَذِي دَعْوَةٍ مَسْمُوعَةٍ مُسْتَجَابَةٍ ... مِنَ الأَوْلِيَا أَهْلِ الصَّفَا وَالبَصَائِرِ
وَلِلهِ كَمْ مِنْ نَظْرةٍ كَمْ عَوَاطِفٍ ... وَكَمْ نَفَحَاتٍ لِلإِلهِ غَوَامِرِ
وَإِنَّا لَنَرُجُو عَفْوَةُ أَنْ يَعُمَّنَا ... وَيَشْمُلَ مِنَّا كُلَّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ
أَفَضْنَا عَلَى الزُّلْفَى بِمُزْدَلِفَاتِهَا ... وَمَشْعَرِهَا أَكْرِمْ بِهَا مِنْ مَشَاعِرِ
وَجِئنَا مِنَى فِي خَيْرِ كُلِّ صَبِيحَةٍ ... لِرَمْىٍ إِلَى وَجْهِ العَدُوِّ الُمجَاهِرِ
وحَلْقٍ وَإِهْدَاءِ الذَّبَائِحِ قُرْبَةً ... إِلَى اللهِ وَالَمرْفُوعُ تَقْوَى الضَّمَائِرِ
وَبتْنَا بِهَا تِلْكَ اللَّيَالِي وَيَالَها ... لَيَالٍ لَقَدْ طَابَتْ بِطِيبِ التَزَاوُرِ
أَلا يَالَيالِي الخَيفْ عُودِي وَأَسْعِدِي ... لِكَي يَحْيَى مِنْي كُلُّ مَيْتٍ وَدَاثِرِ
وَعُدْنَا إِلَى الَبيْتِ الَعِتيقِ بِنَفْرَةٍ ... مُبَارَكَةٍ مُسْتَعْجِلٌ مِثْلُ آخِرِ
فَيَا كَعْبَةَ الُحسْنِ البَدِيعِ الَّذِي غَدَا ... بِهَا كُلُّ صَبٍّ وَالِهَ الْقَلْبِ حَائِرِ
ويَا مَرْكَزَ الأَسْرَارِ وَالنُّورِ وَالْبَهَا ... وَلُطْفِ جَمَالٍ رَاقَ فِي كُلِّ نَاظِرِ
تَحِنُّ إِلَيْكِ الُمؤْمِنُونَ قُلُوبُهُمْ ... وَأَرْوَاحُهُمْ مِنْ بُعْدَ ذَا غَيْرُ صَابِرِ
وَلَمْ يَكُ بُعْدِي عَنْكِِ زُهْداً وَخِيرَةً ... عَلَيْكِ وَلَكِنْ لِلشُّئُون العَوَاذِرِ
* * *
(1/127)

و يَا مَكَّةُ الغَرَّاءُ يَابَهْجَةَ الدُّنَا ... وَ يَا مَفْخَراً مُسْتَوْعِباً لِلْمَفَاخِرِ
عَسَى عَوْدَةٌ لِلْمُسْتَهَامِ وَرَجْعَةٌ ... إِلَيْكِ لَتِقْبِيلِ الثَرَى وَالَمآثِرِ
أرَجِّي وَلِى ظَنٌّ جَمِيلٌ بِخَالِقِي ... وَإِنَّ الرَّجَا فِي اللهِ أَسْنَى ذَخَائِرِي
* * *
وَلَمَّا أَتَيْنَا بِالمَنَاسِكِ وَانْقَضَتْ ... وَذَلِكَ فَضْلٌ مِنْ كَرِيمٍ وَقَادِرِ
حَثَثْنَا المَطَايَا قَاصِدِينَ زَيَارَةَ الْحَبِيبِ ... رَسُولِ اللهِ شَمْسِ الظَهَائِرِ
وَسِرْنَا بِهَا نَطوِي الفَيَافِي مَحَبَّةً ... وَشوْقاً إِلَى تِلْكَ الْقَبابِ الزَوَاهِرِ
فَلَمَّا بَلَغْنَا طَيْبَةً وَرُبُوعَهَا ... شَمَمْنَا شَذىً يُزْرِي بِعَرْفِ العَنَابِرِ
وَأَشْرَقَتِ الأَنْوَارُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... وَلاَحَ السَّنَا مِنْ خَيْرِ كُلِّ المَقَابِرِ
مَعْ الفَجْرِ وَافَيْنَا المَدِينَةَ طَابَ مِنْ ... صَبَاحٍ عَلَيْنَا بِالسَعَادَةِ سَافِرِ
إِلَى مَسْجَدِ الُمخْتَارِ ثُمَّ لِرَوْضَةٍ ... بِهِا مِنْ جِنَانِ الخُلْدْ خَيْرِ المَصَائِرِ
إِلى حُجْرَةَ الهَادِي البَشِيرِ وَقَبْرِهِ ... و ثَمَّ تَقَرُّ العَيْنُ مِنْ كُلَّ زَائِرِ
وَقَفْنَا وَسَلَّمنْا عَلَى خَيْرِ مُرْسَلٍ ... وَخَيْرِ نَبِيٍّ مَا لَهُ مِنْ مُنَاظِرِ
فَرَدَّ عَلَيْنَا وَهْوَ حَيٌّ وَحَاضِرٌ ... فَشُرِّفَ مِنْ حَيٍّ كَرِيمٍ وَحَاضِرِ
زِيَارَتُهُ فَوْزٌ وَنُجْحٌ وَمَغْنَمٌ ... لأَهْلِ القُلُوبِ الُمخِلصَاتِ الطَوَاهِرِ
بِهَا يَحْصُلُ الَمطْلُوبُ فِي الدِِّينِ وَالدُّنَا ... وَيَنْدَفِعُ الَمرْهُوبُ مِنْ كُلِّ ضَائِرِ
بِهَا كُلُّ خَيْرٍ عَاجِلٍ وَمُؤَجَّلٍ ... يُنَالُ بِفَضْل اللهِ فَانْهَضْ وَبَادِرِ
وَإِيَّاكَ وَالتَسْوِيَفَ والْكَسَلَ الَّذِي ... بِهِ يُبْتَلَى كَمْ مِنْ غَبِيٍ وَخَاسِرِ
فَإِنَّكَ لا تَجْزِي نَبِيَّكَ يَا فَتَى ... وَلَو جِئْتَهُ سَعْياً عَلَى العَيْنِ سَائِرِ
(1/128)

فَبُورِكَ مِنْ قَبْرٍ حَوَى سَيِّدَ الوَرَى ... وَسَامِي الذُّرَى بَحْرَ البُحُورِ الزَوَاخِرِ
نَبِيَّ الهُدَى بَحْرَ النَّدَى مُجْلِي الصَّدَى ... مُبِيدَ العِدَا مِنْ كُلِّ غَاوٍ وَغَادِرِ
بَعِيدَ المَدَى مَا ضَلَّ عَبْدٌ بِهِ اقْتَدَى ... مُزِيْلَ الرَّدَى لِلحَقِّ دَاعٍ وَآمِرِ
إِمَامٌ لَهُ التَّقْدِيمُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ... وَصَدْرٌ عَلَى الإِطْلاَقِ مِنْ غَيْرِ حَاصِرِ
لَهُ تَتْبَعُ الرُّسْلُ الكِرامُ وَتَقَتْفَي ... لآِثَارِهِ فِي وِرْدِهَا وَالمَصَادِرِ
نُبُوَّتُهُ كَاَنَتْ وَ آدَمُ طِينَةٌ ... و فِيهِ انْتَهَتْ غَايَاتُ تِلْكَ الدُّوَائِرِ
هُوَ السَّاسُ وهْوَ الرَأْسُ لِلأَمْرِ كُلِّهِ ... بِأَوَّلِهِمْ يُدْعَى لِذَاكَ وَآخِرِ
وَتَحْتَ لِوَاهُ الرَّسْلُ يَمشُونَ فِي غَدٍ ... وَنَاهِيْكَ مِنْ جَاهٍ عَرِيضٍ وَبَاهِرِ
وَفِيهِ عَلَيهِ اللهُ صلَّى وَدَائِع ... مِنَ الِسرِّ لا تُرْوَى خَلاَلَ الدَّفَاتِرِ
وَلَكِنَّهَا مُكْتُوبَةٌ وَمُصَانَةٌ ... لَدَى الأَوْلِيَاءِ العَارِفِينَ الأَكَابِر
وَمَوْرُوثَةٌ مَخْصُوصَةٌ بِضَنَائِنٍ ... لِرَبَّكَ مِنْ أَهْلِ التُّقَى وَالسَّرَائِر
(مُحَمَّدٌ) المحْمُودُ فِى الأَرَّضِ وَالسَمَا ... بِأَوْصَافِ حَمْدٍ طَيِّبٍ مُتَكَاثِرِ
وَأَحْمَدُهُمْ لِلهِ فِى كُلِّ مَوطِنٍ ... وَأَشْكَرُهُمْ فِى يُسْرِهِ وَالمَعَاسِرِ
وَأَعْلَمُ خَلْقِ اللهِ بِاللهِ ربِّهِ ... وَأَخْشَاهُمُ للهِ مِنْ غَيْرِ نَاكِرِ
وَأَطْوَعُهُمْ للهِ أَعْبَدُهُمْ لَهُ ... وَأَقْوَمُهُمْ بِالحَقِّ بَيْنَ العَشَائِرِ
هُوَ الْقَائِمُ السَّجَّادُ فِي غَسَقِ الدُّجَى ... فَسَلْ وَرَمَ الأَقْدامِ عَنْ خَيْرِ صَابِرِ
هُوَ الزَّاهِدُ الُملْقِي لِدُنْيَاهُ خَلْفَهُ ... هُوَ الُمجْتَزِي مِنْهَا بِزَادٍ المُسَافِرِ
وَبَاذِلُهَاجُوْداً بِهَا وَسَمَاحَةً ... بَكَفٍّ نَدَاهَا كَالسَّحَابِ الَموَاطِرِ
و رَدَّ مَفَاتِيحَ الكُنُوزِ زَهَادَةً ... وَمَا مَالَ لِلدُّنْيَا الغَرُورِ بِخَاطِرِ
(1/129)

وَمِنْ سَغَبٍ شدَّ الحَجَارَةَ طَاوِياً ... لأَحْشَائِهِ الطِّيبَاتِ الضَّوَامِرِ
فَحَمْداً لَرَبِّ خَصَّنَا بِمُحَمَّدٍ ... وَأَخْرَجَنَا مِنْ ظُلْمةٍ وَدَيَاجِرِ
إِلى نُورِ إِسْلاَمٍ وَعِلْمٍ وَحِكْمةٍ ... وَيُمْنٍ وَإِيِمَانٍ وَخَيْرِ الأَوَامِرِ
وَظَهَّرَنَا مِنْ رِجْسِ كُفْرٍ وَخُبْثِه ... إِلَى الله بِالحُسْنَى وَخَيْرِ البَشَائِرِ
وأيَّدَهُ بِالآيَاتِ مِنْ كُلَّ مُعْجِزٍ ... وَبُرْهَانِ صِدْقٍ قَاطِعٍ لِلْمعَاذِرِ
فَلَبِىَّ رِجِالٌ دَعْوَةَ الحَقِّ فَاهْتَدَوا ... وَنَالُوا المنُىَ فِى عَاجِلٍ وَأَوَخِرِ
وَأَنْكَرَ أَقْوَامٌ وَصَدُّوا وَأَعْرَضُوا ... فَقَوَّمَهُمْ بِالُمرْهَفَاتِ البَوَاتِرِ
وَسَارَ إِلَيْهِمْ بِالجِيثوشِ وَبَعْضُهُمْ ... مَلاَئِكَةٌ أَعْظِمْ بِهِمْ مِنْ مُؤَازِرِ
وَمَازَالَ يَغْزُوهُمْ بِكُلِِّ كَتِيَبةٍ ... مُكَرَّمَةٍ أَنْصَارُهَا كَالْمُهَاجِرِ
إِلَى أَنْ أَجَابُوْا دَعْوَةَ الحَقِّ وَالهُدَى ... وَأَسْلَمَ مِنهُمْ كُلُّ طَاغٍ وَكَافِرِ
وَأَدْخَلَهُمْ فِى الدَّينِ قَهْراً وَعُنْوَةً ... بِحَدِّ الَموَاضِي وَالرِّمَاح الشَّوَاجِرِ
لِسَطْوتِهِ تَخْشَى الُملُوكُ وَتَتَّقِى ... وَمِنْ بَأسِهِ خَافَتْ كُمَاةُ العَشَائِرِ
تَسِيرُ الصَّبَا وَالرُّعْبُ شَهْراً بِنَصْرهْ ... تُزَلْزِلُهُمْ مِنْ قَبْلِ غَازٍ وَغَائِرِ
فَرَايَاتُهُ مَعْقُودَةٌ وَجُنُودُهُ ... مُوَيَّدَةٌ بِالنَّصْرِ مِن خَيْرِ نَاصِرِ
وَأَخْلاَقُهُ مَحْمُودَةٌ وَصِفَاتُهُ ... و أَعْدَاؤُهُ مَقْهُورَةٌ بِالدَّوائِرِ
و آيَاتُهُ مَشْهُودَةٌ و شَهِيرَةٌ ... و ظَاهِرَةٌ مَا بَيْنَ بَادٍ وَحَاضِرِ
لَهُ آَيَةُ الِمعْرَاجِ وَهْىَ عَظِيمَةٌ ... وَكَمْ آَيَةِ لَمْ يُحْصِهَا حَصْرُ حَاصِرِ
وَدَعْوَتُهُ عَمَّ الإِلهُ بِحُكْمَها ... جَمِيعَ البَرَايَا مِنْ قَدِيمٍ وَآخِرِ
(1/130)

وَمُعْجِزَةُ القُرْآنِ فِى عُظْمٍ شَأْنِهَا ... مُؤَبَّدَةٌ حَتَّى قِيَامِ المَحَاشِرِ
وَأَقْسَمَ رَبُّ العَالَمِينَ بِعَمْرِهِ ... فَأَعْظِمْ بِهَا مِنْ مَالِكِ المُلْكِ قَادِرِ
وَخُلْقٌ لَهُ أَثْنَى العَظِيمُ بِعُظْمِهِ ... عَلَيْهِ فَكَانَتْ مَرْكَزاً لِلْمَفَاخِرِ
وَفِى الْحَشْرِ حَوْضٌ وَالِّلواَ وَقِيَامُهُ ... لِفَصْلِ القَضَا بَعْدَ اعْتِذَارِ الأَكَابِرِ
فَيَشْفَعُ مَقْبُولُ الشَفَاعَةِ وَالوَرَى ... بِجُمْلَتِهِمْ مَا بَيْنَ بِاكٍ وَحَائِرِ
* * *
نَبِيَّ الهُدَى لاَ تَنْسَيِ مِنْ شَفَاعَةٍ ... فَأِنِّي مُسِيءٌ مُذْنِبٌ ذُوْ جَرَائِرِ
أَلاَ يَا رَسُولَ اللهَ عَطْفاً وَرَحْمَةً ... لِمُسْتَرْحِمٍ مسْتَنظِرٍ لِلْمبَارِرِ
إَلاَ يَا حَبِيبَ اللهِ غَوْثاً وَغَارةً ... لِذِي كُرْبَةٍ مُسْوَدَّةٍ كَالدَّيَاجِرِ
أَلاَ يَا خَلِيلَ اللهِ نَجْدةَ مَاجِدٍ ... كَرِيمِ السَّجَايَا كَاشِفٍ لِلْمَعَاسِرِ
أَلاَ يَا أَمِينَ اللهِ أَمْناً لِخَائِفٍ ... أَتَى هَارِباً مِنْ ذَنْبِهِ المُتكَاثِرِ
ألاَ يَا صَفِيَّ اللهِ قُمْ بِي فَإِنَّنِي ... بِكُمْ وَإِلَيْكُمْ يَا شَرِيفَ العَنَاصِرِ
وَسِيلَّتُنَا العُظْمَى إِلَى اللهِ أَنْتَ يَا ... مَلاَذَ الوَرَى مِنْ كُلِّ بَادٍ وَحَاضِرِ
و يَا غَوْثَ كُلِّ الُمسْلِميِنَ وَغَيثَهُمْ ... وَعِصْمَتَهُمْ مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَضَائِرِ
حَمَّى اللهُ أَرْضاً حَلَّ فِيهَا ضَرِيحُكَ الْـ ... مُعَظَّمُ يَا تَاجَ العُلَى وَالَمفَاخِرِ
* * *
(1/131)

وَحَيَّا وَحَيَّانَا بِتَيْسِيرِ دَعْوَةٍ ... إِلَيْهَا عَلَى حَالٍ جَمِيلٍ وَسَارِرِ
لِيَبْرُدَ حَرٌّ بِالفْؤَادِ يُثِيُرهُ ... اشْتِيَاقٌ لِقَلْبِي شَامِلٌ وَلِظَاهِرِي
رَعَى اللهُ أَوْقَاتاً بِطًيْبَةَ قَدْ خَلَتْ ... وَتَذْكَارُهَا مَا زَالَ حَشْوَ سَرَائِرِي
تَمَثَّلَهَا فِكْرِي لِذَا أهْتَزَّ نَحْوَهَا ... بِوَجْدٍ لَطِيفٍ أَرْيَحِيٍ وَقَاهِرِ
إِلَى المُصْطَفَى الُمخْتَارِ صَفْوَةِ رَبِّهِ ... وَصَاحِبِهِ الصَدِّيقِ خَيْرِ مُؤَازِرِ
وَفَارُوقِهِ البَرِّ التَّقيِّ وَبَضْعَةِ الـ ... رَّسُولِ و أُمِّ الطَيبِينَ الزَّواهِرِ
وَعُثْمانَ ذِي النُّورَيْنِ مَعْ كُلِّ مَنْ حَوَى ... بَقِيُع النَّدى مِنْ سَادَةٍ وَأَكَابِرِ
وَلاَ تَنْسَ مَوْلاَنَا أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَى ... وَإِنْ كَانَ لَمْ يُدْفَنْ بِتِلْكَ المَقَابِرِ
لِمَغْنَى قُبَاهَا والْكَثِيبِ وَرَامَةٍ ... وَأُحْدٍ وَسَلْعٍ والنَّقَا وَالمَآثِرِ
سَقَاهَا إِلهِي كُلَّ وَابِلِ رَحْمَةٍ ... مِنَ الُمعْصِرَاتِ الُمغْدِقَاتِ الَموَاطِرِ
وَأَنْبَتَهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بِثُمْرِهِ ... وَأَزْهَارِهِ تَمِتيعَ نَفْسٍ و نَاظِرِ
* * *
وَلِلْحَرَمَيْنِ الاَكْرَمَيْنِ سُؤَالُنَا ... مِنَ اللهِ أَمْناً شَامِلاً لِلْمَظَاهِر
وَعَافِيَةٌ مِنْ كُلِّ بُؤْسٍ وَفِتْنَةٍ ... وَرِزْقاً هَنِيئاً وَاسِعاً غَيْرَ قَاصِرِ
وَأَنْ يَسْتَقِيَمَ الحَقُّ وَالدِينُ فِيهِمَا ... وَيَحْيَا مِنَ الإِسْلاَمِ كُلُّ الدَّوَاثِرِ
وَفِى سَائِرِ الأَقَطْارِ مِنْ أَهْلِ دِيِنَنا ... فَذَلِكَ فَضْلٌ مِنْ كَرِيمٍ وَقَادِرِ
إِلهٍ رَحِيمٍ مُحْسِنْ مُتَفَضِّلٍ ... على كلِّ بَرٍّ في الوجودِ وفاجِرِ
له الحمد لا نحصي ثَنَاهُ و شُكْرَهُ ... عَلَى نِعَمٍ لَمْ يُحْصِهَا حَصْرُ حَاصِرِ
عَلَى ما هَدَانَا وَاجْتَبَانَا وَخَصَّنَا ... وَخَوَّلَنا فِى ظَاهِرٍ وَسَرَائِرِ
عَلَى جَلْبِهِ الَمحْبُوبَ مِنْ كُلِّ نَافِعٍ ... عَلَى دَفْعِهِ المَرْهُوبَ مِنْ كلِّ ضَائِرِ
عَلَى المَنِّ وَالطِّوْلِ الذِّي لَمْ يَزَلْ بِهِ ... يعُودُ عَلَيْنَا بِالأَيَادِي الغَوَامِرِ
عَلَى لُطْفِهِ الجَارِي الخَفِىِّ وَسَتْرِه ... الجَمِيلِ وَفَضْلٍ فَائِضٍ مُتَكَاثِرِ
وَبِرِّ وَمَعْرُوفٍ وَخَيْرٍ مُوَسَّعٍ ... وَجُودٍ وَاِحْسَانٍ عَمِيمٍ وَوَافِرِ
وَكَمْ نِعْمَةٍ أسْدَى وَكَمْ مِحْنَةٍ زَوَى ... وَكَمْ كُرْبَةٍ أَجْلَى بِسِرٍّ وَظَاهِرِ
وَكَمْ سَقَمٍ عَافَى وَكَمْ مُعْتَدٍ كَفَى ... وَرُدَّ بسَعْيٍ خَائِباً غَيْرَ ظَافِرِ
وَكَمْ حَاسِدٍ يَبْغِي الغَوَائِلَ كَادَهُ ... وَأَكْبَتَهُ فَانْكَبَّ فِي حَالِ خَاسِرِ
* * *
(1/132)

فَلَسْتُ بِشُكْرِ اللهِ رَبِّي وَخَالِقِي ... أَقُومُ عَلَى إِحْسَانِهِ الُمتَوَاتِرِ
وَلَكَنَّنِني بِالْعَجْزِ عنْ حَقِّ شُكْرِهِ ... مُقِرُّ وَلَوْ شَمَّرْتُ فِي سَعْيٍ شَاكِرِ
وَلَوْ كَانَ لِي عُمْرُ الدُّنَا و قَطَعْتُهُ ... بِأَفْضَلِ شُكْرِ الشَّاكِرِينَ الأَكَابِرِ
وَأَضْعَافِ أَضْعَافِ الجِمَيعِ مُضَاعَفْاً ... بِلاَ أمَدٍ يَأتِي عَلَيْهِ وَآخِرِ
لَمَا قُمْتُ بالشُّكْرِ الَّذِي هُوَ أَهْلُهُ ... وَكُنْتُ مَعَ التَشْمِيرِ فِي وَصْفِ قَاصِرِ
وَكَيْفَ و أَنِّي لَسْتُ فِي حِفْظِ حِقِّهِ ... وِفِي شُكْرِهِ آتٍ بِطَوْقِي وَحَاضِرِي
* * * * *
فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِزَلَّتِي ... وَعَجْزِي وَتَقْصِيرِي وعُظْمِ جَرَائِرِي
وَأَسْأَلُهُ عَطْفاً وَعَوْناً وَرَحْمَةً ... وَلُطْفاً و يُسْراً كَاشْفاً لِلْمَّعاسِرِ
وَلِلْعَفْوِ والْغُفْرَانِ وَالصَّفْحِ أَرْتَجِي ... مِنَ اللهِ غَفَّارِ الذُنُوبِ الْكَبَائِرِ
فَظَنِّي جَمِيِلٌ فِي إِلَهِي وَخَالِقِي ... وَحَسْبِي بِهِ مِن قَابِلِ التَّوْبِ غَافِرِ
* * * * *
(1/133)

نُوَحِّدُهُ سُبْحَانَهُ وَهْوَ وَاحِدٌ ... تَقَدَّسَ عَنْ مِثْلٍ لَهُ وَمُنَاظِرِ
وَلَيْسَ لَهُ فِى ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ ... شَرِيكٌ تَعَالَى اللهُ عَنْ قَوْلِ كَافِرِ
وَجَلَّ عَنْ التَّشِبيهِ وَالْكَيْفِ رَبُّنَا ... وَعنْ كُلِّ مَا يَجْرِي بِوَهْمٍ وَخَاطِرِ
وَعَنْ جِهَةٍ تَحْوِيِهِ أَوْ زَمَنْ بِهِ ... يُحَدُّ تَعَالَى عَنْ بُدُوٍّ وَآخِرِ
عَلِيمٌ وَحَيٌ قَادِرٌ مُتَكَلِّمٌ ... مُرِيْدٌ سِمِيعٌ مُبْصِرٌ بِالمَصَادِرِ
أَحَاطَ بِتَحْتِ التَّحْتِ وَالْفَوُقِ عِلْمُهُ ... وَيَعْلَمُ مَا نُبْدِي وَمَا فِي الضَّمَائِرِ
وَمِنْ عَدَمٍ أَنْشَا الْعَوَالِمَ كُلَّهَا ... بِقُدْرَتِهِ فَاعْظِمْ بِقُدْرَةِ قَادِرِ
وَلاَكَائِنٌ قَدْ كَانَ أَوْ هَوَ كَائِنٌ ... سِوَى بِمُرَادِ اللهَ مِنْ غَيْرِ حَاصِرِ
وَيَسْمَعُ حِسَّ النَّمْلِ عِنْدَ دَيِيبِهِ ... وَيُبْصِرُ مَا تَحْتَ البِحَارِ الزَّواخِرِ
وَأَنَّ كَلاَم اللهِ وَصْفٌ لِذَاتِهِ ... وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ خِلاَفاً لِصَاغِرِ
وَأَفْعَالُهُ فَضْلٌ وَعَدْلٌ وَحِكْمةٌ ... وَلَيْسَ بِظَلاَّمٍ وَلَيْسَ بِجَائِرِ
يُثِبيبُ عَلَى الطَّاعَاتِ فَضْلاً وَمِنَّةً ... وَتَعْذيِبُهُ قِسْطٌ لِعَاصٍ وَفَاجِرِ
تُسَبِّحُ كُلُّ الكَائِنَاتِ بِحَمْدِهِ ... وَتَسْجُدُ إِعْظَاماً لَهُ عَنْ تَصَاعُرِ
فَسُبْحانَهُ مِنْ خَالِقٍ مَأَجَلَّهُ ... وَأعْظَمَهُ مُنْشي السَّحَابِ المَوَاطِرِ
وَمُحي بِهَا مَيْتاً مِنَ الأَرْضَ هَامِداً ... وَمُنْبِتُهُ مِنْ كُلِّ رَطْبٍ وَنَاضِرِ
وَرَافِعِ أَطْبَاقِ السَّمَواتِ عِبْرَةً ... مُزَيِّنَهَا بِالنَّيِّرَاتِ الزَّوَاهِرِ
وَمُجْرِي الرِيَاحِ الذَّارِيَاتِ بِمَا يَشَا ... وَمُمْسِكِ فِي جَوِّ السَّمَا كُلَّ طَائِرِ
وَمُرْسِي الأَرَاضِي بِالجِبَالِ وَفِيهِمَا ... جَمِيعاً مِنَ الآيَاتِ يَا رُبَّ بَاهِرِ
وَفِي البَحْرِ كَمْ مِنْ آيَةٍ حَارَ عِنْدَهَا ... وَسَبَّحَ إِعْظَاماً لَهُ كُلُّ نَاظِرِ
بِهِ الفُلْكُ تَجْرِي شَاحِنَاتِ بِأَمْرِهِ ... وَلَحْمٌ طَرِيٌ مِنْ نَفِيسِ الجَوَاهِرِ
وَفِي الحَيَوَانَاتِ العَجَائِبُ فَاعْتَبِرْ ... وَفَكِّرْ وعُدْ بِالطَّرْفِ خَاسٍ وَخَاسِرِ
وَكَمْ فِي الجَماداتِ الصَّوامِتِ عِبْرَةٌ ... لِمُعْتَبِرٍ مُسْتَيْقِظِ القَلْبِ حَاضِرِ
فَقَدْ مَلأَ اللهُ العَوَالِمَ حِكْمَةً ... وَأَشْحَنَهَا بِالمُبْدَعَاتِ البَوَاهِرِ
لِيَنْظُرَ فِيهَا النَّاظِرُونَ فَيَعْلَمُوا ... بِهَا قَدْرَةَ الُمنْشِي لَهَا خَيْرِ قَادِرِ
وَيَستَيْقنُوا أَنَّ لاَ إِلهَ وَخَالِقاً ... سِوَى اللهِ جلَّ اللهُ رَبِّي وَفَاطِرِي
(1/134)

وَأَشْهَدُ أَنَّ اللهَ لاَرَبَّ غَيْرُهُ ... إِلهُ البَرَايَا عَالِمٌ بِالسَّرَائِرِ
مَلِيكُ جَمِيعُ العَالَمِينَ عَبِيدُهُ ... وَفِي قَهْرِهِ مِنْ صَاغِرٍ وَأَكَابِرِ
وُقُوفٌ عَلَى أَبْوَابِهِ يَرْتَجُونَهُ ... وَيَخَشَوْنَهُ عَنْ ذِلَّةٍ وَتَصَاغُرِ
وَأَشْهَدُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ أَحْمَداً ... إِلَى الخَلْقِ طُرِّاً بِالْهُدَى وَالبَصَائِرِ
فَبَلَّغَ أَمْرَ اللهَ تَبْلِيغَ صَادَقٍ ... أَمِينٍ شَفِيقٍ وَاسِعِ الصَّدْرِ صَابِرِ
وَجَاهَدَ فِي الرَّحْمَنِ حَقٌ جِهَادِهِ ... وَشَمَّرَ حَتَّى رَدَّ كُلَّ مُدَابِرِ
وَأَشْهَدُ أَنَّ الَموْتَ حَقٌّ وَكُلَّ مَا ... أَتَى بَعْدَهُ منْ بَعْثِ مَنْ فِي المَقَابِرِ
وَحَشرٍ وَمِيزَانٍ وَنَارٍ و جَنَّةٍ ... وَجَسْرٍ وَحَوْضٍ طَيِّبِ المَاءِ عاطِرِ
لِسَيِّدِنَا الهَادِى الشَّفِيعِ (مُحَمَّدٍ) ... حَمِيدِ المَسَاعِي كُلِّهَا وَالمآثِرِ
عَلَيْهِ صَلاَةٌ تَشْمُلُ الآلَ بَعْدَهُ ... مَعَ الصَّحْبٍ مِنْ رَبِّ رَحِيمٍ وَغَافِرِ
* * * * *
(1/135)

وقال رضي الله عنه :
مَا لِلفْؤَادِ يَفِيضُ بِالأَكْدَارِ ... و كَأَنَّ فِيهِ تَلَهُّباً مِنْ نَارِ
و لُمِقْلَةٍ عَبْرَى تَفِيضُ دُمُوعُهَا ... سَحَّاً كَفَيْضِ الَوابِلِ المِدْرَارِ
حُزْناً عَلَى الأَحْبَابِ لَّما فَارَقُوا ... وتَرَحَّلُوا عَنْ مَرْبَعِي وَجِوَارِي
وَسَرَتْ بِهِمْ نُجُبُ الرُّكَائِبِ تَرْتَمِي ... و تَؤُمُ دَاراً بُوْرِكَتْ مِن دَارِ
هَذَا الَّذِي بَعَثَ الشُجُونَ وَهَاجَهَا ... وَأَصَارَنِي لا يَسْتَقِرُّ قَرَارِي
يَا حَسْرَتِي مِنْ بُعْدِهِمْ يَا لَوْعَتٍي ... يَا طُولَ حُزْنِي لاِنْتِزَاحٍ مَزَارِي
يَا كُرْبَتِي يَا غُرْبَتِي يَا وَحْدَتِي ... يَا وَحْشَتِي يَا جِيرَتِي بِقِفَارِ
لَهَفِي عَلَى ظَبْىِ النَّقَا وَمُحَجَّرٍ ... وَغَزَالِ نَجْدٍ مُنْتَهَى أَوْطَارِي
مِسْكِيَّةِ الأَنْفَاسِ ذَاتِ مَحَاسِنٍ ... تَسْبِي الَّلبِيبَ حَمِيدِةِ الآثَارِ
قَدْ كَانَ أُنْسِي فِي الوُجُودِ وُجُودَهَا ... بِشَمَائِلٍ مِثْلِ النَّسِيم السَّارِي
أَلِفَ الرُّبُوعَ وَصَارَ فِيهَا آنِساً ... لا تَعْتَرِيهِ خَوَاطِرُ الأسْفَارِ
حَتَّى أَتَاهُ مِنَ المْقَدَّرِ مُزْعِجٌ ... وَالْكَوْنُ دَوَّارٌ مَعَ الأَقْدَارِ
فَمَضَى عَلَى وَجْهِ السَّبِيلِ مُيَمِّماً ... لِمَهَابِطِ الأَنْوَارِ مِنْ بَشَّارِ
وَبَقِيتُ مُضْطَرِبَ الَجوَانِحِ بَعْدَهُ ... مُتَشَوِّشَ الإِعْلاَنِ وَالإِسْرَارِ
(1/135)

يَا ظَبيَ عَيْدِيدِ الُمبارَكِ عَودَةً ... يَحْيَا بِهَا دَنِفٌ أَخُو تَذْكَارِ
تَجْرِي مَدَامِعُهُ إِذَا جَنَّ الدُّجَى ... و يَحِنُّ بِالآصَالِ وَالإِبْكَارِ
أَسَفاً عَلَيْكَ وَحَسْرَةً وَتَوَجُّعاً ... وَالأَمرُ للهِ العَزِيزِ البَارِي
يَا قَلْبُ لا تَجْزَعْ وَكُنْ مُتَصَبِّراً ... مُتَوَقَراً فِي كُلِّ خَطْبٍ طَارِي
مُنَتَظَّراً مَتَوَقِّعاً مُتَرَجِّياً ... مُتَرَقِّباً لِلَطَائِفِ الَجْبَّارِ
الوَاحِدِ الَملِكِ الرَّفِيعِ جَلاَلُهُ ... مُتَوَاصِلِ الإِحْسَانِ وَالإِِبْرَارِ
رَبُّ عَظِيمٌ مُخْلِفٌ وَمُعَوِّضٌ ... مَا فَاتَ بِالأَضْعَافِ وَالإِكْثَارِ
وَإِذا الحَوَادِثُ وَالخْطُوُبُ تَنَكَّرَتْ ... فَافْزَعْ إِلَى جَاهَ النَّبِي المُخْتَارِ
الُمصْطَفَى هَادِي الأَنَامِ إِلَى الهُدَى ... زَيْنِ الوُجُودِ وَخِيرَةِ الأَخْيَارَ
المُجْتَبَى الُمنْتَقَى مِنْ هَاشِمٍ ... بَحْرِ النَّدَى وَالفَضْلِ وَ الإيثَارِ
(ومُحَمَّدِ) الَمحْمُودِ ذِي الجَاهِ الَّذِي ... وَسِعَ البَرَايَا سَيِّدِ الأَبْرَارِ
خَيْرِ الوَرَى وَمَلاَذِ كُلِّ مُؤَمِّلٍ ... وَمُدَمِّرِ الطَّاغِينَ وَالكَفَّارِ
وَمُقَدَّمِ الرُّسْلِ الكِرَامِ إِمَامِهِمْ ... و خِتَامِهِمْ مِنْ غَيْرِ مَا إِنْكَارِ
قَدْ خَصَّهُ الرَّبُّ الكَرِيمُ بِقُرْبِهِ ... وَرِضَاهُ وَالغُفْرَانِ وَالأَسْرَارَ
وَبِلَيْلَةِ المٍعْرَاجِ لَمَّا أَنْ رَقَى ... أَعْلَى الذُّرَى فِي حَضْرَةَ الْقَهَّارِ
وَمَرَاتِبٍ وَمَنَاقِبٍ وَفَضَائِلٍ ... وَوَسَائِلٍ مَرْفُوعَةِ الْمِقْدَارِ
(1/136)

يَا سَيِّدِي يَا سَنَدِي يَا عُمْدَتِي ... يَا عُدَّتِي فِي عُسْرَتِي وَيَسَارِي
يَا مَفْزَعِِي عِنْدَ الكُرُوبِ وَمَلْجَئِي ... عَنْدَ الخُطُوبِ وَخَشْيَةِ الإِضْرَارِ
يَا عِصْمَتِي يَا نصْرَتِي يَا قُوَتِي ... يَا مُنْجِدِي يَا مُنْقِذِي يَا جَارِي
يَا سًيِّدَ الشُفَعَاءِ أَدْرِكْنِي فَقَدْ ... أَصْبَحْتُ فِى بَحْرِ الأَسَى مُتَوَارِي
وَعَليَّ مِنُ لَيْلِ الغُمُومِ دُجُنَّةٌ ... أَمْسَيْتُ فِيهَا حَائِرَ الأَفْكَار
وَبِقَلْبِيَ الوَجْدُ الَّذِي مَازَالَ فِي ... سَوْدَائِهِ مُتَأَجِّجاً كَالنَّارِ
مِنْ فُرْقَةِ الأَحْبَابِ وَالألأَّفِ لِي ... مَعْ قِلَّةِ الأَعْوَانِ وَالأَنْصَارِ
قُمْ يَارَسُولَ الله بِي وَتَوَلَّنِي ... وَاشْفَعْ إِلَى الرَحْمَنِ فِى أَوْزَارِي
وَأسْأَلْهُ كَشْفَ مُهِمَّتِي وَمُلمَّتِي ... وَقَضَاءَ حَاجَاتِي وَسَتْرَ عَوَارِي
وَصَلاحَ حَالاَتِي وَحُسْنَ عَوَاقِبِي ... وَسدَادَ خَاتِمَتِي وَحُسْنَ جِوَارِي
وَ عَلَيْكَ صَلَّى اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى ... مَا هَبَّتِ النَّسَمَاتُ بِالأَسْحَارِ
وَ الآلِ وَ الصَّحْبِ الكِرَامِ وَ تَابِعٍ ... مَا غَنَّتِ الْأَطْياَرُ فِي الأَشْجَارِ
* * * * *
(1/137)

و قال جزاه الله عن المسلمين خيراً:
نَحْمَدُ اللهَ عَلَى الْخَيْرِ الكَثِيرْ ... نِعْمَةِ التَّوحِيدْ وَالدِّينِ اليَسِيرْ
وَرَسُولِ جَاءَ بِالحَقِّ بَشِيرْ ... وَنَذِيراً بِالكِتَابِ المُسْتَنِيرْ
( و إِلى اللهِ تَعَالَى المْصَيِرْ )
أَيُّهَا النَّاسُ أَطِيُعوا وَاسْمَعُوا ... وَأٍَجِيُبوا وَاسْتَقِيمُوا وَأتْبَعُوا
ِو إلى اللهِ أَنيَبُوا وَاسْرِعوا ... قَبْلَ أَنْ يَاتْيكُمُ اليَوْمُ العَسِيرْ
( و إِلى اللهِ تَعَالَى المْصَيِرْ )
ظَهَر الحَق فَلَم يَبْقى ارْتِيَابْ ... وَبَدَتْ شَمِسُ الهَداَيةْ وَالصَوَاب
فَانَهَضوا مِنَ قَبل أَنْ يَرُخَى الحَجاب ... وَاعمَلوا للْخلْدِ فِي الْعَمُر القَصِيِر
( و إِلى اللهِ تَعَالَى المْصَيِرْ )
أيَها النَاسُ أتَقوا دَارَ الكَرامَةْ وَالهَا ... وَحَذَارُهَا إنها رَاس العَناِ
وَأطلبَوا دَارَ الكَرامَةِ وَالهَنَا ... وَالنَّعيم المَحْضَ وَالمْلُكِ الكَبَيرْ
( و إِلى اللهِ تَعَالَى المْصَيِرْ )
كَيف تَرضَون بِدنُياَ لاَ تَدُوَم ... حُشَيتْ شُغْلاً وَبؤسَاً وَهَمُومْ
وَ عَنَاءً وَبَلاَءً وَغُمَومْ ... فارْفُضُوها إنَّها النَّزرُ الحَقِيرْ
( و إِلى اللهِ تَعَالَى المْصَيِرْ )
أيها الناس أطيعوا من خلق ... و تفَضَّل و تَطَوَّل و رَزَقْ
و تَوَحَّدْ و تَفَرَّدْ و استَحَقْ ... كُلَّ حَمِدٍ عَنْ و تَقَدس نَظَيرْ
( و إِلى اللهِ تَعَالَى المْصَيِرْ )
(1/138)

وقال نفعنا الله به :
نَسِيمْ حَاجِرْ يَا نَسِيمْ حَاجرْ ... هَلْ مِن خَبَرْ تَشْفَي بِهِ الخَوَاطِرْ
عَنْ جِيَرَةَ الحي الَّذي تُجَاوِرْ ... فَالشَّوْقُ قَدْ أَرْبَى عَلى السَّرَائرْ
فصل
وَافَيْتَ رَبْعِي يَا نَسِيمَ الأسْحَارْ ... مِن بعدِ مَا نَامتْ عُيُونُ الأغْيَارْ
عَسِى مَعَك لِي يَا نَسِيمَ أَخْبَارْ ... عَنْ الحَبِيبِ النَّازِخْ المُهَاجِرْ
فصل
حُبُّ اْلأَحِبَّهْ فِي الْفُؤَادْ خَيَّم ... لا بَلْ جَرَى مِنِّي مَجاريَ الدَّمْ
وكَلَّما بَرْقُ الحَمىَ تَبَسَّمْ ... فَاضَتْ دُمُوعُ العَيَنْ في المحاَجِرْ
فصل
مَضى زَمَاني فِي الجفا ودَهْري ... وَمَدْمَعي قَد خَانني وَصَبِري
وَضَاقَ بِالفُرقَهْ فَسِيحُ صَدرِي ... مَا حِيَلتَي كَمْ شَا أَكُونْ صَابِرْ
فصل
عَسَى عَسى يَا سَاكِنِينْ نَعْمَانْ ... أَنْ يَنَثَني حَالُ الصَّفا الذَّي كَانْ
و يَنكَشفْ حَال اْلأَسَى وَاَلاشْجَانْ ... بِوَصَلِ لَيَلى بَهْجَةِ المَسَامِرْ
فصل
أَنا الذَّي فى حُبِّها مُتَيَّمْ ... مَحْزُوَنْ مُشْجُونُ الفُؤَادْ مُغْرَمْ
فَهل تَرَاهَا يَا نَدَيمْ تَعَلمْ ... بَما بِقَلْبي مِنَ هَوىً مُخامِرْ
فصل
يا سَاكِنَينَ السَّفحِ مِنْ فُؤَادِي ... وَادِي النقَا يَا خيَر كُلِّ وَادِي
حَيُثُ المُنادَىَ يَسْمَعُ المُنادي ... ياَ اهْلَ البصَائِرْ حَدَّقوا البصَائِرْ
فصل
هَذا جَمَالُ الحَقّ قَدْ تَجَلَّى ... وَلمْ يَكنْ مَحَجوبْ قَبْلُ كَلاَّ
لَكِنَّ قَلبَ العَبِدْ حَينْ يُجْلى ... شَاهَدْ وَكَانتْ مِنُّهْ السَّرائرْ
فصل
طُوْرُ التَّجَلَّي قَلبُ كُلِّ عَارِفْ ... وَمْهَبطُ اْلأَسْرَارِ وَاللَّطَائِفْ
و النَّفسُ مُوسَى تَشْهَدُ المعارف ... مَهْمَا تَجَلَّتْ و اثْبِتِ الظَّوَاهِرْ
فصل
والنَفَّسُ مغَناطِيس أَمرِ الإلْهَامْ ... وَالرَّوحُ مَغناطِيسْ كُونِ الأجْسَامْ
وذَاكَ مِن بَعْدِ التَّوَجُّهِ التَّامْ ... بِكُلِّ بَاطِنْ وبِكُلِّ ظَاهِرْ
فصل
الله أكُبرْ هَذهِ الحَقِيقهْ ... قَد أَشَرقَت مِنْ مَشَرقِ الطَريقةْ
فَامْسكْ أَخَي بِالعَرَوةِ الوَثِيقةُ ... وَهْيَ اتِّبَاعُك سَيَّدَ العَشَائِرْ
فصل
(مُحَمَّدَ) المْبعُوثَ بِالهَدايهْ ... وَالحقِّ والتَّحقيقِ وَالوِلاَيهْ
إِنْسانَ عَيَنِ الكشْفِ وَالعِنَايَهْ ... ورُوحَ مَعْنىَ جُملةِ المَظاهِرْ
* * * * *
(1/138)

وقال رحمه الله تعالى :
وَكَم مِحَنَةٍ كَابَدْتُهُا و بَليَّةٍ ... إِلى أَن أَتَاتَا الله بِالفَتْح وَالنَّصْرِ
صَبَرْتُ لهَا حَتَّى انْقضَى وَقْتُهَا الذَّي ... بِه وُقَّتت فِي سَابِقَ العِلْم وَالذَكْرَ
وَلوْ أنني بَادَرتها قَبْلَ تَنِقَضي ... بِمَا تَقَتَضَيه النَفَّس فِي حَالةَ العُسْرِ
مِنْ الجَزَعُ المَذُمُومِ وَالغَمِ وَاْلأَسى ... لَكُنْت قُدَ اسْتَجَلَبْتُ ضُرَّاً إِلى ضُرِّ
وَما جَزَعِ الإنِسان فِى حَالة البَلاَ ... سَوى تَعَبٍ فِي الحَال يذهَب بَلأَجرِ
إِذا مَا اْبتَلاك الله فَالصَبرُ حَقُّهُ ... عَلَيكَ وَإن أَوْلاك فَالحَقُّ فِي الشَّكْرِ
وَمَنْ عَرفِ الدَّنيا تحَقَيِق أَنها ... بِلا مَريَةٍ مُستَوطَنُ البُؤسِ و الضَرَّ
فَلاَ بُد للأِنسَانِ طُول حَيَاتهِ ... وَمَا دَامَ فِيها مِنْ مُلاَزَمَةِ الصَبْرِ
فَطُوبَى لعَبدٍ قَد تَجَافَى نَعيَمَها ... وَآثَرَ دَاراً خَيْرُهَا أبداً يَجَري
هِى الجَنَّةُ الُخْلد التَّي طَابَ نُزْلُها ... لَقَومٍ أَطاعوا الله فى السِّرِّ وَالجَهْرِ
رَجَالٍ كِرامٍ عَظَمَّوا حَقَّ رَبِّهِمْ ... و قَامُوا بِه فى حَالةِ العُسْرِ وَاليُسْرِ
أَقاموا كِتَابَ الله واستَمْسَكُوا بِه ... و بالسُّنَّةِ الغَرَّاءِ و الأنجمِ الزُّهْرِ
هُداةِ الوَرَى طُوبى لعَبدٍ رَآهُمُ ... وجَالَسَهُم لو مَرَّةً مِنْهُ فِي اْلعُمرِ
(1/139)

وقال رضي الله عنه :
هَوِّنْ عَليَك نَوَائِبَ الدَّهْرِ ... يَهُنْ عَلَيْكَ كُلُّ مَا يَجْرِي
وَكُن للَطْفِ الله مسُتَنظِراً ... مِنْ حَيْثُ لاَ تَدْرِيهِ أَوْ تَدْرِي
فَكَمْ لَهُ مِنَ فَرَجٍ عَاجِلٍ ... يَكْشِفُ للْبِأساء والضَّرِ
فحَسنْ الظَنَّ بَمَوَلاكَ فِى ... الَأحْوالِ مِنْ يُشرٍ وَمنْ عُشرِ
وَرَوِّح القَلَبِ بَروح الرَضَا ... تَعَيِشَ فِي أنْس وَفي بِشر
وَكنْ مِنَ الشُّكْر عَلى غَايِة ... إِنَّ النَّعيمِ المَحْضَ فِي الشُكْر
نَعَم وَعَوِّلْ فِي جَمِيع اْلأَمورْ ... مَا دُمْتَ فِي الدَّنيا عَلَى الصّبر
فإنها دَار دَار المَحِنْ وَاْلأَسَى ... مِنْ غَير مَا شَكٍّ وَلاَ نُكْرِ
طُوبَى لَمنْ جَانِبهَا وَاتَّصف ... بالزُّهدِ فِيها مُدَّةَ العُمرِ
يَا رَبَّ وَفِّقَنا وسدَّدُوَ كُنْ ... عَوناً لَنا فِي السِرَّ وَالجَهَرِ
واْغْفِر لَنا وَالْطُفْ بِنَا دائِماً ... وَاخَتَم لَناَ بِالخَير وَالبِّرِّ
(1/140)

وقال نفع الله به لنحو سبع وعشرون من شعبان 1118
يَا احْمَد الله ييسِّر كُل مَا تَعَسَّرْ
رَبْنا الله سُبحَانُهْ لَهُ البَحِرْ وَالبَرْ
مَالكُ المُلك وَاحْكَم مَنْ تَصَرَّف وَدبَّرْ
الكَرِيمُ الرَّحيمْ العَادلُ المُحسنُ البَرّْ
وَاسعُ الجُودْ والمَعُروفْ يُعْطىْ وَيَقْهرْ
نَحَمَدهْ نَشْكُرهُ فِيما قَضَ بُهْ وَقَدَّرْ
قَلبي اصبِرْ عَلَى المَكْتُوبْ وَالاَّ تَصَبَرْ
وَارْضَ بِالحُكم مِنْ رَبِّك حَلا عَنْدكْ أَومَرْ
فإن رَبَّكْ بِك الْطَف مِنَكْ وَاعَلمْ وأَخْبَرْ
لا تُعَارضَ وَلاَ تَجَزِع وَلاَ قَطَّ تَضَجَرْ
فَان مَنْ يَسْخَطُ المَقَدُورْ مَا قَطُّ يَظَفَرْ
وَالذَّي يَرضى بِالمَكْتُوبْ يُفْلِحِ وَيُجَبرْ
وَاعْلمِ انْ القَضا قَدَ كَانْ بِالخَير وَالشَر
قَدْ جَرَى بُهْ قَلم فِى اللوَحِ مِنْ قَبَل يَظَهِر
سَلَمِ اْلأَمِرْ تَسَلم للْمُهيِمنْ وَؤْجَرَ
جَل ذُو العَرشِ مَوْلاَنا اْلكَبَيِر الْمُكَبَر
مَالكُ المُلُكِ وَحَدَهْ مَا لَحَدِ فَيِهْ مِنَ ذَرْ
كُلَهُ اْلأَمَر لُه دَبَّرْ وَقَدَّر وَسَخَّرْ
فَاحمِدَوهُ اشْكُروه فِي حَالَي النَفْعِ وَالضُّرْ
وَاذْكُروهُ اسْألُوُه لاَ تَسأَلوُا غَيَرُهْ البَّرْ
ثُمَّ صَلِّ علَى اْلهادِي الشَفَيِعِ المُصَدَّرْ
أَحْمَد النُّورْ ذي نُورُه عَلَى الكُونْ يَزْهَرْ
(1/140)

وقال رضي الله عنه : حين أبطا المطر بحضرموت ، وقحطت البلاد ، وذلك آخر رجب بعد المعراج سنة 1115 م .
يَا رحْمةَ الله زُورِي ... و أنعمَي بِحُضُوْر
وَيَمِّمِي سُوحَ قَوْمٍ ... فِي ضَنِك عَيَش مَريِر
إنَا مَدَدنا يَدَيِنا ... إلى الرَّحيَم الغَفُور
موُلى المَوُالىِ تَعَالىِ ... لَيَسِ لَهُ مِنْ نَظَيِر
وَلاَ له مِنْ شَريَكٍ ... فِي مُلْكِهِ أَوْ ظَهِيرِ
حَاشَاه حَاشاه عَمَّا ... يَقُول كُلُّ كَفَوَر
سُبْحانَهُ مِنَ مَليِكٍ ... وَمِنْ عَلِيم قَدَيِرٍ
وَمِنْ عَلَيّ كَبِيرٍ ... وَمِنْ سَمِيَعٍ بَصَير
وَمِن غَنِىٍّ حَمِيَدٍ ... وَمِنْ وَليٍّ نَصَيرِ
نَحِمَدْهُ نَشَكُرْهُ نُثَني ... عَلَيه طُولَ الدُهُور
نَرْجُوهْ نَسْاَلُ مِنْهَ ... تَيسِيرَ كُلِّ عَسِير
وَكَشِف كُل مُهمٍّ ... وَجَبْرَ كُل كَسِير
وَالعَفْوَعَنْ كُلِّ ذَنَبِ ... مَعَ صَلاَحِ اْلامُور
و أن يُزيل و يُبْدِلْ ... غُمُومَنا بالسُّرورِ
وَأَنْ يُزِيَحَ كُرُوباً ... قَدْ خَيَّمَتْ فِي الصَّدُورِ
و يَرْفَعَ القَحْطَ عَنَّا ... وَالظُلمَ معْ كلِّ زُورِ
وكُلَّ أَمَرٍ مَهُولٍ ... وَ فِتَنَةٍ وَ شُرُورِ
فِيا مُغَيِثُ أَغِثْنا ... قَبْلَ القُنُوطِ المُبِير
وَأَرحَمْ شُيوخاً ضِعَافاً ... وَصِبْيةً فِي الحُجُورِ
وَارْحَم بِهَائمَ عُجَفَاً ... أَوْدَتْ بِجَدْبٍ مُضِير ِ
رَبْ أسقِنَا رَبِّ جُدْنَا ... بِكُلِّ جَوْدٍ غَزِيِر
يُضُحَي بِه كُل وَادٍ ... يَجَري بِمَاءٍ نَمِير
وَتُصَبِح الأَرضُ تَزَهُو ... بِكُلِّ نَبْتٍ نَضِير
مِنْ كُلَ زَوِجٍ وَنَوَعٍ ... مِنْ راَِئَقٍ وَكَثَير
و يَمَسي اْلكُلُّ مَّنا ... فِي نِعَمَةٍ وَحَبُور
وطَاعةٍ وَصَلاَحٍ ... ذُخُراً لَيوْمِ النُّشُور
وقُوَةٍ وَبَلاغٍ ... لَنَا لِحُسَنِ المَصِيَر
وَللنَّزُولِ بَدَارٍ ... طَابَتَ لْكُلِّ صَبُورِ
وَكُلِّ عَبِدٍ مُنيبٍ ... وَكُلِّ بَرٍّ شَكُوَر
دَار النَّعيِمِ ودَار اْلَـ ... خُلُدِ دارِ السُرور
وَسَلَّماً وَسَبِيلاً ... إِلى الِّقَاءِ الخَطَير
لَقَاءِ رَبِ كَريَم ... فَرْدٍ لَطِيفٍ خَبِيرِ
وَجَنَةٍ وَنَجَاةٍ ... مِنْ حَرِّ نَارِ السَّعَير
يَا ربِّ يَا رَبْ أَجَرِنَا ... فَأَنِتِ خَيرُ مُجَير
يَاربِّ يَاربِّ عَطَفاً ... عَلَى الضَعِيفِ الفَقَير
يَارِبِّ يارَبِّ صَفْحاً ... عَنْ الذَّلَيِل الحّقّيرِ
يَاربِّ وَاخْتِم بِخَيِرٍ ... إِن حَان حِين المَسيرِ
إِلى القُبورِ سَلاَمٌ ... مِنَّا عَلَى أهِلِ القُبُور
ثُمَّ الصًلاةُ عَلَى ( أحَمَدْ ) ... عَلى السِّراجِ المُنيرِ
عَلَى الصَّفي المُصَفَّى ... عَلَى البَشَير النَّذيرِ
مِنْ جَاءَنا بِكِتَابٍ ... يُتَلى وَذَكرٍ وَنُور
وَخَصَّةُ الرَبُّ الأعْلى ... مِنَهُ بِفَضلٍ كَبِير
صَلاةُ ذِي العَرشِ تَتْرَى ... عَلَيْه طُولَ الدَّهَورِ
مَا سَارتْ الرِّيَحُ تَجْرِي ... أَمامَ غَيِثٍ مَطِيرِ
(1/141)

وقال رضي الله عنه :
يَا زَائِري حَينَ لا وَاشَ مِنْ البَشَرِ ... وَاللَيْل يَخَطَر فِى بُرْدٍ مِنَ السَّحرِ
فَقُلت يَا غَاية اْلآمَال مَا سَبَقَتْ ... مِنَك المَواعَيَد بالتَقَريِبِ فِي الخَبَرِ
وَلَو بَعَثْت رَسُلاً مِنَكَ يَأمُروُني ... بالسَعي نَحْوك لاستَبْشَرتُ بِالظَّفَرِ
فَكَيِفَ إِذ جِئْتَ يَا سُولِي وَيَا أمَلي ... فَالْحَمدُ لله ذا فَوْزُ بِلا خَطَرِ
مَا كُنَتُ أَحْسَب أَنِّي مِنَكَ مٌقَتَرِبٌ ... لِما لَدَيَّ مِنَ اْلأَوْزَار يَا وَزرِي
حَتَّى دَنَوْتَ وَصار الوَصْلُ يَجَمَعنا ... وَالسرُّ مِنَك وَمِنَّي غَيِر مُسْتتَر
عَلَى اْلكَثَيَبِ مِنَ الوَادَي سَقَاهُ حَيَاً ... مِنَ الغَمَائِم بِالآصَالِ وَالبُكَر
لله بَارَقَةٌ للْقَلَبِ قَدِ لَمَعَتْ ... مِنْ عَالمِ اْلأَمْر لاَ مَنْ عَالمِ الصُّور
أَنسَتَكَ إيّاك وَالأكُوانَ أَجَمَعها ... وَأَوْقَفَتكِ عَلى المَطَلُوبِ وَالوَطَرِ
هذا الحَدَيِثُ وَمَا يَخَفِى عَلَى فَطَنٍ ... إِنَّي أَردْتُ بِهَ التَّنْبِيهَ فاعْتَبرِ
يَا أَيها الجُوَهَر المَحْصور فِي صَدَفٍ ... مُخْلوَلَقٍ عرَض التَّغييِر و اْلكَدَرِ
مُثَبَّطٍ فِي حَضِيضِ الحَظِّ هِمَّتُهُ ... فِي لَذَّةِ البِطَن والمْنكُوحِ وَالنظَرِ
تَقُوده شَهوَات فِيه جَامِحَةٌ ... حَتى تَزُجَّ بِهِ فِي لُجَّةِ الضَّرَرِ
يَا أَيَّها الروحُ هَل تَرضى مُجَاورةً ... عَلَى الدَّوَامِ لَهذا المُظْلمِ اْلكَدِرِ
فَأيَن كُنًتِ وَلاَ جِسْمٌ تُساكِنهُ ... أَلسْتَ فِى حَضَرات القُدْسِ فَادَّكُرِ
(1/142)

تَأَوِي مَع المَلإ اْلأعَلى وَتَكْرَعُ مِنْ ... حِيَاضِ أُنْسٍ كَما تَجْني مِنَ الثَّمَرِ
تَأتي إِليك نَسِيمُ القُرْبِ مُهدَية ... عَرْفَ الجَمال كَعَرفِ المَنْدِلِ العَطِرِ
حَتِى جُعِلتَ بِإمْر الله فِي قَفَصٍِ ... لَيِبْتَليكَ فَكُنْ مِنْ خَير مُخْتَبَرِ
فَحِين أَبْصَرْتَ هَذا الجَسمَ قَد بَرَزَتْ ... بِه العَجَائِبُ مِنْ بادٍ ومُستَترِ
أَنسَتَك بَهْجَتُهُ مَا كُنَت تَشَهَدُهُ ... مِنْ قُدْسِ رَبِّكِ فَاعرِفْ ضَيْعَةَ العُمُرِ
رَضَيتَ بِالفِكْر عَنْ كَشَفٍ وأَينَكَ مَنْ ... جَليَّةِ الحَقِّ إِنْ أَخَلَدتَ للْفِكَرِ
لا تَقَنَعَن بِدُون اْلعَينِ مَنْزَلةً ... فَالخَبُّ مَنْ يَكْتَفي بالظِّلِّ وَاْلأَثَرِ
وَعُدْ هُديِتَ فَقَدْ نُودِيتَ مُطَّرِحَاً ... هَذا الوُجُودَ وَمَا فِيه مِنَ اْلغِيَر
وَاسَلكْ سَبَيلاً إلى الرحمنِ قيِّمَةً ... بَها أتاكَ إمامُ الَبدْوِ وَالحَضَرِ
مَشَروحَةً في كِتَاب اللهِ وَاضِحَةً ... فَسِرْ عَليها وَكُنْ بِالصِّدْقِ مُتَّزِرِ
وبالِّريِاضَةِ مِنْ صَمْتٍ وَمَخْمَصَةٍ ... مَعَ التَّخَلي عَنِ اْلأضْدَاد وَالسَّهَرِ
وَدُمْ على الذِّكْر لاَ تَسْأَمْهُ مُعْتَقِدَاً ... أنَّ التَوَجُّهَ رَوحُ القَصدِ فِي السَّفَرِ
وَاعلم بَأنَّك لا تُفْضي إلى غَرَضٍ ... مِن دُونِ أَنْ تَقْتَفي فِي الوِرْدِ وَالصَّدَرَ
خَيرَ النَّبِيِّين هَادِيَنَا وَمُرشِدَنَا ... بِما أتَانا مِنَ اْلآياتِ وَالسَّوَرِ
صَلَّى عَلِيه إلهي كُلمَّا سَجَعَتِ ... حَمَامَةٌ فَوقِ ميَّاسٍ مِنَ الِشَّجَر
(1/143)

وقال نور الله ضريحه :
يا جِيَرة الْحى مِنْ زَرُودْ ... يَا بَهَجَة المَسامَرْ
مَتى مَتَى سَفَرُكمُ يَعُودْ ... يَا نُزْهَةَ الخَواطر
غَزَاكُم ذَلك الشُرود ... رُوحي عَلَيه طَائرْ
وَالْعَينْ مِنْ فَقْده تَجوهَ ... بِالدمْع كَالمَواطِر
فصل
قُولو له يُجَبَر الكَسِير ... وَيَرحَم المُتَيَمْ
وَيَتَقي الخالق القَدير ... المَلكَ المُعَظَم
الوَاحِد العالم الخَبيَر ... للَّراحِمَيَن َ يَرْحَم
سُبَحانَه واجِب الوِجَوَد ... مُدَوَر الدَواَئَر
فصل
يا قَلَبِ إن الهوى هَوانْ ... فاتَرَكْ هَوَى الغَوانيِ
وَاقنعِ لكِ الخَيَر باْلعيانْ ... فِي كُل ما تُعانَى
وَاطُلبِ عَوَض عَنْ كُلِّ فَانْ ... اَلعِينَ فِي الجُنان
دَار البَقَا جَنَّة الخُلُود ... طَابَتْ لِكُلِّ صَابِرْ
(1/144)

وقال رضي الله عنه :
يَا صَابراً أَبشِرْ وَبَشِّر مَنْ صَبَرْ ... بِالنَّصْرِ والفَرَجِ القَريبِ وَبالظَفَرْ
نَال الصَبَّورُ بِصَبْرهِ مَا يَرتَجِي ... وَصَفَتْ له الأوْقَات مِنَ بَعْدِ الكَدَر ْ
فَاصْبِرْ عَلَى الْمحَنِ القَوَاصِدِ وَ انْتَظِرْ ... فَرَجاً تَدُولُ بِهِ دِوَلُ القَدَرْ
وَ إِذَا الْحَوادِثُ أَظْلَمَتْ وَ تَنَكَّرَتْ ... فأسْكُنْ وَ ايَّاكَ التَّحَرُّكَ وَ الحَذَرْ
إِنَّ النَوَائِبَ كَالسَّحَائِبِ تَنْجَلِي ... فِي سُرْعَةٍ وَ وُجُودهَا يُضْحِي خَبَرْ
وَ إِذَا تَطُولُ إِقامَةٌ مِنْ حَادِثٍ ... كانت مُبَشِّرةً بِطُولِ المُنْتَظَرْ
فَاصَبَر هَدَاَكَ الله صَبْر اْلاْتقيا ...الأبْرِيا ءِ الثَّابِتِينَ لَدى الغِيَرْ
وَاعلمْ بِأنَّ اْلكَوْنَ مَطْبُوعٌ عَلَى الـ ... تغْيِيرْ وَ التَّكْدِير فَامْعِنْ فِي النَّظَرْ
وَاغَنِمْ زَمَانَكَ رَاحَةً وتَروَّحاً ... و دَعِ اْلهَمَوم فَإنَّهَا مَحْضُ الضَّرَرْ
وَادْخُلْ مَيَادِينَ التَّوَكُّلِ وَالرِّضَا ... وَاشْكُرْ عَلَى مَا سَاَْءَ مِنْ حَالٍ وَسَرْ
وَاقتَد بِتَاجِ اْلاَصْفِيَا عَلَمِ الهُدَى ... زَيْنِ الوُجُودِ (مُحُمَّدٍِ) خَيْرِ البَشَرْ
(1/144)

ومدحه بعض المتعلقين به وهو الشيخ عمر باحميد السيوني بقصيدة أولها
غَنَّى الحَمَام عَلَى الغُصُون جِهَارا ... فَرَقَصْتُ مَنْ طَرَبٍ وَتُهْتُ فَخَارا
بِوُجُودِ مَن عَمَّ الوُجُودَ بِجُودهِ ... وَأَفَاضَ مِنْ عَيْن الحَيَاةِ بِحَارَا
* * *
فقال له اعرضها على السيد أحمد بن زين الحبشي علوى نفع الله به ويجيزك عليها ببيتين فأجازه بهما وهما هذان :
أحسَنْتَ في القَوْل الذَّي قَد قُلتهُ ... وَلقَد صَدقَتَ وَمَا أَتيْت عِثَارا
فالله يُرشِدُنا لحُسْنِ تأَدُّبٍ ... ويُحَسِّن اْلإِعْلاَنَ وَاْلإِسْراَر
* * *
ثم قال سيدنا جواباً للسّيد ومعرضاً بالشيخ عمر :
يَا صَاحِبَي وَكُنْتُما أَنْصَارَا ... عَونَاً عَلَى الَحَقِّ المُبِينِ جِهَارَا
أَمَّا الحْبَيَبُ السَّيّدُ الّذي ... أَعلى لَه الرَّبُّ الكِرِيمُ مَنَارَا
وَأَقَامَهُ يَدْعَو إَليَهِ بِقَوْلِهِ ... وَبِفِعْلهِ مِنْ غَيِر مَا إِنكَارا
فَالله يُبَقيِهِ وَيَرفَعِ قَدَرَه ... ويَنِيَلهُ مِنْ بِرَّهِ أَوطَارَا
و يَزِيدَه عِلْمَاً وَمَعْرَفَةً بِهِ ... وَسَعَادِةٍ لاَ تَنتَهِي لِقُصَارَا
وَعمره فَلاَ تَنِسِى مَقَاَلَتَهُ فَقدْ ... شَدَّ مَعَ اْلقَوْم الِكَرَامِ وَسَارَا
وَاخْتَارَهُمْ لِثَنَائِه وَوَلاَئِهِ ... أَعْنِي بِهِمْ الَسَّادَةَ اْلأَخْيَارَا
فَالله يَجَمَعُنا بَهَمْ فِى دَارِهِ ... وَجِوَارِهِ و نَبِيِّهِ المُخَتَارِا
صَلَّى عَلِيه الله دَأَباً سَرمَدَاً ... وَالآلِ مَا غَنَّى الحَمَامُ وَطَارَا
(1/145)

وقال رضي الله عنه سادس عشر شوال 1117:
يَا قَرَيَبَ الفَرَجْ سَالَكْ تُجَلَّي ذي الاَكْدَارْ
يَا خَفِيَّ اللَّطَائِفْ بِيدَكْ النَّفِعْ وَالضَارْ
عَافِنَا وَاعْفُ عَنَّا وَاكِفِنا شَرَّ الاَشَرَارْ
وَاْلبَّلِيَاتْ وَاْلآفَاتْ وَالذَّمْ والعَارْ
وَاغْفَر الذَّنِبْ وَارْحَمْنَا وَجِرْنَا مِنَ النَّار
سَلَكَ بِكْ سَلَكَ بِكْ يَا ربّ يَا خَيِرْ يا غَفَار
سَلَكَ بِكْ سَلَك بِكْ يَا ربّ يَا خَيِر يَا سَتَّار
سَلَكْ بِكْ سَلَكْ بِكْ يَا رَبّْ يَا نُورْ الاَنَوارْ
سَلَكْ بالمُصَطَفِى الهَادي لَنا خَير مُخَتَار
وَابِنِ عَمِّهْ عَلَيِّ الحَبْر قَيْدُومْ الاَبَرَارْ
وَابِنةِ المُصَطَفى الزَّهْرَا البَتُول أُمَّ الاَطْهارْ
وَالحَسَنْ وَالحُسِينْ أَهل اْلكِسا خَير الاَخْياَرْ
سَلَكْ يَا اللهْ بِهِم تَحْفَظْ لنَا الرَّبْعَ وَالدَّارْ
وَالقَرابَاتْ وَاْلأصَحَابْ وَالأهَلْ والجَارْ
وارْشُدِ الوَالِي إنُّه يَا إلهَ السَّمَا حَارْ
لَمِ يَزَلْ فِي عَنَا دَايِر مَعَ كُلِّ مَنْ دَارْ
فِي شَبَهْ مَنْ وَاقَعْ فِي بَحِر عَجَّاجْ تَيَّارْ
فَاصْلَحْ اْلكُلَّ يَا عَالم بِمَكْنُونْ الاَسْرَارْ
وَاخْتَمْ اْلقَوَلْ صَلَّى اللهْ عَلى نُور الاَبْصَارِ
أَحَمَدَ المُصْطَفَى وَآلِهْ مَصَابِيحْ الاَقْطَارْ
وَالصَّحَابَهْ مُهاجِرْهُم لِوَجْهِكْ وَالانْصَارْ
كُلَمَّا غَرَّدَ القُمَرِي عَلَى اغْصَانْ الاَشْجَارِ
أَو سَرَتْ نَسَمَاتُ الحَي فِي وَقَتْ الاَسْحَارْ
(1/146)

وقال رضي الله عنه يوم الاحد 16 ربيع الثانى سنة 1135 :
يَا مَنْ هَوَ أَقام ... فِي مُهَجَتى وَاسَتَقَرْ
عَطَفاً عَلَى المُسْتَهَامْ ... بِكُمَ حَلِفِ السَهِرْ
دَمِعَهْ كَفَيِضِ الغَمَامْ ... مِنْ فَقِدْ بَاِهِى الغُرَرْ
مَنْ فَرعهُ كَالظَلاَمْ ... وَوَجْهُهُ كَاْلقَمَرْ
فصل
قُوَلَوا لظَبِي الرِّمَال ... يَسْمَحْ لَهَذا الكَئَيِب
بِقُربَة وَالوَصَال ... لَعَلَّ عَيشَهْ يَطِيبْ
وَيَتَّقِي ذَا اْلجَلاَلْ ... فِيهِ الشَّهِيدَ الرَّقِيبْ
مِنْ قَبِلْ يَأَتِي الحِمَام ... وَيَنْطَلِقْ لْلحُفَر
فصل
يَا صَاحِبي قُمِ بِنَا ... حَيثُ اجَمَاعِ العِباد
و سِرْ بِنَا سِرْ بِنَا ... حَتى نُواَفِي سُعَادْ
بِمَكَةٍ أَوْ مِنَى ... حَيَثُ اجْتَمَاع العِبَادْ
نَحْظَى بِنَيْلِ المُرادِ ... مِنَها ونَقْضِي الوَطَرْ
فصل
وَبَعَد نَأَتي الرَسوَل ... (مُحَمَّدَ) المُصَطَفى
خَيِر الأنَام الوَصَول ... نَشَكُو مِنَ أهلِ الجفا
مِنْ كُلِّ ظَالِمْ جَهُول ... كَدَّرْ عَلَينا الصَّفَا
يَا رَبَّنَا يَا سَلامَ ... غِثْنا بِخَيرِ البَشَرْ
(1/146)

وقال رضي الله عنه فاتحة شهر رمضان سنة 1130هـ :
يَا نَسِيمْ الاَسْحَارْ ... احْمِلْ تَحِياتِي لأَهل لخْدْارْ
ثُمَّ عُدْ بِالاخْبَارْ ... عَنْهُمْ وَهَل هُم حَافِظِين لْلجارْ
وَالذَمَمْ وَالاسْرار ... أَم قَدْ تَنَاسَوْها لِطُولْ لَسَفَارْ
لاِبنْ آدَمَ اطْوَارْ ... وَكُلُّهمْ تَحَتْ حُكْمِ الاقْدَار
( واللهُ يَخَلقُ مَا يَشَا وَيَخْتَارْ )
إنَّ قَلِبي الآنْ ... يَا صَاحِبِي فِي غُرْبَةٍ و كُرْبَهْ
مِنْ زَمَانْ قَدْ خَانْ ... وَمعْشَرٍ لاَ يَحَفَظُونْ صُحْبَهْ
مَا تَراهُمَ أَعوَانْ ... إلا عَلَى بَاطِلْ وَتَرِكِ قُرْبَهْ
مَا أَوَلئِكَ أَخْيَارْ ... كَلاَّ وَلاَ بَالمُتَقَينْ الاَبْرارْ
( واللهُ يَخَلقُ مَا يَشَا وَيَخْتَارْ )
يَا نَدِيمْ قُلْ لِي ... هَلْ تَرْجِعُ اْلأَيَّامُ وَاللَّيَالِيْ
اَلَّتِي صَفَتْ لِي ... وَتُسْعِدُ اْلأَحْبَابْ وَالَموَاِلي
بِاجْتِمَاعِ شِمْلِي ... مِنْ قَبِلِ اَنْ نَغْدُو إلَي الرِّمَالِ
وَاللَّبِنْ وَاَلاحْجَارْ ... مِنْ تَحِتْ لطفِ الله خَيرْ غَفَّارْ
( واللهُ يَخَلقُ مَا يَشَا وَيَخْتَارْ )
أَنَا لَستُ آيِسْ ... مِنْ رَوْحِ رَبَّ العَرْشْ وَاسِعِ الجُوْدْ
وَالْعَذُولْ تَاعِسْ ... وَمُنْزَوِي لَكِنْ لِحَدّْ مَحْدُودْ
وَالرَّسُولْ حَارِسْ ... وَالسَّادَةُ اْلأَسِلاَفْ عَهِدْ مَعْهُودْ
يَا نُزُولْ بَشَّارْ ... هَيَّا بِكُمْ قُومُوا عَسَى اْلفَلَكْ دَارْ
( واللهُ يَخَلقُ مَا يَشَا وَيَخْتَارْ )
(1/147)

وقال رضي الله عنه يمدح الجليل ، الشيخ عبد القادر الجيلانى ، قدس الله روحه فى سابع عشر ربيع الثانى سنة 1117 :
يَا هَاجِرِي كَمْ ذَا تَكُونُ مُهَاجِرِي ... أَو مَا عَلِمْتَ بِأَنَّ هَجْرَكَ ضَائِرِي
وَشَعَرتَ أَني قَدْ أَبِيتُ مُسَّهَداً ... سَهْرَانَ فِي جُنْحِ الظَّلامِ الدَّاجِر
أرْعَى النُّجومَ بِنَاظِرٍ أَو نَاظِراً ... وَمُسائِلاً عَنْ عَابِرٍ مِنْ غَابِرِ
مَا كَانَ هَذا يَا رَعَاك الله مِنْ ... ظَنِيَّ وَلاَ مِمَّا يَجُولُ بِخَاطِري
أَتُحِبُّ أَنْ تُشْمِتْ عَلِيَّ عَوَاذِلي ... وَحواسِدِي وَمَعانِدي وَمَنَاكِري
حَاشَاك مِنَ هَذَا وَمِنْ قَطَعِي وَقَدِ ... وَاصَلتَنِي يَا نُوَر عَيِنْ سَرَائِري
اُمْنُنْ عَلَيَّ بِعَوْدَةٍ أَوْ زَوْرَةٍ ... أُشْفَى بِها يَا عَائِدي يَا زَائِري
أَشَكُو إِليكَ وِأَسَتَكِيكَ إِلى الذَّي ... فَطَر السَّمَوَاتَ العَزِيِزِ الغَافِرِ
الوَاحِدِ المَلَك العَظِيَمِ جَلاَلُه ... ذِى العِزِّ وَالمَجِدِ الرَّفِيع الباهِرِ
يَا رَبُّ يَاربَّاه يَا أَمَلاهُ يَا ... ذَخِري إِذا ضَنَّ الرَّفِيع البَاهِر
غِثْنِي بِغَوثٍ إَننِّي لَكِ خَاضِعٌ ... عَبِدٌ ذَلِيلٌ لاَ أَقَومُ لِضَائِرِ
يَا مَطْلِبي يَا مَأربِي يَا مُهَرِبِي ... يَا مَفْزَعِي فِي يَسرَتِي وَمَعَاسِري
يَا عُدَّتِي فِي شِدَّتِي يَا عُمْدَتِي ... فِي مُدَّتي وَمُوَارِدِي وَمُصَادِرِي
اُنَظُر إِليَّ بِنَظَرةٍ مِنْ رَحَمَةٍ ... كَي يَحِيَى مِنِّي كُلَّ مَيْتٍ دَاثِرِ
إِنَّي إِلَيَكَ بِأَحَمِدٍ مُتَشَفِّعٌ ... خَتْمِ النَّبِيِنَ الرَّسُوْلِ الطَّاهِرِ
وَبَصْنوِهِ وَوَلِيَهِ وَصَفِيّهِ ... المُرَتَضى اْلَبَّرِّ اَلتَّقِي الصَّابِرِ
(1/148)

وَبِسِبْطِهِم وَحَفِيدِهِم وَسَلِيلِهِم ... { اَلَشَّيخِ مُحْي الدِّينِ عَبدِ القَادِرِ
الجِيلي } المَشْهوَرِ فَرَدِ زَمَانهِ ... شَيخِ الشُّيُوخِ بِبَاطِنٍ وَظَاهِرِ
غَوَثِ البِلاَدِ وَغَيثِها وَمُغِيثِهَا ... عَنْ إِذْنِ سَيِّدِهِ المَلِيكِ القَاهِر
طَودِ الشَّريِعةِ والطَّريِقَةِ وَالهُدىَ ... بَحْر الحْقِيَقة الخِضَمِّ الزَّاخِرِ
صَدْرِ الصُّدُورِ بِلاِ نَكِيرِ مُنْكِرٍ ... وَإمامِ أَهْلِ الحَقِّ غَيرِ مُنَاكِر
نُورِ الإلهِ أنَارهُ لِعَبَادِه ... كَي يهتَدُوا في عَاجِلٍ و أَوَاخِرِ
كَمِ قَد هَدِى الرَّبُّ اْلكَريِمُ بِنُصْحِهِ ... وَدَعائِه مِنْ جَاهِلٍ أَو حَائِرِ
قَد قَال عَنْ أَمْرٍ عَلَى كُرْسِيِّهِ ... قَدَمِي عَلَى أَعَناقِ أَهلِ دَوَائِري
فَأقَرَّتِ اْلكُبَرَاءُ فِي أَقْطَارِهَا ... وَتَواضَعُوا طَوْعاً لَقُدرةِ قاهِرِ
يَا شَيَّخ ( مُحي الدِّينْ ) يَا أسْتَاذَنا ... وَملاَذَنا أَدْرِكْ بِغُوثٍ حَاضِرِ
إِنَّ اْلكَرُوبَ وَكُلَّ خَطْبٍ هَائِلٍ ... قَد يَمَّمَتْ سُوحَ الفَقِيرِ القَاصِري
فانِهضْ بِهِ وَادْرِكْ لَهُ مُسْتَنجِداً ... مُسْتَنْصِراً مُستَنْظَراً لِبَوَادِرِ
مُسْتَعْطِفاً مُسْتَرْحِمَاً مُتَوَسِّلاً ... مُتَشَفِّعَاً بِكَ للْرَّحِيم الغَافِرِ
وَإِلى النَبِيِّ ( مُحَمِدٍّ ) خَيرِ اَلوَرَى ... صَلَّى عَلِيهِ الله عَدَّ المَاطِر
فِي قَطْرهِ وَالبَحْرِ فِي أَمَواجِهِ ... وَالرَّمْلِ فِي ذَرَّاتِه المُتكَاثِرِ
وَاْلاَلِ وَاْلأصْحَابِ مَعْ أَتْبَاعِهِمْ ... مِنْ كُلِّ صَبَّارٍ مُنِيبٍ شَاكِرِ
وَالحَمدُ للهِ الكَرِيمِ خِتَامُها ... أَبَداً عَلى إِحسَانِهِ المُتَواترِ
(1/149)

وقال رضي الله عنه يَمدح النبَّيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم :
يَا هَل لِجِيرانِنَا بِالْمَرْبَعِ الخَضِر ... مِنْ جَانِبِ اْلحيِّ مِنْ عِلْمٍِ وَمِنْ خَبَرِ
بِما نُقَاسِيهِ مِنْ هَمٍّ وَمنْ حَزَنٍ ... وَمِنْ شُجُون وَمِنْ شَوْقٍ وَمِنْ سَهَر
وَمِنْ تَوَجُّعٍ أَحْشَاءٍ وَمِن قَلَقٍ ... وَمِنْ دُمُوعٍ مِنْ اْلأَجْفَانِ كَالمَطَرِ
لِوْ كَان عِنْدَهُمُ عِلْمٌ لَرُبَّتَما ... رَقُّوا لَذي سَقَمٍ مُشْفٍ على الخَطَرِ
بُعدُ المَزَارِ وَقُرْبُ الدَّارِ مِنْ عَجَبٍ ... فَاعْجِبْ لَصَبٍّ عَلَى الحَاليْن مُصْطَبِرِ
لا بِاخِتِيار وَلَكِنْ حُكْمُ مُقْتَدِرٍ ... مَاضٍ عَلى العَبْدِ مِنْ نَفعٍ وَمِنْ ضَرَرِ
رِضاً وَإلاَّ فَصَبرٌ لِلإِلهِ عَلى ... أَقَدارِهِ فَهْوَ أَهْلُ الجُودِ وَالخِيَرِ
فَيا نُسَيماتِ نَجْدٍ احِمِلي خَبَراً ... إِلى اْلأَحِبَةِ مَهْمَا جُزْتِ فِي السَّحَرِ
وَبَلِّغِيهَم تَحِياتٍ مُمَسَّكةً ... تُهْدَى إِليهِمْ مَعَ الآصَالِ وَالبُكَرِِ
وَاسَتَطَلِعي عِلْمَ أَسْرارٍ قَدِ اسْتَتَرَتْ ... عَنِّي وَظَنِّيَ أَنَّ العَينَ كَالأثَرِ
فَلَيتَ شِعْريَ فَهَل سُعْدَى تُسَاعِدَني ... بِوَصْلَةِ الشَّمْلِ مِنْ قَبلِ انْقِضَا العُمُرِ
وَهَل جَرى قَدرٌ بِالوَصلِ فِي قِدَمٍ ... وَالأمِرُ والشَّأْنُ سَبِقُ الحُكْمِ والقَدَرِ
يَا صَاحِبي أَنتَ فِي لَهْوٍ وَفِي لَعِبٍ ... مَاذا تُرِيد بِوَصْلِ الغَانِي الخَفِرِ
مُحَجَّبٍ وَجْهُهُ بَدَرٌ وَطُرَّتُه ... لَيلٌ وَقَامَتُهُ كَالمَائِسِ النَّضِرِ
وَقَد فِنَيَتَ وَوَلَّى اْلعُمْرُ أَكْثَرُهُ ... فِي غَيرِ شَيءٍ وَهَذا غَايَةُ الخُسْرِ
وَأَقَبَل الشَيَبُ مَعْ ضَعْفٍ وَمَعْ كِبَرٍ ... وَما اْلَهَوَى بَعِد مَسِّ الضُعف وَالكَبرِ
فَأرجَع إِلى الله فِى سِر وَفِى كَبَرٍ ... وَاتَركْ هَوَاكَ وَهَى الزَاد للِسفَرِ
فَقَدْ دنْا سَفَر لاَ بُدَّ مِنْهُ إِلى ... قَبِرٍ وَبَعَثٍ وَحَشِر الرُوحِ وَالصَّورِ
وَمَوْقِفٍ فِيه كَمِ هَوْلِ وَكَمِ كُرِبٍ ... وَفِيه وَزِنٌ وَمَمْدِودٌ عَلَى سَقَرِ
وَفِيه حَوض طَهوُر المَاءَ عَاطِرهُ ... لْلمُصَطَفِى سَيَّد السَّادات مِنْ مُضَر
(مُحَمِدٍ) خَاتِمِ الرَّسْل اْلكِرَام وَمِنْ ... أَتى مِنْ الله باْلآياتِ وَالسُوَرِ
وَخَصَهَّ اللهُ بِالْفَضْلِ العَظِيمِ وَالْـ ... ذِكْرِ الرَّفَيِع وَبِالأخْلاقِ وَالسِّيَرَ
وبالمَعَاجِزِ مِمَّا لاَ بَقَا مَعَهُ ... لِعُذْرِ مُعْتَذِرٍ يَعتَلُّ بِالعُذُرِ
أَبَعدَ تَنْزِيلِ رَبِّ العَالَمِين و ما ... أقامَ من حُجَجٍ كالشَّمسِ و القَمَرِ
يَبْقَى لِذِي مَرَضٍ أَو مِريَةٍ شُبَهٌ ... أَوْ مُشْكِلٌ لاوَرَبَّ البَيْتِ والحَجَرِ
لَكِنْ شَقَاوَةُ أَقَوامٍ وَحَظُّهِم الـ ... مَنَحُوسُ أَوقَعَهُم فِي اَلشَرِّ وَالشَرَرِ
وَأَظْهَرَ اللهُ دِينَ الحَقِّ وَانْطَمَسَتْ ... فِي نُورِهِ سَائِرُ اْلأَديانِ فَادَّكِرِ
(1/150)

فَالحَمِد للهِ نَارَ الحَقُّ وَاتَّضَحَتْ ... مَعَالِمُ الرُّشدِ بَيْنَ البَدْوِ وَالحَضَرِ
بِوَجْهِ أَبيَضَ مَيْمُونِ النَّقيَبةِ مَـ ... حَمُودِ الشَّمَائِلِ وَاْلأَفْعالِ وَاْلأَثَرِ
مُهَذَّبٍ هَاشِمِيٍّ لا نَظيِرَ له ... فِي العَالَمِين بِلا شَكٍّ وَلاَ نُكَر
مُؤَيَّدٍ بِجُنُودِ الله مِنْ مَلَكٍ ... وَمُؤْمِنٍ وَبِنَصْرِ اللهِ وَالظَفَرِ
وَبِالصَّبا وَبِرُعْبٍ في قُلُوبِهِمُ ... مَسِيرَ شَهْرٍ كَمَا قَدْ صَحَّ فِي الخَبَرِ
مُجَاهِدٍ فِي سَبِيلِ اللهِ مُجْتَهِدٍ ... فِي طَاعِةِ الله بالآصَالِ و البُكَرِ
مُشَمِّرٍ فِي مَراضي الله مُحْتَسِبٍ ... للهِ مُقَتدرٍ بِالله مُنْتَصِرِ
ذَلَّتْ لِوَطْأَتِه غُلْبُ الرِّقَابِ مِنَ اْلأَ ... عَراب وَالعُجْمِ مِنْ خَوفٍ وَمِنْ حَذَرِ
لَمَّا دَعَاهُم إِلى اْلإسلاَمِ فَامْتَنَعُوا ... كُفْراً وَبَغَياً دَعَاهُم بِالقَنَا السُّمُرِ
وَبِالسُّيوفِ المَوَاضي البِيضِ يَحْمِلُهَا ... مُهاجِرونَ وَأَنَصارٌ مِنَ الغُرَرِ
أَئِمَّةُ الدَّيَن أَصَحابُ السَّوابِق فِي الإِ ...سْلامِ وَالقَدَمِ المَشَكُورِ وَاْلأثَرِ
مِثْلُ العَتِيقِ أَنِيسِ الغَارِ صَاحِبِهِ ... فيه عَلى الصِّدِق صِدَّيقِ اْلعُلاَ الشَهِرِ
وَالثَانِي التَّالي البَرِّ التَّقِيِّ حَوَى اْلإِ ... حسانَ وَالعَدْلَ يالله مِنْ عُمَرِ
وَإبنِ عَفَانَ ذِي النُّورَينِ مَنْ جَمَعَ اْلـ ... قُرآنَ وَالمُنَفَق البَذَّال فِي العُسَرِ
وزَوجِ خَيرِ نِسَاءِ اْلعالمينِ أَبي الـ ... سِّبِطَينِ صنْوا النَبِي المُصَطَفى الطُهُرِ
وَحَمَزَةِ البأسِ عَمَّ المُصُطَفى وَكَذا اْلـ ... عبَّاسْ أبي الفضل و الطَّيَّارِ خَيرِ سَرِي
آلِ النَّبي وَأصْحابِ النَّبِيِّ هُمُ ... اْلقوْمُ الذّين هُدُوا فَاقَتَدْ بِهِم وَسِرِ
وَالتَابَعون عَلَى الآثَار بَعَدَهُمُ ... مِنْ كُلِّ من قَدْ قَضى نَحْباً وَمُنْتَظِرِ
عَلَى مَسَالِكِ خَيِر اْلأَنِبيا سَلَكُوا ... بِالجِدِّ وَالصَدِقِ فِي عُسْرٍ وَفِي يُسُرِ
نَبيِّنا المُجَتَبِى هَادِي اْلأنامِ إِلى ... دَارِ السَّلام وَدار الخُلَد وَالنَّظَرِ
(1/151)

اللهُ عَظَّمَهُ اللهُ كَرَّمَهُ ... اللهُ قَدَّمَهُ فِى الوُرْدِ وَالصَّدَرِ
اللهُ فَضَّلهُ اللهُ جَمَّلهُ ... اللهُ أَرسلهُ لِلجِنِّ وَالبَشَرِ
اللهُ شَرَّفَهُ اللهُ أزَلَفَهُ ... بِالْحُبِّ وَالقُرْبِ وَاْلأَسْرَارِ وَالأَثَر
يَا سَيَدِى يَا رَسُوَل اللهِ يَا أَمَلي ... وَيا غِيَاثِي و يَا كَهْفِي وَمُدَّخَرِي
عَلَيكَ بَعَد إِله اْلعِرشِ مُعْتَمَدِي ... فِي كُلِّ خَطْبٍ و مَرْهُوبٍ مِنْ الضَّرَرِ
وَكُلِّ حَادِثَةٍ مَا لي بِها قِبَلٌ ... وَكُلِّ نَائَبةٍ خَدَّاشَةِ الظُفُرِ
وَفِي المَواطن وَاْلأحَوالِ أَجْمَعِها ... مِمَّا أُلاقِيهِ فِي الدُّنْيا وَفي اْلأُخَرِ
* * *
يَا سَيَدى عَبِدُكَ الجَاني المُقَصِّرُ قَدْ ... أَتَاكَ مُنْكَسِراً فَاجْبُرْ لِمُنْكَسِرِ
وَمُستغيثاً لشَيءٍ قَدْ عَنَاهُ مِنْ الأمْر ... المُهمِّ فَلا تُهْمِلْ وَلاَ تَذَرِ
وَحَاجَةٌ فِي ضَمِير النَّفَس واقِفةٌ ... فَسَلْ تُجَبْ ثُمَّ قُلْ تُقْضَى عَلَى قَدَرِ
فَأنتَ ذو الوَجهِ وَالجَاهِ الوسِيعِ لَدَى ... الْرَّبِّ اْلكَريمِ عَظِيَمِ الجُودِ وَالقَدَرِ
فَلاَ تَدَعْني رَسُولَ الله مُطَّرِحاً ... بَيَنْ الحَوادِيُث وَالأَفَاتِ وَالغِيَرِ
فَإن لِي نَسَباً فِيكُمْ وَلي رَحِمَاً ... مِنَكُم وَإنْ كُنْتُ ذَا ذَنْبٍ وَذَا غَرَرِ
فَالعَفوُ أَوسَعُ وَالغُفَرانُ مُنْتظَرٌ ... مِنْ رَبِّنا خَيرِ غَفَّارٍ وَمُقتَدِرِ
سُبحَانَه جَلَّ لاَ نُحْصِي ثَنَاهُ وَلاَ ... نَرَجُو سِوَاه لَنَيِل السُّولِ وَالوَطَرِ
وَيَا نَبي الهُدى وَافتْكَ مِنُ بُعُدٍ ... مَديَحةٌ مِنْ كثِير العَيِّ وَالحَصَرِ
فَاسْمَحْ وَأَعْذِرْ رَسُولَ الله إِنكَ بِالـ ... سَّمَاحِ وَالعَفوِ مَعْرُوفٌ وَبالعُذُرِ
عَلِيكَ أَزْكَى صَلاَةَ الله يَتَبُعُها ... مِنه السَّلامُ مَعَ اْلآصَالِ وَالبُكَرِ
وَالآلِ وَالصَّحْبِ مَا غَنَّتْ مُطَوَّقَةٌ ... وَمَا سَرتْ نَسمَاتُ الَحي فِي السَّحَرِ
(1/152)

حرف الزاي المعجمة :
===========
* * * * * * * * * *
و فيه قصيدة واحدة
(/)

قال رضي الله عنه :
قَصَدْتُ إِلى العْليا بِهِمَّةِ عَاجِزِ ... فَنُودِيتُ إِنَّ القُرْبَ مِنْ دُونِ حَاجِزِ
وَنُبِّئتُ أَنَّ الوَصلَ مِنْ قَبل نِيلهِ ... عِقَابٌ سَعَى فِي قَطْعِها كُلُّ فَائزِ
فَقُلَتُ وَقَلِبِي فِيه أَيُّ عَزِيْمَةٍ ... يُطَالعُ أَحْوالَ الذَّرَى وَالمَرَاكِزِ
أَرى بِذَل رَوحَي في هَواكُم فَرِيضَةً ... و بُخْلي بِهَا فى حُبِّكُم غَيِرَ جَائِزِ
وَأنتمْ مُنى قَلبي وَرَاحَةُ خَاطِري ... وَأَنتمْ مُرادي لا حُصُولُ الجَوَائِزِ
وَفي السِّرِّ دَاعٍ لَوْ أَجَبْتُ دُعَاءَهُ ... لَصِرتُ قَريِنَ الوَحْشِ بَطْنَ المَفاوِزِ
(1/153)

حرف السين المهملة :
===========
* * * * * * * * * *
و فيه قصيدتان
(/)

وقال رضي الله عنه :
سَقى الله بِشَّاراً بِوابِل رَحِمةٍ ... يَجُود عليها بِالصَّباح وَبالإمْسَا
مَرَابِعَ أَحِبَابِ اْلفُؤادِ وَمِنْ لَهُم ... بِهِ صِدقُ وُدٍّ فِى سَرَائِرِهِ أَرْسَى
وَحَيَّاهمُ الرَّحْمَنُ بِالعَفْو وَالرِّضَا ... وَأَولاَدهُمُ الإحَسانَ وَالقُربَ وَاْلأُنْسَا
فَثَمَّ أُحَيْبَابي و أَهِلي وَسَادَتِي ... وَأَشِياخُنا المُحَسَنونَ لَنَا غَرْسَا
غَرائِسُ مَجدٍ فِي حَقَائق نسبةٍ ... مُطَهَرةٍ سُدنا بِها الغير وَالجَنَسا
وَلاَ تَنس مَا بَيُنْ القُبور بِزِنَبِلٍ ... لَقبرٍ بقَلَبي ذِكْرُهُ قَطُّ لاَ يَنسىَ
تَضَمَّن إِلفاً صَالحَاً وَمُبَاركاً ... فَأَكَرمِ بِه قَبْراً وَأَكْرِمْ بِه رَمْسَا
دَفَنتُ مَعَ مَنْ فيَه رُوحَي وَرَاحَتِي ... فَعاد أَغُضُّ العَيِش مِنْ بَعْده يَبْسَا
فَلاَ تَلْقَنِي إِلاَّ حَزِينَاً لفَقْدِهِ ... نَوَاطِقُ سُلْوَاني لفِرقَتِهِ خَرْسَا
فَيِا رَحَمةَ الرَّحْمَنِ زُورِيهِ واحْلُلِي ... عَلَى قَبْرِهِ حتَّى تَطِيبَ لهُ نَفْسَا
وَحَيِّيهِ عَنَّا بِالسَّلامِ وَرَوِّحِي ... بِرَوحِ الرِّضَا وَالقُربِ مَعَناهُ وَالحِسَّا
وَقولِى لَهُ إنَّا عَلَى العَهْدِ وَالوَفَا ... و إنَّ الفَنَا قَدْ عَمَّمَ الجِنَّ و الإنْسَا
وَمِنْ ذَا الذَّي يَرجُو البَقَا بَعْدَ أَحْمَدٍ ... نَبيِّ الهُدى مَنْ نُورُهُ يُخْجِلُ الشَمْسَا
(1/154)

وقال رضي الله عنه يوم السبت ثامن عشر صفر سنة 1124 هـ :
يَا قُلْ لأَحْبَابِنَا يَا قُلِ لِجِيرتِنَا ... يَا قُلْ لِخِيرتِنَا مِنْ جُمِلَةِ النَّاسِ
أَنَتُم وَسَائِلَنا أَنْتُمِ مَقَاصِدنا ... أَنَتُم ذَخَائُرنا لْلبؤسِ وَالبَأسِ
لاَ أَوحَشَ الله مِنَكُم يَا أَحبَّتَنا ... فَإنَكُم أَنَسُنَا مُنُّوا بِإيِناسِ
إِذا ذكرْناكُمُ نَارَتِ سَرَائِرُنا ... وَ نَقِّي الصْدرُ مِنْ هُمٍّ وَوَسْواسِ
وَأَزَعَج النَفَسَ عَنْ أَوْطَانِ غَفَلَتها ... وَالقلبُ يَخنِسُ عَنه شَرُّ خَنَّاسِ
و يَدنو المَلَكُ المَيِمُونُ يُلَهِمُهُ ... خَواطِرَ الخَيْرَ وَالمَرؤوسُ كَالرَّاسِ
وتَصُعدَ الرَّوح تَرَقى نَحِو مَعهَدهَا ... مِنْ عَالمَ اْلأمْرِ فِى رَوَحٍ وِأنَفَاسِ
كَمِثَل حَالتها مِنْ قَبِل مَهَبَطِها ... بِهَيَكَل الجِسَمِ فِى حَبِس وَأَحْرَاسِ
للهِ للهِ مَسَعُودٌ بِوادِرةٍ ... مِنْ حَضَرة القُدسِ لاَ بِالغَافِل النَّاسِي
وَمُسَتَقيم عَلَى اْلأوْرَادِ يَعَمَلها ... لِرَبهِ مُخَلصاً يَبِني عَلى سَاسِ
وَمُتَقٍ وَوِعٍ عَنْ كُلِ مُشَتَبِهٍ ... بَعِد الحْرام عَلَى مِنهاج أكْياسِ
وَالزَهِد فِي هَذّه الدنُيا الغَرورِ هُوَ الـ ...مَلاَكُ لْلخَيِر فَاشْرَبْ مِنْهُ بِالكَاسِ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى الهَادي وَعِتْرَتِه اْلـ ... ـبَيْتِ المُطَهَّرِ مِنْ رِجْسٍ وَأَدْنَاسِ
(1/155)

حرف العين المهملة :
===========
* * * * * * * * * *
و فيه خمس قصائد
(/)

وقال رضي الله عنه :
أَمِنَ المَوْتِ أَجِزَعُ ... وَهْوَ لاَبُدَّ يَفْجَعُ
أَفيَّ اْلخُلدِ أَطَمَعُ ... وَعًلَى اْلُقرْبِ أَقْلَعُ
البَقَا غَيِر حَاصِل ... والَفَنا لَيِسَ يُدَفَعُ
مَا مِنَ المَوتِ مَهَرَبٌ ... لاَ وَ لاَ الحِذْرُ يَنْجَعُ
فَأَمُوتُ وأَنقَضِي ... وَعَلى النَّعْشِ أُرْفَعُ
إِنَّ كَأْس مَنَّيَتي ... مُرَّهُ سَوْفَ أَجْرَعُ
وَأَصِيرُ لَمَدفَنٍ ... لْلمَخُوفَاتِ يَجَمْعُ
وَهْو لْلمِرْءِ رَوَضَةٌ ... أَوَ مَضِيقٌ و بَلقَعُ
فِإذاً لا مَحَيص عَنْ ... هَذه كَيِف أَفْزَعُ
قُلْ لَمَن كَان عُمْرُهُ ... بِالدُّنَا يَتَمَتَّعُ
يَكَتَسى لِيِّناتِها ... وَعَلى اْلْقُطْنُ يَضْجَعُ
يَنْتَقي طَيَباتِها ... وَهَو يَلْهُو وَيَرتَعُ
غَارقاً فِي نَعِيمِهَا ... أَفِيِّ الخْلُدِ تَطْمَعُ
فَكَأنِّي بِرَوحه ... فِي السِّياقِ يُشَعْشِعُ
وَبِأطَفالِ بِيتَه ... وَالحَريَمِ تَضَعْضَعُ
ثُمَ يَكَسِى بِخَرقِهٍ ... وَلَقَبر يُشَيَّعُ
مُظَلمٍ ضَيِّقِ الفَنَا ... وَيْلَهُ كَيفَ يَصْنَعُ
فِيه يُبْلَى جَمالُهُ ... وَالمفاصِلُ تُقْطَعُ
وَيَصيرُ كَجِيَفةٍ ... بَلْ أَخَسُّ وَأَبشَعُ
ثُم يُبَلى ويَنَمَحى ... وَإِلى اْلأَصْلِ يَرجَعُ
وَهُو لوْ يَبِقَ هَكَذا ... كَانِ أجَدى وَأَنْفَعُ
لَكِنِ البَعْثُ بَعَدهُ ... يَومَ كُلٌّ يُرَوَّعُ
يَومَ يُنفَخُ نَفخَةً ... لْلبريَّة تَجْمَعُ
يَومَ نَشرٍ وَمَحْشَرٍ ... وَوُقُوفٌ وَمَجْمَعُ
يَوم يَبَرزُ رَبُّنَا ... لْلحسَاب فَنَخْضَعُ
مَوَقِف مَا أَمَّره ... آهْ مَا كَانَ أَفْظَعُ
فِيه يِنَكَشِف الغَطاء ... وَالمَوَازِينُ تُوضَعُ
وَتَرى كُلَّ مُرَضعٍ ... تَنْسَ مَنْ كَان تُرضِعُ
وَالجَزا كُلِّ عَامِلٍ ... يَلْقَ مَا كان يَصْنَعُ
فَجَزاْ كُل مُؤمِنَ ... لْلهَوى كَان يُقمَعُ
طَائع لِمَلِيكِه ... وَمِنَ الرِّزْقِ يَقنَعُ
جَنَةٌ عِنَد رَبِّهِ ... أَبَداً يَتَمَتَّعُ
وَجَزا كُل مُعَرضٍ ... ظَلَّ للمَال يَجمَعُ
وَعَنِ اْلإِثْمِ وَالخَنَا ... لَم يَكُن يتوَرَّعُ
لَيس إلاَّ جَهَنَّمٌ ... وَهْي أَدَهى وَأَفْظَعُ
بِالحَديِدٍ مُثَقَّلٌ ... وَالمَقَامِعُ تَقْمَعُ
الصَديِد شَرابُهُ ... وَالعَقَاربُ تَلسَعُ
يَا إلهَي وَسَيَدي ... إنَنَي لَكَ أَضرَعُ
وَإلى بَابِكَ التَجي ... وَهَو لْلكُلِّ مَفْزَعُ
أَحْيِني لَكَ مُسَلَماً ... مِنكَ أَخْشَى وَأَخْشَعُ
وَعَليَّ بِزِلَتي ... سَيَدي لا تُشَنِّعُ
وِأَمِتْني عَلى الهُدى ... دِينِ مَنْ هُو مَنَبعُ
لْلفَضَائِلِ كُلِّها ... وَهَو لْلخَلْقِ يَشْفَعُ
أَحْمَدَ الهَادي الذَّي ... كَانَ بِالحقِّ يَصْدَعُ
صَلِّ رَبِّ عَليْه مَا ... بَاتَتِ اْلوِرْقُ تَسجَعُ
(1/156)

وقال قدس الله روحه فى جمادى الآخر سنة 1129هـ :
سَمَح الزَمَانِ بِواصَل رِيَم اْلأَجْرعِ ... ذَات المَحَاسِنِ وَالجَمَال المُبِدعِ
مِسْكَيَّةِ اْلأَنْفَاس فِي لَهَواتها ... كَالشَّهْد يَشْفِي كُلَّ قلبٍ مُوجَعِ
حُورِيةٍ قَمَرِيةٍ نُوريةٍ ... كَالْغُصْنِ مَال بِهِ الصَّبا فِي المطْلَعِ
عَربيَّةٍ مُضرِيةٍ قُرَشِيةٍ ... تُعْزَى لِطَه خَيرِ كُلِّ مُشَفَّعِ
مَكَّيَّةٍ رُكْنيَّهٍ حَرَمِيةٍ ... خُصَّتْ بِزَمْزَمَ وَالمَقَامِ اْلأرْفَعِ
وَبَرحِمة ِ الرَّبِ الرَّحِيم لِناظِرٍ ... أوْ طَائِفٍ أَو رَاكِع مُتخَشِّعِ
تَسَبي القُلوبَ بِحَسَنها وَجَمَالها ... بِتَلَطُّفٍ وَتَعَطُّفٍ وَتَمَتُّعِ
مِنْ كُلِّ وَجهٍ قِبَلةٌ يَأتَمُّها ... كُمْ مِن إمامٍ مُسْتَقِيمِ أَوْرعِ
وَتُرَوَّحُ اْلأرْواحُ فِي صَبَواتهَا ... وَكَأَنَها مَدْهُوشَةٌ لَيْستْ تَعِي
أَفَدي سُوَيكِنَةَ النّقَا وَمُحَجَّرٍ ... إن أطَمَعَت فِي الوَصَل أَو لَمْ تُطْمِعِ
حَسَبي هَوَاهَا وَالنُزُولَ بِسَوحِها ... مَعِ فْتَيةٍ نَزَلتْ بأَشْرَفِ مُوْضَعِ
قُل للعَذول أطَلَت لَومَكَ فِي التي ... لَوِ كُنْتَ ثمَّ مَعِي كُنتَ مَعِي
فَاعَذر لأَرباب الصَّبابةِ وَالهَوىَ ... إنْ كُنتَ لَستَ بِسَالِكٍ للْمَهْيَعِ
تِلْكَ السَّبيلُ سبيلُ أَربَابِ الهُدَى ... المُهَتَدين بِهَدْي خيرِ مُشرِّعِ
صلَّى عليه اللهُ ما برقٌ شَرَى ... أو لعْلَعَ الرَعْدُ الهَتُونُ بِلَعْلَعِ
(1/157)

وقال رضي الله عنه :
مَا لْلمَنَازِل وَالمَرابِع لاَ تَعِىعَنِى وَظَنِّى أَنهَّا لَم تسْمَعِ

خَرِستْ وَصُمَتْ بَلْ تَفَانِتْ بَل عَفَتْوَسَفَتْ عَل]ها كُلُّ رِيحٍ زَعْزعِ

وَتَنَكَّرتْ أَعْلاَمِها وَعُلُمِهاوَرُسُومِها فَكَأَنِها لَمْ تَرَبْعِ

وَكَانَّهُ مَا كَانَ فِيها سَاكِنٌأَوْ مُخْبِرٌ أَوْ مَنْ يُجِيَبُ إِذ1 دُعِي
* * * * * * *
وقال رضي الله عنه :

يَا سَعِد قَلِبى حَزِينعَلى فِراق الرَّبِوُعْ

قَد زَاد مِنه الحَنيَنوَسَاعَدتِه الدَّمُوعْ

نَاديَتُ هَلْ لِى مُعينبِدَمْعهِ وَالخُشُوعْ

( مِن كُلِّ عَاشِقْ مَكِينقَد طَال مِنهُ النُزُوعْ )

إلى عُريَب الْحَمِىالنَازَيَنِ الْكَثِيفْ

فِيهُم عُذَيَبِ الْحَمِى اللمَافَرْدُ الجَمَال الغَريبِ

رَمَاهُ لَمَّا رَمِىقَلَبى بِسَهِمٍ مُصِيبْ

( فَصَار مِثَلى رَهَيَنْطُولَ الزَّمَانِ يَلُوعْ )
فصل

مسْكينْ مَالُهْ قَرارْوَلاَ لَقَلْبه سُكُونْ

أَلَّليل مِثَلْ النهارْوَالْوَقَتِ كُله شُجَونْ

وَالقَصَد خَلْعُ العَذّارْعِنده وَطَنىُّ الشُوُنْ

( وَالَيومْ مِثَل السَّنينْوَالوِتِرْ مِثَل الجُمُوعْ )
فصل

يَاهَل لأَيَّامِنابِالمْنَحَنى وَالنَّقَا

مِنْ عَوْدَةٍ بِالهْنالِكَنْ يَزَول الشَّقَا

وَيَنمِحى ذا العَنابِالقُربِ ثُمَّ الَّلقَا

( أَرجُو القَّوِىَّ المَتِينْرَبَّى إِليَهِ الرَّجُوعْ )
(1/158)

وقال رضي الله عنه هذه القصيده العينيه وقد شرحها سيدنا الإمام أحمد بن زين الحبشى شرحا بايغاً أَجاد فيه نفع الله بهما .
وَتَنَهُّدٍ تَرْتَجُّ مِنهُ أَضَالِعى
يَا سَائِلى عَنْ عَبْرتَى وَمَدامِعى
وَتَعَرف وَتَطَوع بِمَرابع
وَتَاسَفٍ وتَلَهِفٍ وَتَشَوفٍ
وَتَلَوُّعٍ وَتَولَعٍ بِمَطَامِعِ
وَتَجُّبٍ وَتَغَرُّبٍ وَتَطلُّبٍ
مِنْ شَاهِدى فِى وَحَدَتِي فِى وَمَجَمِعي
يَكْفَيَكَ مَسْألتى شُهُودُكَ مَا تَرىَ
وَالفِهِم عَنْ نُطَقِ الَّسان الذَّائع
وَظَواهِر اَلأحْوَال تَغْنى ذَا الحْجا
بالشَّرَحِ إِعْلام اْلبَعِيد الشَاسِع
لكَنْ لَعَلَكَ أَلَعلك تَبَتَغِى
يُسَلى فُؤاد المُسَتَهام النّازعِ
هَذا وَلى فِى شَرح بِعَض الحال مَا
عَنْ جِيَرةٍ بَيَنَ العُذيَبِ وَلَعْلعِ
فَاسَمَعْ هُديَت وَلاَتَكُن لِى عَزِلاً
لأرى وَأَسَمَع مَا يَرُوقُ لَمسَمَعى
قَد طَالما طَوَقَت حَول خِيامِهم
وَسَمِعت لَكِنْ مَا يَفِيض مَدَامِعى
فَرأَيت لَكِن مَا يَذُوب مُهَجَتى
وَتَبَدد فِى كُل قَفْرٍ بَلَقْع
مِنْ فُرقةٍ وَتَشتت لأِحِبَّةٍ
مِنْ جْمِعِهمْ مَا لَم يَكُنْ بِمَصدعِ
(1/158)

لَحتْ بِهَم نُوبُ الزَّمانِ فَصَدعتْ
مِنْ شَأنِه تَفَرِيق كُل مُجَّمعِ
وَجَرى عَلِيهم ذَلَكِ اْلأمْرُ الذَّى
مِنْ بَعِدِهم حَال الرُّبا وَالمْربَعِ
فَتَوَحَشَتْ مِنْ بِعِدِهَم وَتَنَكَرت
مِنْ جَمَعِهم مِا لم يَكُنِ بِمَصَدعِ
لَمْ يَبَ َ فِى تِلَك الدَّيار وأهِلها
مِنْ حَادِثِ الدَّهر المُمضِّ المُجَع
آهٍ عَلَى تِلَك الديار وَأَهَلها
مِنْ كُلْ غَانٍ بِالجَمال المُبدع
آهٍ عَلى تِلك الخَيامِ وَمَا حَوَت
مِنْ قَاصِر وَمُحَجَبٍ وَمُبرُقَعِ
آهٍ عًلًى تِلك القَباب وَمَا بِها
فِيها مِنْ الغَيدِ الحِسان الرُتَعِ
آه عَلَى تِلكَ الرِياضِ وَكُل مَا
مِنْ وَارِد أَو شَارِبٍ مُتَضَلَّعِ
آه عَلَى تِلكَ الحِياَضِ وَمِنْ بِها
وَظِبَاءِ وَادِى المُنَحَنى وَاْلأجْرَعِ
آه عَلَى غَزَلاَنِ حَائِر وَالنَقَا
بِسِفُحَها وَحَمَائِها المُتَمَتِعِ
آه عَلَى آرَمَةَ تَرْْتَعِي
وَشِمُوَسَها اَلمُشَرقِات السُّطَع
آه عَلَى أَقَمَار أفَلاَكِ العُلاَ
وَمَعالِمٍ وَأَدِلةٍ لِلْمْيَعِ
وَكَوَاكِب وَثَواقِبٍ وَمَصَابحٍ
فِى العلِم وَالتَقَوىِ بِأفْضَلِ مَوَضُوعِ
وَشَوَامِخٍ وَبَوَاذِخٍ
وَمَقَاصِدٍ وَقَواصِد لِلْمَشرَعِ
وَمَعَاهِد وَمَقَاعِدٍ وَمَعَاهِدٍ
وَنَواظِر نُوَر الجَمَال اْلاَرْفَعِ
وَحَضائِر وَمَحَاضِر وَمَناظِر
وَمَحَارِسٍ لْلحَاضِر اْلمُسَتَجَمِعِ
وَمَدارسٍ وَمجالِسٍ وَمَغَارِسٍِ
وَمَدَافِعٍ لْلخَائف المُخشعِ
وَجَوامِعِ ومَجامِعِ وَمَسامِع
وَمَدَاركٍ للشَيَقٍ المُتطَّلع ِ
وَممالِك ومسالك مِنْ سَالِكِ
وَمَخَارجٍ مِنْ مُشَكِلٍ مُسْتَبشعِ
وَمَدارجٍ وَمَنَاهِجٍ وَمَعَارِجٍ
وَمَحافِلٍ مِنْ كُل حَبْرٍ أَرَوَعِ
وَوَسَائِل وَفَضَائِل وَمَناهِلٍ
وَدَقَائِق لَيَستْ تُرامُ لِمَدعِى
وَطَرائِقِ وَحَقَائِق وَرَقضائِق ٍ
وَطَرائِفٍ وَمَعاكِفٍ بالمُجَتَمَعِ
وَعَوارِفٍ وَمَعَارِفٍ وَلَطَئِفِ
(1/159)

وَتَصَرفٍ بالإذْانِ لِمُسَتجِمعِ
وَبَصَائِرٍ وَسَرَائِر وَتصُوفٍ
مُتَبَحِرٍ مُتَفَنِنِ مُتَوسَّعِ
مِنْ كُلَّ طُوَدٍ فِى اْلعِلومِ وَفِى الحَجَا
وَمَقَاله والحال غَيِر مُتَضَيَع
دَاعٍ إلى الله اْلعَظِيَم بِفَعَلهِ
وَصَيانةٍ للسِر أحَسَنِ مَنْ يَعِى
ذِى عِفَهٍ وَفِتُوةٍ وَأَمَانِةٍ
مِنَه الغُيوب بِمَنَظَرٍ وَبِمَسَمِعِ
وَزَهَادةٍ وَعِبادةٍ وَشَهادِةٍ
يَرقىَ إِلى أَنْ يسْتَجِيبَ ‘ِذا دُعِى
جَمَع الرَياضِةَ وَاْلكُشُوفَ وَلَمْ يَزَلْ
ـنَ القَانِتِ المُتَبِّلِ المُتَخَشِعِ
مِثْل اْلأَمَام عَليَّ زَيِنِ العابِديـ
العَالمِ الرَّبانى المُتوَرعِ
وَالباقِر السُجاد خِير مُهَذَبِ
وَإمام أَهِل الحَقِّ غَيِر مُدافِع
والصَادِق الضِّديقِ أَسَتاذ اْلأَولَى
العادِل المُتَحضفِظ المُتَطَوع
وَخَلِيفةِ الصَدقِ ابَنَ عَبِد عَزِيِزها
وَأَبى سَعِيد النَّاصِح المُتَبَرع
وَأَويس القَّرنى أَخْير تاَبِع
ـرَحَمَنِ لُذْ بالزَاهِد المُتَقَنَّعِ
وَمُحَمِد أََعْنى بن وَاسِع قَارى الـ
أُرى المَنَامِ فَكَان أَحَسَن مُسَرعِ
آكَرم بِه وَمَالِك الخَيِر الَّذى
نَعَمَ الشَّهيدَ بِنيَّةٍ مُسَرعِ
وَالعَجَمِىَّ المُسَتجاب وعُتَبةٍ
نَعمِ الشهِيد بِنيةٍ وَمُضَجَعِ
وَالعَجَمِىِّ المُسَتَجاب وَعُتَبِةٍ
وَبِابِنِ زَيَدٍ الحَمِيد المَرجَع
وَأَحَسِن بِثَابِتَ وَالرَّبِيع المُنَتَقِى
الخَائِف المُتَخَسِعِ المُتَضَرعِ
وَالثَوَرى الحِبَر الشَحِيَح بِديَنه
وَالشِافِعى وَأَحَمَد المُتَمَنِع
وَأَبى حَنِيفةَ أَلإمَام وَمَالِكٍ
فِى مِنْ أَهل المَقَام الرابعِ
وَابِن المُباركَ وَالذِى سَبَقَ اْلأَولى
وَاالحَقِ مِنْ أَهِل المَقَامِ الرَابِع
تِلكِ الأئمه وَالد َّعاةِ إِلى الهُدى
وَوَهِيب وَرِدى اللَّطِيف المَنْزَعِ
وِأَبى عَلَى وَأَبى إِسَحاقهمْ
فِى زُهَده دَاودِ طَىَّ اْلأَوْرعِ
وِابى المُبارك وَالذى سَبَقَ اْلأَولى
(1/160)

وَكَذَا السَّرىُّ إِلى الجُنِيد اْلألْمَعىِ
وَيَلِيه مَعْرُوفٌ عَلَى قَدَم الوَفَا
مِنْ زَاهِد مُتَبَتل مُسَتَجِمَعٍ
وَالحافِى المَدعو بِبِشَر حَبَذا
العَالم المُتَحَقِق المُطَلِّعِ
وَالتُسَتِرى أَبى مُحَمد سَهَلهمْ
بِكَتابه أَحَسَنْ بِه مِنْ لوْذَعى
وَابى المُحاسِبه الذَّى اَنْتَفع النَّهى
بِكَتابه أَحَسِن بِه مِنْ لَوِذِعى
وَمُولِّف القوت الّذّى أَنَتَفع وَالنَهِى
لْلقومِ مَنْ أَهِل الجَناب اْلاَرفَعِ
وَتَلاَهُ مَنْ بَعَثَ الرَّسالةَ نَاصِحاً
أَهَل النَِّبوةِ خَيرُ كُلَّ مُشَفَعى
وَالحَجَة الحِبر الذَّى بَاهى بَه
مِنْ فَائِقٍ وَكَمِثَلهِ لَمْ يُوضَعِ
وَبِوَضَعهِ اْلإِحْياءِ فَاقِ فَياله
الجِيلى المَشهُورُ زَاكِى المَنِبعِ
وَالشَيخ مُحى الدِّين فَرد زَمانِه
وَالشاذِلِىُّ الشَاكِرُ المُوَسَّعِ
وَكَذا الرفاعى الرَفِع مَقَامِهُ
وَلَسهر وَرْدى العَوارفِ فَاتِيبع
وَكَصاحِبِ الغَرِبِ المُنِير شُعيَبه
عَلضويةٍ نَبَويةٍّ فَاسَمعْ وَ ع )
( وَأَصُلنا وَشُيُخَنا مِنْ سَادةٍ
وَيِليه عِيِس ذُو المَحَلِّ الاَرفَع
الشَيَخ نُور الدين ثُم مُحَمَد
بَصَريِهِمْ وَجَديدَهُثم مَهُما دُعى
وَأَحَمَد وَعَبد الله مَعْ عَلِويهُم
وَسَلِله فَمُسلم فِى المّركَعِ
وَسَليل عَلَوىّ عّلّى مَنهِاجهِ
يَا شِيخ الشُّيوخِ العَارِف المُتوَسِعٍ
رَدَّ الرَّسُول عَليه مِثل سَلامهَ
أَصَل لأَشياخ الَّطريَقِ مثفَرعِ
وَنَزَيلِ مرْبَاطٍ إِمام جَامِعٍ
شَيخَ الشَّيَوخِ العَارِفَ المُتوسِعِ
وَبِنِيهِ خُصِ إِمَامهُم أَسَتاذّهُمْ
وَعَفِيفِهم وَمُحَمِد المُسَتَوَدِعِ
وَتَلاهُ عِلَوىٌ أَتى بَعَلِيَّهِم
وَالفَخَر وَالمْحضَار يْسَرع إِنْ دُعى
وَوَجِيه دِين اللهِ سقَّاف العُلا
وأَخِيه نُور الدَّين أنس المْربَعِ
وَالعِدَروس القُطْب سُلَطان اللاَ
وَنَزِيل عِيديد الفَقِيه اْلاَروْعِ
وَمُحَمِدٍ القَوامِ صَاحِب رَوْغةٍ
(1/161)

الشَّيخ نُور الدَيِنِ أَنسِ المَرَبَعِ
وَمُحَمِد ذَاكِ الفقِيه وَصَنوه
ومُجاهِد فِيهم عَظِيم المُوقِعِ
وَمُحَمِد ذَاكَ المُعَلمّ زَاهِدٍ
وَكَذا الوَجِيه المُتَقى الأخشَع
وَالعَدنى البَحرْ الخَضِم أَخى النَّدى
وَالشَيِخ شَيِخ ذِى آلمَحَلِّ اْلأَرفَعِ
وَسَلِيل عَلَوى بِأحَمِد جِحَدبٍ
الحَبِر عَبِد القَادِر المُضَلعِ
وَسَلِيلِ ذَاكَ العضفِيفَ وَصُنوِهِ
ذّى الفَخْر وَالجَاه الفَسِيح اْلاَوْسعِ
وَالشَيِخْ أَبى بكْرٍ سُلاَلةِ سَالمٍ
وَكَصَاحِب الوَهَط المَلاَذ المُفَزعِ
وَابْنِ الحُسِين العْدَروسِ وَنَجَلهِ
مُولى الشَبيكَة سَلْ بِه وَتَضَرعِ
والشِّيخ عَبِد اللهِ صاحِبِ مَكَّةٍ
مَنْ بالجَلاَلَةِ صَارَ كَالْمُتَدرّعِ
وَكصَاحِبِ الشِّعَبِ المُهِيَب أَحْمَدٍ
******
حَسْبِى وَفَى تَعَدادهُم لَمْ أَطْمَعِ
وَلأقْبِضَنَّ عِنَانَ قَوْلى هَا هُنا
مِنْ جِدِّهُمْ حِين الزَّفاف أَلاَتَعِى
فَهُم الكَثير الطَّيِبِ المَدعو لَهُم
والعِلم فِى المَاضِى وَفِى المُتَوقعِ
بيَتُ النُّبوةِ وَالفِتَّوة وَالهُدى
داتِ والخِيراتِ كُلَّ أَجَمعِ
بَيِتُ السَّيادة وَالسّعادِةِ وَالعبا
مَةِ وَالأَمَنات لْلمُتَوَرعِ
بِيَتُ اْلإمَانَه وَالزَعَامةِ وَالشِها
وَلَدِى المساغِبِ كَالغيُوث الهُمَعِ
قَوِمٌِ يُغَاثُ بِهِم إذ حَل البَلاَ
لَمُ تُلَفَهُم رَهِن الوَطا وَالمُضَجعِ
قَوَمِ إذ أَرخى الظَلامُ سَتُورهُ
لله أكُرمْ بِالسُجُودِ الرَّكِّعِ
بَل تَلِفَهُم عُمَد المَحاَربِ قُومَاً
وَالتابِعون لَهُم فَسِل وَتَتَبعٍ
ثَبَتوا عَلى قَدمِ الرِّسول وَصَحبِه
قَدَما عَلَى قَدَمٍ بِجِدٍ أَوْرعِ
وَمَضوا عَلَى قَصِد السَّبيلِ إلى اْلعُلاَ
*****
عِلْمَ الطَّريقِ اْلقَصْدِ فَانْصِتْ وَاسَمَعِ
وَجَمَاعِةٌ مِنَهِم أَخَذَنا عَنِهِمُ
وَالفَخِر وَالصُّفى عَقِيل المُصَقعِ
مِثَل الجَمَال نَزَيِل مَكَّةَ شَيْخَنا
(1/162)

قَد صَار مِنْ أَهِل اْليَقين بِمَوَضعِ
وَأَبي حُسِين عثمَر اْلعَطاسِ مَنْ
يُدعَى بِشَيخٍ وَالمُنِيبِ اْلاَخشَعِ
وَوَجِيهِ دِين الله مَعْ نَجِلٍ له
مَنْ بِالعنَايةِ بِالرعايةَ قَدِ رُعى
وَكَصاحِبِ الشْحر ابْنِ نَاصِر أَحَمِد
لِتَكُونَ فِيهُمْ مِتعَةُ المُتَمتِعِ
وَبَقِية فِى العُصر مِنَهُمْ عُمرُوا
أَنسٌ وَنَفَعُ الطَّالِبِ المُسْتَنَفِعِ
وَيَكُونَ فِيهُمْ لِلربُوعِ وَاَهْلِهَا
أَمْثالهُمْ فِى حَيِّنَا وَالمَربَعِ
فَالله يَحَفَظَهُمْ وَيُحخَلِفْ مِنَهُمُ
*****
لِلنَّفِسِ وَاْلإِخْوَانِ إِذ كَانوا مَعي
وَالقَصَدُ ذِكْرُ نِصِيحةٍ وَوَصِيَّةٍ
عِزٌّوَحِرزٌ فِى الدُنِا وِالمَرْجَع
تَقَوى إِله اْلعالمِين فإِنَّها
وَاْلزمْ تَنَلْ مَا تَشَتهِه وَتَدَّعِي
فِياها غَنِى الدَّارِينِ فَاسْتَمِسَكْ بِها
دَار اْلوبَاءِ فَما بِها مِنْ مَرتَعِ
وَالزَاهِد فِى الدنُيا مَتَاعِها
تَصَفُو بِحال فَاجِتَنِبها أَوْدَعِ
تُلَهْى عنِ الأخْرَى وَلاَ تَبَتَغِى وَلاَ
شَياٍْ وِبالشُكَرِ اْلاَتَّمِ اْلأَوسِعِ
وَعَلِيك بِالصَبِر فَلاَ تَعِدِل بِهَ
فَكِلاهُما مِثَل الدَّار اْلأنَفِعِ
وَالخَوفِ لِله اْلعَظِيم وِبالرجًا
بِهُما فَإنَهُما عِمادُ المَشَرعِ
وَالًصدق وَالإخَلاَصِ لله احْتَفِظِ
لِلمَسالَكِينَ إلى الحَماء اْلأمْنعِ
وَالتَوِبةِ الخَلَصَاءِ أَوَّلِ خُطْوةٍ
كُنْ رَاضَيا وَمِنْ التَّوكَّلِ فَاكْرعِ
وَبِمْر مَا يقضِ اْلإِلهُ وَحُلْوةٍ
مُسَتَكَثراً مِمها وَرَاقِبْ وَاخَشَعِ
وَلِصَالح النِّيات كُمَنْ مُتَحَرياً
آملاً وَعَما لاَ يِحَمِلُّ تَوَرِعِ
وَاقَنع بِمِسور المَعَاشِ لاوَلاَتَطُلْ
دَاءِ وَمِنَ عُجَبِ وَشَحٍ مُهلَجِ
وَاحَذرْ مِنَ اْكِبر المَشُوم فَإنُه
وَمِنْ التَفَحُشِ شِيَمةَ العَبِد الدَّعى
وَمِنْ الرياءِ فَإنهُ الشِركُ الخَفى
وَالصَمِت َمَعْ سَهر الدُّجِى وَتجَوُّعِ
(1/163)

وَالنَفَس رُضَها بِاعَتِزال دَائِمٍ
وَمَخَالِفٍ مِثْلَ اْلعَدوِّ اْلاَبْشَعِ
وَهَوَاكَ جَاهِدهُ جِهاد مُنازعٍ
ـفانى وَسَاعَات الزَّمانِ المُزْمَعِ
وَاعِمُر بِأورَاد العبادة عُمَرك الْـ
بِتَدبرُّ وَتَرتل ٍ وَتَخَشعٍ
وَاتِل القرانِ كَلاَم رَبِكَ دَائِما
مَرِّ الزِّمَانِ مَعَ الحُضُور اْلاَجْمَعِ
وَالذِكْر لاَكْر لاَزِمههُ وَوَاظِبْهُ عَلَى
وَهْو الدَّوَاءُ لِكُلِّ قَلِبٍ مُوجَعِ
فَهو الغِذا لِكُل قَلِبٍ مُهَتَدٍ
___________________
وَمَكَانها مِنْ دِيَنَ رَبِّكَ وَاخْضَعِ
وَعَلَيكَ بِالصَلَوَات فضاعْرفْ حَقِها
فيها وَلاَ تَغَفَل وَلاَ تتَوَرَّعِ
وَاحسِن مُحافَظِةٍ عَلِيها وَاحَضرنْ
بَيِتِ اْلإله فقُمْ بِفَرضِكَ وَاسْرعِ
وَالصَّوْمِ وِالزَّكَوَاتِ وَالحجِّ إِلى
فَادكُر ممَاتِكَ وَاخْشَ سْوءِ المَصَرعِ
وِاعَلمْ بِأَنِكَ عَنْ قَري[ م]ّتٌ
فِى بَطِنِ قَبِرٍ مٍنْ فَلاَةٍ بَلَقعِ
وَاذكُرْ بأَنكَ عَنْ قَلِيل صَائِر
والوَزنٍ وَالجِسرالمهُولِ اْلاَشْفَعِ
وَمِنْ القُبور إِلى النُشُور لِمُحَشرٍ
آوْحَرِّ نَار وَالعَذَابِ اْلاَفْظَعِ
ثُمَّ المصِير لِجَنةٍ وَنَعِيِمهِا
___________________
وَاغَفِر لَنا وَارحَمنا وَاَلِّفْ وَاجِمَعِ
يَا رَبنا يَا رَبَنا اُلْطِفْ بِنا
يُرضِكَ عَنا أَنِتِ اسَمَعُ مَنْ دُعى
يَارَّب وَاجَبُرنا وَوَفِقَنا لِما
أعَمارنا وَالزِيغِ عَنا فَادِفعِ
يَاربَّ واخَتِمْ بِالَيَقين وَالهُدى
فِى دَارِكَ الفْرِدوْسِ العَظِيمِ اْلأوَسِعِ
يَارَبِّ وَاجِمَعنا وَأَحْباباً لَنا
لِنَبِيكَ المُخَتارِ وَاْلأَصَحَابِ ثُمِّ التَابِعى
وَأَجِعَل صَلاَتَكَ وَالسَّلامَ مُضَاعِفاً
وَاْلآلِ وَاْلأَصَحابِ ثُمَّ التَابِعي
المُصَطَفِى اْلهادِى إِليكَ مُحَمَدٍ
وَقَد اْنتَهتْ فَاقِبلْ إِلهى وَانَفَعِ
وَالحَمِدُ لِله اْلكَريمِ خَتامُهاَ
_____________________
(1/164)

حرف الفاء :
=======
* * * * * *
وفيه ثلاث قصائد
(/)

وقال رضي الله عنه :
الله جَلَّ اللهُ عَنْ تَكْيِيفِ ... مُتَفرد بِالمْلُكِ وَالتَّصرِيفِ
مَلِكٌ قَدِيرٌ وَاحِد مُتَقَدسٌ ... عَنْ قَوْلِ أَهِل الزيَّغِ وَالتَّحرِيفِ
خَصَّ الرَّجَالَ عِباده بشُهودِهِ ... وَبِسَرِّهِ وَالفَضَل وَالمَعَروفِ
فَتبادَروا وَتسَارَعُوا فِى حُبهِ ... وَوَفَوْا بِحَقِّ اْلأَمْرِ وَالتَّلْيِفِ
فَاقْتَد بِهِمْ إِنْ كُنْتَ عَبِدا مُخْلصاً ... وَتُحِب أن تُدعَى ِبإسْمِ الصُوفِي
وقال رضي الله عنه :
بَشِّرْ فُؤَادِكَ بِالنِّصِبِ الوَافي ... مِنْ قُربِ رَبِكَ وَاسِعِ اْلأَلْطَافِ
الوَاحِد المْلكِ اْلعظِيمِ فَلذْ بِهِ ... وَاشَربْ مِنْ التّوحِيد كَأساً صَافي
وَاشَهَدْ جَمَالاً أَشْرقَتْ أَنَوارهُ ... فِى كُلَّ شْيء ظَاهِراً لاَخَافي
وَعَلى مَنَصِّ الجَمَع قِفْ مُتَخَلياً ... عَنْ كُلِّ فَانٍ لِلتَفرِّقِ نَافىِ
وَالبِسْ لِرَبِّ العرشِ فِى أَقَدارِه ... ثَوبِاً مِنْ التَّسْليمِ وَافٍ الْكَافى
وَاسْتَكْفِ رَبَّكَ كُلَّ هَمٍّ إِنه ... سُبَحَانَهُ البَرُّ الَّلطِيفٍ الْكَافي
وَاسَأَلهُ أَنْ يُلْبِسْكَ ثَوْبَ إِنَابَةٍ ... وَهِدَايَةٍ وَسلاَمَةٍ وَعَوافِي
وَاشْكُرْ عَلَى النَّعْمَاءِ وَاصْبِر لِلْبَلاَ ... وَتَحَلَّ بِالإِفَضَالِ وَالإِنْصَافِ
وَعَلَيْكَ بِالإخْلاصِ وَالصِدْقِ وَبِالْـ ... ـزُهْدِوَجَانِبْ مُنْكَرَ الأَوْصَافِ
وَاسْتَصْحِبِ التَّقوَى وَكُنْ ذا هِمَّةٍ ... وَفُتوَّةٍ وَأمَانَةٍ وَعَفَافِ
وَأنِبْ إِلَى دَارِ الْكَرَامَةِ وَالْبَقَا ... وَعَنِ الدَّنِيَّةِ كُنْ أخِي مُتَجَافِي
وَالْزَمْ كِتَابَ اللهِ وَاتْبَعْ سُنَّةً ... وَاقْتَدْ هَدَاكَ اللهُ بِالأَسْلاَفِ
أَهْلِ الْيَقِينِ لِعَيْنِهِ وَلَحِقِّهِ ... وَصَلُوا وَ ثَمَّ جَوَاهِرُ الأَصْدَافِ
رَاحُ الْيَقِينِ أَعزُّ مَشْرُوبٍ لَنَا ... فَاشْرَبْ وَطِبْ وَاسْكَرْ بِخَيْرِ سُلاَفِ
هَذَا شَرَابُ الْقَوْمِ سَادَتِنَا وَقَدْ ... أَخْطَا الطَّرِيقَةَ مَنْ يَقُلْ بِخِلاَفِ

-------------------
(1/165)

وقال رضي الله عنه هذه القصيدة آخر جمادى سنة القحط 1092هـ وسقى الله العباد فى الشهر الذي أنشأها فيه :
يَارَسُولَ اللهِ يَا أَهْلَ الوَفَا ... يَاعَظِيمَ الخُلْقِ يَابَحْرَ الصَّفا
أَنْتَ بَعْدَ اللهِ نِعْمَ المُرْتَجَى ... وَاللَّجَا يَاُمْجَتَبى يَا مُصْطَفَى
يَاخِتَامَ الرُّسْلِ يَاخَيْرَ الْوَرَى ... يَاسَرِيعَ الغَوْثِ أَدْرِكْ مَنْ هَفَا
عَبْدُكَ الْجَانِي الَّذِى زَلاَّتُهُ ... أَوْقَعَتْهُ فِى صُدُودٍ وَجَفا
وَرَمَتْهُ فشى بِحَارٍ مِنْ أَسَى ... مَوْجهَا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ قَدْ طَفاَ
وَاَتَاكُمْ هَارباً مِنْ ذَنْبِهِ ... وَمِنَ الدَّهْرِ الذِّ قَدْ أَجْحَفاَ
وَزَمَانٍ عُكِّسَتْ أَحْوَالُهُ ... صَارَ فِيهِ الْوَجْهُ فِى حَدِّ القَفَا
وَمِنَ الْكَرْبِ الَّذِى أَوْدَى بِهِ ... وَمِنَ الغَمِّ الذِى قَدْ أَلْحَفَا
وَفُتُونٍ وَشُجُونٍ مَا لَهَا ... كَاشِفٌ إِلاَّ اعْتِنَاكُمْ وَكَفَى
فَأَغِثْنِى بِغِيَاثٍ عَاجِلٍ ... وَافْتِقْدنِي يَاشَرِيفَ الشُّرَفَا
وَانْتَقِذْنِي وَتَدَارَكْنِي وَكُنْ ... لِي مُعِيناً يَا إِمَامَ الْحَنَفَا
وَاحْمنِي مِنْ كُلِّ مَا أَحْذَرُهُ ... فِي مَعَاشٍ وَمَعَادٍ أَزِفا
وَاسْأَلِ الرَّحْمَنَ لِي فِي حَاجَتِي ... التَّي في النَّفْسِ مِنْهَا كَلّفَا
أَنْتَ حَبْلُ اللهِ مَنْ أمْسَكَهُ ... فَازَ بِالخَيْرِ وَبِالْعَهْدِ وَفاَ
يَا رَسُولَ اللهِ يَاشَمْسَ الهُدَى ... كُلُّ ضُرٍّ بِكُمُ قَدْ كُشِفَا
يَا رَسُولَ اللهَ يَابَحْرَ النَّدَى ... كُلُّ جُودٍ مِنْكُمُ قَدْ عُرِفَا
يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الجَدْبَ وَالْـ...ـقَحْطَ وَ الباسَاءَ في الأَرْضِ ضَفَا
يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ أَوْدَى الْغَلاَ ... بِالمَسَاكِينِ العُفَاةِ الضَّعَفَا
طَحَنَتْهُمْ سَنَوَاتٌ عَجُفٌ ... صَارَ فِيهَا الْكُلُّ مِنْهُمْ لِشَفَا
وَذَوُو الأَمْوَالِ مِنْهُمْ وَالْغِنَى ... بِخَلُوا بُخْلاً قَبِيحاً مُتْلِفاَ
لَمْ يَدَعْهُمْ بُخْلُهُمْ أَنْ يُنْفِقُوا ... فِي سَبِيلِ اللهِ مُعْطِي الْخَلَفَا
وَبَقِى أَهْلُ الضَّرُورَاتِ بِهَا ... مِثْلَ حُوتٍ بَحْرُهُ قَدْ نَشِفَا
وَالذِى أَوْجَبَ هَذَا كُلَّهُ ... أَنَّ كُلاَّ مِنْهُمُ قَدْ أَسْرَفَا
فَاسْأَلِ الْعَفْوَ لَهُمْ يَاسَيِّدِي ... رَبَّكَ الرَّحْمَنَ أَكْرَمْ مَنْ عَفَا
وَادْعُهُ أَنْ يُنْزِلَ الْغَيْثَ لَهُمْ ... عَامّاً يَنْسَوْا بِهِ مَاسَلَفَا
وَيَعَيِشَ النَّاسُ فِيهِ صَالِحاً ... يَشْكُرُونَ اللهَ جَهْراً وَخَفَا
وَتَشَفَّعْ يَارَسُولَ اللهِ فِي ... كَشْفِ هَذَا الْكَرْبِ حَتَّى يُكْشَفَا
فَلَكَ القَدْرُ المُعَظَّمْ شَأْنُهُ ... وَلَكَ الْجَاهُ الفَسِيحُ الْكَنَفَا
رَبِّ لاَطِفْنَا بِجَاهِ المُصْطَفَى ... وَاسْقِنَا الْغَيْثَ فَإِنَّا ضُعَفا
قَدْ عَصَيْنَا ثُمَّ تُبنَا فَأقَلْ ... وَتَقَبَّلْ مَنْ جَنَى وَاعْتَرَفَا
وَارْفَعِ القَحْطَ مِنَ الأَرْضِ مَعَ ... الَظُّلْمِ وَالجَوْرِ الذِى قَدْ كَثُفَا
وَانْصُرِ الدِّينَ وَأَرْشِدْ أَهْلَهُ ... وَوُلاَةَ الأَمْرِ وَفِّقْ لِلْوَفَا
يَاكَرِيماً وَاجَوَاداً مَاجِداً ... يَارَحِيماً يَالَطِيفَ اللُّطَفَا
يَاعَلِيماً يَاحَلِيماً مُحْسِناً ... يَاعَطُوفاً عَطْفُهُ قَدْ أُلِفَا
يَاعَظِيمَ المَنِّ وَالإِفْضَالْ وَ ... الْجُودِ والعُرْفِ الذى قَدْ أُلِفَا
وَصَلاَةُ اللهِ تَغْشَى أحَمْدَاً ... مَنْ لِنَارِ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ طَفَا
وَسَلاَمُ اللهِ مَعْ بَرَكَاتِهِ ... وَعَلَى الآلِ الكِرَامِ الشُّرَفَا
وَعَلَى الأَصْحَابِ مَعْ أَتْبَاعِهِمْ ... دَائِماً ما بَرْقُ نَجْدٍ رَفْرَفَا
وَسَرَى مِنْهَا نَسِيمٌ طَيِّبٌ ... لِغَلِيلِ الْقَلْبِ أَبْرَأ وَشَفَا

--------------------
(1/166)

حرف القاف :
========
* * * * * * *
وفيه ثلاث قصائد
(/)

وقال رضي الله عنه فى ربيع الثاني سنة 1121هـ :
بُرَيْقُ الحِمَى مِنْ جَانِبِ الغَوْرِ أَبْرَقَا ... فَأذْكَرَنِي عَقْداً وَعَهْداً وَمَوْثِقَا
وَعَيْشاً خَلاَ وَالْغُصْنُ غَضٌ وَمُوْرِقٌ ... بِوَادِي النَّقَا رَعْياً لَمِنْ سَكَنَ النَّقَا
عُرَيْبٌ لَهُمْ تَحْتَ الضُّلُوعِ مُنَيْزِلٌ ... بِهِ وُدُّهُمْ بَاقٍ إِلَى مَوْعِدِ اللَّقَا
إِذَا مَاذَكَرْتُ الْكَوْنَ فِيهِمْ وَبَيْنَهُمْ ... يَكَادُ لِفَرْطِ الوَجْدِ أَنْ يَتَمَزَّقَا
فُؤَادٌ عَلَى طُولِ الزَّمَانِ مُتَيَّمٌ ... يَحِنُّ إِلَيْهمْ حَسْرَةٌ وَتَشَوقَا
وَيَصْبُو إِلَيْكمْ كُلَّمَا هَبَّتِ الصَّبَا ... وَإِنْ نَاحَتْ الوَرْقَاءُ بَاتَ مُؤَرَّقَا
سَقَى اللهُ أَكْنَافَ الأَبَاطِحِ صَيِّباً ... مُلِثاً إِذَا لَحَّتْ بَوَارِقُهُ سَقَا
أَحِبَّتَنَا هَلْ مِنْ سَبِيلٍ لِعَوْدَةٍ ... نُسَرُّ بِهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ نَتَفَرَّقَا
فَأَمَّا إِلَيْكُمْ يَا أحَيْبَابَ مُهْجَتِي ... فَإنَّي قَدْ أَصْبَحْتُ عَنْهَا مُعَوَّقا
بِضُعْفٍ وَذَنْبٍ وَالذُّنُوبُ مَوَانِعٌ ... عَنِ الْخَيْرِ فَاتْرُكْهَا لِتَنْجُوْ مِنْ الشَّقَا
وَسِرْ فِي الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ إِلَى العُلاَ ... عَلَى الصِّدْقِ وَالإِخْلاَصِ وَالْبِرّ وَالتُّقَى
وَإِيَّاكَ وَالدَّنْيَا الغَرُورَ فَإِنَّهَا ... مَتَاعٌ قَلِيلٌ مَالَهَا أَبَداً بَقَا
وَنُلْهِيكَ عَنْ جَنَّاتِ خُلْدٍ نَعِيمُهَا ... يَدُومُ وَيَصْفُوا حَبَّذَا لَكَ مُلْتَقَى
وَفِيها رِضَا الرَّبِّ الْكَرِيمِ وَقُرْبُهُ ... وَرُءْيَتُهُ أَكْرِمْ بِذَلِكَ مُرْتَقَى
وَصَلَّى وَسَلَّمْ ذُو الْجَلالِ عَلَّى احْمَدٍ ... شَفِعِ الْبَرَايَا كُلَّمَا المُزْنُ أَغْدَقَا

-------------------------
(1/167)

وقال رضي الله عنه :
دَعِ النَّاسَ يَاقَلْبِي يَقُولُونَ مَابَدَا ... لَهُمْ وَاَّثِقْ بِاللهِ رَبِّ الْخَلاَئِقِ
وَلاَ تَرْتَجِي فِى النَّفْعِ وَالضُرِّ غَيْرَهُ ... تَبَارَكَ مِنْ رَبٍّ قَدِيرٍ وَخَالِقِ
فَلَيْسَ لِمَخْلُوقٍ مِنَ الأَمْرِ هَاهُنَا ... وَلاَ ثَمَّ شَيءٌ وَاعْتَمِدْ قَوْلَ صَادِقِ
هُوَ الرَّبُّ لاَرَبُّ سِوَاهُ وَكُلُّهُمْ ... عَبِيدٌ وَتَحْتَ الْحُكْمِ مِنْ غَيْرِ فَارِقِ
نَعَمْ بَعْضُهُمْ مِمَّنْ يُحِبًّ وَيَرْتَضِي ... لِطَاعَتِهِ وَالْبَعْضُ عَاصٍ وَمَارِقِ
بِتَوفِيقِهِ صَارَ المُطِيعُ يُطِيعُهُ ... وَخَالَفَ بِالْعِصْيَانِ كُلُّ مُفَارِقِ
فَسَلْ رَبَّكَ التّوْفِيقَ وَالْعَفْوَ وَالرِّضَا ... وَكَوْناً مَعَا أَهْلِ الْهُدَى وَالحَقَائِقِ
رِجَالٌ إِلَى الرَّحْمَنِ سَارُوا بِهِمَّةٍ...عَلَى الصَّدْقِ وَالإِخْلاَصِ مِنْ غَيْرِ عَائِقِ
فَنَالُوا الذِّي كُلُّ المَطَالِبِ دُونَهُ ... فَلِلهِ مِنْ عَيْشٍ كَرِيمٍ وَرَائِقِ
دُنُوٌّ وَتَقْرِيبٌ وَأُنْسٌ بِحَضْرَةٍ ... مُقَدَّسَةٍ فِى مُنْتَهَى كُلِّ سَابِقِ
فآهٍ عَلَى عَيْشِ الأَحِبَّةِ كَمْ أَسىً ... عَلَيْهِ وَكمْ دَمْعٍ عَلَى الخَجِّ دَافِقِ

--------------------
وقال رضي الله عنه :
يَاجَمِيلِ انَّ سِتْرَ اللهْ عَلَى الْخَلْقِ بَاقِ
كَمْ غَفَرْكَمْ سَتَرْ حَتَّى عَلَى أهْلِ الشِّقَاقِ
الَّذِى يَرْكَبُونَ لمُوبِقَاتِ الشَّوَاقِ
بَعْدَ تَوْبَاتِهِمْ مِنْهَا وَحُسْنِ الوِفَاقِ
أَحْسِنِ الظَّنَّ بِالْمُسْلِمْ وَلَوْ كَانْ نَاقِي
وَاحْذَرِ الفَاسِقِينَ أهْلَ الرِّيَبْ وَالنِّفَاقِ
لاَ تَرافِقْهُمِ فإِنَّ الْقَومْ بِئْسَ الرِّفَاقِ
وَاصْحَبِ المُتَّقِينَ أهْلَ الهِمَمْ وَالسَّباقِ
الذَّيِنَ رَقَوْا بِالطَّاعَةَ أعْلَى المَرَاقِي
أَهِلْ عِينِ الْيِقينْ الخَاشِعِينَ الرِقاقِ
الَّذِين انْفَاسُهُمْ تَخْرُقْ رَفِيعَ الطِبَاقِ
المُقِيمِينْ فِى الْحَضْرَةْ مَعَ خَيْر سَاقِى
عَينْ تَسْنِيمْ تَسْقِيهِمْ بِكَأْسٍ دِهَاقِ
خَتْمهَا المِسِكْ يَالِلهْ تِلْكَ المَسَاقِي
ثُمَّ ذَا الْحِينْ يَاسَاجِي المُقَلْ وَالحِدَاقِيَ
الَّذِى حَلّ حُبُّهْ تَحْتَ سَتْرِ الصِفَاقِ
يَاجَمِيلَ المحَيَّا يَاعُذَيْبَ المَذَاقِ
يَالَطِيفَ المَحَاسِنْ يَاكَثِيرَ الوِفَاقِ
مَابَدَالَكْ فَدَيْتَكْ فِى الفَضَا وَالمَهَاقِ
وَاللَّقَالِقْ وَكُثْر النَقْنَقَةْ وَالْعِلاَقِ
لِلَّذِى قِدُهْ مِنَّكْ فِى غِلاَقِ الْغِلاَقِ
فِى شَبَهْ مَنْ وَقَعْ فِى ضِيقِ حَبْلِ الخِنَاقِ
رُدُّ رَأْسَكْ بِنَظْرَةْ وُدُّ فَالْوُدّ بَاقِ
وَاتَّقِ اللهْ رَبَّكْ خَيرْ حَافِظْ وَوَاقِي
ثُمَّ صَلُّوا عَلَى افْضَلْ مَنْ سَرَى بِالْبُرَاقِ
أَحْمَد الشّافِعِ المَقْبولْ يَوْمَ التَلاَقِ
مَاجَرَى السَّيلْ مِنْ مُزْنِ السَّمَا فِي السَّوَاقِي
-------------------
(1/168)

حرف الكاف :
========
* * * * * * *
وفيه ثلاث قصائد
(/)

وقال رضي الله عنه :
أَيَّهَا الْعَبْد لاَتَيْأَسْ مِنَ اللهْ مَوْلاَكْ
وَأرْجُ فَضْلُهْ وَلْطْفُهْ فِي مَمَاتِكْ وَمَحْيَاكْ
وَاْذكُرِ أسْمُهْ تَعَالَى فِي صَبَاحِكْ وَمَمْسَاكْ
لاَ تُعَوِّلْ عَلَى غَيْرِهْ لِنَفْعكْ وَضَرَّاكْ
فَانُّهْ الْفَرِدْ ذِي بِيدُهْ تَدَابِيرْ لَفْلاَكْ
مَا لِحَدْ شَي مَعهْ حَاشَاهْ فِى ذَا وَلاَ ذَاكْ
وَاشْكُرْ آلاهْ وأنْعَامَهْ يَزِيدَكْ وَيَرْضَاكْ
وَاصْبِرْ إِنِ أبتَلاَكْ إِنُّهْ بِكَ ارْحَمْ مِنَ آبَاكْ
وَأدْعهْ إِسْأَلهُ يَكْشِفْ عَنكْ ضُرَّكْ وَبَلْوَاكْ
وَاحْفَظَ امْرُهْ وَلا تَعْصِيهْ , فَالمْعصيَةْ دَاكْ
كَيفْ تَعْصِي الَّذِي مِنْ نُطْفَةٍ جَلَّ سَوَّاكْ
ثُمَّ غَذَّاكْ بِاحْسَانِهْ وَنَمَّا وَرَبَّاكْ
أَيُّهَا الْغَافِلِ اْستْيِقظْ , وَمَهِّدْ لِمَثْوَاكْ
وَاذْكُرِ الْمَوْتْ قَبْلَ الْمَوتْ يَنْزِلْ بِمَغْنَاكْ
وَاجْمَعِ الزَّادْ لِلسَّفْرِ المَدِي قَبِلْ يَفْجَاكْ
آه يَا قَلْبِي إِيشْ أَغْفَلَكْ عَنْ حَالْ عُقْبَاكْ
كَيفْ تَغْفَلْ عَنِ الأُخْرَى وَتَرْكَنْ لِدنُيْاكْ
فَاتْرُكِ الْفَانِي الْمرْذُولْ وَاقْبِلْ على أخْرَاكْ
وَاعْمَلِ الْخَيرْ تَظْفَرْ فِي مَعَادَكْ وَرُجْعَاكْ
وَاحْمَدَ اللهَ إذْ وَفَّقَكْ لِلرُّشُدْ وَ هْدَاكْ
وَاتَّبِعْ سُنَّةَ الْهَادى , مُحَمَّدْ وَبُشْرَاكْ
(1/169)

وقال رضي الله عنه :
وَهَلْ سَبِيلٌ إِلَى لَقَاكِ
يَابَهْجَةَ الُحْسنِ هَلْ أَرَاكِ
قَلْبِى فَمَا بِى مشنْ حَرَاكِ
قَطَّعْتِ بِالبُعْدِ وَالتَّحَافِى
إِلَيْكِ لَيْسَ إِلَى سِوَاكِ
أَصْبَحتُ بَيْنَ الأَنَامِ صَابٍ
صَدِّى وَصَرْفِى عَنْ هَوَاكِ
وَرُبَّمَا رَامَتِ الأَعَادِى
الَمْيَلُ عَنْكِ وَعَنْ حِمَاكِ
فَمَا اسْتَطَاعثوا وَأَيْنَ مِنِّى
فِيكِ لَحَانِى وَمَادَرَاكِ
أَلاَ لَحَا اللهُ كُلَّ لاَحٍ
وَمَا تَغَشَّاهُ مِنْ سَنَاكِ
وَلَوْ رَأَى وَجْهَكِ المُفَدَّى
وَاسْتَنْشَقَ الطِيبَ مِنْ شَذَاكِ
وَذَاقَ مِنْ سَلْسَبِيلِ ثَغْير
طَرِيحَ حُبٍّ عَلَى فِنَاكِ
لَصَارَ مِثْلِى حَلِيفَ حُزْنٍ
وَصَارَ عَوْنِى عَلَى هَوَاكِ
وَكَانَ مِنِّى وَفِى طَرِيقِى
هَذَا البْكُكَا لَيْسَ بِالتَّبَاكِى
وَالآنَ يَاغَايَةَ الأَمَانِى
كَأَنَّهُ السَّيْلُ مِنْ جَفَاكِ
يَجْرِى بِهِ مَاءُ كُلِّ عَيْنٍ
دَوَارِسٍ الرَّسْمِ فِى رُبَاكِ
وَمٍنْ وُقُوفِى عَلضى طُلُولٍ
عَنْ مَعْشَرٍ خثصَّ بِاصْطِفَاكِ
عَلَى انْقِطَاعِى عَلَى انْفِرَادِى
عَلَى احْتِنَابِى فِى ذَا الشِّرَلكِ
عَلَى اغْتَرابِى عَلَى اكْتِرَابِى
وَلاَسَبِيلٌ إِلَى الفَكَاكِ
مُسْتَأسَرٌ مَالَهُ فِداءٌ
قَبْلَ التَّوَرُّطِ فِى الْهَلاَكِ
يضاقُرَّةَ الْعَيءنِ دَارِكِيهِ
بِنَسْمَةِ الأثنْسِ مِنْ سُرَاك
وَأنْعِشِى مَيِّتاً رَمِيماً
-------------------
وقال رضي الله عنه:
مُوَالاَةُ حِزْبٍ أَصْبَحَ الشَّكُّ مَالِكُهْ
يَلُومُونَنِى وَاللَّوْمُ مَا أَنَا تَارِكُهْ
مَطَالِبُهُ تَحْتَ الثّرَى وَمَدَارِكثهُ
غَرِيقٌ بِبَحْر الْجَهْلِ مُشْفٍ عَلَى الرَّدَى
وَقَدْ دَرَسَتْ أَعْلاَمثهُ وَمَسَالِكُه
أَرَى الحَقَّ بَيْنَ النَّاسِ قَدْ صَارَ خَافِياً
وَفَارَقَهُ فُرْسَانُهُ وَعَوَاتِكُهْ
(1/170)

أَرَى مَرْبَعَ الأَحْبَابِ قَدْ صَارَ خَاوِياً
مَعَرَّةُ دَهْرٍ وَطِأَتْنِى سَنَابِكُهْ
فِللهِ مَاهَذَا الَّذِى قَدْ لَقِيتُهُ
وَأَدْعُو بِعَيداً أًسَّرَتْهُ مَهَالِكُهْ
أنَادِى قَرِيباً قَدْ سَبَتْهُ حُظُوظُهُ
وَأَيُّهُمَا تَخْتَارُهُ وَتُمَاسِكثهْ
فَهَذَا غَرِيقٌ وَالأَخِيرُ مُثَبَّطٌ
يُخَاطِرُ دثونَ المُلْكِ يَلْقَى مَعَارِكُهْ
وَمَاأَنَا بِالْمُخْتَالِ زَهْواً بِنَفْسِهِ
لِنُصْرَةِ دِينِ اللهِ رَغْماً لآِفِكُهْ
هَلُمِّوا أَلُّمِوا عُصْبَةٌ هَاشِمَّيةٌ
لِهَتْكِ حِجَابِ بَاءَ بِالْفَوْزِ هَاتِكثهْ
وَقُومُوا بِعَوْنِ اللهِ قَوْمَةِ وَاحِدٍ
وَقَدْ حَانَ لَيْلُ الجَوْرِ يَنْزَاحُ حَالِكُهْ
لَقَدْ آنَ صُبْحُ الْعَدْلِ يَنْشَقُّ فَجْرُهُ
حَلِيفِ التُّقَى خَيرِ الأَنَامِ وَنَاسِكُهْ
بِطَلْعَةِ إِبْنِ المُصْطَفَى عَلَمِ الهُدَى
إِمَامِ الهُدَى بِالْقِسْطِ قَامتْ مَمَالِكُهْ
مُحَمَّدٍ المَهْدِىْ خَلِيفَةِ رَبْنَا
يُبَايِعْه مِنْ كُلِّ حِزْبٍ مُبَارَكُهْ
كَأَنِّى بِهِ بَيْنَ المَقَامِ وَرُكْنِهَا
وَيَحْى بِهِ دِينُ الهُدَى وَمَنَاسِكُهْ
بِهِ يُنْعِشُ الرَّحْمَنُ مِلَّةَ جَدِّهِ
-----------------------
(1/171)

حرف اللام :
=======
* * * * * *
وفيه تسع عشرة قصيدة
(/)

قال رضي الله عنه
فَآهٍ عَلَيْهَا لَيْتَهَا كَانَ تُقْبِلُ
أَسِفٍتُ عَلَى آيَّامِ عُمْرٍ تَصَرَّمَتْ
إِذَا جُزِىَ الإِنْسَانُ مَاكَانَ يَعْمَلُ
لأِودِعَهَا خَيْراً أَفُوزُ بِأَجْرِهِ
إِذَا قُبِرُوا لاَيُبْعَثثونَ لِيُسْأَلوُا
لَقَدْ ظَنَّ أَهْلُ الشَّكِّ وَالزَّيْغِ أَنَّهُمْ
أَيَخْلٌقُ هَذَا الخَّلْقَ رَبِّى وَيُهْمِلُ
فَسُحْقاًلَهُمْ مَاكضانَ أَرْدَا عُقُولَهُمْ
وَتَنْعِيمِ مَنْ بِالْحَقِّ يَقْضِى وَيَعْدِلُ
فَلاَبُدَّ مِنْ بَعْثٍ وَنضارٍ وَجَنَّةٍ
وَعَنْ حَقِّ مَؤْلاَهُ الُمَهيْمِنِ يَغْفُلُ
وَتَعْذِيبِ مَنْ لاَيَتَّقِى اللهَ رَبَّهُ
---------------------
(1/172)

وقال رضي الله عنه .
وَأَصْدِقُهَا فِى الْقَصْدِ وَالْقَوْلِ وَالفِعْلِ
أَقُومُ بِفَرْضِ الْعَامِرَّيَةِ وَالنَّفْلِ
مَرِيراً وَجَدْتُ المُرّض مِثْلَ جَنَى النَّحْلِ
وَآتِى إِلَى مَاتَشْتَهِيهِ وَإِنْ يَكُنْ
وَمشنْ دثونِهِ بِيضُ الصَّوَارِمِ وَالنَّبْلِ
وَأَمْضَى إِلَى مَاتَبْتَغِيهِ وَإِنْ غَدَا
وَأَرْقُبُهَا فِى حَالَى الوُجْدِ وَالقِلِّ
وَأَمْنَحُهَا وَدِّى وَأَحْفَظُ عَهْدهَا
وَهَذَا مَشِيبِى قَدْ تَهَيَّأَ لِلنُّزْلِ
قَضَيُْت شَبَابِى فِى قَضَاءِ حُظُوظِهَا
سِوَى الغَمْطِ وَالإِصْرَارِ وَالبُخْلِ بِالْوصْلِ
وَلَمْ أَرَ مِنْهَا مُدْ خَلِقْتُ بِحَبْلِهَا
فَشُغْلِى بِهَا قَدْ بَانَ مِنْ أَقْبَحِ الشُغْلِ
سَأَمْضِى لِشَأْنِى وَأطَّرِحْهَا وَشَأْنَهَا
مِنَ الْعَزْمِ مَاٍَ قَدْ تَحَاشَى عَنِ الفَلِّ
وَأَصْلُتُ مِنْ غِمْدِ السَجِيَّةِ مُرْهَقاً
وَيَذْهَلُ عَنْ شَىءٍ عَلَيْهِ لَذُو جَهْل
وَإِنَّ أمْرَأً تَلْقَاهُ يَطْلُبُ حَقَّهُ
وَذِكْرُ عُيُوبِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْعَقْلِ
وَشَاهِدُ إِفْلاَسِ الْفَتَى جَهْلُ عَيْبِهِ
لَهُ ظَاهِراً يُعْجِبْكَ مِنْ قَبْلِ أضنْ تَبْلِى
فَإِيَّاكَ أَنْ تَخْتَار صُحْبَةَ مَنْ تَرَى
يَعِينُكَ فِى مَجْدٍ وَيَنْهَاكَ عضنْ سُفْلِ
لَقَدْ عَزَّ فِى هَذَا الزَّمَانِ مُوَافِقٌِ
وَإِنْ قُلْتَ شَرَّاً قَالَ أَقْلِيكَ أَوْ تَقْلِى
إِذَا قُلْتَ خَيْراً قَالَ لَبَيْكَ مُسْرِعاً
أَخَائِفَةً مَأْمُونْ فِى الجِدِّ وَالْهَزْلِ
فَمَا عَيْشُ مَنْ يُمْسِى وَيُصْبِحُ فَاقِداً
وَيَحْفَظُهُ فِى النَّفْسِ وَالمَالِ وَالأَهْلِ
يُؤَزِارُهُ فِى كُلِّ أَمْرٍ يَرُومُهُ
عَلَيْهِ يَدُورُ الشَّأْنُ فَسْتَوْصِ بِالخِلِّ
مُظَاهَرَةُ الإِخْوَانِ أَمْرٌ مُقَرَّرٌ
هُمُومُهُمُ فِى لَذَّةِ الفَرْجِ وَالأَكْلِ
أَمَا إَنَّ هَذَا الدّضهْرَ قَدْ ضَلَّ أَهْلُهُ
(1/173)

وَقَدْ لَبِسُوا قُمْصاً مِنَ الجُبءنِ وَالبُخْلِ
وَفِى جَمْعِ مَالٍ خَوْفَ فَقْرٍ فَأَصْبَحُوا
وَهِمَّتُهُمْ نَيْلُ المَكَارِمِ وَالْفَضْلِ
وَقَدْ دَرَجَ الأَسْلاَفُ مِنْ قَبْلِ هَؤُلاَ
لَهَا وَالَّذِى يَأتِى يُبَادَرُ بِالْبَذْلِ
لَقُدْرَ فَضُوا الدًّنْيَا الغَرُورَ وَمَاسَعَوْا
رَجَاءَ ثَوابِ اللهِ فِى صَالِحِ السُّبْلِ
فَقِيرُهُمُ حُرُّ وَذُو الْمَالِ مُنْفِقٌ
وَقَصْدُهُمُ الرَّحْمَنُ فِى الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ
لَبَاسُهُمُ التَّقْوَى وَسِيمَاهُمُ الْحَيَا
وَأَسْرَارُهُمْ مَنْزُوعَةُ الغِّشِّ وَالغِلِّ
مَقَالُهُمُ صِدْقُ وَأَفْعَالُهُمْ هُدَى
قُنُوتٌ لَهُ سَبْحَانَهُ جَلَّ عَنْ مِثْلِ
خَثوَوعُ لَمِوْلاَهُمْ مُثُولٌ لِوَجْهِهِ
------------------
وَمِنْهُمْ خَلاَ وَعْرُ البَسِيطَةِ وَالسَّهْلِ
فَقَدْنَا جَمِيعَ الخَيْرِ لَمَّا تَرَحَّلُوا
نُشَبَّهُ بِالبُهْمِ السُوَيْرِحَةِ الغُفْلِ
وَصِرْنَا حَيَارَى فِى مَفَاوِزِ جَهْلِنَا
وَبِالجْوْرِ نَمْحُو سُنَّةَ البِّرِّ وَالْعَدْلِ
نُحَيِّطُ لاَنَدْرِى الطَّرِيقَ إِلَى النَّجا
بِحِزْبِ الرَّدَى خَلَّتْ وَحِزْبُ الُهَدى خُلِّى
فَآهٍ عَلَيْهِمْ لَيْتَ دَاهِيَةَ الفَنَا
لَهَا مَدْمَعٌ فِى الخَدِّ يَشْهَدُ بِالثَّكْلِ
سَآبْكِى عَلَيْهِمْ مَاحَيِيتُ بِعَبْرَةٍ
سَبِيلِهِمُ حَتَّى أُوَسَّدَ فِى الرَّمْلِ
وَأَحِْلُ نَفْسِى مَااسْتَطَعْتُ عَلَى اقْتِفَا
فَطُوبِى لَهُمْ فَازُوا وَسَادُوا عَلَى الْكُلِّ
عَلَيْهِمْ خَبْرٌ لَهُمْ وَمَاتُهُمْ
مِنَ الذَّنْبِ تَغْسِلْنَا بِهَا أَبْلَغَ الْغَسْلِ
إِلَهِى بِحَقِّ الْقَوْمِ مُنَّ بِتَوْبَةٍ
بِغَيْثِ هُدىً يُحْيِى الْقُلُوبَ مِنَ المَحْلِ
أَغِثْ يَامُغِيثَ الُمْسَتِغيثِ قُلوبَنَا
نَبِىِّ الْهُدَى بَحْرِ النَدَى خَاتِمِ الرُّسْلِ
وَصَلِّى عَلَى الهَادِى البَشِيرِ شَفِيِعنَا
وقال رضي الله عنه :
(1/174)

وَكَمْ طولِ اغْتِرَارٍ بِالمَحَالِ
أَلاَ يَانَفْسُ وَيْخَحِ كَمْ تَوَانِى
وَكَمْ مَيْلٍ إِلَى دَارِ الزَّوَالِ
وَكَمْ سَهْوٍ وَكَمْ لَهْوٍ وَهَزْلٍ
وَكَمْ حِرْصٍ عَلَى تَرَفٍ وَمَالِ
وَكَمْ شُغْلٍ بِمَا لاَخَيْرَ فِيهِ
وَكَمْ تَغَعِينَ فِى قُبْحِ الفِعَالِ
وَكَمْ تَلْوِينَ عَنْ مَحْمُودِ فِعْلٍ
وَكَمْ تَتَقَاعِديِنَ عَنِ الْمَعَالِى
وَكَمْ ذَا تَرْكَنِينَ إِلَى الدَّنَايَا
عَلَى نِسْيَانِ شَأءنِ الإِرْتِحَالِ
لَعَمْرِى دَلَّ هَذَا الفِعْلُ مِنْكِ
عَنِ المَحْمُودِ مِنْ فِعْلٍ وَقَالِ
أَمَا وَاللهِ مَاسَبَبُ التَّبَاطِى
لِصَاحِبهَا تَقُودُ إِلَى الضَّلاَلِ
وَإِيثَارِ الثَّبَاتِ عَلَى أُمُورٍ
بِهِ وَعَدَ الْمُهَيْمنُ ذُو الجَلاَلِ
سِوَى شَيْئَينِ إِمَّا الشَّكُّ فِيمَا
وَتَهْوِيَساتِ بَطَّالٍ وَغَالِى
وَإِمَّا غَفْلَةٌ مُزِجَتْ بِحُمْقٍ
عَلَى مَاكَانَ مِنِّى فِى الخَوَالِ
فَوَا أَسَفِى وَوَانَدَامِى وَحُزْنِى
عَلَى عَمَلٍ بِمذْمُومِ الخِصَالِ
وَوَالَهَفِى عَلَى زَمَنٍ تَقَضَّى
حَقِيقَتُهَا تُشَبَّهُ بِالخَيَالِ
وَعُمْرِ ضَاعَ فِى إِيثَارِ دَارٍ
يَؤُلُ بِسُرْعَةٍ لِإِنحْلاَلِ
كَظِلٍ زَائِلٍ أَوْ طَيْفِ نَوْمٍ
وَمُؤْثِرُهَا يَصِيرُ إِلَى وَبَالِ
يَز}ولُ نَعِيمُهَا عَمَّا قَرِيبٍ
نَفَارِقُهَا بِمَوْتٍ وَانْتَقَالِ
وَمضا الدُّنْيَا بِبَاقِيَةٍ وَلَكِنْ
عَلَيْنَا التُّرْبُ مَعْ لَبْن ثِقَالِ
إِلَى قَبْرٍ مَهثولٍ فِيهِ يُلْقَى
مَحَاسِنْنَا وَحَسْبُكَ مَانُصَالِى
وَدُودٌ فِيهِ يَأْكُلُنَا فَتَبْلَى
بِنَفْخِ الصُّورِ فِى يَوْمِ السُّؤَالِ
وَنَبْقَى فِى الْقُبُورِ إِلَى نُشُورٍ
وَتَأْتِى كُلُّ نَفْسٍ لِلْجِدَالِ
وَنُوقَفُ مَوْقَفاً صَعْباً ثَقِيلاً
وَكُتْبٌ بِالْيِمينِ وَبِالشِّمَالِ
وَيُنْصَبُ ثَمَّ مِيزَانٌ لِوَزْنٍ
مَصِيرٌ لِلنَّعِيمِ أَوِ النَّكَالِ
(1/175)

مُنَاقَشَةٌ وَتَفْتِيشٌ فَإِمَّا
كَهَذَا اليَوْمِ إِلاَّ ذُوْ خَبَالِ
إَلا لاَيَسْتَرِيحُ وَمَنْ وَرَاهُ
بِأَنَّ الخَيْرَ فِى طَلَبِ الْكَمالَهِ
لَقَدْ عَلمِتْ ذَوُوْ الأَلْبَابِ طُرَّا
وَرَفْضِ الْفَانِيَاتِ بِلاَ احْتَفَالِ
بِفَطْمِ النَّفْسِ عَنْ مَأْلُوفِ حَظٍّ
عَنِ الأَشْرَارِ مَعْ سَهَرِ اللَّيالِى
وَفِى ظَمَأِ الهَواجِرِ وَاعْتِزَالٍ
وَإِقْبَالٍ عَلَى مَوْلَى المْوَالِى
وَإِدْمَانِ التَّوَحُّهِ بِافْتِقَارٍ
عَظِيمِ الشَّانِ وَهَّابِ النَّوَالِ
إِلهٍ وَاحِدٍ مَلِكٍ قَدِيرٍ
وَجَلَّ عَنِ الْكَمِيةِ وَالمِثَالِ
تَعَالَى عَنْ مُشَاكَلَةِ الْبَرَايَا
وَنَسْأَلُهُ دَوَاماً بِابْتِهَالِ
نُوَحِّدُهُ وَنَشْكُرُهُ وَنُثْنِى
وَيُثْبِتُنَا بِدِيوَانِ الرِّجَالِ
يُوَفِّقُنَا لِمضا يُرْضِيهِ عَنَّا
وَرَوْحاً فِى الحَيَاةِ وَفِى المَالِ
وَيُصْلِحُنَا وَيَمْنَحثنَا نَعِيماً
عَلَى خَيْرِ الْوَرَى فِى كُلِّ حَالِ
وَيَجْعَلُ أَفْضَلَ الصَّلَوَاتِ مِنَّا
صَحَابَتَهُ الْكِرَامَ وَخَيْرَ آلِ
مَعَ التَّسْلِيمِ يَغْشَاهُ وَيَغْشَى
-------------------
وقال رضي الله عنه :
مِنْ بَعْدِ مَانَامتْ عُيُونُ العَاذِلِ
أَهْلاً وَسَهْلاً بِالْحَبِيبِ الوَاصِلِ
مِنْ بَعْدِ مَوْتِى بِالْبَعادِ القَاتِلِ
أَحْيَيْتَنِى بِالْقُرْبِ مِنْكَ وَبِاللَّقَا
سَكَنَ السُّوَيْدَا مِنْ فُؤَادِى الدَّاخِلِ
يَامَنْ هَوَاهُ وَحُبُّهُ وَوِادَادُهُ
مِنْ كُلِّ عَالٍ فشى الوْجُودِ وَسَافِل
أَنْتَ المُرَادُ وَأَنْتَ غَايَةُ مَطْلَبِة
بِجِمَالِكَ الفَرْدِ البَدِيعِ الْكَامِل
رَاحَتْ بِرُوحِى صَبْوَةٌ وَصَبَابَةٌ
وَمُوَلَّهَا فِى حَالِ صَبٍ ذَاهِلِ
فَغَدَوْتُ مَابَيْنَ الأَنَامِ مُدَلَّهَا
وَالأُنْسِ لاَمِنْ كَأْسِ خَمْرِ البَاطِلِ
ذَهَبَتْ بِهِ السَكَرَاتُ مِنْ كَأْسِ الهَنَا
لاَيَيْتَفِيقُ لِقَوْلِ ضِدِ عَاذِلِهِ
(1/176)

فَتَرَاهُ فَانٍ عَنْ عَوَالِمِ حِسِّهِ
الجَامِعِينَ لِكُلِّ وَصْفٍ فَاضِلِ
فَاشْرَبْ شَرَابَ الْعَارِفِينَ الأوْلِيَا
وَإِمَامِ سَالِكِ سُبْلِهِمْ وَالوَاصِلِ
وَأخْضَعْ لِسَاقِيهِمْ وَقُطْبِ مَدَارِهِمْ
غَنْ إِذْنِ سَيِّدِهِ المَلِيكِ الْعَادِلِ
غَوْثِ البَرِيَّةِ كُلِّهَا وَمُغِيِنَهَا
بَطَرِيِقَةِ الإِجْمَالِ فَاسْمَعْ سَائِلِى
إِنْ شِئْتَ تَعْفِفُهُ وَتَعْلَمُ وَصْفَهُ
وَرِعٌ تَقِىٌ زَاهشدٌ فِى الْعَاجِلِ
هُوَ سَيِّدٌ مُتَوَاشِعٌ مُتَخَشَّعٌ
وَمِنَ الْعثبُودَةِ بِالمَقَامِ الْحَافِلِ
الشَّرْعُ سِيرَتُهُ الْحَقِقَةُ حَالَهُ
يَرْعَى الْوُجُودَ بِعَيْنِ لُطْفٍ شَامِلِ
بَرُّ رَحِيمٌ بِالْخَلاَئِقِ كُلِّهِمْ
خَيْرِ الأَنَامِ بِعَاجِلِ وَبآجِلِ
يَمْتَدُّ مِنْ بَحْرِ البُحُورِ مُجِيطِهَا
أَوْ سَارَ حَادٍ قَصْدَهُ بِرَوَاحِلِ
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ مَاهَبّض الصَّبَا
-----------------
وقال رضي الله عنه :
فَإِذَا مَاقِيلَ مَنْ ذَا , قُلْ هُوَ الصَبُّ المُوَلَّهْ
أَنضا مَشْغُولٌ بِلَيْلَى , عَنْ جَمِيع الْكَوْنِ جُمْلَهُ
رَاحُ أُنْسٍ رَاحُ قُدْسٍ , لَيْسَتِ الرَاحَ المُضِلِّهْ
أَخَذَتْه الرَاحُ حَتَّى , لَمْ تُبقِّ فِيهِ فَضْلَهْ
فصل
أَطْرَبَتْ رُوْحِى وَسِرِّى , حِينَ أَهْدَتْ لِى التَّحِيًّةْ
نَسَمَاتُ الْقُرْبِ هَبَّتْ , مِنْ رُبُوعِ الْعَامِرِيَّهْ
فَارْوِ عَنَّى حَدِيثِى , إِنْ تَكُنْ يَاسَعْدُ أَهْلَهْ
وَسَرَتْ فِى الْكَوْن مِنِْهَا , نَفَحَاتٌ عَنْبَرِيَّةْ
فصل
إِنَّهُ مَعْنَىً لَطِيفٌ , عَنْ جَمِيع الْكَوْنِ يُسْتَرْ
إِنَّهُ سِرُّ شَرِيفُ , لَيْسَ لِأَغْيَارِ يُذْكَرْ
ذِى شَرِيعَةْ وَحَقِيقَةْ , جَمَعَ الْفَرْعَ وَأَصْلَهْ
غَيْرَ عَنْ عَبْدٍ تَقِىٍ , صُوفِىٍ صَافِى مُحَرَّرْ
فصل
إَيْنَ أَصْحَابُ المَعَانِى , وَالنُّفُوسِ الْعُلُوِيَّهْ
(1/177)

أَيْنَ أَرْبَاب المَثَانِى , وَالْعُلُومِ اللَّدُنِيَّةْ
فِى خُصُوسٍ لاَعُمُومٍ , عَلَّةٌ مِنْ بَعْدِ نَهْلَهْ
أَنَا أَدْعُو مَنْ دَعَانِى , هَكَذَا حُكْمُ الْقَضِيَّةْ
وقال رضي الله عنه :
وَهَىِّ الزَّادَ لِلسَّفَرِ الطَّوِيلِ
تَبَلَّغْ بِالْقَلِيلِ مِنَ الْقَلِيلِ
فَمَا الدُّنْيَا بِدَارْ لِلنَّزِيلِ
وَلاَتَغْتَرَّ بِالدُّنْيَا وَذَرْهَا
فَلَيْسَ إِلَى بَقَاءِ مِنْ سَبِيلِ
وَلاَتَحْسَبْ بِأنَّكَ سَوْفَ تَبْقَىِ
خِلاَفَكَ لِلقَّرِيبِ أَوِ السَّلِيلِ
وَلاَتَحْرِصْ عَلَى المَالِ المُخلَلَّى
وَقَدِّمْ مِنْهُ لِلْيَوْمِ الثَّقِيلِ
وَأَنْفِقْ مِنْهُ مَهْمَا كَانَ مَالٌ
وَشَمِّرْ وَاعْدُ عَنْ قَالٍ وَقِيلِ
وَخَيْرُ الزَّادِ تَقْوَى اللهِ فَاعْلَمْ
فَقُمْ بِالْحَقِّ لِلْمِلكِ الجَلِيلِ
وَحَقُّ اللهِ أَعْظَمُ كُلِّ حَقٍ
وَفِيهَا الْعِزُّ لِلْعَبْدِ الذَّلِيلِ
وَطَاعَتُهُ غِنَى الدَّارَيْنِ فَالْزَمْ
وَفِهِ البُعْدُ مَعْ خِزْىٍ وَبِيلِ
وَفِى عِصْيَانِهِ عَارٌ وَنَارٌ
دَوَامَا عَلىَّ تَخْطَى بِالْقَبُولِ
فَلاَ تَعْصِ إِلَهَكَ بَلْ أَطِعْهُ
عَظِيمِ الْفَضْلِ وَهَّابِ الْجَزِيِل
وَبِالرِّضْوَانِ مِنْ رَبٍ رَحِيمٍ
وَسَلَّمَ بِالْغُدُوِّ وَبِالأَصَيلِ
وَصَلَّى رَبَّنَا فِى كُلِّ حِينٍ
خِتَامِ الرُّسْلِ وَالهَادِى الدَّلِيلِ
عَلَى طَهَ الْبَشِيرِ بِكُلِّ حِينٍ
-------------------
وقال رضي الله عنه هذه القصيدة يمدح بها سيدنا الإِمام الأكبر والأستاذ الأعظم عبد الله بن أبى بكر العيدروس نفع الله بهم .
بِسَلاَمِى وَاشْرَحْ لَهُمْ كَيْفَ حَالِى
حَىِّ ظَبْىَ الرِّمَالِ وَالأَطْلاَلِ
بِرُبَاهُ وَقَدْ غَفَا كُلُّ خَالِى
يَانَسِيمَ الشَّمَالِ إِنْ جُزْتَ وَهْناَ
مِنْ شُجُونٍ وَمِنْ تَبَلْبُلِ بَالِ
فَاسْتَبِنْ هَلْ لَهُ بِمَا تَمَّ عِلْمٌ
كِدْتُ أَبْلِّى وَمَا أَرَاهُ بِبِالِى
(1/178)

وَحَدِيثِ مِنَ الغَرَامِ قَدِيمٍ
لَيْسَ هَذَا يَاصَاحِبِى بِمَحَالِ
مَارَأَيْتُ وَلاَسَمِعْتُ وَلَكِنْ
الْأَصْلِ إِلِى مِنْ حَضَرَاتِ الجَلاَلِ
وَهْوَ أَحْرَى بِأَنْ يَكُونَ صَحِيحَ
فِيهِ مِنْ لَوْعَةٍ وَمِنْ بَلْبَالِ
سَوْفَ أَطْوِى الْفُؤَادَ كَتْماً عَلَى مَا
مِنْ خَفْىِّ الأَلْطَافِ وَالإِقْبَالِ
وَانْتِظَاراً لِمَا بِهِ اللهُ يَأْتِى
فِى لَمَاهُ أَحْلَى مِنَ السِّلْسَالِ
وَلَطِيفُ الدَّلاَلِ حُلْوُ التَثَنِّى
الْقَدِّ عَزِيزُ الِصَالِ صَعْبُ المَنَالِ
سَاحِرُ الطَّرْفِ وَرْدِىُ الخَدّ ِمَائِسُ
أَوْ قَلاَنِى فَإِنَّنِى غَيْرُ قَالِى
إِنْ سَلاَنِى فَلَسْتُ عَنْهُ بِسَالٍ
لاِمْتِدَادِ المَدَى وَطْولِ الحِبَالِ
كِدْتُ مِنْ وَصْلِهِ أُقَارِبُ يَأْساً
بِالإِلهِ العَظِيم مَوْلَى المَوَالِى
غَيْرَ أَنِّى فِى نَيْلِهِ مُسْتَعِينٌ
سَيِّجِ الأَنْبِيَاءِ عَيْنِ الْكَمَالِ
والرَّسُولِ الأَمِينِ خَيْرِ الْبَرَايضا
إَبِى الَخيْرِ عَيْدَرُوسِ المَعَالِى
وَالْوَلِىِّ الَمكِينِ أُسْتَاذِنَا القُطْبِ
الهِزَبْرِ الضَرْغَامْ أَبِى الأَشْبَالِ
الإِمَامِ الهُمَام غَوْثِ الأَنَامِ
وَالأَيَامَى وَحَامِلِ الأَثْقَالِ
الشَّرِيفِ الْعَفِيفِ كَهْفِ اليَتَامَى
الْعِلْمِ طَوْدِالْحِلْمِ وَالإِفْضَالِ
مُحْىِ الدِّينِ كَنْزِ الْيَقِينِ بَحْرِ
عَيْنِ الشَهُوُدِ مَجْلَّى الجَمَالِ
بَرْكَةِ الوُجثودِ مُغْنِى الوُفُودِ
مِنَ الأَوْتَادِ وَالأَبْدَالِ
قُدْوَةِ الأَوْلَيِاءِ سُلْطَانِ الأَصْفِيَا
وَلَهِيفاً وضكَمْ نَفَى مِنْ مَحَالِ
كَمْ أَغَاثَ بِهِ الإِلهُ صَريْخاً
تَائِهاً فِى مَفَاوِزِ مِنْ ضَلاَلِ
وَهَدَى ضَالاًّ وَأَرْشَدَ غَلوٍ
وَابْنَ سِبْطِ الرَّسُولِ وَأبْنَ الرِّجَالِ
يَاابْنَ طَهَ وَيَا ابْنَ خَيْرِ وَصِىٍّ
وَإِمَامٍ فِى الْعِلْمِ وَالأَعْمَالِ
الرِّجَالِ الْفُحثولِ مِنْ كُلِّ صَدْرٍ
(1/179)

غَارَةً مِنْكُمُ تَحُلُّ عِقَالِى
هَيَّا يَاابْنَ الرَّسُولِ هَيَّا بِغَوْثٍ
مَأُرَجِّى مِنْ صَالِحِ الأَعْمَالِ
وَتُزِيثح الْكُرثوبَ عَنِّى وَتُدْنى
مِنْ قَدِيمٍ يَلُوحُ لِى فِى المِثَالِ
وَرَسِيسٌ عَلَى الْفُؤَادِ مُقِيمٌ
وَكَفَانِى عِلْمُ الإِلهِ بِحَالِى
عَلِّ يَبْدُو فِى الحٍسِّ فِى خَيْرِ حَالٍ
وَأَمِرْنَا بِهِ وَبِالإِبْتِهَالِ
غَيْرَ أَنَّا إِلَى الدُّعَا قَدْ نُدِبْنَا
قَدْ أَتَانَا بِالفْتَحِ وَالانْفَالِ
وَصَلاَةُ المِلَيكِ تَغْشَى نِبِيناً
هُمْ عَلَى الْحَقِّ حَيْرُ صَحْبٍ وَآلِ
أَحْمَدَ المُصْطَفَى وآلاً وَصَحْباً
وَأَثَارَتْ كَوَامِنَ البَلْبَالِ
مَاسَرَتْ نَسْمَةُ السُّحَيْرِ فَأَشْجَتْ
---------------------------
وقال رضي الله عنه يرثى السيد الفاضل سليمان بن عبد الرحمن ساوى علوى .
مِنْ رَحْمَةِ اللهِ بِالإَبْكَارِ وَالأُصُلِ
حَيَّا سُلَيْمَانَ صَوْبُ العَارِضِ الهَطِلِ
مِنْ آلِ أَحْمَدَ طهَ خَاتِم الرُّسُلِ
السّيِّدَ الفَاضِلَ ابْنَ السَّادَةِ الفُضَلاَ
ذِكْرٌ وَلَيْسَ عَنِ السِّرِّ المَصُونِ خَلِى
نِعْمَ الشَرِيفُ الَّذِى فِى الصَّالِحينَ لَهُ
وَالْخَيْرِ وَالْبِرِّ وَالَمْرضِى مِنَ الْعَمَلِ
نَشَا عَلى طَاعَةِ الرَّحْمَنِ مِنْ صِغَرٍ
لَهُ مِنَ الأَوْلِيَا السَّادَةِ الأُوَلِ
مَشَى عَلَى مَنْهَجِ الأَسْلاَفِ مِنْ سَلَفٍ
وَيَرْضَى عَنْهُ وَيَغِفْرْ سَائِرَ الزَّلَلِ
فَاللهُ يُحْسِنُ مَثْوَاهُ وَيَرْحَمُهُ
بِمَقْعَدِ الصَّدْقِ غَايَةْ قًصْدِ كُلِّ وَلِى
وَيَجْمَعُ الشَّمْلَ مِنَّا حَيْثُ جَضْرَتُهُ
يُرْضِيهِ قَبْلَ جُلُولِ الْمَوْتِ وَالأَجَلِ
وَأَنْ يُوَفِّقَنَا لِلصَّالِحَاتِ وَمَا
مُحَمَّدٍ وَسَلاَمُ اللهِ يَعْدُ بَلِى
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى المُخْتَارِ سَيِّدِنَا
-------------------
وقال جزاه الله عن المسلمين خيراً :
(1/180)

وَمَنْزِلاً بَيْنَ ذَاتِ الضَّالِ وَالأَتَلِ
خَلِّ اذكَارَكَ رَبْعاً دَارِسَ الطَّلَلِ
وَالْعَيْشُ غَضُ وَصَرْفُ الدَّهْرِ فِى شُغُلِ
وَخَجْمَعاً لأُحَيْبَابٍ صَحِبْتَهُمُ
أَفْيَائِهِ تَنْثَنِى فِى الَخْلْىِ وَالحُلَلِ
وَمَرْبَعاً كَانَتِ الْغِيدُ الاَوَانِسُ فِى
هَيْفَا خَدَلَّجةٍ مَوَّاجَةِ الْكَفَلِ
مِنْ كُلِّ غَانِيَةٍ بِالْحُسْنِ قَاصِرَةٍ
كَالْغُصْنِ قَامَتُهَا سَحَّارَةُ الْمقَلِ
كَالَْدُّرِ غُرَّتُهَا كَالْلَيْلِ طُرَّتُهَا
عَلَى الْمَوَدَّةِ لاَ بِالْعَاجِزِ الَوكِلِ
وَكَمْ حَبِيبٍ وَفِّى الْعَهْدِ مُجْتَمِعٍ
إِلَى المَكَارِمِ سَعْىُ الُمسْرِعِ العَجِلِ
مِنْ آلِ فَاطِمَةٍ بِيضِ الوُجُوهِ لَهُ
مَعَ الأَحِبَّةِ بِالإِبْكَارِ وَالأُصُلِ
فَهَلْ تَرَى عَائِداً فِى الحَىِّ مُجْتَمِعاً
عَيْنُ الشُّنَاةِ وَأَهْلِ النَقْلِ وَالْعَذَلِ
وَبِالْمَسَامِرِ مِنْ لَيْلٍ وَقَدْ هَدَأَتْ
الْقَدِيمِ نُسْقَى بِهَا فِى النَّهْلِ وَالعَلَلِ
يَدُورُ مَابَيْنَنَا كَاْسُ الْحَدِيثِ مِنَ
تَنُوبُ مِنْ حَادِثَاتِ الدَّهْرِ وَالعِلَلِ
لَسْنَا نُبَالِى وَلاَنَدْرِى بَنَائِبَةٍ
تِلْكَ الأُوَيْقَاتُ بَعْدَ الأَوْبِ وَالْقَفَلِ
إَنَّى وَهَيْهَاتَ أَنْ تَثءنِى أَعِيَّنَّهَا
صَفَا وَخِلٍّ وَفِى فَاقْصِرْ وَالَتُطِلِ
فَقَلَّمَا عَادَ مَاقَدْ فَاتَ مِنْ زَمَنٍ
لَهَا وَلاَ سَلْوَةٍ عَنْهَا وَلاَتُهِلِ
فَمَا نَهَئَيتُكَ عَنْ تَذْكَارِهَا مَلَلاً
وَحَسْرَةً فَدَعِ التَّذْكَارَ وَامْتَثِلِ
لَكِنْ تُهَيِّجُ أَحْزَاناً وَتَبْعَثُهَا
أَنَّ اتَّبَاعَ الْهَوَى ضَرْبٌ مِنَ الْخَلَلِ
فَاعْلَمْ هُدِيتَ وَخَيْرُ الْعِلْمِ أَنْفَعُهُ
مِنْ عَاقِلٍ جَامِعٍ لِلْعِلْمِ وَالْعَمَلِ
فَكَمْ وَكَمْ ضَلَّ بِالأَهْوَا وَطَاعَتِهَا
الَنُّونُ مِنْهُ فَجَانِبْهُ وَخُذْ وَمِلِ
هُوَ الْهَوَانُ كَمَا قَالُوا وَقَدْ سُرِقَتْ
(1/181)

فِى كُلِّ حِينٍ وَلاَتَخْلُدْ إِلَى الْكَسَلِ
وَاقْبِلْ عَلَى طَاعَةِ الرَّحْمَنِ وَالْزَمَهَا
رَبٍ عَظِيمٍ وَسِرْ فِى أَقْوَمِ السُبُلِ
وَلاَتَخَالِفْ لَهُ أَمْراً تَبَارَكَ مِنْ
مُشَمِّراً وَأحْتَرِزْ مِنْ سَوْفَ وَالأضمَلِ
وَخُذْ بِمَا فِى كِتَاب اللهِ مُجْتَهِداً
الْخُلْفِ وَالزُّورِ وَالنِّسْيَانِ لِلأَجَلِ
وَلاَتُعَدِّجْ عَلَى دَارِ الْغُرُورِ وَدَارِ
صَارُوا إِلَى الشَّرِّ وَالعِصْيَانِ وَالزَّلَلِ
وَاحْذَرْ مُصَاحَبَةَ الَخْلْقِ الُمضِيعِ فَقَدْ
وَبَاطِلٌ وَفَسَادٌ بَيِّنٌ وَجَلِى
وَأَصْبَحُوا فِى زَمَانٍ كُلُّ فِتَنٌ
عُرْفٌ نَرَاهُ عَلَى التَّفْصِيلِ وَالْجُملِ
هَوَ الزَّمَانُ الذِى لاَخَيْرَ فِيهِ وَلاَ
وَالظُّلْمُ مِنْ غَيْرِ مَاشَكٍ وَلاَجَدَلِ
هُوَ الزَّمَانُ الذِى عَمَّ الخَرَامُ بِهِ
وَأَيْنَ سُنَّةُ طَهَ خَاتَمِ الرُّسُلِ
إَيْنَ الْقْرَانُ كِتَابُ اللهِ حُجَّتُهُ
كَانَ الهُدَى شَأْنَهُمْ فِى القَوْلِ وَالعَمَلِ
وَأَيْنَ هَدْىُ رِجَالِ اللهِ مِنْ سَلَفٍ
بِالمَوْتِ أَمْ سُتِرُوا يَاصَاحِبِى فَقُلِ
أَكُلُّ أَهْلِ الْهُدَى وَالْحَقِّ قَدْ ذَهَبُوا
أَمْرُ الإِلهِ كَمَا قَدْ جَاءَ فَخْتَفِلِ
وَالأَرْضُ لاَتَخْلُ مِنْ قَوْمٍ يَقُومُ بِهِمْ
مَطَالِبٌ إِنَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ مَلِى
فَارْجُ الإِلهَ وَلاَتَيْأَسْ وَإِنْ بَعُدَتْ
وَاصْبِرْ وَجِدِّ وَطَوِّفْ قَصْدهثمْ وَجُلِ
وَاطْلُبْ بِصِدْقِكَ أَهْلَ الْحَقِّ عَلَّلتَ أضنْ
وَإِنْ فَقَدْتَ فَقَدْ أُعْذَرْتَ فِى الُمَثَلِ
فَإِنْ ظَفِرْتَ فَإِنَّ اللهَ ذُو كَرَمٍ
عَنْ كُلِّ شَىٍْ فَلاَزِمْ بَابَهُ وَسَلِ
وَفِى الغلهِ مَلِيكِ الْعَالَمِينَ غشنىِّ
قُلْ حَسْبِىَ اللهُ مَعْبُودِى وَمُتَّكِلى
هَوَ الْقَرِيبُ المُجِيبُ الْمسْتَغَاثُ بِهِ
حُسْنَى وَعَافَيِىً وَالْجَبْرَ لِلْخَلَلِ
وَاسْأَلْهُ مَغْفِرَةً وَاسْأَلْهُ خَاتَمِةً
(1/182)

يُرْضِيهِ عَنَّا وَيَحْفَظْنَا مِنَ الْخَطَلِ
وَأَنْ يُوَفَّقَنَا لِلصَّالَحِاتِ وَمَا
مُحَمَّدٍ مَابَكَتْ سُحْبٌ بِمُنْهَمِلِ
وَأَنْ يُصَلِّىْ عَلَى الُمخْتَارِ سَيِّدِنَا
عَلَى الْغُصُونِ فَاَشْجَتْ وَاجِدّضا وَخَلِى
وَالآلِ وَالصَّحْبِ مَاغَنَّتْ مُطَوَّقَةٌ
إِنْعَامِهِ وَتَعالَى اللهُ خَيْرُ وَلِى
وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى
---------------------
وقال رضي الله عنه فى السيد على بن عبد الله العيدروس صاحب المشهد .
فَغَدَا دَمْعُهُ عَلَى الْخَدِّ سَائِلْ
ذَكَرَ العَهْدَ وَالرُّبَا وَالْمَنَازِلْ
وَاشْتِيَاقٍ وَلَوْعَةٍ وَبَلاَبِلْ
وَذَكَتْ مِنْ فُؤَادِهِ نَارُ وَجْدٍ
إِنَّهُ لاَيُصِيخُ سَمْعاً لِعَادِلْ
لاَتَلُمْهُ عَلَى الذِى كَانض مِنْهُ
لاَيَزَالُ وَلْهَانَ حَيْرَانَ قَائِلْ
مَلَكَ الُحبُّ قَلْبَهُ فَتَرَاهُ
هَلْ عَيْشُنَا الذِى مَرِّ آبِلْ
يَارُبُوعَ الأَحْبَابِ بِالسَّفْحِ مشنْ عَيْدِ يدَ
وَاجْتَمَعَنَا فِى الحَىِّ وَالحَىُّ آهِلْ
يَازَمَانَ الوِصَالِ إِنْ عُدَتَ عُدْنَا
نَاعِمَاتٍ بَيْنَ الحِمَى وَالمَنَاهِلْ
وَالْغَوَانِى الحِسَانُ يَرْتَعْنَ فِيهِ
مِنْ كُلُّ فَاضِلٍ وَابْنِ فَاضِلْ
وَالأَحِبَّاءِ وَالمُحِبِّينَ وَالسَادَاتِ
مِنْ كَرِيمٍ مَا إِنْ لَهُ مِنْ مُمَاثِلْ
مِثْلِِ نَجْلِ الْعَفِيفِ شَيْخٍ كَرِيمٍ
الشَّرِيفِ الْمُنِيفِ زَيْنِ الشَّمِائِلْ
الَحْبَيِبِ الْقَرِيبِ حِساَّ وَمَعْنِّى
نُورِ المَكانِ صَدْرِ المَحَافِلْ
عَيْدَرُوُسٍ نُورِ الزَّمَانِ فَرِيدِ الْعَصْرِ
وَمَلاَذٍ لِلضُّعَفَا وَالأَرَامِلْ
بَحْرِ عِلْمٍ وَطَوْدِ حِلْمٍ مُنيفٍ
أَرْيَحِىٍّ لِلهِ دَاعٍ وَعَامِلْ
وَجَوَادٍ سَمْحٍ زَكِىَِ وَفِىٍّ
فِى سُرُورٍ وَغِبْطَةٍ وَفَوَاضِلْ
كَانَ فِينَا حِيناً وَكُنَّا جَمِيعاً
وَاجْتِمَاعُ الأَرْوَاحِ بَاقٍ وَحَاصِلْ
(1/183)

فَتَنَاءَتْ بِهِ المَنَازِلُ عَنَّا
فَهْوَ أَهْلُ الْجِمَيلِ وَالْكُلُّ آمِلْ
إِنْ قَضَى اللهُ رَبُّنَا بِإجْتِمَاعٍ
وَضَرِيحٍ قَدْ ضَمَّ خَتْمَ الرِّسَائِلْ
عِنْدَ بَيْتِ الإِلهِ رَبِ البَّرَايَا
وَأَقَامَتْ أضسْلاَفُنَا وَالأَوَائِلْ
أَوْ بِأَوْطَانِنَا وَحَيْثُ نَشَأءنَا
وَالمُجِيبُ لِكُلِّ دَاعٍ وَسَائِلْ
فَهْوَ المُرْتَجَى تَعَالَى عُلاَهُ
قَبْلَ حِينِ الوَفَاةِ فِى حَالِ عَاجِلْ
وَإِذَا الإِجْتِمَاعُ لَمْ يُقْضَ حُكْماً
قَدْ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الأَفَاضِلْ
فَعَسَى فِى جِوَارِ رَبِّنَا فِى جِنَانٍ
لَنِبِىٍّ بِالْحَقِّ قَاصٍ وَعَادِلْ
وَصَلاَةُ الإِلهِ تَتْرَى وَتُهْدَى
سَيٍّدِ الُمرْسَلِينَ خَيْرِ الوَسَائِلْ
أَحْمَدَ الُمصْجَفَى شَفِيعٍ مُطَاعٍ
وَأَوَانْ وَبُكْرَةٍ وَاَصَائِلْ
وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ فِى كُلِّ حِينٍ
وَعَلَى التِّابِعِينَ أَهْلِ الفَضَائِلْ
وَعَلَى آلِهِ الْكِرَامِ وَصَحْبٍ
------------------
وقال نور الله ضريحه .
فَصُدِّى حَمَاكِ اللهُ إِنْ شِئْتِ أَوْصِلِى
غَزَالَ الحِمَى قَلْبِى بِحُبِّكِ قدْ مُلِى
وَلَكِنَّى أَرْضَى بِحْكْمِكِ َاعْقِلى
وَلاَتَحْسَبِى أَنِّى سَلَوْتُكِ لاَوَالَ
وَإِنْ تَجْهَلِى يَاقُرَّةَ الْعَيْنِ فَاسْأَلِى
تْمَلَكَّتِ مِنِّى ظَاهِرِى وَسَرَائِرِى
فَإِنَّهُمُ عَنِّى وَعَنْكِ بِمَعْزِلِ
لَحَا اللهُ عُذَّالِى عَلَيْكِ وَلْوَّمِى
وَمَنْ قَالَ لاَمِنْهُمْ فَغَيْرُ مُحَصِّلِ
يَلُومُونَنِى فِيهَا وَهُمْ قَدْ صَبَوْا بِهَا
قَدِيماً وَجِسْمِى بَيْنَ مَاءٍ وَصَلْصَلِ
خَرِيدَةُ حُسْنٍ قَدْ سَبَانِى جَمَالُهَا
فَكُنْ مُهْتَدٍ كَيْمَا تَسُودُ وَتَعْتِلى
تَنَزُّلُهَا مِنْ عَالَم الأَمْرِ وَالْهُدَى
وَسُلْطَانُهُ فِى كُلِّ طَوْرٍ وَمَحْفَلِ
وَتَسْهَدُ لِلهِ الْعَظِيمِ جَلاَلُهُ
وَكُلِّ الْبَرَايَا مِنْ أَخِيرٍ وَأضوَّلِ
(1/184)

تَبَارَكَ رَبُّ الْعَرْشِ وَالأَرْضِ وَالسَّمَا
يَكُونُ عَلَى فُفْقِ المَشِيئَةِ يَاوَلِى
لَهُ الَخلْقُ وَالأَمْرُ المُطَاعُ فَمضا يَشَا
فَأَيْقِنْ وَجَانِبْ كُلَّغَاوٍ مُضَلِّلِ
وَمَالَمْ يَشَأْهُ لاَيَكُونُ بِلاَ مِرَا
وَمَوْتاً عَلَى الإِسْلاَمِ خَتْمَ مثهَلِّل
وَسَلُ رَبَّكَ الغُفْرَانَ وَالعَفْوَ وَالرِّضَا
فَقُلْ رَبِّىَ اللهُ الْعَظِيمُ وَمَوْثِلِى
إِذَا جَاءَ فَتَّانَا الْقُبُورِ لِيَسْأَلاَ
نَبِيِّ حَبِيبُ اللهِ أَفْضَلُ مُرْسَلِ
وَقُلْ دِيِنَ الإِسْلاَمُ وَالهَادِى أَحْمَدٌ
وَوَزْنٍ وَجِسْرٍ هَائِلٍ وَمُقَلْقَلِ
إِذَا بُعِثَ الأَمْوَاتُ لْلِفَصْلِ وَالْقَضَا
أَخَافُ وَأضخْشَى إِذْ عَلَيءهِ مُعَوَّلِى
فَقُلْ حَسْبِىَ اللهُ الْكَرِيمُ لِكُلِّ مَا
بِرَحْمَتِهِ وَاللهُ خَيْرُ مُؤَمَّلِ
وَعِنْدَ وُرُودِى النَّارَ أَرْجُو نَجَاتَهُ
وَفَازُوا بِهَا مِنْ مَاجِدٍ مُتَفَضِّلِ
وَلْلِمُتَّقِينَ جَنَّةُ الْخُلْدِ أُزْلِفَتْ
بِمَا عَمِلُوا مِنْ صَالحٍ مُتَقَبَّلِ
فَاَؤْرَثَهُمْ جَنَّاتِهِ وَنَعِيمَهَا
بِرِضْوَانِهِ عَنْهُمْ وَبِالمَوْطِنِ الْعَلِى
وَوَفَّقَهُمْ لِلْخَيْرِ ثُمَّ أَثَابَهُمْ
مُصَفَّى مِنَ الأَكْدَارِ مِنْ كُلِّ مُشْغِلِ
بِهِ الُقرْبُ وَالمُلْكُ الذِى لَيْسَ يَنْقَضِى
وَغَايَةُ قَثْدِ القَاصِدِينَ الْمكَمَّلِ
وَرُؤْيَةُ رَبِّ العَالَمِينَ هِىَ الُمنَى
وَمِنْ ذَهَبٍ وَالوَرْقِ قَصرٌ كَمَنْزِلِ
مِنْ الحُورِ وَالْوُلْدَانِ زَوْجٌ وَخَادِمٌ
وَفَاكَهِةٌ مِنْ كُلِّ قِطْفٍ مُذَلَّلِ
وَانَهْارَهَا قَدْ فُجِّرَتْ وَعُيُونَهَا
تَقِىٍّ مُنيبٍ خَاشِعٍ مُتَبَتَّلِ
فَقُلْ يَاعِبَادَ اللهِ مِنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ
وَسِيرُوا عَلَى النَّهْجِ القَوِيمِ المُوَصِّلِ
هَلُمُّوا إِلَى اللهِ الْكَرِيمِ وَأَسْرِعُوا
وَقَدْ مَرَّ عُمْرِى كُلُّهُ فِى تَعَللِ
(1/185)

وَإِيَاكُمُ مِثْلِى فَإنِّى مُخَلِّطٌ
وَفِى غَفَلاَتٍ رُخْصَةِ الُتَأَوِّلِ
وَفِى شَهَوَاتٍ لَيْسَ يُحْمَدُ غِبُّهَا
وَإِنَّ الرَّجا فِى اللهِ حِصْنِى وَمَعْقِلى
وَلَكِنَّى أَرْجُو إِلْهِى وَخَالِقى
أَتَانَا بِآيَاتِ الْكَتِابِ الُمنَزَّلِ
وَجَاهُ رَسُولِ اللهِ سَيِّدِنَا الذِى
وَآلٍ وَأَصْحَابٍ كِرَامٍ وَمَنْ بَلِى
عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ
وَأَتْبَاعِهِمْ فِى عَاجِلٍ وَمُؤَجَّلِ
مِنَ التَّابِعِينَ المُحْسِنِينَ اِّبَاعَهُ
---------------------
وقال رضي الله عنه .
لَيْسَ فِيهَا إِلَى البَقَاءِ سَبِيلُ
عَجَبِّا لِلْمُطْمِئنِّينَ بِدُنْيَا
يَاأَخَىَّ مِنَ السُّرُورِ فَتِيلْ
حُشِيَتْ بِالمْنُغِّصَاتِ بَلْ لَيْسَ فِيهَا
---------------------------
وقال رضي الله عنه .
زَارَنِى وَهْنَا عَلَى مَهَلِ
مَرْحَباً بِالشَّادِنِ العَزِلِ
يَنْثَنِى فِى الحَلْىِ وَالحْلَلِ
كَقِضيبِ الْبَانِ فِى كُتُبٍ
سَحَراً يَهْتَّزُّ كَالثَّمِلِ
كُلَّمَا هَبَّ الجَنُوبُ لَهُ
لَيْسَ كَاسَ الإِثْمِ وَالزَّلَلِ
هُوَ مِنْ كَاْسِ الصَّبَا نَمِلٌ
مِنْ جَمِيعِ الدَّاءِ وَالْعِلَلِ
فَشَفَى نَفْسِى بِزَوْرَتِهِ
لَذَّتِى فِى النَّهْلِ وَالْعَلَلِ
عَطِرٌ فِى ثَغْرِهِ بَرَدٌ
رَائِقَ الإِقْبَالِ وَالْقُبَلِ
مَأُحَيْلاَهُ وَأَلْطَفَهُ
رَقَّ فِى الإِبْكَارِ وَالأُصُلِ
خُلْقُهُ مِثْلُ النَّسِيمِ إِذَا
بِئْسَ حَالُ الْخُلْفِ وَالْمَلَلِ
مَابِهِ خُلْفٌ وَلاَ مَلَلٌ
قَمَرٌ يَصْطَادُ بِالْمُقَلِ
فَرْعُهُ لَيْلٌ وَغُرَّتُهُ
نَازِلاً بِالَّمَنْزِلِ الْخَضِلِ
لَمْ أَزَلْ فِى حَالِ عِشْرَتِهِ
بَيءنَ رَبْعِ الْقَوْمِ وَالْجَبَلِ
فَسَقَى الرَّحْمَنُ مَعْهَدَهُ
غَدَقُ فِى إِثْرِ مثنْهَمِلِ
وَسَقَى السَّاحَاتِ مُنْهَمِلٌ
خَضِرَ الأَوْعَارِ وَالسَّهَلِ
يُضْحِىِ الرَّبْعُ بشهِ خَصِباً
وَمَحَطُّ السَّادَةِ الأُوَلِ
(1/186)

مَرْبَعُ الأَحْبَابِ مشنْ قِدَمٍ
فِى أضمَانِ اللهِ خَيْرِ وَلِى
مِنْ تَرِيمَ الخَيْرُ لاَبَرِحَتْ
جَلَّ عَنْ شِبْهٍ وَعَنْ مَثَلِ
الإِلهِ الْحَقِّ خَالِقنَا
أَحْمَدِ الأَمْلاَكِ وَالرُّسُلِ
وَأَمضانِ المُصْطَفَى المَدَنِى
وَالوَرَى فِى غَايَةِ الوَجَلِ
خَيْرِ خَلْقَ اللهِ شَافِعِهِمْ
مِنْ بِنَى الزَهْرَا وَآلِ عَلِى
وَأمَانِ الْعِتْرَةِ الشُّرَفَا
جَامِعِىِّ الْعِلْمِ وَالعَمَلِ
وَبَنِى عَلْوِىِ سَادِتَنِا
وَأَذِّى الِبِيضِ وَالأَسَلِ
وَحُمَاةِ الدّشينِ مِنْ رَهَقٍ
أَمَّهُمْ فِى الْخِصْبِ وَالمَحَلِ
الْكِرَامِ المُطْعِمِينَ لَمِنْ
بِابْنِ عِيَسى السَّيدِ البَطَلِ
مِثْلِ مَؤْلاَنَا الْمُهَاجِرِ لُذْ
عَلَوِى الْمَذْكُورُ فِى سُمَلِ
وَعُبَيْدِ اللهِ يَتْبَعُهُ
بِالإِمَامِ الجَامِعِ الحَفِلِ
وَعَلىُّ شَيْخُنَا وَأَتَى
وَالْعَفِيفِ الُمحْسِنِ البّذِلِ
وَالفَقِيهِ الخَبْرِ عُمْدَتِنَا
وَأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلى
لِمَوَارِيثِ الرَّسُولِ حَوَوْا
ثُمَّ كَمْ حَبرٍ وَكَمْ بَدَلِ
وَمِنْ الِسْبطَيْنِ قَدْ وَرِثُوا
مِنْ جَمِيعِ الرَّجْسِ وَالدَّخَلِ
مِنْ اُصُولٍ طَهُرَتْ وَزَكَتْ
لِلْعُلاَ مِنْ غَيْرِ مَاجَدلِ
وَفُرُوعِ قَدْ سَمَتْ وَنَمَتْ
وَهُدَاةُ الخَلْقِ لِلسُّبُلِ
هُمْ أَمَانُ الأَرْضِ مِنْ فَزَعٍ
وَادْعُ ذَا الْعَرْشِ بِهِمْ وَسَلِ
لُذْ بِهِمْ فِى كُلِّ نَائِبَةٍ
تَتَغَشَّى خَاتِمِ الرُّسُلِ
وََصَلاَةُ اللهِ دَائِمَةُ
مَاسَرَى بَرْقٌ عَلَى القُلَلِ
أَحْمَدَ الهَادِى وَعِتْرَتَهِ
بِغُصُونِ البَانِ وَالأَثِل
وَتَغَنَّى الو}رْقُ فِى سَحَرٍ
وقال رضي الله عنه :
دَعْنى وَشَأْنِى يَاعَذُولْ
قُلْ لِلَّذِى قَدْ لاَمَنِى
مَاكُنْتَ تَنْهَى يَاجَهُولْ
لَوْ كُنْتَ تَدْرِى مَاجَرَى
قَدْ شَفَّهُ دَاءُ التُّحُولْ
أَمَا تَرَى جِسْمِى السَّقِيمْ
وَذَا التَّصَابِى وَالذُّهُولْ
(1/187)

قثلْ لِى بِمَنْ هَذَا الْعَنَا
قُلْ مَاتَشَا يَاذَا الفُضُولْ )
(اللهُ حَسْبِى وَكَفَى
فصل
عِنْدِى لَكُمْ صَفْوُ الؤِدَادْ
يَاسَاكِنيِنَ سَرَائِرِى
زِمَامَ أضمْرِى وَالْقِيَادْ
مَلَّكْتُكُمْ يَاسَادَتِى
يَسْمُو بِكُمْ بَيْنَ العِبَادْ
لاَتُهْمِلُوا مَنْ قَدْ غَدَا
يَرْجُو السَّعَادةْ وَالْقَبُولْ
وَاقِفْ عَلَى الْبَابِ مُقِيمْ
قُلْ مَاتَشَا يَاذَا الفُضُولْ )
(اللهُ حَسْبِى وَكَفَى
فصل
مِنْ جَانِبِ الْقُدْسِ الْعَلِى
هَبَّتْ نُسَيْمَاتُ الوِصَالْ
عَوَالِمَ الْقَلْبِ الْخَلِى
وَاسْتَغْرَقَتْ أَنْوَارُهَا
الَواحِدِ الحَقِّ الوَلِى
عَمَّا سِوَى مَعْبُودِهِ
وَحَلَّ فِى بُرْجِ الوُصُولْ
وَكُوشِفَتْ أَسْرَارُهُ
قُلْ مَاتَشَا يَاذَا الفُضُولْ )
(اللهُ حَسْبِى وَكَفَى
فصل
وَالْعَادِلُ الْغَافِلْ بَعِيدْ
بَاتَ المُحِبّث مَعَ الْحَبِيبْ
بَيْنَ المَوَالِى وَالْعَبِيدْ
لَمْ يَدْرِ مَاشَانُ الهَوَى
لَوْ كَانَ يَعْرِفْ لِلسَّعِيدْ
يَاوَيْحَهُ مَاذَا عَلَيْهْ
وَاللهُ يَعْلَمُ مَايَقُولْ
مَكَانَهُ مِنْ رَبِّهِ
قُلْ مَاتَشَا يَاذَا الفُضُولْ )
(اللهُ حَسْبِى وَكَفَى
فصل
فِيمَانْ لَهُ قَلْبٌ سَلِيمْ
مَاذَا يَقُول المُنْكِرُونُ
وَقَصْدُهُ الرُّبُّ الْكَرِيمْ
عَلَى جَمِيعِ الُمسْلِمينْ
بِأَنَّهُ عَبْدٌ ذَمِيمْ
وَيَعَتْقَدْ فِى نَفْسِهِ
لَكَانَ بَطَّالاً ضَلُولْ
لَوْلاَ عِنَايَةْ رَبِّهِ
قُلْ مَاتَشَا يَاذَا الفُضُولْ )
(اللهُ حَسْبِى وَكَفَى
وقال رضي الله عنه : هذه القصيدة فى رجل مات وأوصى بوصايا باطلة , وحيل فاسدة , نهى الناظم رضي الله عنه عن تنفيذها فأبطلت .
فَنْتَبِهْ يَارَاقِدَ المُقَلِ
لَيْسَ دِينُ اللهِ بِالحِيَلِ
أَنْتَ بَعْدَ الْيَوْمِ فِى شُغُلِ
يَاجَهُولَ الْقَلْبِ فَارِغَهُ
غَارِقاً فِى لُجَّةِ الأَمَلِ
عِشْتَ فِى شَكٍّ وَفِى رِيَبٍ
بِالَّذِى يَفْجَأْ مِنَ الأَجَلِ
(1/188)

لَسْتَ تَدْرِى بِالْمَمَاتِ وَلاَ
وَالأَفْزَاعِ وَالوَجَلِ
وَالذِى بَعْدَ المَمَاتِ مِنَ الْهَوْلِ
ظُلَمٌ نَغْشَاكَ كَالظُّلَلِ
ضَمَّةِ القَبْرِ وَفِتْنَتِهِ
بِهِمَا زَيْغٌ لِذِى دَخَلِ
وَنَكِيرُ الْقَبْرِ مُنْكَرُهُ
عِلْمِهِ وَالقَوْلِ وَالءعَمَلِ
وَإِذَا مَا الْمَرْءُ يُسْأَلُ عَنْ
لِإِلهِ الْحَقِّ خَيْرِ وَلِى
يَوْمَ بَعْثِ الْخَلْقِ مَحْشَرِهُمْ
مِنْ خَفِىٍّ بَاطشنٍ وَجَلِى
فَيُجَازِيِهِمْ بِمَا عَمِلُوا
الغَوِى الْمغْرُورِ بِالمَهَلِ
فَجَزَاءُ الظَّالِمِ الخَطِلِ
فِى عَذَابِ غَيْرِ مُنْتَقِلِ
لَيْسَ إِلاَّ النَّارَ يَسْكُنُهَا
التَّقِىِّ الصَّالِحِ العَمَلِ
وَجَزَاءُ الُمحْسِنِ الرَجِلِ
فِى نَعِيم دَاظِم خَضِلِ
جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ يَسْكُنُهَا
وَيُجَاوِرْ خَاتِمِ الرُّسُلأِ
يَنْظُرُ الرَّحْمَنَ يَشْهَدُُ
وَأَمِيرَ الُمْؤمِنِينَ عَلى
أَحْمَدَ المُخءتَارَ شَافِعَنَا
---------------------
وقال رضي الله عنه هذه القصيدة فى ليلة الجمعة الرابع عشر من ربيع الثانى سنة 1071 .
فِى بُكَرِى أَيْضاً وَآصَالِى
يَاآخِذاً مِنِّى بِأَذَيالِىْ
إِلَى حَبِيبٍ حُبّثهُ مَالِى
مُثَبِّطالِى عَنْ مُسَارَعَتِى
وَغَاصَ فِى لَحْمِى وَأَوْصَالِى
قَدْ مَازَجَ الدَّمَّ وَدَادِى لَهُ
وِصَالُهُ يَاسَعْدَ آمَالِى
وَصَارَ أَقْصَى مَاُءمِّلُهُ
أَخْشَى انْقِطَاعاً بَعْدَ إِنْزَالِى
أَنْزَلَتُهَا بَابَ الْكَرِيمِ وَلَنْ
أَنْتَ الَّذِى مَازِلْتَ فِى بَالِىْ
إِلَيْكَ عَنِّى أَيُّهَا الْقَالِى
فِى كُلِّ خَطٍّ لِى وَتَرْحَالِى
مُبَغَّضاً أَهْوَى فِرَاقَكَ لِى
رَأسٌ فَيَاوَيْلٌ لِعُذَّالِى
أَكْرَهُ عُذَّالِى وَأَنْتَ لَهُمْ
تَصْلَى بِهَا الأَجْوَافُ فِى الْحَالِ
نَارُ الأَسَى مِنْ تَحْتِ أَضْلُعِهشمْ
وَمَنْ يَتُبْ مِنْهثمْ لَهُ مَالِى
وَفِى الجَزَا نَارُ الجَحِ]مِ لَهثمْ
********
(1/189)

أَتْعَبْتَ فِيهَا بَالَكَ الْبَالِى
يَاعَاذِلِى دَعْ عضنْكَ زَخْرَفَىْ
رَبِىِّ قَرِيبٌ أَيُّهَا الخَالِى
هَلْ أضنْتَ مِنِِّى حِينَ أَكْرَمَنِى
قَدْ خَصَّنِى مِنْ بَيْنِ أَشْكَالِى
وَهَلْ رَأَتْ عَيْنَاكَسِرَّا بِهِ
مِنْ غَيْبَةٍ بِالمَنْظَرِ العَالِى
وَمَارَأَتْ رُوحِى وَمَاسَمٍعَتْ
قَطْعِى سَبِيلٌ قَدْ تَجَّلى لِى
مُتْ إِنْ تَشَأْ غَيْظاً فَلَيْسَ إِلَى
بِالْقَهْرِ جَلَّ القَاهِر الوَالى
وَقَدْ حَمَى أَطْرَافَ مَمْلَكَتِى
بِالْغَيْبِ نِعْمَ الحَافِظُ الكَالِى
لِى مِنْهُ عَيْنٌ مِنْكَ تَحْفَظُنِى
أَرِيدُ أضنْ أضخْزِيكَ يَاغَالِى
لاَآمَنُ المَكْرَ وَلَكِنَّنى
مُعَانِدِى يَوْماً لإِقْبَالِى
وَالرِّفْقُ أَوْلَى لَوْ رَجَوْتثكَ يَا
وَحُسْنُ ظَنِّى فِيهِ أَوْلَى لِى
أَخْشَى إِلُهِى وَأءمِّلُهُ
عضنْ قَوْلِ ذِى إِفْكٍ وَإِضْلاَلِ
وَحَسْبِىَ اللهُ تَعَالَى عَلاَ
كّذَاكَ فِى وَصْفٍ وَأَفْعَالِ
لاَيُشْبِهُ العَالَمَ فِى ذَاتِهِ
وَعَمَّهُمْ مِنْهُ بِإِفْضَالِ
كَانَ وَالَخَلْقٌ فَأَوْجَدَهُمْ
بَعْدُ فِيَجْزِيِهِمْ بِأَعْمَالِ
وَسَوْفَ يُفْنِيهِمْ وَيَبْعَثُهثمْ
النَّارَ فِى خِزْىٍ وَأَنْكَالِ
فَيُسْكِنُ الطَّاغِينَ دَارَ الْبَلاَ
فِيهَا نَعِيمٌ لَيْسَ بِالبَالِ
وَالُمتَّقِينَ جَنَّةَ وَلَهُمْ
يَالَكَ مِنْ فَوْزٍ وَإِقْبَالِ
يَرَوْنَهُ فِيهَا بِأبْصَارِهِمْ
مِنْ تَرْتَضِى وَالصَّحْبِ وَالآلِ
يَارَبِّ أَدْخِلْنَا بِفَضْلِكض فِى
نَبِيِّكَ الهَادى بِإِجْلالِ
وَصَلِّ يَارَبِّ عَلَى أَحْمَدٍ
-----------------
(1/190)

وقال رضي الله عنه هذه القصيدة المسّماة بالنفحه العنبريّة فى السَّاعة السَّحَريَّة .
ياربّ يا عالم الحال ... إليكَ وجهتُ الآمالْ
فامنُنْ عَلَينا بالاقبال ... وكُن لنا واصلحِ البالْ
ياربِّ ياربّ الارباب... عبدُك فقيرُك على البابْ
أتى وقد بتَّ الاسباب ... مُستدرِكاً بعد ما مالْ
يا واسعَ الجود جودك ... الخير خيرك وعندك
فوق الذي رام عبدُك ... فادرك برحمتك في الحال
يا موجِد الخلق طُرّا ... وموسع الكلّ بِرّا
أسألكَ إسبال سِترا ... على القبايح والاخطال
يا من يرى سرَّ قلبي ... حسبي اطِّلاعُكَ حسبي
فامحُ بعفوِكَ ذنبي ... واصلح قُصودي والاعمالْ
ربّي عليكَ اعتمادي ... كما إليكَ استنادي
صدقاً وأقصى مُرادي ... رضاؤكَ الدائم الحالْ
ياربِّ ياربِّ إني ... أسألُكَ العفوَ عني
ولم يخِب فيكَ ظني ... يا مالك المُلك يا والْ
أشكو إليكَ وأبكي ... من شؤم ظُلمي وإفكي
وسوءِ فِعلي وتَركي ... وشهوةِ القيل والقالْ
وحبِّ دُنيا ذميمه ... من كلِّ خيرٍ عقيمه
فيها البلايا مُقيمه ... وحشوها آفات واشغالْ
يا وَيْحَ نفسي الغويّه ... عن السبيل السويه
أضحَت تُروِّج عليَّه ... وقصدُها الجاه والمالْ
ياربِّ قد غَلَبتني ... وبالأماني سَبَتني
وفي الحظوظ كَبَتني ... وقيّدتني بالاكبالْ
قد استعنتُكَ ربي ... على مُداواةِ قلبي
وحلِّ عُقدة كربي ... فانظر إلى الغمّ ينجالْ
ياربِّ ياخير كافي ... أَحلل علينا العوافي
فليس شَي ثَمَّ خافي ... عليكَ تفصيل واجمالْ
ياربِّ عبدُك ببابِك ... يخشَى أليمَ عذابِك
ويرتجي لثوابِك ... وغيثُ رحمتك هطّالْ
وقد أتاكَ بعُذرِه ... وبانكسارِه وفقرِه
فاهزِم بيُسركَ عُسرِه ... بمحضِ جودِك والافضالْ
وامنُن عليهِ بتوبه ... تغسلهُ من كلِّ حَوبَه
واعصمهُ من شرِّ أوبَه ... لكلِّ ما عنهُ قد حالْ
فأنت مَولى الموالي ... المنفرد بالكمالِ
وبالعُلا والتعالي ... علوتَ عن ضربِ الامثالْ
جودُكْ وفضلُكْ وبِرُّك ... يُرجى وبطشُكْ وقهرُك
يُخشى وذِكرُك وشُكرُك ... لازمْ وحمدُك والاجلالْ
ياربِّ أنت نصيري ... فَلَقِّني كلَّ خيرِ
واجعل جنانك مصيري ... واختم بالايمان الآجالْ
وصلِّ في كلِّ حاله ... على مُزيلِ الضلاله
من كلَّمتهُ الغزاله ... محمد الهاديِ الدالْ
والحمد لله شُكرا ... على نِعم منهُ تترى
نحمدهُ سِرّاً وجهرا ... وبالغدايا والآصالْ
(1/191)

وقال رضي الله عنه هذه القصيدة يرثى بها السيد الفاضل شهاب الدين أحمد بن عمر الهندوان فى أوائل ربيع الثانى سنة 1122 .
عَلَى الخْدُودِ حَكَاهُ الْعَارِضُ الْهَطِلُ
يَاصَاحِبى إِنَّ دَمْعِى الْيَوْمَ يَنْهَمِلُ
إِذَا أَلَمَّ بِهضا التَّذْكَارُ تَشْتَعِلُ
وَفِى الْفَؤَادِ وَفِى الأَحْشَاءِ نَارُ أًسىً
إِلَى الْمَقَابِرِ وَالأَلْحَادِ وَانْتَقَلُوا
عَلَى الأَحِبَّةِ وَالإِخْوَانِ إِذْ رَحَلُوا
وَالدَّارُ آهِلَةٌ وَالَحبْلُ مُتَّصِلُ
كُنَّا وَكَانُوا وَكَانَ الشّمْلُ مَجْتَمِعاً
فَلَمْ يُقِيمُوا وَعضنْ أَحْبَابِهِمْ شُغِلُواْ
حَدَا بِهِمْ هَادِمُ الَّذَّاتِ فِى عَجَلٍ
كَأَنَهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَيْنَهُمْ نَزَلُوا
وَلَمْ يَعُوجُوا عَلَى أَهْلٍ وَلاَوَلَدٍ
وَلْلِحَرِيصِ عَلَيْهَا عَقْلُهُ هَبِلُ
إِنِّى لأَعْجَبُ لِلدُّنْيَا وَطَالِبِهَا
طَالَ المَدَى غَرَّه الإِمْهَالُ وَالأَمَلُ
وَغَلفِلٍ لَيْسَ بِالْمَفْعُولِ عَنْهُ وَإِنْ
إِلَى الْقُبُورِ اَّتِى تَعْيَا بِهَا الحِيَلُ
نَاسٍ لِرِحْلَتِهِ نَاسٍ لِنُقْلِتهِ
لْلِمُجْرِمِينَ الأُلى عَنْ رَبِّهِمْ غَفَلُوا
(1/192)

فِيهَا لسُّؤَالُ وَكَمْ هَوْلٍ وَكَمْ فِتَنٍ
فِيهَا الْعَذَابُ لَمِنْ فِى دِينِهِ دَخَلُ
وَفِى القُبُورِ نَعِيمٌ لِلتَّقِىِّ كَمَا
إِبْكِ لِنَفْسِكَ إِنَّ الأَمْرَ مُقْتَبِلُ
قُلْ لِلْحَزِينِ الَّذِى يَبْكِى أَحِبَّتَهُ
بِهَا بِهَا إِنْ يَكُنْ نَهْلٌ وَإِنْ عَلَلُ
فَسَوْفَ تَشْرَبُ بِالْكَأسِ الَّذِى شَرِبُوا
فِى غَيْرِ شَىءٍ فَمَهْلاً أَيُّهَا الرَّجُلُ
فَاغْنَمْ بَقِيَّةَ عُمْرٍ مَرَّ أَكْثَرُهُ
مِنْ مَعْشَرٍ زَانَهُمْ عِلْمٌ بِهِ عَمِلُوا
أَمَا تَرَى الْقضوْمَ قَدْ رَاحُوا وَقَدْ ذَهَبُوا
الْبَيْتِ المُطَهَّرِ لاَشَكٌ وَلاَجَدَلُ
مِنْ ىلِ عَلْوِىِّ سَادَاتِ الأَنَامِ مِنَ
وَدُورُهَا وَكَذَا الأَفْطَارُ وَالسُّبُلُ
كَانَتْ تَرِيمُ بِهِمْ تَزْهُو مَسَاجِدُهَا
إِذْ هُمْ مَرَاهِمُهَا إِنْ خِيفَتْ الْعِلَلُ
تَبْكِى إِذَا فُقُدوا مِنْهَا وَحُقَّ لَهَا
وَالوَارَدِينَ إِذَا جَاؤُا وَإِنْ قَفَلُوا
وَالأمْنُ وَاليُمْنُ فِيهَا لِلنَّزِيلِ بِهَا
الدَّينِ وَالْعِلْمِ نِعْمَ الخَائِفُ الوَجِلُ
مِثْلُ الشَّرِيفِ الْعَفِيفِ الْهُنْدُوانِ شِهَابِ
بِالذَّكْرِ وَالْعِلْمِ لاَعَجْزٌ وَلاَكَسَلُ
مُعَمَّرُ الْوَقْتِ بِالأَوْرَادِ حَافِظُهُ
عَلَى الصَّفَا وَالوَفَا إِنْ شِئْتُمُ فَسَلُوا
هَوَ الصَّفِىُّ الوَفِىُّ الاَخُّ مِنْ قِدَمٍ
الصَّالِحينَ بِهِمْ حَىّث الْهُدَى خَضِلُ
السَيِّدُ الفَاضِلُ ابْنُ السَّادِةِ الْفُضَلاَ
يُثَبِتُ اللهُ إِنَّ السَّفْرَ مُرْتَحِلُ
آهٍ عَلَيْهِ وَآهٍ بَعْدَهُ وَعَسَى
وَيَرْضَ عَنْهُ وَجَنَّاتُ العُلَى نُزِّلُ
فَاللهُ يَرْحَمُهُ وَاللهُ يُكْرِمُهُ
مُبَارَكٍ وَذَوِى وِدٍ بِهِ ثُكِلُوا
وَاللهُ يَخْلُفُهُ بِالْخَيْرِ فِى عَقِبٍ
إِذْ فَقْدُ أَمْثَالِهِ خَطْبٌ لَهُ زَعَلٌ
وَالأَقْرَبِينَ وَأَهْلِ الْقُطْرِ أَجْمَعِهِمْ
يُرْجَى سِوَاهُ عَلَيْهِ الْكُلُّ مُتَّكِلُ
(1/193)

وَالَحْدُ لِلهِ لاَيَبْقَى سِوَاهُ وَلاَ
الْمَبْعُوثِ بِالَحقِّ مَحْتُوماً بِهِ الرُّسُلُ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى الهَادِى مُحَمَّدٍ
النَّسِيمُ فَمَالَ البَانُ وَالأَثَلُ
وَالآلِ وَالصَّحْبِ مَالاَحَ الصَّبَاحُ وَمَا هَبَّ
-----------------
وقال رضي الله عنه :
يَاسَعْدُ رَاحَ الوَفَا وَاهْلُهْ وَرَاحَ الجِميِلْ
وَرَاحَوا النَّاسْ ذِى كَانُوا هُدَاةَ السَّبِيلْ
وَذِى بِهِمْ يُصْلُحُ الفَاسِدْ وَيشَفَى العَلِيلْ
رِجَالْ كَانُوا هُمُ العُدَّةْ لِحَمْلِ الثَّقِيلْ
عَلَى الهُدَى وَالتُّقَى وَالخَيْرْ كَانُوا دَلِيلْ
كَالظِّلِّ وَالبّارِدِ الصَّافِى بِحَرِّ المَقِيلْ
وَكَانْ فِيهِمْ غِنَى الُمعْدِمْ وَعِزُّ الذَّلِيلْ
وَفِيهِمْ الْغُوثْ لِلْمَلْهُوفْ وَالُمْسَقِبلْ
صَارُوا إِلَى اللهْ نِعْمَ الرِّبْ نِعْمَ الوَكِيلْ
وََليسْ فِى النَّاسْ بَعْدَ الْقَومْ مشنْهثمْ بَدِيلْ
لِلهْ لِلهْ مِنْ عَبْرَهْ وَدَمْعَهْ تَسِيلْ
وَمِنْ تَحَسُّر عَلَيْهِمْ لَيْس يَشْفِى غَلِيلْ
وَلاَيَرُدُّ الَّذِى قَدْ فَاتْ حُزْنَ أوْ عَوِيلْ
وَالصَّبْرِ أَبْقَى وَأَتْقَى لِإِلهِ الَجلِيلْ
إِنْ وَتَقُلْ كَيفْ حَالْ الَمْنزِلَهُ وَالنَزِيلْ
وَكَيفْ حَالِ المَرَابِعْ وَالرُّبَا وَالمَسِيلْ
بَعْدَ الْكَسِرْ فَهْوَ الُمرْتَجَى وَالْكَفِيلْ
وضالْمُحْسِنُ الُمنْعِمُ المُفْضِلْ وَمُعْطِى الجَزِيلْ
تَمَّتْ وَصَلَّوا عَلَى المُخْتَارْ هَادشى السَّبِيلْ
وَالآلْ وَالصَحِبْ فِى عَدْوَاتِهَا وَالأَصِيلْ
---------------------------
وقال رحمه الله
إِنْ جُزِتْ بِاللهْ حَىِّ ربَّة الخَالْ
يَانَسِيمْ الاَطْلاَلْ
لَمَّا تَنَشَّقْ رُوحَكَ الَّذِى مَالْ
طَابَ مِنِّى الْبَالْ
فِى وَسَطْ قَلْبِى لاَذَوَى وَلاَزَالْ
مِنُهْ غُصُنْ مَيَّالْ
شَوْقِى وَحَالِى بَعْدَهَا حَالْ
يَانَسِ]مْ الاَطْلاَلْ
فصل
(1/194)

عَقْلِى بِهَا طُولَ الزَّمَانْ مُغْرَمْ
بُغْيَةُ الُمَتيَّمْ
وَمَازَجِ اللَّحْمَ وَالْعِظَامَ وَالدَّمْ
حَبُّهَا تَحَكَّمْ
لَوْ شَاهَدَ الْكَافِرْ جَمَالَهَا اسْلَمْ
شَأْنُهَا مُعَظَّمْ
هِى مَطْلَبِى فِى صَدِّهَا وَالاِقْبَالْ
مَبِهَا تَبِدَّالْ
فصل
مَاخِلْتُ قَلْبِى عَنْ هَوَاكِ سَاكِنْ
كَعْبَةَ المَحَاسِنْ
عَلَيْه حَتَّ مَلَّ يُسَاكِنْ
ضَاقَتْ المَسَاكِنْ
فَإِنَّنِى لِلْعَذِلْ غَيْر رَاكِنْ
يَاعَذُولْ بَائِنْ
فِى عَدْلْ مِثْلِى عَاجَلَتَكْ الآجَالْ
أَنتْ وَالنَّبِىّ زَالْ
فصل
وَسِرْ بِنَا حَتَّى عَسَى نُشَاهِدْ
يَارَفِيقْ سَاعِدْ
وَنَنْظُرَ الأَعْلاَمَ وَالمَشَاهِدْ
وَنَرَى المَعَاهِدْ
يَوْمَ انْتَهَاضَكْ لِلرُّبُوعْ قَاصِدْ
مُنْتَهَى المَقَاصِدْ
وَالأَهِلْ خَلْفَ الظَّهِرْ لاَتَكُنْ ذَالْ
سِرْ وَخَلِّفْ المَالْ
فصل
بِالْكُلِّ فِى المَحْبُوبْ لاَيُحَاذِرْ
مَنْ هَوِى يُخَاطِرْ
لَكِنَّهَا أَنْوَارْ لِلسَّرائِرْ
فِى الهَوَى مَعَاسِرْ
الْكُلْ رَايِحْ وَاصِلٌ وَسَائِرْ
لَيسْ ثَمَّ خَاسِرْ
الأَوْلِيَا أَهْلِ الصَّفَا وَالاَحْوَالْ
ذِى سَبِيلْ الاَبْدَالْ
-----------------
وقال رضي الله عنه :
وَخَافْ مِنْ سَطْوَاتْ عَدْلِهْ
يَامَنْ أرَجِّى فَيضْ فَضْلِهْ
يَامَنْ لَهُ الْخَلْقِ وَالأَمِرْ كُلِّهْ
مَالِى سِوَاكَ فَلاَ تَكِلْنِى
(1/195)

حرف الميم :
=======
* * * * * *
وفيه إحدى عشرة قصيدة
(/)

وقال رضي الله عنه :
الْحَمْدُ لِلهِ عَلَى كُلِّ ... مَا أَوْلَى مِنَ الْخَيْرَاتِ وَالنِّعَمِ
سُبْحَانَهُ أَمْطَارُ رَحْمَتِهِ ... يَقْدُمُهَا نَشْرٌ مِنَ الْكَرَمِ
يَشْتَمُّهُ الَمغْمُومُ فِى غَمِّهِ ... فَيَجِدُ الرَّوْحَ مِنَ الغُمَمِ
وَيُبْصِرُ الَمحْجُوبُ مِنْ نورِهِ ... شَيْئاً فَيُخْرِجُهُ مِنَ الظُّلَمِ
وَإِنْ أَصَابَ البَلُّ مِنْ مَائِهَا ... قَلْباً صَدِي يَخْضَرُّ بِالْحِكَمِ
تَعَرَّضُوا فِى كُلِّ وَقْتٍ لَهَا ... وَرَابِطُوا وَأسْمُوا مَعَ الِهمَمِ
وَاسْعَوْا إِلَى اللهِ وَلاَ تَكْسَلُوا ... بِالْقَلْبِ وَالْعَيْنَيْن وَالْقَدَمِ
مَنْ عَرَفَ اللهَ صَفَا قَلْبُهُ ... وَعَاشَ مَحْفُوظاً مِنَ التُّهَمِ
مُرَوَّحاً مِنْ هَمِّ تَدْبِيرِهِ ... مُسْتَمْسِكاً بِاللهِ مُعْتَصِمِ
الَصَّدْرُ مَشْرُوحٌ وَفِى سِرِّه ... أُنْسٌ فَلاَ يُوحَشْ وَلاَ يُضَمِ
تَبَارَكَ الرَّحْمَنُ فِى مَجْدِهِ ... قَدْ عَمَّ بِالأَرْزَاقِ وَالقِسَمِ
يُدَبِّرُ الأَشْيَا بِلاَ فِكْرَةٍ ... لَوْ لَمْ يُقِمْهَا لَمْ تَكُنْ تَقُمِ
وَهْوَ الذِي قَدْ كَانَ أَوْجَدَهَا ... جَمِيعَهَا طُرَاً مِنْ الْعدَمِ
أَشْهدُ أَنَّ اللهَ حَيُّ قَدِيرْ ... لَهُ البَقَاءُ الَحقُّ كَالْقِدَمِ
-------------------
وقال : رضي الله عنه :
سَلاَمٌ سَلاَمٌ كَمِسْكِ الخِتَامْ ... عَلَيْكمْ أُحَيْبَابَنَا يَاكِرَامْ
وَمَنْ ذِكْرُهُمْ أُنْسُنَا فِى الظَّلاَمْ ... وَنُورٌ لَنَا بَيْنَ هّذَا الأَنَامْ
فصل
مَلَكْتُمْ فُؤَادِي وَرَبِّ الِعبَادْ ... وَأَنْتمْ مُنَائِي وَأَقْصَى المُرَادِ
فَهَلْ تُسْعِدُونِى بِصَفْوِ الوِدَادْ ... وَهَلْ تَمْنَحُونِى شَرِيفَ المَقَامٌ
فصل
أَنَا عَبْدْكُمْ يَاأُهَيْلَ الوَفَا ... وَفِي قُرْبِكُمْ مَرْهَمِى وَالشِّفَا
فَلاَ تُسْقِمُونِي بِطُولِ الجَفَا ... وًمٌنُّوا بِوَصْلِ وَلَوْ فِي المَنَامْ
فصل
أَمُوتُ وَأَحْيَا عَلَى حُبِّكُمْ ... وَذُلِّي لَدَيْكُمْ وَعِزِّي بِكُمْ
وَرَاحَاتُ رُوحِي رَجَا قُرْبِكُمْ ... وَعَزْمِي وَقَصْدي إِلَيْكُمْ دَوَامْ
فصل
فَلاَ عِشْتُ إِنْ كَانَ قَلْبِى سَكَنْ ... إِلَى البُعْدِ عَنْ أَهْلِهْ وَالْوَطَنْ
وَمَنْ جُبُّهُمْ فِى الْحَشَا قَد قَطَنْ ... وَخَامَرَ مِنِّي جَمِيعَ العِظَامْ
فصل
إِذَا مَرَّ بِالْقَلْبِ ذِكْرُ الَحِبيبْ ... وَوَادِي الَقِيقِ وَذَاكَ لْكَثِيبْ
يِمَيلُ كَغُصْنِ القَضِيبِ الرِّطِيبْ ... وَيَهْتَزُّ مِنْ شَوْقِهِ وَالغَرَام
فصل
أَمُوتُ وَمَازُرْتُ ذَاكَ الفِنَا ... وَتِلْكَ الخِيَامَ وَفِيهَا المُنَى
وَلَمْ أَدْنُ يَوْماً مَعَ مَنْ دَنَا ... لِلَثْمِ المَحيَّا وَشُرْبِ المُدَامْ
فصل
لَئِنْ كَانَ هَذَا فَيَا غُرْبَتِي ... وَيَاطُولَ حُزْنِي وَيَاكُرْبَتِي
وَلِى حُسْنُ ظَنٍّ بِهِ قُرْبَتِى ... بِرَبِّي وَحَسْبِي بِهِ يا غُلاَمْ
فصل
عَسَى اللهُ يَشْفِى غَلِيلَ الصُّدُودْ ... بِوَصْلٍ الحَبَائِبْ وَفَكِّ القُيُودْ
فَرَبِّي رَحِيمٌ كَرِيمْ وَدودْ ... يَجُودُ عَلَى مَنْ يَشَا بِالمَرَامْ
(1/196)

وقال رضي الله عنه :
وَبِحِجْرِ النَّدَى وَنَادِى الْكِرَامِ
قُلْ لِأَحْبَابِنَا بِسُوحِ المَقَامِ
اللهِ بِالمُرْتَجَى عَلَى الأَقْوَامِ
وَبِرَبْعِ الصَّفَا وَأَجْيَادِ جُودِ
قَدْ تَقَضَّتْ مِنْ عَوْدَةٍ بِسَلاَمِ
هَلْ لأَيَّامِنَا وَهَلْ لِليَالٍ
رَبُّنَا ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ
بِحِمَاكُمْ حَمَاهُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ
بِالْغُدُوِّ وَبِالْعَشِىْ وَالظَّلاَمِ
وَسَقَاهُ هَوَاطِلَ السُّحْبِ سَحّاً
عِنْدَهُ لِكُلِّ الأَنَامِ
وَأَقَامَ بِهِ شَعَائِرَ الدِّينِ الْمُرْتَضَى
بِيْنَ تِلْكَ الرُّبُوعِ وَالأَعْلاَمِ
أَىُّ حِينٍ وَأَىُّ عَيْشٍ تَقَضَّى
فِيهَا لاَهْلِ القُرْانِ وَالإِسْلاَمِ
فِى مَوَاطشنْ قَدْ بَارَكَ اللهُ حقاً
الْعَتِيقُ الحَرَامْ طُولَ الدَّوَامِ
حَرَمُ اللهِ بَيْتُ اللهِ بَلَدُ اللهِ
أَمَّهُ لِلصَّلاَةِ كُلُّ إِمَامَ
قِبْلَةُ المُؤْمِنِنَ فِى كُلِّ وَجْهٍ
حَوْلَ الْعَرْشِ العَظِيمَ للإِعْظَامِ
كَضَوافٍ بِهِ طَوَافُ الأَمْلاَكِ
الِكبَاقِ فِى التَشْرِيفَ وَالإِلْمَامَ
وَكَبَيْتِ اللهِ الَمعْمُورْ فَوْقَ
لُمِحِبٍ مُتَيَّمٍ مُسْتَهَامِ
أَىُّ عَيْشٍ يَطِيبُ فِى الْبَعْدِ عَنْهُ
وَالسُّهَادِ وَالضَّنَا وَالسَّقَامِ
شَيِّقِ الْقَلَبِ وَالْفُؤَادِ حَلِيفِ الْحُزْنِ
مِنْ شُجثونٍ وَلَوْعَةٍ وَغَرَامِ
بَيْنَ جَنْبَيْهِ لاَعِجٌ لَيْسَ يَهْدَا
فِى تَوَقُّدٍ وَاضْطِرَامِ
(1/197)

وَبِأَحْشَائِهِِ مِنَ الْوَجْدِ كَالنَّارِ
لِلتَّنَائِى وَطثولِ حِينِ الصِّرَامِ
وَلَهُ مَدْمَعٌ عَلَى الخَدِّ جَارٍ
وَتَأَخَّرْتُ عَنْهُمُ كُلَّ عَامِ
نَشِطَ السّائِرُونَ فِى كُلِّ عَامٍ
الحَظُّ وَشُؤْمُ الذُّنُوبِ وَالإِجْتَرامِ
وَإِذَا مَاهَمَمْتُ يَمْنَعُنِى
كُلَّ حِينٍ لِبَيْتِ رَبِّى الحَرَامِ
كِدْتُ أَنْ أَحْسُدُ الْمُجَدِّدَ عَهْداً
بَعْدَ ذَاكَ الإِلْمَامِ وَالإِلْتَيامِ
مَاحَسِبْتُ وَلاَتضوضهَمَّتُ أَنِّى
وَالإِقْبَالِ وَالإِسِتلاَم وَالإِلْتَزِامِ
وَالتَّعَلُّقِ بِالأَذْيَالِ وَالتَّقْبِيل
وَأَقْصَى مَطَالِبِى وَمَرَامِى
وَالتَّمَلِّى بِغَايَةِ الْقَصْدِ وَالسُّولِ
طُولَ هَذَا الزَّمَانِ وَالأَعْوَامِ
يُضْحَىِ الصَّدُ وَالتَبَاعثدُ حَظِّى
كَمْ عَجِيبٍ نَرَاهُ فِى الأَيَّامِ
إِنَّ هَذَا مِنْ الْعَجِيبِ وَلَكِنْ
مِنْ أَدْوَا الْقُلُوبَ وَالأَجْسَامِ
وَأَرَى الْعَجْزَ وَالتَّكَاسُلَ وَالتَّسْوِيفَ
ضَائِعَاتٍ فِى غَفْلَةٍ وَمَنَامِ
ذَهَبَتْ غُرَرُ الأَحَايِينِ فِيهَا
صَارِمَ الْعَزْمِ يَالَهُ مِنْ حُسَامِ
فَدَعِ الْعَجْزَ وَالتَّكَاسُلَ وَأسْلُلْ
وَاعْتِيَادٍ يُشِيرُ لْإِحْجَامِ
وَاقْطَعِ القَاطِعَاتِ مِنْ كُلّش وَهْمٍ
مَيُعَانَى بِالجِدِّ وَالإِقْدَامِ
وَتَقَدّضمْ فَالْبِرُّ وَالْخَيْرُ أَحْرَى
وَالإِخْتِيَارُ طَوْعُ الزِّمَامِ
فَاغْتَنِمْ مِنْ بَقِيَّةِ الْعُمْرِ مَأَمْكَنَ
بَغَتَاتِ الحِمَامِ وَالاَسْقَامِ
وَاْنَتِهزْ فُرْصَةَ الزَّمَانِ وَبَادِرْ
*********
هَيَّا هَذَيا بِنَا لِقَصْدِ الخِيَامِ
يضاحثوَيْدَ المَطِىْ كَمْ ذَ التَّرَاخِى
مِنْ بِلاَدِ الأَئَمَّةِ الأَعْلاَمِ
سِرْ بِنَا غَيْرَ مُكْرَهِينَ وَلاَكَارِهِينَ
وَالآبَاءِ وَالأَعْمَام
مِنْ تَرِيمِ النَّدَى مُهَاجَرِ لَجْدَادِ
مُسَتعِيناً بِاللهِ رَبّش الأَنَامِ
وَاقْطَعِ الوَادِىَ المُبَارَكض طُولاً
(1/198)

ذَاتِ السُّهُولِ وَالآكَامِ
ثُمَّ عَرِّجْ عَلَى اليَمَنِ الْفَيْحَاءِ
فَسَعْدِيَّةَ المِيقَاتِ لِلإِحْرَامِ
فَإِِذَا مَابَلَغْتَ اللَّيْثَ فَالْهَضْمَ
أَقْصَى الأَمَانِى أَقْصَى المُرَامِ
فَإِلَى القَرْيضةِ البَيْضَا فَأُمِّ القُرَى
وَظُهُورِ التَّوحِيدِ وَالأَحْكَامِ
مَهْبِطِ الوَحْىِ وَالقُرَانِ قَدِيماً
ذَاتِ الرّثكْنِ ذَاتِ المَقَامِ
مَكَّةِ اليُمْنِ وَالهُدَى بَلَدِ اللهِ
إِبْتِدَاءٍ بِالْبَيْتِ كَالإِخْتِتَامِ
فَتَطُوفُ الْقُدُومَ أضوَّلَ شَىءٍ
مَهْمَا تَرَاخَى الحَجِيجُ فِى الإِلْمَامِ
وَتُقِيمُ بِهَا كَالَّذِى كَتَبَ اللهُ
الَبيْتَ بِالتَّعِظيمِ وَالإِحْتَرَامِ
وَإِذَا مَا الْحَجِيجُ وَافَوْا يَؤُمُّنَ
كَمَا فِى القُرَانِ خَيْرِ الكَلاَمِ
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً
فِى ثَامِنْ مِنْ الأَيَّامِ
كَانَ مِنْهَا المَسِيرُ قَصْدَ مِنَى الخَيْفِ
لِلْوُقُوفِ بِالمَوْقِفِ المُتَسَامِى
فَنَبِيتُ بِهَا وَتَغْدُو جَمِيعاً
وَالْعَفْوِ عَنِ الذُنُوبِ العِظَامِ
مَجْمَع الخَيْرِ وَالإِجَابَاتِ وَالْغُفْرَانِ
وَالصَّالُحِونَ مِنَ الْعِبَادِ الكِرَامِ
حَيْثُ تَحْضُرُ المَلاَئِكَةُ الأَكْرَّمُونَ
وَإِلَى المَسْعَرِ المُنِيفِ الحَرَامِ
فَإِذَا غَرَبَتْ أَفَضْنَا لِجَمْعٍ
وَلإِ هْدَا بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ
وَأَتَيْنَا مِنىً لِرَمْىٍ وَحَلْقٍ
وَالسَّعْىِ إِنْ لضمْ يَكُنْ مَضَى بِأَمَامِ
وَافَضَنْا نَطُوفُ لِلرُّكْنِ بِالْبَيْتِ
وَلِرَمْىٍ وَحَانَ حِينُ التَّمَامَ
وَرَجَعْنَا إِلَى مِنىً لِمَبيتٍ
هَدَانَا وَخَصَّنَا بِالدَّوَامِ
وَنَفَرْنَا بِآخِرٍ نَحمَدُ اللهَ عَلَى مَا
عَلَيْهِ عَزَّ مشنْ مَلِكٍ سَلاَمِ
فَلَهُ المَنُّ وَلَهُ الطَّوْلُ لاَيُحْصَى ثَنَاءٌ
طِيبَةٍ مِنَّا بِفُرْقَةِ الأَجْسَامِ
ثُمَّ جِئْينَا نُوَدِّعُ الْبَيْتَ مِنْ غَيْرِ مَا
(1/199)

وَشْتِيَاقاً لِقَبْرِ خَيْرِ الأَنَامِ
وَرَحَلْنَا نُحَثِثُ الْعِيسَ حُبَّا
بِلَيْلٍ عَلَى لَذِيذِ المَنَامِ
وَطَوَيْنَا بِهَا المَهَامَهَ لاَنَلْوِى
--------------
المُبَارَكْ وَفَاحَ عَرْفُ الْخِيَامِ
فَإِذَا مَابَلَغْنَا الْعَقِيقَ آلْوَادِىِ
الدِّينِ وَالإِيَمَانِ وَالإِسْلاَمِ
وَوَصَلْنَا الْمَديِنَةَ الشَّرِيفَةَ دَارَ
عَلَى التَّقْوَى بِتَأْسِيسِ خَيْرِ إِمَامِ
وَدَخَلْنَا المَسْجِدَ الذَّى أُسِّسَ
دَارِ الْخُلْدِ دَارِ السَّلاَمِ
وَقَصَدْنَا الرَّوْضَةَ فِيهِ مِنْ جِنَانِ
لِنَبِى الهُدَى وَمِسْكِ الْخِتَامِ
وَدَنَوْنَا مِنْ حُجْرَةٍ وَضَرِيحٍ
وَخثضُوعٍ وَهَيْبَةٍ وَاحْتَرَامِ
وَوَقَفْنَا تُجَاهَهُ بِخُشثوعٍ
وَابْتِهَاجٍ وَلَوْعَةٍ وَغَرَامِ
وَقُلُوبٍ طَوَافِحٍ بِسُرُورٍ
مِنً جُفُونٍ تَفِيضُ فَيْضَ الْغَمَامِ
وَوُجُوهٍ مُبْتلَّةٍ بِدُمُوعٍ
ـــــهِ عَلَيْهِ بَعْدَ الصَّلاَةِ أَزْكَى السَّلاَمِ
وَقَرَأنَا السَّلاَمَ أَكْرَمَ خَلْقِ اللّـ
كُلَّ خَيْرٍ وَرَغْبَةٍ وَمَرَامِ
وَحَظِينَا بِالرَّدِّ مِنْهُ وَنِلْنَا
كُلَّ ذَنْبٍ وَحَوْبَةِ وَأَثَامِ
وَرَجَوْنَا أَنْ يَغْفِرَ اللهُ فَضْلاً
فَهُوَ الشَّافِعُ الْحَمِيدُ المَقَامِ
وَيُشَفِّعْ رَسُولَهُ الطُّهْرَ فِينَا
وَعُمُوماً وَالسَّجَدَاتِ التَّوَامِ
ذُو الشَّفَاعَاتِ فِى المَعَادِ خُصُوصاً
وَأَقَامُوا عُذْراً عِنِ الإِقْدَامِ
بَعْدَ مَا أَحْجَمَ النَّبِيُّوُنَ عَنْهَا
وَشَدَائِدْ قَدْ شَيَّبَتْ بِالْغُلاَمِ
يُنْقِذُ الْخَلْقَ مِنْ كُرُوبِ عِظَامٍ
وَالخَصَائِصُ كُلّثهَا بِالتَّمَامِ
وَلَهُ الخَوْضُ وَاللِّوا وَالمَزَايَا
الجَدِيِرَيْنِ بَعْدَهُ بِالْقِيَامِ
ثُمَّ زُرْنَا بِاثْرِهِ صَاحِبَيْهِ
لاِزْدِيَارِ الصُّدُورِ وَالأَعْلاَمِ
وَأَتَينَا البَقِيعَ خَيْرَ مَزَارٍ
كَقُبَاهَا وَقَبْرِ خَيْرِ هُمَامِ
(1/200)

وَالمَشَاهِدَ وَالمآثِرَ زُرْنَا
نَتَمَلَّى بِنُورِ بَدْرِ التَّمَامِ
وَأَقَمَنَا بِطَيْبَةِ الْخَيِرِ حِيناً
لِسَبِيلِ الْهُدَى وَدَارِ السَّلاَمِ
الرَّسُولِ الأَمِينِ أَفْضَلِ هَادٍ
مَالَهُ عِنْدَ رَبِّهِ مِنْ مُسَامِى
سَيَّدِ الرُّسْلِ وَالْخَلاَئِقِ طُرَّا
لَوِدَاعِ الْحَبِيبِ وَالدَمْعُ هَامِى
فَإِذَا مَادَنَا الرَّحِيلُ أَتَيْنَا
لِمَزِيدٍ وَالوَجْدُ وَالشَّوْقُ نَامِ
وَوِدَادُ القُلوبِ فِيهَا مُقِيمٌ
بَيْنَ تِلْكَ الرُّبُوعِ وَالآطَامِ
وَوَدِندْنَا طُولَ الإِقَامَةِ فِيهَا
وَأَضَاءَتْ مِنْ نُورِ مَاحِى الظَّلاَمِ
وَمَغَانٍ تَشَرَّفَتْ وَاسْتَنَارَتْ
وَشُئُوناً جَذَّابَةً بِالزَّمَامِ
غَيْرَ أَنَّ مِنْ وَرَانَا شُجُوناً
وَمِنَ الْعُذْرِ مُسْقِطٌ لِلْمَلاَمِ
رُبَّمَا رُبَّمَا بِهَا قَامَ عُذْرٌ
لاِعْتِمَارٍ بِمَكَّةِ الإِعْتِصَامِ
فَارْتَحَلْنَا مِنْ طَيْبَةٍ وَمَرَرْنَا
مُحْكَمِ الْعَقْدِ وَالوَفَا بِالدَّمَامَ
وَلِتَجْدِيدِ آنِفِ الْعَهْدَ وَتَأكِيدِ
وَافَتِ الْحَىِّ حَىَّ قَوْمٍ كِرَامِ
وَجَعَلْنَا نُرَحِّلُ العِيسَ حَتًّى
ألْفْنَا إِلْفَ الأَرْوَاحِ لِلْأَجْسَامَ
مِنْ بِلاَدٍ بِهِ نَشَأْنَا وَإِيَّاهُ
وَمَاءٌ وَلاَكَصَدَّى وَالأَمْرُ لِلْعَلاَّمِ
هُوَ مَرْعَى وَلَيْسَ كَالسَّعدَانِ
خَيْرِ بَلاَدِ اللهِ فِى جَنُوبٍ وَشَامِ
وَهْوَ بَعْدَ المَسَاجِدِ الثَّلاَثِ لَمِنْ
********
نَحْوَ مَاقَدْ سَمِعْتَ أَقْصَى المَرَامِ
ثُمَّ هّذَا المَسِيرُ وَالْعَوْدُ مِنْهُ
مَايَشَاءُ مُدَبِّرُ الأَحْكَامِ
تَتَمَنَّى النُفُوسُ وَالرَّبُّ يَقْضِى
ذُوْ الْجَلاَلِ الرِّفيعِ وَالإِكْرَامِ
الإِلهُ الْعَظِيمُ رَبُّ الْبَرَايَا
وَالفَضْلِ وَالأَيَادِى الجِسَامِ
الجَوَادُ الكَرِيمُ ذُو المَنِّ وَالطَّوْلِ
دَائِماً سَرْمَداً بِغَيْرِ انْصِرَامِ
فَلَهُ الَحمْدُ وَلَهُ الشُّكْرُ دَأْباً
(1/201)

كُلَّ حِينٍ عَلَى شَفِيعِ الأَنَامِ
وَصَلاةٌ مِنْ رَبِّنَا وَسَلاَمٌ
وَعَلَى التَّابِعِينَ طُولَ الدَّوَامِ
أَحْمَدَ الْمُصْطَفَى وَآلٍ وَصَحْبِ
وَسَرَتْ نَسْمَةٌ بِعَرْفِ الخُزَامِ
مَاتَغَنَّتْ حَمَامَةُ الأَيْكِ وَهْناَ
قُلْ لأَحْبَابِنَا بِسُوحِ المَقَامِ
وَخَتَمْنَا بِمَا بَدَأْنَا ادِّكَاراً
--------------------
وقال رضي الله عنه " الميمية الصغرى "
وَحَسْبِى بِهِ فِى رِحْلَتِى وَمْقَامِى
عَلَى رِيمِ وَادى الرَّقْمَتَيْنِ سَلاَمِى
بَعِيدِ المَرَامِىِ لاَيُرَامُ لِرَامِى
مِنَ الغَانِيَاتِ القَاصِرَاتِ مُحَجَّبٍ
بِحُسْنٍ وَإِحْسَانٍ وَرَعْىِ ذِمَامِى
عَزِيزَةِ وَصْلٍ قَدْ سَبَانِى جَمَالُهَا
وَوَجْهٍ كَبَدْرِ التِّمِّ تَحْتَ ظَلاَمَ
وَقَدْرٍ كَغُصْنِ البَانِ يَحْكِى اعْتِدَالَهُ
وَطَرْفٍ بِهِ سِحْرٌ وَرَشْقُ سِهَامِ
وَخَذٍ سَقِيقِ الْوَرْدِ فِى وَجَنَاتِهِ
بِهِ سَلْسَبِيلٌ خَيْرُ كُلِّ مُدَامِ
وَثَغْرٍ يَفُوحُ المِسْكُ مِنْ لَهَوَاتِهِ
وَصَدْرٍ بِهِ رُمَّانَةُ الُمتَتَامِى
وَجِيدٍ كَإِبْرِيقٍ مِنْ الوَرْقِ خَالِصٍ
وَأَحَشَاهُ لَمْ تَغْنَ بِأَكْلِ طَعَامِ
وَخَصْرٍ طَوَاه الْخَمْصُ عِنْدَ اخْتِيَارِهِ
مِنَ الْقَاصِرَاتِ الطَرْفِ جَوْفَ خِيَام
فَلاَ تَغْرَقَنْ فِى وَصْفِ حَوْرَا كَأنَّهَا
إِذَا انْتَسَبَتْ جَاءَتْ بِكُلِّ هُمَامِ
نَمَتْهَا الْقُرُومُ الصِّيدُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ
قَدِ انْتَهجُوا فِى نَهْجِ خَيْرِ إِمَامِ
مِنَ الفَاطِمِيِنَ الدُّعَاةِ إِلَى الْهُدَى
وَسَامِى الذُّرَى المَاحِى لَكُلِّ ظَلاَمِ
نَبِىَّ الْهُدَى بَحرِ النَّدَى سَيِّدِ الْوَرَى
عَلِىِّ الرِّضى الْجَالِى لِكُلِّ قِتَامِ
وَخَيْرِ وَصِىٍ بَعْدَهُ وَابْنِ عَمِّهِ
الْجَنَاحَيْنِ طَيَّارٍ بِدَارِ مُقَامِ
وَحَمْزَةَ وَالْعَبَّاسِ مَعْ جَعْفَرٍ أَخِى
وَزَهْرَا الْمُلاَ تَعْلُو بِمِسْكِ خِتَامِ
(1/202)

وَجَاءَتْ بِأُمِّ الُمؤْمِنِنَ خَدِيجَةٍ
وَبَاقِرِهِمْ وَالصَّادِقِ الْمُتَسَامِى
وَسِبْطَىْ رَسُولِ اللهِ مَعْ زَيْنِ عَابِجٍ
وَعِيسَى يَلِيهِ السَّيِّدُّ المُتَحَامِى
وَعَزِّزْ بِنُورِ الدِّيِن ثُمَّ بِنَجْلِهِ
إِلَى اللهِ وَالأَحْدَاثُ ذَاتُ ضِرَامِ
تَحَامَى عَنِ الدُّنْيَا وَهَاجَرَ فَارِراً
وَيُلْحِقُ أَغْوَاراً لَهَا بِآكَامِ
مِنَ الْبَصْرَةِ الْخَضْرَاءِ يَخْتَرِقُ القُرَى
وَمَدَّ بِهِ أَطْنَابَهُ لِخَيامِ
إِلَى أَنْ أَتَى الْوَادِى الْمبَارَكَ فَارْتَضَى
بِذُرِّيَةٍ مَزْمُومَةٍ بِزِمَامِ
فَأَصْبَحَ فِيهِ ثَاوِياً مُتَوَطِّناً
كِرَامُ السَّجَايَا أُرْدِفَتْ بِكَرَامِ
مِنَ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَحُسْنِ شَمَائِلٍ
أَمِيناً وَمِخْيمَّا بِغَيْرِ حُسَامَ
بِهِمْ أَصْبَحَ الوَادِى أَنِيساً وَعَامِراً
بِوَالِدهِ الرَّاقِى لِكُلِّ سَنَامِ
وَجَاءَ عُبَيْدُ اللهِ لاَيَأْلُ أُسْوَةً
وَبصْرِيتُهُمْ جَدُّ التَّقِى بِسَلاَمِ
وَسَارَ عَلَى آثارِهِمْ عَلَوِيُّهُمْ
عَلِىَّ المَعَالِى لِلشَّريعَةِ حَامِى
كَذَاكَ جَدِيجٌ جَدُّ حَافِظِ عَصْرِهِ
وَجَا عَلَوِىُّ بَعْدَهُ بِنَوَامِ
وَجَاء جَمَالُ الدِّينِ يَتْلُو أَبَا لَهُ
وَكَانُ يُصَلِّى هَكَذَا بِدَوَامِ
وَبِالشَّيْخِ مَنْ رَدَّ الرَّسُولُ سَلاَمَهُ
تَفَرَّعَ مِنْهَ مِنْهُ أَصْلُ كُلِّ إِمَامِ
وَصَاحبُ مِرْبَاطٍ إمامٌ وجامعٌ
وَعَمَّيْهِ وَالنَجْلِ الغَيُورِ أُسَامِى
كَمِثْلِ الفَقِيهِ الخَبْرِ مِقْجَامِ قَوْمِهِ
جَوادٍ كَهَتَّانِ الْغَمَائِمِ هَامِى
أَتَانَا بِنُورِ الدِّينِ ثُمَّ عَفِيفِهِ
مُحَوِّطِهَا مِنْ ضِرِّ كُلِّ حَرَامِ
وَذِى النُّورِ وَالأَسْرَارِ صَاحِبِ يَبْحَرٍ
وَقُطْبٍ مَكِينٍ حَازَ كُلَّ مَقَامِ
وَبِالْعَارِفِ السَّقَّافِ شَيْخٍ مُعَظَّمٍ
هُدَاةٍ وَمَهْدِيينَ سُبْلَ سَلاَمِ
وَبِالْفَخْرِ أَكْرِمْ بِسَادَةٍ
(1/203)

بِبَحْرَىْ هُدًى بِالمَكْرُمَاتِ طَوَامِى
وَبِالْعَيْدَرُوسِ اسْتَاذِِنَا وَبِصُنْوِوِ
*****
وَأَوْلاَدُهُ بِالرِّغْمِ لِلْمُتَعَامِى
أُوَلِئكَ وُرَّاثُ النَّبِىِّ وَرَهْطُهُ
وَأَسْرَارُهُمْ فَلْيَسْأَلِ الُمتَرَامِى
مَوَارِيثُهُمْ فِينَا وَفِينَا عُلُومُهُمْ
إِلَى كُلِّ خَيْرِ خَازَ كُلَّ مَرَامِ
إَذَا جَاءَ بِالصِّدْقِ الَّذِىْهُوَ سُلَّمٌ
نَوَامِيسٍ قَهْرٍ لِلطُّغَاةِ رَوَامِى
وَكَمْ حِكُمَةٍ عَنْهُمْ وَحُكْمٍ وَكَمْ وَكَمْ
مَصَابِيحَ نُورٍ قَدْ مَحَتْ لِظَلاَمِ
يُرِيُدونَ أَنْ يُطْفُوا بِأَفْوَاهِ زُورِهِمْ
ذَكَرْنَا كَرَاماً أَعْقَبَتْ بِكِرَامِ
مِنَ السَّلَفِ المَاضِينَ وَالْخَلَفِ الَّذِى
وَمَا نَحْنُ عَنْ حَقٍّ لَهُمْ بِنِيَامِ
وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ وَسَبِيِلِهِمْ
وَحُسْنِ مَسَاعِيهِمْ بِكُلِّ مَقَامِ
زُقِرِّينَ بِالتَّقْصِيرِ عَنْ شَأْوِ مَجْدِهِمْ
وَأَسْلاَفُنَا مِمَّنْ مَضَى بِسَلاَمِ
وَلَكِنَّهُمْ آبَاؤُنَا وَأُصُولُنَا
*********
يَقُومُ بِأمْرِ اللهِ خَيْرَ قِيَامِ
وَمِنَّا إِمَامٌ حَانَ حِينُ خُرُوجِهِ
كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً بِظُلْمِ طَغَامِ
فَيَمْلَؤُهَا بِالحقِّ وَالعَدْلِ وَالْهُدَى
بِنُصْرَتِهِ إِنْ رَاثَ حِينُ حِمَامِ
إِذَا قَامَ قُمْنَا وَالُمَفِّقُ رَبُّنَا
فُرُوعٌ مِنَ نِعَمٍ مَشْكُورَةٍ بِدضوَامِ
وَإِلاَّ فَنَرْجُو أنْ يَقُومَ بِنَصْرِهِ
ثَبَاتاً وَتَأْيِيداً وَحُسْنَ خِتَامِ
وضنَسْأَلُ مَوْلاَنَا تَبارَكَ إِسْمُهُ
عَلَى أَحْمَدٍ مَانْهَلَّ وَدْقُ غَمَامِ
وَتَمَّتْ وَصَلَّى اللهُ أَزْكَى صَلاَتِهِ
وَمَالاَحَ بَرْقُ النَّجْدِ جُنْحَ ظَلاَمِ
وَمَاغَرَّدَتْ وُرْقُ عَلَى غُصْنِ دَوْحَةٍ
عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَحِفْظِ ذِمَامِ
وَآللْ وَأَصْحَابٍ وَمَنْ كَانَ تَابِعاً
------------------
وقال رضي الله عنه :
(1/204)

وَبِالرُّسُومِ وَبِالأَطْلاَلِ مِنْ إِضَمِ
لِلهِ أَحْبَابُنَا بِالأَبْرَقِ الْعَلَمِ
وَبِالخِيَامِ الَّتِى فِيهَا شِفَا سَقَمِىَ
وَبِالنُّجُودِ وَبِالأغْوَارِ مِنْ كُثُبٍ
وَسَاكِنٍ وَنَزِيلٍ سُوحَ ذِى سَلَمِ
وَبِالاَجَارِعِ مِنْ بَطْحَاءِ ذِى سَلَمٍ
هِىَ الْبِلاَدُ لضنَا فِى سَالِفِ الأُمَمِ
وَبِالمَعَالِم وَالأَعْلاَمِ مِنْ بَلَدٍ
سَقَاهُ مطثنْسَجِمٌ فى إِثْرِ مُنْسَجِمِ
وَبِالمَآثِرِ وَالآنَارِ مِنْ حَرَمٍ
دِيَارهٌ مِنْ أَنَاسِىَّ وَمِنْ نَعَمِ
يَحْيَا بِهِ مضنْ دَنَا مِنْهُمْ وَمَنْ بَعُدَتْ
تَهْوِى إِلَيْه قُلُوبُ الْعُرْبِ وَالْعَجَمِ
وَالْكُلُّ جَارٌ لِبَيْتِ اللهِ خَالِقنَا
فِى الذِّكْرِ بْعرِفُ أَهْلُ الْعِلْم وَالْحِكَمِ
مَثَابَةْ وَأمَاناً لِلْأنَامِ كَمَا
مَشْياً وَفَوْقَ مُتُونِ الأَنْيقِ الرُسُمِ
وَمَقْصِداً لِوُفُودِ اللهِ تَقْصِدُهُ
**********
بِعَوْدَةٍ بَعْدَ مَسِّ الضَّعْفِ وَالْهَرَمِ
يَاصَاحِبِى هَلْ تَرَى الأَيَّامَ تُسْعَدُنِى
عَنَّا الْمَنَازِلُ وَالَهْفِى وَوَانَدَامِى
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ طَالَ الءعَهْدُ وَاْنَتَزَحَتْ
وَغَفْلَةٍ وَالرَّجَا فِى اللهِ مُعْتَصَمِى
وَفَاتَنِى زَمَنُ الإِمْكَانِ فِى كَسَلٍ
الأَمْرِ الُمَاعِ تَعَالَى بَارِىءُ النَّسَمِ
وَالْحُكْمُ لِلهِ ذِى الْعَرْشِ العَظِيمَ وَذِى
الْخَيْرُ لِلْعَبْدِ وَالأَرْزَاقُ بِالقِسْمِ
وَفِى الرِّضَا بِقَضَاءِ اللهِ سَيِّدِنَا
وَشُكْرِهِ فَهْوَ أَهْلُ الْفَضْلِ وَالْكَرَمِ
فَنَسْأَلُ اللهَ تَوْفِيقاً لِطَاعَتِهِ
بِالْخَيْرِ وَالْبِرِّ وَالْغُفْرَانِ لِلَّمَمِ
وَالخْتَمَ عِنْدَ حُضُورِ الءمَوْتِ قَابِضِنَا
مُحَمَّدٍ مَاسَرَى بَرْقٌ عَلَى الْخِيمَمِ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى الْهَادِى وَعِتْرَتِهِ
وَانْهَلَّتِ السُّحْبُ بِالأَمْطَارِ وَالدِّيَمِ
وَمَاتَغَنَّتْ حَمَامُ الأَيْكِ فِى سَحَرٍ
(1/205)

---------------
وقال رضي الله عنه :
وَأَعْلَى وَلاَيَخْفَى عَلَى كُلِّ ذِى عِلْمِ
نَعَم عَالَّمُ الأَرْوَاحِ خَيْرٌ مِنَ الْجِسْمِ
بِخِدْمَةِ هَذَا الْجِسْمِ وَالهَيْكَلِ الرَسْمِ
فَمَالَكَ قَدْ أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ جَاهِداً
ظَلَمْتَ وَظُلْمُ النَّفْسِ مِنْ أَقْبَحِ الظُّلْمِ
ظَلَمْتَ وَمَا إِلاَّ لِنَفْسِكَ يَافَتَى
وَلَهْوٍ وَلاَتَعْمَلْ عَلَى الشَّكِّ وَالْوَهَمِ
تَنَبَّهْ هَدَاكَ اللهُ مِنْ نَوءمِ غَفْلَةٍ
وَلاَزِمْ وَخُذْ بِالْعَزْمِ يَاصَاحِبض الْعَزْمِ
وَسِرِ فِى طَرِيقِ اللهِ بِالْجَدَّ وَاسْتَقِمْ
وَبَعْثناً إِلَى الديَّانِ لِلفَصْلِ وَالْحُكءمِ
وَبَادِرْ نُزُولَ المَوْتِ وَالْقَبْرِ وَالبِّلَى
أَوِ الْجَنْةِ العَلْيَا وَوُجْدٍ بِلاَعُدْمِ
وَمِنْ بَعْدِهِ إِمَّا مَصِيرٌ إِلَى لَظَى
وَمُلْكٌ بِلاَ عَزْلِ ضَبَابٌ بِلاَ هَرْمِ
حَيَاةٌ بِلاَ مَوْتٍ نَعِيمٌ بِلاَ شَقَا
أَسَامِيهِ وَالأَوْصَافُ يَالَكَ مِنْ قِسْمِ
وَرُؤْيَةُ رَبِّ الْعَالَمِينَ تَقَدَّسَتْ
وَغُنْمٌ كَبِيرٌ حَبَّذَا لَكَ مِنْ غُنْمِ
وَفَوْزٌ عَظِيمٌ لاَيُسَامَى وَخُظْوَةٌ
لِمَنْ آثَرَ الأُخْرَى لِمَنْ قَامَ بِالْعِلْمِ
لِمَنْ تَرَكَ الدُّنْيَا لِمَنْ خَالَفَ الْهَوَى
وَأَخْلَصَ لِلْمْولَى مَعَ الصِّدْقِ وَالحَزْمِ
لِمَنْ لَزِمَ الطَّاعَاتِ وَالْبِرَّ وَالتُّقَى
عَلَى أَحْمَدَ الْهَادِى الأَنَامِ إِلَى السَّلْمِ
وَصَلَّى إِلَهِى مَعْ سَلاَمٍ مُضَاعَفٍ
وقال رضي الله عنه :
فَعَلَى المَنضازِلِ وَالنَّزِيلِ سَلاَمُ
وَلىَّ الزَّمَانُ وَوَلَّتِ الأَيَّامُ
وَحَدِيثُ أَشْجَانِ الصَّبَابَةِ تَامُ
لَمْ يَبْقَ إِلاَّ صُبَبَةٌ مِنْ عَيْشِنَا
إِنَّ الُمِحبَّ الُمشتهَامَ يُلاَمُ
قُلْ لِلْأحِبَّةِ حَيْثُماَ أَبْصَرْتَهُمْ
كَلاَّ وَكُلِّلى لَوْعَةٌ وَغَرَامُ
أَيُلاَمُ مِثْلِى فِى هَوَى أَمْثَالِهِمْ
(1/206)

كَيِدٌ تَذُوبُ وَمُهْجَةٌ وَسَقَامُ
وَجَوَارِحِى وَجَوَانِحِى فِى طَيِّهَا
وَجَمِيلُهُمْ وَالْفَضْلُ وَالإِنْعَامُ
وَلَقَدْ سَبَانِى حُسْنُهُمْ وَجَمَالُهُمْ
وَبِهِ تَحُطُّ السَّادَةُ الأَعْلاَمُ
إَنَّى أَحُولُ وَأَنْثَنِى عَنْ بَابِهِمْ
يَحْيَى بِهِ الإِيَمانُ وَالإِسْلاَمُ
مِنْ كُلِّ عَلاَّمٍ مُنِيبٍ خَاشِعٍ
فِى الْكَشْفِ وَالتَّقْوَى لَهُ أَقْدَامُ
إَوْ عَارِفٍ مُتَمَكِّنٍ مُتَحَقَّقٍ
فَأَجِبْ وَأَسْرِعْ إِنَّ قَوْمَكَ نَامُوا
يَاصَاحِبِى إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ دَعْوتِى
قَدْ عَمَّ فِيهِ الظُّلْمُ وَالإِظْلاَمُ
هَذَا الزَّمَانُ زَمَانُ سُوءٍ كُلُّهُ
وَاخْتِمْ بِخَيْرٍ إِنْ أَلمَّ حِمَامُ
يَارَبِّ وَاحْفَظْ دِينضنَا وَمَعَاشَنَا
مَاغَرَّدَتْ فَوْقَ الأَرَاكِ حَمَامُ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبشى وَآلِهِ
----------------
وقال رضي الله عنه :
إِنَّ الشَّدَائِدِ لاَيَدُومُ مُقَامُهَا
لاَتَجْزَعَنَّ إِذَا بُلِيتَ بِشِدِّةٍ
مَاهَبَّ جَتَّى أَدْبَرَتْ أَيَّامُهَا
كَمْ شِدَّةٍ نَامَ الْفَتَى لِوُرُدِهَا
تُمْضِى وَيَبْقَى بَرْدُهَا وَسَلاَمُهَا
فَاصْبِرْ عَلَى نُوَبِ الزَّمَانِ فَإِنَّهَا
---------------
وقال رضي الله عنه :
وَشَوْقِى إِلَيْكُمُ مُقْعِدٌ وَمُقِيمٌ
هَوَاكُمْ بِقَلْبِى وَالْفُؤَادِ مُقِيمُ
فَيَاحَبَّذَا رَوْحٌ لَهضا وَنَعِيمٌ
وَأَنْتُمْ لِرُوحِى رَوْحُهَا وَنَعِيمُهَا
وَفِى الْعَيْشِ خَيْرٌ وَالزَّمَانُ سَلِيمٌ
إِذَا مَا دَنَوْتُمْ فَالْحَياةُ لَذِيذَةٌ
فَقَلْبِى وَجِسْمِى وَالِهٌ وَسَقِيمُ
وَمَهْمَا بَعُدْتُمْ سَادَتِى وَجَفَوءتُمُ
وَإِنْ كَانَ مُلْكَ الأَرْضِ فَهْوَ ذَمِيمُ
وَأَحْسَنُ عَيْشٍ لَيْسَ فِيهِ وَجُودُكُمْ
فَمَا هُوَ إِلاَّ تَرْحَةٌ وَغُمثومُ
وَكُلُّ سُرُورٍ قَدْ خَلاَ عَنْ وِصَالِكُمْ
وَعُودُوا فَإِنِّى فَاقِدٌ وَعَدِيمُ
(1/207)

فَمُنُّوا وَجُودُوا بِالْلقَا وَتَعَطَّفُوا
لِكُلِّ لِئيمٍ لاَيَزَالُ يَلُومُ
لِمَنْ تَدَعثونِى سَادَتِى وَأَحِبَّتِى
وَأَنْتُمْ كِرَامٌ وَالْكَرِيمُ رَحِيمُ
أَلاَفَارْحَمُوا ذُلِّى وَضَعْفِى وَغُرْبَتِى
بِعَيْشٍ هَنِىٍ لَمْ تَشُبْهُ هُمُومُ
رَعَى اللهُ أَُيَّاماً خَلَتْ فِى رُبُوعِكُمْ
وَمَا ثضمَّ إِلاَّ مُؤنِسٌ وَنَدِيمُ
وَكُنَّا وَكُنْتُمْ وَالزَّمَانُ مُسَاعِدٌ
وَإِلاَّ فَإِنِّى لِلْحَيَاةِ سَؤُمُ
فَهَلْ لِلَّيَالِى المضاَِيَاتِ بِعَوْدَةٍ
أَنِيسٌ حَقِيقِىُّ الوِدَادِ كَتُومُ
أَأَبْقَى كَذَا بَيْنَ الأَبَاعِدِ لَيْسَ لِى
وَفِى بَحْرِ أَسْرَارِ الوُجُودِ نَعُومث
أُسَامِرُهُ فِيكُمْ بِأَخْبَارِ حَيِّكُمْ
رِجَالٌ مَصَابِيحُ الوُجُودِ نُجثومُ
وَقَدْ كَانَ بِالْوَادِى وَبِالرَّبْعِ وَالْحِمَى
حَدِيثِ نَجْدٍ حَدِيثٌ طَيُّبٌ وَقَوِيمُ
لَهُمْ مِنْ شَرَابِ الْقَوْمِ شُرْبٌ وَمِنْ
الْفُؤُادِ وَرِيحِى إِذْ تَهُمبُّ نَسِيمُ
وَكُنْتُ بِهِمْ وَافِى الْجَنَاحَيْنِ سَاكِنَ
وَمَ الدَّهْرُ إِلاَّ خَائِنٌ وَظَلُومث
فَأَعْدَ مَنِى الدَّهْرُ الخَئُونُ وُجُودَهُمْ
وَحِيداً وَمَخْزُونَ الْفُوَادِ كَظِيمُ
وَأَصْبَحْتُ مِنْ بَعْدَ الأَحِبَّةِ مُفْرَداً
عَلَيْهِمْ وَمَا إِلاَّ الإِلهُ ]َدثومُ
فَآهٍ وَآهٍ كَمْ دُمثوعٍ أُسِيلُهَا
عَلِيمٌ وَحَىُّ قَادِرٌ وَقَدِيمٌ
فَاحَمْدَهُ سُبْحَانضهُ جَلَّ ذِكْرُهُ
وقال رضي الله عنه : هذين البيتين , وهو نازل فى مستورة , وهى منزل بين مكة والمدينة تكثر فيها الرَّياح والسُّموم الحارة , متوجه إلى زيارة قبر النَّى صلى الله عليه وسلمُ .
وَالصَّبْرُ خُلْقُ كَرِيمُ
مَسْتثورَةٌ دَارُ صَبْرٍ
وَالرِّيحُ فِيهضا سَمُومُ
التُّرْبُ فِيهَا كَثِيرٌ
----------------
وقال رضي الله عنه :
مَاغَرَّدَ الْقْمِرى بِدَوْحِ البَشَامْ
يَاجِيرَةَ الحَىِّ عَلَيْكُمْ سَلاَمْ
(1/208)

وَنَمْنَمَ الرَّعْدُ وَدَرَّ الْغَمَامْ
وَماسَرَى الْبَرْقُ بِنَجْدِ الْحِمَى
تُذَكِّرُ الصَّبَّ حَدِيثَ الْغَرَامْ
وَمَاسَرَتْ مَنْ حَيْكُمْ نَسْمَةٌ
كَأَنَّهَا الْقَدْرُ بِشَهْرِ الصِّيَامْ
وَلَيْلةً مَرَّتْ بِوَادِى النْقَا
مشنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِى رَسثولُ الحِمَامْ
فَيَالَيَالِى الْوَصْلِ عُودِى لَنَا
كَأَنَّهُ الطَّيْفُ بِحِينِ المَنَامْ
وَيَذْهَبَ الْعُمْرُ سُدىً ضَائِعاً
كُنْتُ بِهِ فِى غَفْلَةٍ كَالسَّوَامْ
يَاصَاحِبِى وَلَّى الزَّمَانُ الَّذِى
وَالْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ وَالْعُمْرُ عضامْ
وَالشَّهْرُ مِنْهُ مِثْلُ أُسْبُوعِهِ
حِينُ السَّفَرْ مِنَّا لِيَوْمِ الْقِيَامْ
وَالآَنَ قَدْ جَاءَ المَشِيبُ وَحضانْ
لِرَحْمَةِ اللهِ إِلهِ الأضنضامْ
وَمَابَقِى فِى اليْدِ غَيْرُ الرَّجَا
وَالإِحْسَانِ الْمُنفْرَدْ بِالدَّوَامْ
الوَاحِدِ المَاجِدِ ذِى الفَضْلِ
نَدْعُوهُ نَسْأَلْهُ حُسْنَ الخِتَامْ
هَوَ رَبُّنَا هُوَ رَبُّنَا هُوَ حِسْبُنَا وَالْوَكِيلْ
مُحَمَّدِ الءهَادِى لِدَارِ السَّلاَمْ
عَلَى سَبِيلِ المُصْطَفَى المُجْتَبَى
عَلَى غُصُونِ البَانِ وُرْقُ الحَمَامْ
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ مَا غَرَّدَتْ
وقال رضي الله عنه :
وَحُسْنُهثمْ فشى مَشْهَدِى مُسْتَقِيمْ
يَامَنْ هَوَاهُمْ فِى فُؤَادِى مُقِيمْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ تُمْسِى الْعِظَامُ رَمِيمْ
هَلْ مِنْ سَبِيلٍ لِى إِلَى وَصْلِكُمْ
مِنْ وُدِّكُمْ عَنْ مُبْغِضِى وَالْحَمِيمْ
وَيَظْهَرُ السِّرُّ الذِى صُنْتُهُ
الهَائِمِ الوَالِهْ بِكُمْ مِنْ قَدِيمْ
يَاسَادَتِى مثنُّوا عَلَى عَبْدِِكُمْ
مِنْ حُبّكُمْ وَالشَّوْقِ أَمْرٌ عَظِيمْ
عَكْفاً عَلَى مضنْ صَارَ فِى قَلْبِهِ
فِى حُسْنِكُمْ عَادَ الشَّفِيقُ الرَّحِيمْ
لَوْ كضانَ يَدْرِيهِ الْعَذُولُ لَهُ
وَلَمْ أُشَاهِدْ حُسْنَهُمْ يَانَدِيمْ
ذَمَمْتُ نَفْسِى حِينَ وَلَّى الزَّمَانْ
(1/209)

ذَاكَ الذِى فِيهِ الرِّجَالُ تَهِيمْ
وَلَمْ أَقِفْ يَوْماً عَلَى سِرِّهِمْ
نَفْسِى بِهِ تَدْرِى وَقَلْبِى عَلِمْ
وَلَيْسَ يَخْفَانِى الذِى عَاقَنِى
فِى قَطْعِهِ نَيْلَ المَقَامِ الْكَرِيمْ
عَزَمْتُ قَطْعَ كثلِّ أمْرٍ أَرَى
مِنْ حُبِّهَا كَانَ الْحِجَابُ المُقِيمْ
وَأَرْفِضُ الدُّنْيَا الْغَرُورَ الَّتِى
بِقُوَّةِ اللهِ الْعَلِى الْعَظِيمْ
وَالنَّفْسُ وَالشَّيْطَانُ أَعْصِيهِمَا
أَرَى سِوَى اللهِ العَزِيزِ الْحَكِيمْ
أولَلِّىِ الأكْوَان ظَهْراً وَلاَ
وَعِصْمَةَ الصِّدْقِ وَقَلْباً سَلِيمْ
يَارَبِّ هَبْ لِى مِنْكَ حُسْنَ الْيَقِينْ
وَنُورَ تَوْفِيقِ بِهِ أَسْتَقِيمْ
وَهِمَّةً تَعْلُو وَصَبْراً جَمِيلْ
فَإِنَّكَ الدَّائِمْ وَجُودُكْ عَمِيمْ
وَحُسْن تَيِيدٍ وَعَوْناً يَدُومْ
بِمَحْضِ فَضْلِكْ لاَبِجُهْدِى الذَّمِيمْ
آرْجُوكَ تُعْكِينِى الَّذِى اَبْتَغِى
------------------------
وقال رضي الله عنه :
وَحَلِيفِ الْعِلْمِ وَالحِكَمْ
يَاوَجِيهَ الدِّينِ وَالكَرَمِ
سَابِقِىِّ العُرْبٍ وَالْعَجَمَ
وَسَلِيلَ السَّادَةِ الْكُبَرضا
فَإِمَامٍ فَاضِلٍ عَلِمِ
مِنْ إِمَامِ كَامِلٍ عَلَمٍ
صَالِحٌ مَاضٍ عَلَى القَدَمِ
أَنْتَ نَرْجُوا بَعْدَهُمْ خَلَفٌ
عِنْدَ رَبِّ الْعَرْشِ فَاسْتَقِمِ
قَدَمُ الصِّدْقِ بِشَارَتُهُمْ
مِنْ مُفِيضِ الْفَضْل وَالشّشيَمِ
تَبْلُغِ الْقَصْدَ وَتُدْرِكُهُ
مِنْ قَدَّى الأَكْدَارِ وَالتُّهَمِ
وَصَحيحَ الوُدِّ صَافِيَه
وَهْىَ دُرُّ أَىُّ مُنْتَظِمِ
وَافَتِ الْعَبْدَ مَقَالَتُكُمْ
فَقَدَتْ مِنْ أَحٍسَنِ الْكَلِمِ
رَاقَ مَعءنَاهضا وَصُورَتُهَا
وَبَلَغْتُمْ مُنْتَهَى الْهِمَمِ
فَجُزِيتُمُْ كُلَّ صَالِحَةٍ
وبَالمَأْمُولِ مِنْ أَمَمِ
وَحَظِيتُمْ بِالْمُرَادِ وَبِالسُّوْلِ
مِنْهُ بِالإِفْلاَسِ وَالْعَدَمِ
وَالْفَقِيرُ المَحْضُ مُعْتِفٌ
مِنْ عَظِيمِ الْفَضْلِ وَالْكَرَمِ
غَيْرَ أَنَّ الْفَضْلَ مُرْتَقَبٌ
تَتَغَشَّى سَيِّدَ الأُمَمِ
وَصَلاَةُ اللهِ خَالِقِنَا
عَدَدَ الأَوْرَاقِ وَالدِّيَمِ
أَحْمَدَ الُمْختَارِ سَيِّدِنَا
الصَّحْبِ وَالأَتْبَاعِ كُلِّهِمْ
وَعَلَى آلِ النَّبِىِّ مَعَ
-----------------
(1/210)

حرف النون :
=======
* * * * * *
و فيه عشرون قصيدة
(/)

وقال رضي الله عنه :
اِلْزَمْ بَابَ رَبَّكْ , وَاتْرُكْ كُلَّ دُونْ ... وَاسْأَلْهُ السَّلاَمَهْ , مِنْ دَار الفُتُونْ
لاَيَضِيقْ صَدْرُكْ , فَالْحَادِثْ يَهُونْ ... اللهُ المْقُدِّرْ , وَالْعَالَمْ شُئُونْ
( لاَ يَكْثُرُ هَمُّكْ مَاقُدِّرْ يَكْونْ )
***
فِكْرَكْ وَاخْتِيَارَكْ , دَعْهُمَا وَرَاكْ ... وَالتَّدْبِيرَ أَيْضاً , وَاشْهَدْ مَنْ يَرَاكْ
مَوْلاَكَ الُمهيْمِنْ, إِنَّهُ يَرَاكْ ... فَوِّضْ لُه أُمُرَكْ , واحْسِنْ فِى الظُّنُونْ
( لاَ يَكْثُرُ هَمُّكْ مَاقُدِّرْ يَكْونْ )
***
لَوْ وَلِمْ وَكَيفْ, قُوْلُ ذِى الْحَمَقْ ... يعْتَرِضْ عَلَى اللهِ , الذِى خَلَقُ
وَقَضَى وَقَدَّرْ , كُلَّ شَىءْ بِحَقَّ ... يَاقَلْبِي تَنَبَّهْ , وَاتْرُكِ المجُوُنْ
( لاَ يَكْثُرُ هَمُّكْ مَاقُدِّرْ يَكْونْ )
***
قَدْ ضَمِنْ تَعَالَى , بِالرِّزْقِ القَوامْ ... فِى الكِتَابِ الْمُنْزَلْ , نُوراً للأنَامْ
فَالرِّضَا فَرِيَضَةْ, وَالسَّخَطْ حَرَامْ ... وَ القَنُوعْ رَاحَةْ , وَالطمَعْ جُنُونْ
( لاَ يَكْثُرُ هَمُّكْ مَاقُدِّرْ يَكْونْ )
***
أَنْتَ وَالخْلاَئِقْ , كُلُّهُمْ عَبِيدْ ... وَ الإِلَهُ فِينَا , يَفْعَلُ مَا يُرِيدْ
هَمُّكْ وَاغْتِمَامُكْ , وَيْحَكْ مَا يُفِيدْ ... الَقْضَا تَقَدَّمْ , فَاغْنَمِ الْسُّكُونْ
( لاَ يَكْثُرُ هَمُّكْ مَاقُدِّرْ يَكْونْ )
***
الَذِى لَغِيْرِكْ , لَنْ يَصِلْ إِلَيكْ ... وَالَّذِي قُسِمْ لَكْ , حَاصِلٌ لَدَيكْ
فَاشْتَغِلْ بِرَبَّكْ , وَالذِى عَلَيكْ ... فِي فَرْضِ الْحَقِيقَهْ , وَالشَّرْعِ المَصُونْ
( لاَ يَكْثُرُ هَمُّكْ مَاقُدِّرْ يَكْونْ )
***
شَرْعُ الُمْصَطَفَى , الْهَادِى البَشِيرْ ... خَتْمِ الأَنْبِيَا , الْبَدْر الُمِنرْ
صَلَّى اللهْ عَلَيْهِ , الرَّبّث الْقَدِيرْ ... مَارِيحُ الصَّبَا , مَالَتْ بِالْغُصُونْ
( لاَ يَكْثُرُ هَمُّكْ مَاقُدِّرْ يَكْونْ )
---------------
(1/211)

وقال رضي الله عنه :
إِذَا آنَسْتُ مِنْ خِلٍ جَفَاءً ... فَلاَ أَجْفُو وَإِنْ هُوْ قَدْ جَفَانِي
وَلَكنِّي أُدَارِيِه بِرِفْقٍ ... وَأُمْسِكُ عَنْ تَنَاوُلِهِ لِسَانِي
وقال رضي الله عنه :
إِنّ الْقَنَاعَةَ كَنْزٌ لَيْسَ بالْفَانِي ... فَاغنَمْ هُدِيتَ أُخَىّ عَيْشَها الهَانِي
وَعِشْ قَنُوعاً بِلاَحِرْصٍ وَلاَ طَمَعٍ ... وَعِشْ حَمِيداً رَفِيعَ الْقَدْرِ وَالشَّانِي
لَيْسَ الْغَنِيُّ كَثِيرَ المَالِ يَخْزُنُهُ ... لِحَادِثِ الدَّهْرِ أَوْ لِلْوَارِثِ الثَّانِي
يُجَمَّعُ المَالَ مشنْ حِلٍّ وَمِنْ شُبَهٍ ... وَلَيْسَ يُنْفِقُ فِى بِرٍّ وَإِحْسَانِ
يَشْقَى بأَمْوَالِهِ قَبْلَ المَمَاتِ كَمَايَشْقَى بِهَا بَعْدَهُ فِى عُمْرِهِ الثَّانِي
إِنَّ الغَّنِىَّ غَنِىُّ النَفْسِ قَانْعُهَا ... مُوَفَّرُ الْخَظِّ مِنْ زُهْدٍ وَإِيمَانِ
بَرُّ كَرِيمُ سَخِىُّّ النَّفْسِ يُتْفِقُ مَا ... حَوَتْ يَدَاهُ مِنَ الدُّنْيَا بِإِيقَانِ
مُنَّوِرُ الْقَلْبِ يَخْشَى اللهَ يَعْبُدُهُ ... وَ يَتَّقِيهِ بِإِسْرَارٍ وَإِعْلاَنِ
مُؤَيَّدٌ رَاسِخٌ فِى الْعِلْمِ مُتَّبِعٌ ... إِثْرَ الرَّسُولِ بِإِخْلاَصٍ وَإِحْسَانِ
-------------------
(1/212)

وقال رضي الله عنه :
مِنْ عَيْشِنَا ذَاك الأَخْضَرْ , مَعَ بَاهِى الغُرَرْ
الْيَوْمَ قَلْبِى تَذَكَّرْ , مَاوَلَّى وَمَرُّ
فَفَاضَ دَمْعِى تَحَدَّرْ , يَجْرِى كَالْمَطَرْ
سُوَيْجِىِ الْطَّرِفْ لَحْوَرْ , مَعْسُولِ الدُّرَرْ
مَابِى مِنْ ُِجُونْ
هَلْ عُرُبْ بَشَّارْ يَدْرُونْ
مِنْ فُرْقَةِ الْحِبْ وَالجَارْ , فِى أَحْشَاىْ نَارْ
أَصْبَحِتْ يَاسَعْدْ مُخْتَارْ , مَالِى مِنْ قَرَارْ
الُقُربْ غَايَاتْ الاَوْطَارْ , وَالْهُجْرَان فَارْ
وَقْتِى مَضَى كُلُّهَ اكْدَارْ , مِنْ بُعْدِ المَزَارْ
لِى مَايَرْحَمُونْ
مَابَالْ جِيرَانْ جِيرُونْ
فِى حَالْ ضِيقٍ وَنْكِيدْ , مِنْ قُرْبَكْ بَعِيدْ
أَرَاكْ يَاظَبِى عَيْدِيِدْ , تَتْرُكْنِى وَحِيدْ
فَالْوَصِلْ يَافَيِقَ الِغيدْ , غَايَةْ مَأُرِيدْ
لَوْ عُدْتَ عَادَتْ لَنَا الْعِيدْ, وَالْعَيْشُ الرَّغِيدْ
فَاْطِفْ , عَلَ صَبّث مَخْزُونْ ... مَا يَعْرِفْ سُكُونْ
أَرْجثوهْ يَشْفِى وَيَرْحَمْ , مَابِى مِنْ سَقَمْ
اللهْ يَاخِلِّىَ اعْلَمْ , مَابِى مِنْ أَلَمْ
يَاقَلِبْ لاَتُكَثُّرِ الْهَمُّ , إِنْ خَطْبٌ أَلَمّّ
فَكَمْ تَفَضَّلْ وَأَنْعَمْ وَأَشَبغْ مِنْ نِعَمْ
فَالْحَادْثْ يَهُونْ
ُوَاصْبِرْ , وَإِنْ كُنتْ تَمْحُونْ
-----------------
وقال رضي الله عنه :
مَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الإِلُهِ يُهِينُهُ
لاَتَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الإِلُهِ فَإِنَّهُ
لِلْغَافِلِ الشَّيْطَانَ فَهْوَ قَرِينُهُ
وَيُقَيِّضُ المَّذْكُورُ جَلَّ جَلاَلُهُ
------------------
وقال رضي الله عنه :
مِنْ جَمْعِ شَوْقٍ وَدَمْعِ بَيْنِ
إِلَى مَتَى لاَتَجِفّث عَيْنِى ...
وَأَقْتَضِى مِنْهُ كُلَّ دَيْنِ
وَيَدْنُو الْحِبُّ مِنْ رُبُوعِى
زُرْنِى فَقَدْ حَانَ حِينِى
يَانَازِحَ الدَّارْ كَمْ صُدُودٍ
يَجْلُو عَنِ الْقَلْبِ كُلَّ رَيْنِ
وَجُدْ عَلَىَّ بِطِيبِ وَصْلٍ
مُكَدَّرِ الْعَيْشِ مِنْ زُمَيْنِ
فَاعْطْفْ عَلَى وَاِلهٍ كَثِيبٍ
كَأَنَّهَا مَاطِرُ الُمزَيْنِ
لَهُ دُمُوعٌ عَلَى خُدُودٍ
وَأَيْنَ نَجْدٌ مِنْهُ وَأَيْنِ
يَشْتَاقُ نَجْداً وَأَهْلَ نَجْدٍ
وَهَلْ ظِبَاءٌ بِالرَّقمَتَيْنِ
فَهَلْ جِبَالٌ وَهَلْ رِمَالٌ
بَيْنَ الْجَحُونَ وَمَرْوَتَيْنِ
وَهَلْ سَبِيلٌ إِلَى خَيَامٍ
وَالحِجْرِ ثُمَّ السِقَايَتَيْنِ
وَالْبَيْتِ وَالرُّكْنِ وَالْيَمَانِى
إِذْ عَوَّفَانِى ذَنْبِى وَمَيْنِى
آهٍ عَلَى بُعْدِهَا وَآهٍ
(1/213)

وَصَرْتُ نِضُّواً كَمَا تَرَيْنِى
وَقَدْ سَرَى الضُّغْفُ فِى جَمِيعِى
إِلَى سِوَاهُ ذُلِّى وَشَيْنِى
وَالْحمْدُ لِلهِ لَسْتُ أَشْكُوْ
وَإِنْ أَكُنْ قَاصِرَ الْيَدَيْنِ
فَاللهُ رَبِّى وَاللهَ حَسْبِى
سُبْحَانَهُ مَالِكُ الخَزِيْنِ
فَإِنَّ ظَنَّى بِهِ جَمِيلٌ
يَوْمَ المَعَادِ بِجَنَّتيْنِ
مَنْ خَفَهُ وَرَجَاهُ يضحْظَى
أُيِّد بِالنَّصْرِ فِى حُنَيْنِ
تَمَّتْ وصَلُّوا عَلَى رَسُولٍ
إَبِى الْبَتُولِ جَدِّ الُحسَيْنِ
مُحَمَّدٍ سَيِّدِ البَرَايَا
--------------------
وقال رضي الله عنه :
وَيُكْشَفُ عَنَّا غَمُّنَا وَكُرُوبُنَا
بِإحْيَا عُلُومِ الدَّينِ تَحْيَا قُلُوبُنَا
مُؤلِفُهُ أُسْتَاذُنَا وَطَبِيبُنَا
كِتَابٌ حَوَى الْعِلْمَ الذِى هُوَ نَافِعٌ
وَمَا قَالَه أَوَّاهُنَا وَمُنِيبُبنَا
كِتَابٌ حَوَى عِلْمَ الْكِتَابِ وَسُنةٍ
مَضَوْا وَعَلَى آثارِهشمْ مُسْتَجِيُبَا
مَوَارِيثُ أَسْلاَفٍ لَنَ وَأئِمةٍ
وَأَبْصرَهَا عَلاَّمُنَا وَمُصِيبُنَا
إِذَا نُشِرَتْ أَعْلاَمُهُ وَعَلَومَهُ
وَلَمْ يَسْتَرِبْ فِى مِثْلِ هَذَا أَرِيبُنَا
تَحَقَّقَ أَنًّ الْعِلْمَ فِيهِ بِأَسْرِهِ
أَبُو المَكْرُمَاتِ العَيْدَرُوسُ حَبِيبُنَا
وَقَدْ أَطْنَبَ الشَّيْخُ الإِمَامُ بِوَصْفِهِ
وَحَبْرٍ عَلِيمٍ وَالإِلهُ حَسِيبُنَا
وَكَمْ غَيْرِهُ مِنْ عَارِفِ وَمُحَقِّقٍ
عَلَى الْمُصًطَفَى الهَادِى شَفِيعِ ذُنُوبِنَا
َتَمَّتْ وَصَلَّى اللهُ فىِ كُلِّ سَاعَةٍ
---------------
وقال رضي الله عنه :
وَتَوَقَّعْ وَارِداً فِى كُلِّ حِينْ
خَلِّ عَنْكَ الْهَمَّ يَاقَلْبِى الْحَزِينْ
وَاعْبُدِ اللهَ وَكُنْ بِهْ مُسْتَعِينْ
يَشْرَحُ الصَدْرَ مِنَ الحَقِّ
توشيح :
جَلَّ مَوْلاَنضا الجَّلِيلْ
إِنَّه نِعْمَ الْكَفِيلْ
وَارْضَ بِاللهِ وَكِيلْ
عَمَّ بِالْفَضْلِ جَمِيعَ العَالَمِينْ
إِنَّهُ الرَّازَّاقُ ذثو الْقُوَّةْ مَتِينْ
فصل
(1/214)

إِنَّهُ التِرْيَاقْ لِلْقَلْبِ الجَرِيحْ
وَحَّدِ الْفَرْدَ الُمَهْيمِنْ تَسْتَرِيحْ
عَنْ جَميِعِ الْكَونْ حَتَّى لاَتَبِينْ
وَتَحَقَّقْ بِالفَنَا الصِرَّفِ الصَّرِيحْ
توشيح
وَازْوَ مِنْ رَاحِ الهَنَا
وَاذْنُ فِيمَنْ قَدْ دَنَا
وَابْقَ مِنْ بَعْدِ الفَنَا
الْكِرَامِ السَّابِقِينْ
اليَيِقينْ صُحْبَةَ الْقَوْمِ
فِى ذَرَى أَعْلَىمَقَّامَاتِ
فصل
وَالذِى يَأْتِى وَسَلِّمْ لِلْقَضَا
خَلِّ عَنْكَ الَهمَّ فِى أَمْرٍ مَضَىْ
وَارْتَقِبْ لُطْفاً خَفِياً يَاظَنِينْ
لاَيَضِقْ صَدْرَكْ وَإِنْ ضَاقَ الفَضَا
توشيح :
وَأَخُو التَّدْبِيرْ خَائِبْ
كَمْ طَىَّ المًصَائِبْ
إِنَّ فِى الغَيْبِ عَجَائِبْ
عَيْشَ الْعِبَادْ الصَّالحِيِنْ
الشَّكِّ رَهِينْ لَمْ يَذُقْ
لَمْ يَزَلْ فِى قَبْضَةٍ
فصل
فَاعْتَمِمْ بِاللهْ ذِى الْعَرْشِ الَمجِيدْ
إِنْ تُرِدْ عِزَّا وَمَجْداً لاَيَبِيدْ
وَتَمَسَّكْ بِالْكَتَابِ المُسْتبِينْ
وَاسْتَقِمْ لِلهْ وَاْزَمْ لاَتَحِيدْ
توشيح :
أَحْمَدَ الْمِسْكِ الخِتَامْ
سَيِّدَ الرُّسْلِ الْكِرَامْ
وَاتَّبِعْ خَيْرَ الأَنَامْ
الرَّسُولَ المُجْتَبَى الهَادِى الأَمِينْ
النَّبِىَّ المُصْطَفَى الخِلَّ المَكِينْ
وقال رضي الله عنه هذه القصيدة سنة 1130 , وبها ختم الديوان :
عَنْ سَبِيلِ الظَّالِمِنَا
خُذْ ]ِمَيناً خُذْ يَمِيناً
عضنْ مَقَالِ المُلْحِدينَا
وَاتَّقِ اللهَ تَعَالَى
الْعَرْشِ رَبّض العَالَمِيَنَا
الإِله الحَقَّ رَبَّ
هَوَ رَبُّ الآخِرِينَا
هَوَ رَبَّ الأَوَّلِينَا
هُوَ خَيْرُ الرَّحِمِينَا
هَوَ رَبِّى هَوَ حَسْبِى
فِى الْعِبَادِ الصَّالِحِيناَ
ربِّ وَادْخِلْنَا جَمِيِعاً
وَأَجَزْنَا أَجْمَعِينَا
وَارْضَ عَنَّا وَاْفُ عَنَّا
أُرْصِدَتْ لْلِمُجْرِمِينَا
مِنْ عَذَابٍ فِى جَحِيمٍ
وَعُتَاةٍ كَافِرِينَا
مِنْ عُصَاةٍ فَاسِقِينَا
أُزْلِفَتْ لِلْمُتَّقينَا
رَبِّ وَادْخِلْنَا جِنَاناً
(1/215)

بِسَلاَمٍ آمِِنِينَا
إِذْ يُنَادَوْنَ ادْخُلُوهَا
أَحْمَدَ الهَادِى الأَمِينَا
وَصَلاَةُ اللهِ تَغْشَى
وَجَمِيعِ التَّابِعِينَا
وَعَلَى آلٍ وَصَحْبٍ
جَاءَ بِالَّحقِّ مُبِينَا
مَاتَلاَ تَالٍ قُرَاناً
----------------
وقال رضي الله عنه :
وَقَلْبَكَ نَطِّفْهُ مِنَ الرّشجْسِ وَالدَّرَنْ
عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ فِى السِّرِّ وَالْعَلنْ
سِوَى الجَمْعِ لِلدّضارِ الَّتِى حَشْوُهَا المِحَنْ
وَخَالِفْ هَوَى النْفَسٍ الَّتِى لَيْسَ قَصْجُهَا
وَجَانِبْ وَلاَتَصْحَبْ هُدِيتَ مَنِ افْتَتَنْ
وَصَاحِبْ ذَوِى المَعْرُوفِ وَالْعِلْمِ وَالْهدَى
وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرْضَى بِهِ عِشْتَ فِى حَزَنْ
وَإِنْ تَرْضَ بِالْمَقْسُومِ عِشْتَ مُنَعَّماً
وَلاَ تَلْهُ عَنْ ذِكْرِ المَقَابِرِ وَالْكَفَنْ
وَصَلِّ بِقَلْبٍ حَاضرٍ غَيْرِ غَافلٍ
وَمَاهِىَ إِلاَّ كَالطَّرِيْقِ إِلَى الْوَطَنْ
وَمَاهَذِهِ الدُّنَيا بِدَارِ إِقَامَةٍ
وَنَارٌ لِمَنْ لَمْ يَتَّقِ اللهَ فَاسْمَعَنْ
وَمَا الدَّارُ إِلاَّ جَنَّةٌ لَمِنِ اتَقَّى
بِجُودِكَ وَعْصِمْنْا مِنَ الزَّيْغِ وَالْفِتَنْ
فَيَارَبِّ عَمِلْنَا بِلُطْفِكَ وَاكْفِنَا
لِسُنَّةِ خَيْرِ الْخَلْقِ وَالسَّيِّدِ الجَسَنْ
وَوَفِّقْ وَسَدِّدْ وَاصْلِحِ الْكُلَّ وَاهْدِنَا
صَلاَةً وَتَسْلٍيماً إِلَى آخِرِ الزَّمَنْ
عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ
------------------
وقال رضي الله عنه :
كَالطَّيْفِ فِى سِنَةٍ وَالظِّلِّ مِنْ مُزُنِ
فِيمَ الرُّكُونُ إِلَى دَارٍ حَقِيقَتُهَا
وَمَعْدِنِ البُؤْسِ وَالَّلأوَاءِ وَالْمحَنِ
دَارِ الْغُرُورِ وَمَأءوَى كُلِّ مُرْزِيَةٍ
وَالْموْتُ آخِرُخَا وَالْكَوْنُ فِى الشَّطَنِ
الزُّورُ ظَاهِرُهَا وَالْغَدْرُ حَاضِرُهَا
تَضُرُّ مَنْ نَقَمَتْ فِى سَالِفِ الزَّمَنْ
تُبِيدُ مَاجَمَعَت تُهِينُ مَنْ رَفَعَتْ
(1/216)

كَأَنَّهُ الحَقُّ إِِذْ كَانَتْ مِنَ الْفِيَّنِ
سَحَّارَةٌ تُحْكِمُ التّضخِيلَ حَتى يُرَى
بَيْنَ الفَرِيقَيْنِ أَهْلِ الحْمْقِ وَالفِطَنِ
إِنَّ الإِلهَ بَرَاهَا كَىْ يَمِيزَ بِهَا
يَعَانِى السَّعِى مِنْ شِامٍ إِلَى يَمَنِ
فَذُو الْحَمَاقَةِ مَنْ قَدْ ظَلَّ يَجْمَعُهَا
لأِجْلِهَا يَسْتَلِينُ المَرْكَبَ الخَشِنِ
مُشَمِّراً يَرْكَبُ الأَخْطَارَ مُدَّتهِداً
وَرَاءَهُ نَبْذَهُ الأَقْذَارَ فِى الدِّمَنِ
وَذُو الحِجَا يَقْلُهَا زُهْداً وَيَنْبِذُهَا
فَلاطض يُصَادِفُ غَيْرَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ
يَرْمِى بِقَلْبٍ مُنِيرٍ فِى مَصَائِرهَا
مِنْ مُؤثِرِيَها بِسَعْىِ الْقَلْبِ وَالَبَدنِ
يَجُولُ بِالْفِكْرِ فِى تَذْكَارٍ مَنْ صَرَعَتْ
لِيَسْتَجِنَّ مِنَ الأَقْدَارِ بِالُجنَنِ
مِمَّنْ أَشَادَ مَبَانِيهَا وَأَحْكَمَهَا
سَلُّوا صَوَارِمَهَا لِلْبَغْىِ وَالضَّغَنِ
نَالُوا مَكَارِمَهَا أَحْيَوْا مَعَالِمَهَا
بِقُوَّةٍ وَابْتَنَوْا الاَمْصَارَ وَالمُدُنِ
رَقَوْا مَنَابِرَهَا قَادُوا عَسَاكِرَهَا
لأِمْرِهِمْ بَيْنَ مَغْلُو[ٍ وَمُمْتَهَنِ
وَعَبَّدُوا النَّاسَ حَتَّى أَصْبَحُوا ذُلُلاً
لِمْتِعَةِ النَّفْسِ فِى مُسْتَقْبَلِ الزَّمَنِ
وَجَمَّعُوا المَالَ وَاسْتَضْغَوْا نَفَائِسَهُ
وَمُكِّنُوا مِنْ عُلاَهَا أَبْلَغَ المِكَنِ
حَتَّى إِذَا امْتَلَئُوا بِشْراً بِمَا ظَفِرُوا
سهبْلَ المَمَاتِ فَاضَحْوْا عِبْرَةَ الفَطِنِ
نَادَاهُمُ هَادِمُ اللَّذَّاتِ فَاقْتَحَمُوا
بَعْدَ الضَّخَامَةِ فِى الأَجْسَامِ وَالسِّمَنِ
تِلْكَ القُبُورُ وَقَدْ صَارُوا بِهَا رِمَماً
يَأْكُلْهُمُ الدُّودُ تَحْتَ التُّرْبِ وَالَّلِبِنِ
بَعْدَ التَّشَهِّى وَأَكْلِ الطَّيِّبَاتِ غَدَا
مَحَاسِنُ الْوَجْهِ وَالْعَيْنَيْنِ وَالْوَجَنِ
تَغَيْرَتْ مِنْهُمُ الأَلْوَانُ وَانْمَحَقَتْ
مَنْ كَانَ يَنْصُرُهُمْ فِى السِّرِّ وَالْعَلَنِ
(1/217)

خَلَتْ مَسَاكِنُهثمْ عَنْهُمْ وَأَسْلَهُمْ
مِنَ الأَقَارِبِ وَالأَهْلِينَ وَالخَدَنِ
وَعَافَهُمْ كُلُّ مَنْ قَدْ كَانَ يَأْلَفُهُمْ
غَيْرَ الْخَنُوطِ وَغَيْرَ القُطْنِ وَالْكَفَنِ
مَاكَانَ حَظُّهُمُ مِنْ عَرْضِ مَااكْتَسَبُوا
يَحِيحُ فِيهَا غُرَابُ الْبَيْنِ بِالْوَهضنِ
تِلْكَ الْقُصُورُ وَتِلْكَ الدُّورُ خَاوِيَةٌ
فِى ظُلْمَةِ اللَّيْلِ لَمْ تَلْتَدَّ بِالءوَسَنِ
فَلَوْ مَرَرْتَ بِهَا وَالبُومُ يَنْدُبُهَا
وَلاَافْتَتَنْتَ بِحُبِّ الأَهْلِ وَالسَّكَنِ
وَلاَتَجَمَّلْتَ بِالأَرْيَاشِ مُفْتَخِراً
وَلاَ سَمَيْتَ لِدُنْيَا سَعْضَ مُفءتَتْنِ
وَلاَتَلَذَّذْتَ بِالْمَطْعُومِ مُنْهَمِكاً
تَرَاهُ بِالْعَيْنِ أَوْ تَسْمَعْهُ بِالأُذُنِ
وَلاَاعْتَبَرْتَ إِذَا شَاهَدْتَ مُعْتَبَراً
مُقَفَّلَ الْقَلْبِ فِى حَيْدِ عَنِ السَّنَنِ
إِنَّ المَوَاعِظَ لاَتُغْنِى أَسِيرَ هَوىً
يثلْقَى إِلَيْهِ لِفَرْطِ الْجَهْلِ وَالشَّنَنِ
مُسْتَكْبِراً يَبْكُرُ الْحَقَّ الصَّرِيحَ إِذَا
إِنَّ الأَمَانِىَ مِقْطَاعٌ عَنِ المِنَنِ
يُمَنِّىِ النَّفءسَ أَمْراً لَيْسَ يُدْرِكُهُ
كَمَا إَتَى لإِى حَديثِ السَّيِّدِ الْجَسَنِ
يَكْفِى الَّلِبيبَ كِتَابُ اللهِ مَوْعِظَةً
مُطَهِّرِ الْجَيْبِ عَنْ عَيْبٍ وَعَنْ دَرَنِ
مُحَمِّدٍ خَيْرِ خَلْقِ اللهِ قُدْوَتِنَا
مَاسَارَتِ الرِيحُ بِالأَمْطَارِ وَالسُّفُنِ
عَلَيْهِ مِناَّا صَلاَةُ اللهِ دَائِمَةً
وَمَابَكَتْ عَيءنُ مُشْتَاقٍ إِلَى وَطَنِ
وَالآلِ والصَّحْبِ مَاغَنَّتْ مُطَوَّقَةٌ
---------------
وقال رضي الله عنه :
يَاحَيَاةَ الرُّوحِ وَالْبَدَنِ
كَمْ بِقَلْبِى فِيكَ مِنْ شَجَنِ
وَاغْتِرَابُ النَّفْسِ فِى الوَطَنِ
مَاطَوَافِى الْيَوْمَ فِى الدِّمَنِ
-----------------
بِكَ يَارَوحِى وَيَانُزَهِى
غَيْرَ مِنْ شَوْقِى وَمِنْ وَلَهِى
وَتَوَلَّى بِالأَسَى زَمَنِى
(1/218)

صَارَ عَقْلِى فِيكَ كَالْبَلةِ
------------------
فَامْتَلاَ قَلْبِى مِنَ الوَجَلِ
غِبْتَ عَنِّى يَامَدَى أَمَلِى
كَالْحَيَا يَنُهَلُّ مِنْ مُزَنِ
وَجَرَى دَمْعِى مِنَ المُقَلِ
--------------------
إَنْتَ مَاتَرْنَى لِمُكْتَئِبِ
يَاعُذَيْبَ الَّلفْظِ وَالشَّنَبِ
هُوَ وَالأَسْقَامُ فِى رَسَنِ
ذَائِبِ الأَخْشَا مِنَ الَّلهَبِ
----------------------
وَلَطِيفَ الضَّلِّ وَالْقُبَلِ
يَاجَمِيلَ الحَلْىِ وَالحُلَلِ
وَمِنَ الآفَاتِ وَالْمِحَنِ
إَنْتَ تِرْيَاقِى مِنَ الْعِلَلِ
----------------------
عَنْ يَمِينِ الضَّالِ وَالسَّلضمِ
يَاغَزَالَ الكُتْبِ وَالءخِيَمِ
مُسْتَهَاماً بِالْبَعاد فَنِى
هَلْ تُوَاصِلْ دَائشمَ الأَلَمِ
------------------------
وَالِلقَّا أَسْنَى مَآرِبِهِ
قُرْبُكُمْ أَقْصَى مَطَالِبِهِ
قَلْبَهُ المَسْحُونَ بِالْحَزَنِ
فَأَرِيحُوا مِنْ مَتَاعِبِهِ
------------------------
يَأُهَيْلَ الْجُودِ وَالْكَرضمِ
عَظْفَةَ يَاجِيرةَ الْعَلَمِ
حَرَمِ الإِحْسَانِ وَالْحَسَنِ
نَحءنُ جضيرَانٌ بِذَا الءحَرَمِ
------------------------
وَبِهِ مِنْ خَوْفِهِمْ أَمِنُوا
نَحْنُ مِنْ قَوْمِ بِهِسَكَنُوا
فَاتَّئِدْ فِينَا أَخضا الوَهَنِ
وَبِأيَاتِ القرَانِ عثنُوا
------------------------
وَالصَّفَا وَالْبَيْتُ يَألَفُنَا
نَعْرِفُ الْبَطْحَا وَتَعْرِفُنَا
فَاعْلَمَنْ هَذَا وَكثنْ وَكثنِ
وَلَنَا المَعْلَى وَخَيْفُ مِنَى
------------------------
وَعَلِىُّ الُمرْتَضَى حَسَبُ
وَلَنا خَيْرُ الأَنَامِ أَبُ
نَسَباً مَا فِيهِ مِنْ دَخَنِ
وَإِلَى السِّبْطَيْنِ نَنْتَسِبُ
------------------------
مِنْهُ سَادَاتٌ بِذَا عُرِفُوا
كَمْ إِمَامٍ بَعْدَهُ خَلَفُوا
مِنْ قَدِيمِ الدَّهْرِ وَالزَّمَنِ
وَبِهَذَا الْوَصْفِ قَدْ وُصِفُوا
------------------------
وَابْنِهِ البَاقِرِ خَيْرِ وَلى
(1/219)

مُثْلِ زَيْنِ العَابِدِيِنَ عَلِى
وَعَلىٍّ ذِى العُلَى اليَقِنِ
وَالإِمَامِ الصَّادِقِ الحَفِلِ
------------------------
وَبِفَضْلِ اللهِ قَدْ سَعِدُوا
فَهُمُ الْقَوْمُ الْذِينَ هُدُوا
وَمَعَ القُرْآنِ فِى قَرَنِ
وَلِغَيْرِ اللهِ مَاقَصَدُوا
------------------------
هُمْ أَمَانُ الأَرْضِ فَاضَّكِرِ
أَهْلْ بَيْتِ الُمصْطَفَى الطُهُرِ
مِثْلَ مَاقَدْ جَاءَ فِى السُّنَنِ
شُبِتُهوا بِالأَنُجُمِ الزُّهُرِ
------------------------
خِفْتَ مِن طُوفَانِ كُلِّ أَذَى
وَسَفِينٌ لِلنَّجَاةِ إِذَا
وَاعْتَصِمْ بِاللهِ وَاسْتَعِنِ
فَانْجُ فِيهَا لاَتَكُونُ كَذَا
وَاهْدِنَا الْحُسْنَى بِحُرْمَتِهِمْ
رَبِّ وَ وَأنَفْعْنَا بِبَرْكَتِهِمْ
وَُعَافَاةٍ مشنَ الْفِتَنِ
وَأَمِتْنَا فِى طَرِيقَتِهشمْ
------------------------
لاَوَلاَ تَقنَعْ بِكَانَ أَبِى
ثُمَّ لاَتَغْتَرَّ بِالنَّسَبِ
أَحْمَدَ الْهَادِى إِلَى السَّنَنِ
وَاتَّبِعْ فِى الْهَدْىِ خَيْرَ نَبِى
------------------------
وَإِمَامٌ لْلِمُطِعيعِنَا
فضهْوَ خَتْمٌ لِلَّنبِينَا
يَوْمَ نُودُوا خَيْرُ مُؤْتَمَنِ
وَأَمَانٌ لْلِمُجِبيِنَا
------------------------
تَتَغَشَّى الُمصْطَفَى الْعَلَمِ
صَلَوَاتْ اللهِ ذِى الْكَرَمِ
وَصَبَاصَبُّ إِلَى سَكَنِ
مَاسَرَى رَكْبٌ إِلَى الْخَرَمِ
------------------------
وَعَلَى أَصْحَابِهِ الْعُلَمَا
وَعَلَى آلِ النَّبِى الْكُرَمَا
وَأُولِى الأَلْبَابِ والِفطَنِ
وَعَلَى أَتْبَاعِهِ الْحُكَمَا
------------------------
وقال رضي الله عنه :
فَلِلهِ رَبِّى الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ وَالثَّنَا
وَصَلْنَا إِلَى الْحَىِّ الذِى دُونَهَ الءمُنَى
مُسَرْبَلَةً بِالْحُسْنِ وَالنّثورِ وَالسَّنَا
وَزُرْنَا عَرُوسَ الْحَىِّ وَسْطَ خِبَائِهَا
وَتَقْبِيلِ خَالِ الْخَدِّ يَاسَعْدَ مَنْ دَنَا
وَطُْنَا بِهَا مُسْتَأنِسِنَ بِقُرْبِهَا
(1/220)

مُعَظَّمَةَ قَدْ ضَمَّهَا الْبَيْتُ وَالفِنَا
وَشَاهَدْتِ الأَرْوَاحُ مِنَّا شَعَائِراً
لَكَوْثَرُ دَارِ الْخلُدِ فِى عَالَمِ الفَنَا
مَقَامٌ وَحِجْرٌ وَالشَّرَابُ وَإِنّضهُ
بِمُلْتَزَمِ الْخَيْرَاتِ وَالْفَوْزِ وَالْهَنَا
وَكَمْ مَرَّةٍ عَانَقْتُهَا وَالْتَزَمْتُهَا
أَمَانُّى مِنْ لِقَاهَا وَلاَ غَنَا
وَرُحتُ وَلَمْ أَشْفِ الغَلِيلَ وَلاَأنَقَضتْ
وَفِيهِ الْنِفَاتٌ لَوْ سَلاَ الدَّهْرَ مَاانْثَنَى
وَسِرْتُ وَفِى قَلْبِى إِلَيْهَا تَضَوُّقٌ
هثنَاكَ وَلَوْ فَصَّلْتُهُ هَاجَ بِى العَنَا
وَأَجْمَلْتُ قَصْداً يَا أَخَا السَّمْعِ مَاجَرَى
وَقَفْنَا بِهَا دُوِنَ المَشَاعِرِ مِنْ مِنَى
رَعَى اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ عَشِيَّةً
لِمَنْ كَانَ مِنَّا مُحْسِناً وَلِمَنْ جَنَى
عَلضى عَرَفَاتِ الخَيْرِ وَالعَفْوِ وَالرِّضَا
سِوَى مِثْلِ طَيْفٍ فِى المَنَامِ دَنَاوَنَا
وَحَيَّا لَيَالِى الخَيْفِ مَاكَانَ مِثْلَهَا
بِفَضْلِ عَظِيمِ الْفَضْلِ ذِى الجُودِ وَالثَنَا
عَسَى وَعَسَى أَنْ تَنْثَنِى وَتَعُودِ لِى
عَلَى المُصْطَفَى المُخْتَارِ صَفْوَةِ رَبِّنَا
وَصَلِّ إِلَهِى كُلَّ وَقْتٍ وَسَاعَةٍ
------------------------
وقال رضي الله عنه :
مَضَى الصِّدْقُ وَاهْلُ الصِّدْقِ يَاسَعْدُ قَدْ مَضَوْا
فَلاَ تَطْلُّلَبَنَّ الصَّدْقَ مِنْ أَهْلِ ذَا الزَّمَنْ
قَدِ ارْتَبَكُوا فشى لُجَّةِ المَيْنِ والدَّرَنْ
فَلَيْسَ لَهُمْ صِدْقُ وَلاَيَعِْفُونَهُ
فَقُلْ يَارَبِّ عَافِ مِنَ الْفِتَنْ
تَمَلِّكَهُمْ جُبُّ الُحظُوظِ وَشَهْوَةُ النُفُوسِ
وَأَيْنَ أُولُو الأَلَبْابِ وَالْعِلْلمْ وَالْفِطَنْ
فَأَيْنَ أُولُو التَّقْوَى وأَيْنَ أُولُو النُّهَى
وَأَقْوَالِهِمْ يَاسَعْدُ فِى السِّرّش وَالْعَلَنْ
وَأَيْنَ الرِّجَالُ الُمقْتَدَى بِفِعَالِهِمْ
أَمِ اْسَتَرُوا لَمَّا تَعَاظَمَتِ الْمِحَنْ
(1/221)

أَكُلُّهُمُ مَاتُوا أَكُلُّمُهثم فُنُوا
وَقَدْ هَجَرُوا الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ وَالسَّنَنْ
وَلَمْ يَبْقَ خَيْرٌ فِى الزَّمَانِ وَأضهْلِهِ
وَكَمْ بِىْ وَكَمْ بِىْمِنْ غَلِيلٍ وَمِنْ شَجَنْ
فَآهٍ وَآهٍ كَمْ بِقَلْبِىَ مِنْ أًسَى
وَكُلِّ عَليِيمٍ بِالدَيَانَةِ مُؤْتَمَنْ
إِلَى اللهِ أَشءكُوا وَالنَّبِىِّ مُحَمَّدٍ
------------------------
وقال رضي الله عنه :
وَفِسْقِهِ مِنْ جُمْلَةِ الفَاسِقِينْ
مَنْ عَاوَنَ الشَّيْطَانَ فشى ظُلْمْهِ
لِلهِ القَّوىِّ الَمتِينٌ
وَهْوَ غَرِيقُ فِى الضَّلالِ وَفِى العِنَادِ
------------------------
وقال رضي الله عنه :
مِنْ حَىِّ مَنْ بِالْحُسْنِ قَدْ سَبَانِى
هَبَّتْ رِيَاحُ الْقُرْبِ وَالتَّدَانِى
حُبُّهْ ثَوِّى فِى دَاخِلِ الجَنَانِ
مُتَمَّمِ الأَوْصَافِ وَالْمَعَانِى
فصل
وَلاَبِأَسْرَارِى وَلاَبِلُبِّى
أَمَّا أَنَا يَاصَاحِ مَابِقَلْبِى
أَقْصَى المَطَالِبْ مُنْتَهَى الأَمَانِى
مِنْ جُمْلَةِ الأَحْبَابِ غَيرْ حِبِّىْ
فصل
فَإِنَّ شَوْقِى فِى الْفُؤَادْ نَامِى
قُلْ لِلْعَوَاذِالْ يَتْرُكُوا مَلاَمِى
لاَأَسْتَمِعْ قَوْلَ الَّذِى نَهَانِى
وَالدَّمِعْ مِنْ فَوْقِ الْخُدُودْ هَامِى
فصل
وَمُصْطَفَاهْ الْهَادِى الْمقُدَّمْ
اللهُ حَسْبِى الإِلهْ الاَكْرَمْ
وَالآلْ وَالأَصْحَابْ كُلْ أَوَانِ
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ ثُمَّ سَلَّمْ
------------------------
وقال رضي الله عنه :
وَبَرِيقُ الحِمَى إِضَا الَّليْلُ جَنَّا
لاَنَسِيمُ الصَّبَا إِذَا هَبَّ وَهْناً
فِى ذُرَى كُلِّ مَائِسٍ يَتَثَنَّى
لاَ وَلاَ السَّاجِعَاتُ تَشْجِى وَثُغْرِى
وَأَطَالَ الصُّدُودَ عَنِّى وَضَنَّا
يُذْكِرَانِى وِصَالَ مَنْ قَدْ جَفَانِى
بِالإِسَاءَاتِ مِنْهُ حُسْناً وَحُسْنَى
وَتَنَاسَىالعُهُودَ عَمْداً وَجَازَى
وَاحْتِمَالاً عَمَّنْ جَنَى وَتَجَنَّى
لاَأُبَالِى بِهِ وَلَكِنَّ حِلْماً
(1/222)

هَدَّ لِلأَكْرَمِينَ سُوراً وَرُكْناً
قَبَّحَ اللهُ ذَا الزَّمَانَ فَكَمْ قَدْ
وَأَشَادَ لَهُمْ رِبَاعاً وَحِصْنَا
وَبَنَى لِلئَامِ دُوراً وَسُوراً
مُسْتَغِيمٍ إِلَى النَّعِيمِ الُمهَنَّا
خُذْ يَمِيناً عَنْهُمْ وَسِرْ فِى طَرِيقٍ
وَبَقَاءً وَلَذَّةً لَيْسَ تَفْنَى
رَحمَةِ اللهِ جَنَّةِ اللهِ خُلْداً
الخَلِيلِ الجَلِيلِ فَضْلاً وَمَنَّا
فِى جِوَارِ الْحَبِيبِ خخَيْرِ الْبَرَايَا
قَدْ رَضِى عَنْهُمُ فَأَعْطَى وَأَثْنَى
وَالإِلهُ الءكَرِيمُ مِنْهُمْ قَرِيبٌ
لِنَبِّى الْهُدَى فُرَادَى وَمَثْنَى
وَصَلاَةُ الإِلهِ فِى كُلِّ حِينٍ
------------------
وقال رضي الله عنه القصيدة التى مطلعها :
يارب ياأهل الثنا
ياربنا ياربنا
وقد صدر بها الديوان فيكتفى بذلك عن ذكرها هنا ( فى حرف النون )
------------------
وقال رضي الله عنه :
هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى لُقْيَاكَ يَاغَانِى
يَاظَبْىَ عَيْدِيدْ مَافِى الْخُسْنِ لَكْ ثَانِى
وَقْتاً فَتَصْفُو أُوَيْقَاتِى وَأَحْيَانِى
وَهَلْ لَنَا مَطْمَعٌ فِى الْوَصْلِ يَاأَمَلِى
إَلاَ أَلاَ تَرْعَ مِيَاقِى وَأَيْمَانِى
يَاشَادِنَ الءحَىِّ مِنْ جَرْ عَاءِ ذِى سَلَمٍ
خَلِيفِ وَجْدٍ وَأَشْوَاقٍ وَأَشْجَانٍ
كَمْ ذَا التَّجَافِى وَكَمْ ذَا الصَّجُّ عَنْ كَلِفٍ
بِالرَّقْمَتَيْنِ لاَحْبَابٍ وَأَخْدَانِ
يَبْكِى عَلَى زَمضنٍ وَلىَّ وَمُجْتَمَعٍ
لَهُ إِلَى اللهِ سَيْرٌ لَيْسَ بِالْوَانِى
مِنْ كُلَّ بَرٍ تَقِىٍّ زَاهِدٍ وَرِعٍ
وَلاَ الْنِفَاتٌ وَلاَمَيْلٌ إِلَى الْفَانِى
مِنْ فِتْيَةٍ مَالَهُمْ هَمٌ وَلاَ شُغُلق
بُؤْساً بِغَيْرِ الَّذِى أَهْوَاهُ يَلْقَانِى
رَاحُوا فَصَارَ نَعِيمُ الْعَيْشِ بَعْدَهُمُ
لَوْلاَ وَلَوْلاَ وَحُسْنُ الظَّنِّ أَحْيَانِى
وَالْيَوْمَ لَمْ يَبْقَ لِى يَاصَاحِبِى أَرَب
مَعَ الأضحِبَّةِ مِنْ سُكَّاِ نَعْمَانِ
(1/223)

سَقْياً لأَيَّامِنَا الْغُرَّ الَّتِى سَلَفَتْ
وَالْعِيدُ الرَّوَاتِعُ فِى رَوْحٍ وَرَيْحَانِ
حَيْثُ الْخِيَامُ بِهَا البِيْضُ الأَوَانِسُ
بَلْ أَخْلَفَتْ فَثَنَتْ قَلْبِى مَعَ الثَّانِى
وَغَادَةٌ وَعَدَتْ بِالْوَصْلِ ثُمَّ لَوَتْ
إَنِّى سَقِيمٌ وَأَنَّ البْبُعْدَ أَضْنَانِى
فَمَنْ رَسُولِى إِلَى سُعْدَى يُخَبِّرُهَا
سَهْلٌ عَلَيْهَا فَلاَتَبْخَلْ بِإِحْسَانِ
وَأَنَّ طِبِّى مِنْ الأَسْقَامِ فِى يَدِهضا
تَحْنُو لِوَصْلَةِ أرْحَامٍ وَجِيرَانِ
وَأَنَّ لِى أَمَلاً فِى أَنْ تَرِقَّ وَأَنْ
رُكْنٍ شَدِيدٍ لَهُ شَأنٌ مِنَ الشَّأنِ
فَإِنْ وَإلاَّ فَإِنِّى فِى أَنْ تِرقَّ وَأنْ
سَمَا بِمَجْدٍ عَلَى الْقَاصِى مَعَ الدَّانِى
مُقَدَّمِ الْقَوْمِ فُطْبِ الأَوْلِيَاءِ وَمَنْ
أَقْدَامُهُ فِى كُشُوفَاتِ وَعِرْفَانِ
شَرِيفِ أصْلٍ وَانَفْسٍ جَامِعٍ رَسَخَتْ
الْبَصَائِرِ مِنْ حَبْرٍ وَرَبّضانِى
شَيْخِ الشُّيُوخِ وَأِسْتَاذِ الأَكَابِرِ أَرْبَابِ
عِلءمُ وَحِلْمٌ وَتَحْقِيقٌ بِإِيقَانِ
إِمَامِ شَرْعٍ لضهُ الْبَاعُ الطَّوِيلُ بِهِ
بِلاَ دِفَاعٍ وَلاَطَعْنٍ لِطَعَّانِ
وَشَيْخِ أَهْلِ طَرِيقِ اللهِ قَاطشبَةً
تَحيَّا الْجُدُوبُ وَيَرْوَى كُلّث عَطْشَانِ
غَوْثِ الْعِبَادِ وَغَيْثٍ لِلْبَلاَدِ بِهِ
الجَمِيلِ عَلَى عِلْمٍ وَبُرْهَانِ
دَعٍ إلَى اللهِ بالْقَوْلِ السَّدِيدِ وَبِالْفِعْلِ
أَهْلَ الضَّلاَلَةِ مِنْ غَاوٍ وَحَيْرَانِ
هَادٍ هَدَى اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ بِهِ
أَقْرَانِهِ فضاعْتَبِرْ هَذَا بِتِبْيَانِ
كَانَتْ بِدَايَتُهُ مِثْلَ النشهَايَةِ مِنْ
لَنَا وَأصْلُ فُرُوعْ ثُمْرُهَا دَانِى
(مُحَمَّجُ بْنُ عَلِىٍّ ) شَيْخُ مَشْيَخَةٍ
أَدْرِكْ صَرِيخاً أَخَاً غَمٍ وَأَخْزَانِ
يَاسَيِّدِى يَاجَمَالَ الدّشينِ يَاسَنَدِى
وَمَا عَنَاهُ دُعَاءَ الْخَائِفِ الجَانِى
يَدْعُو بِكَ اللهَ فِى تَفْرِيجِ كُرْبِهِ
(1/224)

مِمَّا يُحَاذِرُ فِى سِرٍّ وَإِعْلاَنِ
فَقُمْ بِهِ وَأَغِثْهُ وَاحْمِ جَانِبَهُ
لَحَّتْ وَهَمَّتْ بِإِيَقاعٍ وَعُدْوَانٍ
وَأَنْتَ عُدَّتُنَا عِنْدَ الْخطُوبِ إِذَا
بَعْدَ الإِلهِ وَطَهَ خَيْرِ عَدءنانِ
أَنْتَ الْغيَاثُ لَنَ فِى كُلِّ نَائِبَةٍ
تَحُلُّ عُعْدَةَ هَذَا الخَّطْبِ فِى الآنِ
فَغَارَةَ يَاشَرِيفَ الْجَدِّ عَاجِلَةً
لِلرَّاغِبِينَ وَمَلْجَا كُلِّ لَهْفَانِ
لاَزِِلْتَ يَاابْنَ رَسُولِ اللهِ مُنْتَجَعاً
بِلَلْدَةِ الْخَيْرِ مِنْ عِلْمٍ وَقُرْآنِ
مِنْ خَيْرِ ذُرِّيَةٍ غَرَّا وَخِيرَتهِمِ
وَادِى ابْنِ رَاشِدِ مِنْ أَقِبَالِ قَحْطَانِ
نَعَمْ وَبِالْوَادِىِ الْميْمُونِ أَجْمَعِهِ
بِيثمءنِ وَجْهَكِ فِى لُطْفٍ وَرِضْوَانِ
وَإِنَّ لِى مَطْلَباً أَرْجُوكَ تُنْجِزُهُ
لِلهِ إِنَّكَ ذُو جَاهٍ وَإِمْكَانَ
فَانْهَضْ بِهِ واسْتَقِمْ فِيهِ أَبَا عَلَوِى
مُنْشِى الْبَرايَا وَمثحْيِى الْميَتِّ الْفَانشى
وَالأَمْرُ لِلهِ جَلَّ اللهُ خَالِقُنَا
عَلَى تَوَاصُلِ إِنْعَامٍ وَإِحْسَانِ
ذُو الْجُودِ وَالْفَضْلِ وَالإِحْسَانِ نضحْمَدثهُ
وَيعْفُ عَنَّا وَيَلْقَانَا بِغُفْرَانِ
نَسْأَلْهُ يَسْتُرُنَا نَسْأَلْهُ يَجْبُرُنَا
يَارَبِّ وَاخْتِمْ بِتَوْحِيدٍ وَإِيمَانِ
وَالأَقْرَبِينَ وَأضهْلَ الدِّينِ قَاطِبَةً
(مُحَمَّدٍ) مَاهَمَتْ سُحْبٌ بِهَتَّانِ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى الْمُخْتَارِ سَيِّدِنَا
وَمضا صَبَتْ عَذَبَاتُ الأَقْلِ ولالْبَانِ
وَمَاتَغَنَّتْ حَمَامُ الأَيْكِ فِى سَحَرٍ
---------------------
وقال رضي الله عنه :
فَاحْطُطْ بِهِ وَانْزِلْ عَلَى كِنْزِ الِغِنَى
يَارَاحِلاً إنْ جِئْتَ وَادِى الُمنْحَنَى
وَانْشُدْ فُؤَاداً ضَاعً فِى ذَاكَ الفِنَا
وَارْعَالدِّمَامَ لِجبِرَةٍ حَلُّوا بِهِ
مَاحَلِّ بِى بَعْدَ البِعَادِ مِنَ الضَّنَا
وَاقْرَ السَّلاَمَ أُهَيْلَهُ عَنِّى وَصِفْ
(1/225)

فَهُمُ هُمُ أَهْلُ الْمَكَارِمِ وَالثَّنَا
وَاسْتَعْطِفِ الأَحْبَابَ كَيْمَا يَعْطِفُوا
حَبْلَ الْمُحِبِّ الْمُسْتَهَامِ وَإِنْ جَنضى
وَاسْأَلْهُمُ بِاللهِ أضنْ لاَيَقْطَعُوا
أَوْ عضوْدَةٍ لَمِريضٍ هَجْرٍ قَدْ حَنَا
قُلْ يَاكِرَامَ الءحَىِّ هَلْ مِنْ زَوْرَةٍ
إِلاَّ إِهَابَاً فَوْقَ عَظْمٍ قَدْوَنَا
لَمْ يُبْقِ هَذَا الْهَجْرُ مِنْ فَضَلأاَنِهِ
لِمُتَّيمٍ حُشِيَتْ جَوَارِحُهُ عَنَا
يَاعُرْبَ نَجْدٍ كَمْ تُطِيلُونَ الْجَفَا
وَتَطَلَّباً لِوِصَالِكُمْ أَقْصَى الْمُنَى
كَلَنَا بِكُمْ وَتَعَشَّقاً لِجَمَالِكُمْ
مِثْلِى وَأَغْبِطُ مَنْ إِلَيْكُمْ قَدْدَنَا
إِنَّى لاَرْثَى مَنْ بُلِى بِبِعَادِكُمْ
فَْلاً وَإِلاَّ مَنْ أَكُونُ وَمضنْ أَنَا
وَأَرَى الْحَيَاةَ إَذَا أَرَاكُمْ سَاَدتِى
تَرْضَوْا عَلَىَّ بِمنْ أَحَبَّ وَمَنْ شَنَا
أَنْتُمْ مُرَادِى لاَأبَالِى بَعْدَ مَا
نُوْرُ السَّرَائرِ خَيْرُ شَىءٍ يُقْتَنَى
بِوِاجَاِكثمْ تَحْيَا الْقُلُوبُ وَحُبّثكُمْ
فِى رَوْضِ الْمَسَرَّةِ وَالْهَنا
وَبِقُرْبِكُمْ وَوِصَالِكُمْ تَتَنَعَّمُ الْأَرْوَاحُ
أَنْوَارُهُ بِالْعِنْدِ يَالَكَ مِنْ سَنَا
فِى مَقْعَدِ الصِّدْقِ الَّذِى قَدْ أَشْرَقَتْ
يَارَبِّ فَالْحِقْنَا بِهِمْ يَارَبَّنَا
وَالْمُتَّقُونَ رِجَالُه وَحُضُورُهُ
---------------------
وقال رضي الله عنه :
بِاللَّيِالِى الَّتِى مَرَّتْ لَنَا
يَانَدِيِمِى فُؤَادِى مُرْتَهَنْ
وَالْمَنَازِلْ دِيَارَ احْبَابِنَا
بَيْنَ تِلْكَ الْمَرَابِعْ وَالدّشمَنْ
بَعْدَ مَاغَابَ سُؤْلِى وَالْمُنَى
مَاتَهَنَّتْ جُفُونِى بِالوَسَنْ
يُخْجِلُ الشَّمسْ نُورُهْ وَالسَّنَا
كَامِلُ الْوَصْفِ وَذُو الْوَجْهِ الْحَسَنْ
فصل
وَالَّليَالِى تَقَضَّتْ بِالصُّدُودْ
آهْ يَاحَسْرَتِى طَالَ البِعَادْ
مِنْ تَلاَقِيكْ يَازَيْنَ الْوُجُودْ
مَرِّ عُمْرِى وَلاَنِلْتُ الْمُرَادْ
(1/226)

عَيْشُنَا ذَاك لأًّولْ بَايَعُودْ
هَلْ تَرَى عَادْ يَانُرَ الْفُؤَادْ
مُذْ تَوَلَّتْ لُيَيْلاَتُ الْهَنَا
إِنَّ قَلْبِى تَوَلاَّهُ الْحَزَنْ
فصل
لاَتَأَسَّفْ عَلَى مَاقَدْ مَضَى
فِى إِلهَكْ عِوَضْ عَنْ كُلِّ شَىْ
عَنْ سَبِيلِ السَّلاَمَةْ وَالرِّضَا
خَلِّ لَوْ إِنَّهَا شَكُّ وَلَىْ
إِنَّمَا هُوْ سُكُونَكْ لْلِقَضَا
وَالَّذِى عَنْكَ يَطْرَحْ كُلَّ غَىّ
تَحْتَ حُسْنِ الرَّجَا فَاحْطُطْ هُنَا
وَالْمَوَاهِبْ جَمِيِعاً وَالْمِنَنْ
فصل
قَطّْ مَا تَصْفُو عَنَ اخْلاَطِ الْكَدَرْ
هَذِهِ الدَّارْ مَافِيهَا سُرُورْ
فِى خِلاَلِِ المَزَابِلْ وَالْقَذَرْ
كُلُّ مِنْ حِبَّهَا عَقْلُهْ يَدُورْ
وَاج~تَنِبْهَا وَوَافِقْ مَنْ صَبَرْ
لاَتُعَرِّحْ عَلَى دَارِ الْغُرُورْ
فَهْوَ رَأْسُ السِّيَادَهْ وَالْغِنَى
وَاجْعَلِ الزُّهُدْ زَادَكْ وَالْوَطَنْ
----------------------
وقال رضي الله عنه :
مَتَى التَّلاَقِى وَمَتَى التَّدَانِى
يَاجَيرَةً بِالْمُعْهَدِ الْيَمَانِى
وَحَلَّ بِى مِنْهُ الَّذِى كَفَانِى
إِنَّ الجَفَا وَالْبُعُدْ قَدْ عَنَانِى
فصل
وَنُزْهَةُ الأَرْوَاحْ وَالنَّوَاظِرْ
غَزَال حَجِرْ بَهْجَةُ الْمَسَامِرْ
جَمَالُهَا الُمَوْصُوفْ قَدْ سَبضانِى
فَاقَتْ عَلَى غُزْلاَنْ شِعِبْ عَامِرْ
فصل
وَالْجَانِبْ الْغَرْبِى وَطُورْ سِنينِنْ
مِنْ آلِ طَهَ وَمِنْ آلْ يس
بِمَا أُقَاسِى وَبِمَا أُعَانِى
هَلْ أَنْتِ يَاسٍتَّ الْحِسَانْ تَدْرِينْ
فصل
لَطِيفَةَ الأَوْصَافِ وَالدَّلاَلِ
بِاللهْ يَامَعْشُوقَةَ الْجَمَالِ
عَلَى حَلِيفِ المَطْلِ وَالتَّوَانِى
تَعَطَّفِى بِالْفُرْبِ وَالْوِصَالِ
فصل
وَتَمَّ مِنْ شَأْنُهْ عَلَيْه مَاتَمْ
إِنَّ الْهَوَى فِى الصَّبِّ قَدْ تَجكَّمْ
وَمَالْخَيرْ يَاصَاحِ كَالْعِيَانِ
وَاللهَ يَعْلَمْ مَا هَنَا وَمَا ثَمُّ
فصل
مَأَلْطَفُهْ وَمَا احْسنُهُ وَأِجْمَلْ
(1/227)

هَذَا الْغَزَالُ الأَهْيَفْ لْلمُكَحَّلْ
طثوْلَ الْمدَى وَالْوَقِتْ وَالزَّمَانِ
مَازَالْ قَلْبِى فِى هَةوَاهْ مُبَلءبَلْ
فصل
بِزَوْرَةٍ تُحْيِى الْمَوَاتَ مِنِّى
مَاضَرَّهُ لَوْ كَانْ قَدْ وَصَلْنِى
وَيُشْمِتِ الْحُسَّادَ وَالشَّوَانِى
وَلَمْ يُخَيِّبْ بِالصُّدُودِ ظَنِّى
فصل
وَيَرْتَعِى الأَخْيَافْ وَالْمَسِيلَهْ
غَزَالْ يَسْكُنْ فِى سُفُوحْ خِيْلَهْ
إِلاَّ الذِى لْلِحٌقُّ قَدْ دَعَانِى
مَالِى إِلَى لُقْيَاهْ مِنْ وَسِيلَهْ
فصل
إمَامْ أَهْلِ الْحَقُّ وَالصَّلاَحِ
دَاعِى الْهُدَى وَالْفَوزْ وَالْفَلاَحِ
( مُحَمَّدِ الْمُخْصُوصْ بِالقْرَآنِ )
بَحْرِ النَّدَى وَالْجُودْ والسْمَاحِ
-----------------------
وقال رضي الله عنه هذه القصيدة فى شهر ذى الحجة سنة 1128 :
عَنْ غَزَالِ النَّقَا وَالرِّقْمَتَينْ
يَانَسِيمَ الصَّبَا مِنْ نَبَا
وَجَرَى مَدْمَعِى مِنْ كُلِّ عَينْ
إِنَّ قَلْبِى إِلَيْهَا قَدْ صَبَا
ضَائِعاً بَيْنَ تَبْرِيحٍ وَبَيْنَ
ذَهَبَ العثمْرُ فِيهَا كَالْهَبَا
إِنَّهُ رُبَّمَا قَدْ حَانَ حَينْ
قُلْ لَهَا وَادْنُ مشنْ ذَاكَ الخِبَا
فصل
مِنْ بَقَايَا الْحَيَاةِ الْفَانِيَهْ
عَلَّهَا تَغْتَنِمْ مَا قَدْ بَقِىْ
الذِى لُهْ سَرِيرَهْ صَافِيَهْ
وَتْعَامِلْنِى بِأَعْمَالِ التَقِىْ
الَّذِى هُوَ يَنْطَلِقْ لِلْهَاوِيَهْ
لاَتُعَامِلْنِى بِأَهْمَالِ الشَّقِىْ
وَتَجَرَّى عَلَى شَيْنٍ وَمَينْ
قَدْ تَوَلَّى وَأَعْرَضْ وَأَبَى
فصل
عَيْشُنَا بَينَّ زَمْزَمْ وَالْمَقَامْ
هَلْ تَرَى عَادَ يَاظَبْىَ النُّجُودْ
قَبْلَ أَنْ يَتَوَافَانَا الْحِمَامْ
الَّذِى قَدْ خَلاَ عَادُهْ يَعُودْ
الْكَرِيمُ الرَّحِيمْ رَبُّ الأَنَامْ
فَعَسَى اللهْ ذُو الْعَرْشِ الْوَدُودْ
وَنَزُورُ النَّبِى جَدَّ الْحُسَينْ
ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ نَأْتِى قُبَا
--------------------
(1/228)

حرف الهاء المهملة :
==========
* * * * * * * * *
وفيه قصيدة واحدة
(/)

وقال بَّرد الله مضجعه :
مَنْ لَمْ يُبَالِ لَمْ يُبَالَ بِهِ ... وَمَنْ أَضَاعَ النَّاسَ أَضَاعُوهُ
وَمَنْ شَرَاهُمْ يَشْتَرُوهُ وَمَنْ ... يَبِعْهُمُ بِالْبَخْسِ بَاعُوهُ
-----------------------
وقال رضي الله عنه فى المسجد الذي بناه بنويدرة تريم المحروسة (مسجد الأوابين) نفع الله به :
الْعَبْدُ قَدْ بَنَاهُ , لِلهِ مِنْ عَطَاه
وَالْعَبْدُ لَيْسَ يَمْلِكْ , شَيئاً مَعَ مَوْلاَهُ
يَارَبَّنَا تَقَبَّل , مِنْهُ وَكُنْ مَعَاه
وَكُنْ بشهِ لَطِيفاً , وَاغْفِرْ لَهُ خَطَاهُ
وَالْمسْجِدُ الْمُبَارَكْ , قَدْ أَرَّحُوا بَنَاهُ
أَئَمَّةٌ كِرَامُ , وَبِالْملِيحِ فَاهُوا
وَخَيْرُ كُلِّ شَىءٍ , قَالُوا وَمُنْتَقَاهُ
مَاقَالَهُ وَجِيهٌ . ثَنَاؤُهُ دُعُاهُ
قَالْوا وَنَحْنُ نَرْجُو , نَطْلُبْ بِهِ رِضَاهُ
يَارَحْمَةَ الُمَهْيِمنْ , بُلِّى لَهُ ثَرَاهُ
وَيَاكَرِامُ يَارَبُّ , إِغْفِرْ لَهُ خَطَاهُ
وَلِلْجَمِيع مِنْهُمْ , فَإِنَّهُمْ أَشْبَاهُ
وَقَدْ نَوَوْا وَقَالوُا , مِثْلَ الذِى نَوَاهُ
عَسَى عَسَى عَسَى اللهْ , فَالْكُلُّ قَدْرَ جَاهُ
وَالْكُلُّ فِى فِنَاهُ , وَلاَلَنَا سِوَاهُ
ثُمَّ الصَّلاَةُ مِنْهُ , تَخُصُّ مُصْطَفَاهُ
وَآلَهُ وَصَحْبَهْ , وَكُلَّ مَنْ وَالَهُ
----------------------
(1/229)

حرف الواو :
=======
* * * * * *
و فيه قصيدتان
(/)

وقال رضي الله عنه :
سَقَى اللهُ رَبْعاً حَلَّ فِيهِ الذِى أَهْوَى...ومَنْ حُبُّهُ وَالْقُرْبُ كَالْمَنِّ وَالسَّلْوىَ
خَرِيدَةُ حُسْنٍ غَادَة أَرْيَحِيَّةٌ ... مِنَ الْغَانِيَاتِ الطَّاهِرَات عَنِ الأَسْوَا
لَهَا مَنْظَرٌ كَالْبَدْرِ عِنْد تَمَامِهِ ... وَثَغُرٌ بِهِ كَالشُّهْدِ يَشْفِي مِنَ الأَدْوَا
وَقَدُّ كَغُصْنِ الْبَانِ عِنْدَ اعْتِدَالِهِ ... يَمِيسُ إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُ الصَّبَا زَهْوَا
تَخَوِّفُنِي بِالْبُعْدِ عِنْدَ دَلاَلِهَا ... وَلَكِنْ لَهَا قَلْبٌ عَلَى الْبُعْدِ لاَ يَقْوَى
إِذَا لاَمَنِي فِيهَا الْعَذُولُ سَفَاهَةٍ ... فَدَعْنِي فَإِنِّي لاَ أُجِيزُ لَهُ دَعْوَى
سَبَانِى هَوَاهَا وَهْوَ مِمَّا أُجِيزُهُ ... وَقَدْ قَالَ فِيهَا الْعَارِفُونَ فَهلَ تَغْوَى
وَعَنْ صَاحبِ التَّنْبِيهِ بَيْتَانِ يُذْكَرا ... وَنَرْوِيِهمَا إِنْ صَحَّ عَنْهُ الذِي يُرْوَى
فَحَسْبُكَ فَأنِزلْ حَيْثَمَا نَزَلَ الْهُدَى ... وَكُنْ حَيْثْمَا كَانَ التَّوَرُّعُ وَالتَّقْوَى
وَسِرْ فِى طَرِيٌق الْقَوِْمِ وَاتْبَعْ سَبِيلَهُمْ ... فّذَاكَ سبِيلٌ ما أسَدَّ وَمَا أَضْوَا
وَخُذْ بِكِتَابِ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ ... عَلَى كُلِّ حَالِ تَبْلُغِ الْغَايَةَ الْقصْوَى
وَإِيَّاكَ وَالدُّنْيَا الْغَرُورَ وَحُبَّهَا ... وَإِِيثَارَهَا فَالحِرْصُ مِنْ أَعْظمِ الْبَلْوَى
وَكُنْ ذَاكِراً لِلهِ فِى كُلِّ حَالَةٍ ... وَكُنْ مُخْلِصاً لِلهِ في السِّرِّ وَالنَّجْوَى
وَكُنْ عضامِلاً لِلهِ بِالطْاعَةِ الَّتِي ... هِي الزَّادُ لِلأُخْرَى وَدَعْ كُلَّ مَاأَلْوَى
وَصَلِّ عَلَى الْهَادِى النَّبِىَّ مُحَمَّدٍ ... عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ مَاثَارَتْ الأَنْوَا

---------------------
وقال رضي الله عنه :
فَهَلْ مِنْ سَبِيلٍ مَّا إِلَى الْعَالَمِ الْعُلْوِى
سَرَى البَرْقُ مِنْ نَجْدٍ فَهَيَّجِ بِى شَجْوِى
إِلَى طُورِ سِينَهاهَا إِلَى الشَّطْرِ وَالنَّحْوِ
إِلى الْمَلإَ الأَعْلَى إِلَى الْقُرْبِ وَالَّلقَا
بِسَحْمَاهَ تَهْمِى لاَتُعَاجَلُ بِالصَّحْوِ
فَحَيَّا الْحَيَا نَجْداً وَحَيَّا رُبُوعَهَا
مُعَنْبَرَةٍ وَالَّليْلُ يُزْمِعُ أَنْ يُقْوِى
وَسَحَّابَةِ الأَذْيَالِ مِنْ كُلِّ نَسْمَةس
تُذَكِّنرُ عَهْداً كَانَ والْغُصْنُ لضمْ يَذْوِ
وَهَتَّافَةٍ وَرْقَاءَ فشى عَذَبَاتِهَا
وَرَاحُوا وَمَافِيهِمْ عَلَى الْحَىِّ مضنْ يَلءوِى
فآهٍ عَلَى الأَحْبَابِ بِالْحَىِّ إِذْ غَدَوْا
وَمِنْ وِرْدِهِمْ أَرْوَى وَمِنْ فَضْلِهِمْ أَرْوِى
فَهَلْ عَوْدَةٌ لِلنَّازِلِينَ إِلَى الْحِمَى
مِنَالْقَلْبِ وَالْجِسْمِ الْمُشَبَّهِ بِالْبَوِّ
وَيَحْيَا بِهِمْ مَيْتُ الصَّبَابَةِ وَالجْوَى
وَمَرَّتْ كَمَرِّ الْوَحْشِ يَنْفِرُ بِالدَّوِّ
إِذَا سَمَحَتْ أَيَّامُهُ الَّلا ءِ قَدْ خَلَتْ
كَمَا تُخْضَبُ الْغَبْرَاءُ مِنْ صَيِّبِ النَّوِّ
بَكَاهضا بِطَمْعٍ مُخْضِبٍ لُخِدُودِهِ
وَسَلِّمْ لِرَبِّ الْعَرْشِِ تُعْطَ الذِى تَنْوِى
وَقَدْ كَانَ مَاقَدْ كَانَ يَاقَلْبُ فَصْطَبِرْ
غِنىً عَنْ جَمِيع الْكَائَناتِ وَمَأتحْوِى
وَفِيهِ تَعَالَى مَجْدُهُ وَجَلاَلُهُ
(1/230)

حرف اللام ألف :
========
* * * * * * *
وفيه ثلاث قصائد
(/)

وقال رضي الله عنه :
بَحْرِ أَقْدَارِ المُهَيْمِنِ ذِى العُلَى
خَلِّهَا تَجْرِى بِعَيْنِ اللهِ فِى
فِى الذِى يَقْضِيهِ وَاحْذَرْ لَوْ وَلاَ
وَتَأَدَّبْ ثُمَّ سَلِّمْ لِلإِلهْ
بِالْفَرَجْ وَاليُسْرِ مِنْ هَذَا البَلاَ
وان~تَظِرْ لُطْفاً خَفِيَّا مُرْدَفاً
فِى الضُّحَى وَالشَّرِحْ تَخْظَى بِالوَلاَ
وَتَدَبَّبْر فِى الذِى نَصَّ لَنَا
كُلِّ خَطْبٍ هَائِلٍ خَيْرِ المَلاَ
وَتَشَفَّعْ بِرَسُولِ اللهِ فِى
الَّذِى أَسْرَى بِهِ الرَبُّ إِلَى
( أَحْمَدَ ) الْمَحمُودْ خَتْمِ الأَنْبِيَا
جَنَّةِ المآوَى وَشَأنٍ قَدْ عَلاَ
حَضْرَةِ الْقُدْسِ وَسِدْرَةْ مُنْتَهَى
وَمَسَاكِينُ وَقَدْ خِفْنَا القِلَى
يَارَسُولَ اللهِ إِنَّا ضُعَفا
أَوْرَثَا كَرْباً وَغَمّاً أَذْهَلاَ
لِذُنُوبٍ وَعُيُوبٍ كَثُرَتْ
قَدْ عَمِلْنَاهُ مَلاَءً وَخَلاً
كُلَّنَا نَسْتَغْفِرُ اللهَ لِمَا
رَبَّكَ الرَّخْمَنَ يَمْحُو الزَّلَلَا
ثُمَّ جِئْنَاكَ لِتَسْتَغْفِرْ لَنَا
مِنْ جَمِيلٍ طَالَمَا قَدْ فَعَلاَ
وَيُعَامِلْنَا بِمَا هُوْ أَهْلُهُ
وَلَهُ المَنُّ وَحَمْدٌ قَدْ تَلاَ
فَلَهُ الْفَضْلُ عَلَيْنَا دائِماً
الذِى بِالْحَقِّ حَقَّاً أَرْسِلاَ
وَصَلاةُ اللهِ تَغْشَى الُمْصَطَفَى
وَعَلَى الصَّحْبِ الهُدَاةِ الْفُضَلاَ
وَعَلَى الآلِ الْكِرَامِ الشُّرَافا
* * * * *
(1/231)

وقال رضي الله عنه :
لِعَيْشٍ تَقَضَّى مَاأَسِرَّ وَمَا أَحْلَى
خَلِيلَىَّ إِنَّ الشَّوْقَ قَدْ كَادَ أَنْ يَبْلَى
فَعَادَ إِلَى مَاكَانَ مِنْ زَمَنْ وَلَّى
فَجَدَّدَهُ لِلصَّبِّ ذِكْرُ مُذَاكِرٍ
سَبَتْنِى بِحُسْنٍ مَاأَتَمَّ مِنْ زَمَنٍ وَلَّى
وَوَصْلُ خَرُودٍ غَادَةٍ أَرْيَحِيَّةٍ
بِلاَرِيبَةٍ حَاشَا وَلاَشَهوَةٍ كَلاَّ
وَلُطْفِ دَلاَلٍ رَاقَ فِى كُلِّ مَسْمَعٍ
وَثَغُرٌ بِهِ دُرُّ وَشَهْدٌ فَمَا أَحْلَى
لَهَا مُنْظَرٌ كَالْبدْرِ عِنْدَ تَمَامِهِ
عَلَيْهَا عثيُونٌ وَالْقُلُوبُ بِهَا تُمْلاَ
إِذَا أَسْفَرَتْ فِى يَوْمِ عِيدٍ تَزَاحَمَتْ
يِمَسْحٍ وَتَقْبِيلٍ وَقدَ بَلَغْوا الوْصْلاَ
وَكَمْ مِنْ يَدٍ كَمْ مِنْ فَمٍ مُتَبَرِّكٍ
وُجُوهٌ لَمِنْ لِلهِ طَافَ وَِمَنْ صَلَّى
رَعَى اللهث ذَاكَ الوَجْهَ وَهْىَ بِأَسْرِهَا
مِنَ الَجِنَّةِ العُلْيَا فَلِلهِ مَاَعْلَى
وخَالٌ بِه الْعَهْدُ الإِلَهِىُّ أَصْلُهُ
مَقَامٌ وَكَمْ لَلهِ مِنْ آيَةٍ تُتْلَى
وَمُلْتَزَمٌ وَالحِجْرُ ثُمَّ حَطِيمُهُ
وَقَدْ عَطِشَا وَالْغَوْثُ قَدْ عَمَّمَ الأَمْلاَ
وَزَمْزَمُ غَوْثٌ لِلذَّبِيحِ وَأُمِّهِ
وَآلِ قُرَيْشٍ فَارْوِهَا إِنْ تَكثنْ أَهْلاَ
وَقِصَّتْهَا مَعْ شَيْبَةِ الْحَمْدِ وَالنَّدَى
وَخَيْفِ مِنَى وَالْهَدْى وَالرَّمْىِ لِلإِقْلاَ
وَفِى عَرَفَاتٍ وَالمَشَاعِرِ كُلِّهَا
إِلَى المْصُطَفَى الُمخْتَارِ فِى الإِرْثِ وَالإِدْلاَ
هَوَارِيثُ إِبَراهِيمَ ذِى الصِّدْقِ وَالوَفَا
وَمَبْعَثُهُ وَالْوَحْىُ فشى حِينِ مَاأَخْلاَ
بِلاَدِ رَسُولِ اللهِ مَوْلُدثهُ بِهَا
فَقَالَ لَهُ اقْرَاُ مِنْ لِدُنْ رَبِّهِ الأَعْلَى
بِغَارِ حِرَا جَاءَ الأَمِينُ مِنَ السَّمَا
وَمَسْجِدُهُ وَالْقَبُرُ وَالحْجُرَةُ الْمُلَى
وَطَيْبَةَ لاَتَنْسَى فَهِجْرَتُهُ بِهَا
(1/232)

وَقَدَّمَهُ فِى الذَّكْرِ فَاسْتَجْمَعَ الفَضْلاَ
بِهِ خَتَّمَ اللهُ النُّبَّوةَ وَابْتَدَا
إِلَى رَبِّهِمْ وَالخَوْفُ قَدْ شَمِلَ الرُّسْلاَ
شَفِيعُ الْوَرَى فشى يَوْمِ بَعْثٍ وَمَحْشَرٍ
وَقَدْ أَحْرَزُوا أَمْناً وَقَدْ أَحْرَزُوا ظِلاَّ
وَتَحْتَ لِوَاهُ الرُّسْلُ يَمْشُونَ فِى غَدٍ
فَإِنِّى مِنَ الْقُربَى وَممَّنْ بشهَا أَدْلَى
شَفِيع الْوَرَى لاَتَنْسَنِى مِنْ شَفَاعَةٍ
وَأَنْتَ شَفِيعٌ الْمُذْنِبِينَ إِلَى الْمَوْلَى
وَإِنِّى مُسىء مثذْنِبٌ وَمثخَلِّطٌ
صَلاَةً وَتَسْلِيماً مَدَى الدَّهْرِ لاَيَبْلَى
عَلَيْكَ صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمثهُ
عَلَى الْبِرّش وَالتَّقْوَى يَدُلّث كَمَا دَلاَ
وَآلٍ وَأَصْحَابٍ وَمَنْ كَانَ تَابِعاً
-----------------------
وقال رضي الله عنه :
وَبِأَحْبَابِنَا وَأَهْلاً وَسَهْلاً
مَرْحَباً مَرْحَباً بِرَبْعِ الُمصَلَّى
لَسْتُ عَنْهُمْ يَاصَاحِبِى أَتَسَلاَّ
هُمْ مُرَادِى وَهُمْ مُنَايَ وَقَصْدِى
عَهْدَهُمْ وَالفُؤادُ بِالْحُبِّ يُمْلاَ
كَيْفَ أَسْلُوا وِدَادَهُمْ كَيْفَ أَنْسَى
بِشُهُودِى جَمَالَهُمْ يَتَمَلَّى
مِنْ قَدِيمٍ فِى عَالَمِ الرُّوحِ رُوحِى
وَهْوَ حَسْبُ الذِى عَلَى تالْقَصْدِ يُتْلَى
قَدَمُ الصِّدٌِ مَقْعَدُ الصِّدْقِ حَسْبِى
إِنَّ حِزْبَ الشِمَالِ بِالنَّارِ يَصْلَى
خُذْ يَميِناً عَنْهَا لَعَلَّكَ تُهْدَى
وَاحْذَرِ السُّبْلَ فَالْمَحجَّةُ أَجْلَى
وَالصَّراطَ الصِّرَاطَ وَهْوَ عَسِيرٌ
إنَّ هَذَا يَاصَاحِبى بِكَ أَوْلَى
وَإِذَا أَظْلَمَ الطَّرِيقُ فَمَهْلاً
أسْوَدَ الْوَجْهِ لاَتَرَى فِيهِ خِلاَّ
وَالزَّمَانُ الُمبَارَكُ الْحَالِ أَمْسَى
بَعْدَهُمْ خَالَفثوا قَدَمْ مَنْ تَوَلَّى
ذَهَبُوا ذَهَبُوا وَجَاءَتْ خُلُوفٌ
بَابَ مَوْلاَكَ لاَتَحُلْ عَنْهُ أَصْلاً
وَدَعِ النَّاسَ وَدَعِ النَّفْسَ وَالْزَمْ
عضنْ شَرِيكٍ وَعَنْ شَبِيهٍ وَمِثْلاً
وَاتَّقِ اللهَ رَبَّكَ الْعَظِيمَ تَعَالَى
وَمَلِيكَ الْوُجُودِ عُلْواً وَسُفْلاَ
خَالِقَ الْكُلِّ رَازِقَ الْكَلٌ حَقْاً
وَعَنْ الْنُكْرِ وَالْقَبِيحِ تَخَلَّى
فَازَ عَبْدٌ بِطَاعَةِ اللهِ يَخْلُو
وَأَوَانٍ عَلَى المَلاَيكِ تُمْلَى
وَصَلاَةُ الإِلهِ فِى كُلِّ حِينٍ
خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسْلِ كُلاّ
لِنَبِىّ الْهُدَى شَفِيعِ الْبَرَايَا
--------------------
(1/233)

حرف الياء التحتية :
=======
* * * * * *
وفيه قصيدة واحدة
(/)

وقال رضي الله عنه :
بَعَثْتُ مَعَ النسُّيَمْاتِ التَّحِيَّهْ
لِجِيرَانٍ لَنَا بِالأَبْطَحِيَّهْ
قَدِيمٍ كَانَ مِنْ يَوْمِ الْقَضِيَّةْ
وَأَوْدَعْتُ النَّسِيمَ حَدِيث حُبّ
إِذَا صَالَ الفَنَاءُ عَلَى السَوِيَّهُ
دَفِينٍ فِى الْفُؤَادِ بِهِ حَيَاتِى
وَمَا هِىَ يَافَتَى بِالْعَامِرِيَّهْ
تُزَمْزِمُ لِى الْحُدَاةُ بِذِكْرِ لَيْلَى
وَلاَ كَلاصَّبَواتِ العُذُرِيَّهْ
فَأَصْبثوا ثُمَّ أَصْبُوا ثُمَّ أَصْبُوا
وَلاَ لِلشَّهَوَاتِ الدُّنَْوِيَّهْ
وَلَيْسَتْ لِلْغَوَانِى وَالأَغَانِى
وَلَكِنْ لِلأَمُورِ العُلُوِيَّهْ
وَلاض لِلْغَانِيَات بِأَىِّ مَعْنَى
بِأَوْجِ الْحَضَرَاتِ القُدُسِيَّهْ
حَقَائِقَ بَلْ رَقَائِقَ قَدْ تَسَامَتْ
مُطَهَّرةٍ زَكِيَّاتٍ نَقِيَّهْ
مَنَاظِرَ لِلنَّوَاظِرِ مِنْ قُلُوبٍ
بِأَجْنِجَةِ الغَرَامِ الْمقْعَدِيَّهْ
وَأَرْوَاحٌ تَطِيرُ إِلَى عُلاَهاً
وَتَأْوِى لْلقَنَادِيلِ المُضِيَّهْ
فَنَشرَحُ فِى رِياضٍ مِنْ جِنَانٍ
مَعَ الأحْبَابِ فِى الغُرَفِ الْعَلِيَّةْ
فَوَا شَوْقَ الفُؤَادِ لِخَيْرِ عَيْشٍ
يُبَلِّغِنُى أَقَاصِى الأُمُنِيَّةْ
عَسَى الرَبُّ الْكَرِيمُ بِمَحْضِ فَضْلٍ
(1/234)

وقال ( هذه الأجوزة جواباً للسيد الجليل عبدالرحمن بن علي بن عمر بن حسين ابن الشيخ علي لما سمع أرجوزته التي نظمها في لبس الخرقة ، ومدحه بها نفع الله بالجميع:
يَا ابْنَ الْكِرَامِ الْغُرِّ أَهْلِ اللهِ ... أَحْسَنْتَ يَاوَجِيهَ دِينِ اللهِ
مِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ رَبِّ النَّاسِ ... فِى نَظْمِكَ الإِسْنَادَ لِلإِلْبَاسِ
وَالْعِلْمِ وَالَيِقِينِ وَالتَسْدِيدِ ... أَهْلِ الْهُدَى وَالْحَقِّ وَالتَأْيِيدِ
وَخُلَفَاءِ اللهِ فِى الْخَلِيفَةْ ... مَشاَيِخِ الطَّرِيقِ وَالْحَقِيقَةْ
صُوفِى مُصَفَّى لِلإِلهِ صَفَْهْ ... مِنْ كُلِّ عَلاَّمٍ إِمَامٍ قُدْوَهْ
وَغَوثُنَا فِى الْكَرْبِ وَالخُطُوبِ ... هُمْ غَيْثُنَا فِى المَحْلِ وَالجُدُوبِ
وَيَكْشِفُ البُؤْسَ بِهِهْ وَيَدْفَعْ ... فَاللهُ يَنْفَعْنَا بِهِمْ وَيَرْفَعْ
خَيْرَ الْجَزَا فِى الحَالِ وَالمَعَادِ ... وَيَجْزِىِ النَّاظِمَ لِإِسْنَادِ
مَعَ اتِّبَاعِ الصَّفْوةِ الأَمِينِ ... وَيَخْتِمُ الآجَالَ بِاليَقِينِ
بَارَكْ وَشَرَّفَ كَذَا وَكَرَّمَا ... صَلَّى عَلَيهِ اللهُ ثُمَّ سَلَّمَا
وَالتَّابِعينْ مِنْ هُدَاةِ الأُمَّةْ ... وَآلهِ وَصَحْبِهِ الأَئِمَّةْ
تمت قصائد الديوان المبارك
بحمد الله تعالى وتوفيقه
(1/235)

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "الدر المنظوم لذوي العقول و الفهوم - الإمام عبدالله بن علوي الحداد - Kitab Alhaddad-2 "

Post a Comment

Silahkan komentar yg positip